انكشاف طبيعة الاصطفافات في المنطقة
تاريخ النشر: 18th, December 2023 GMT
الجسر البري الذي يربط بين دبي وحيفا، كان قد تم الكشف عنه قبل أسابيع في تقرير نشرته صحيفة "معاريف" العبرية التي أوضحت أنه تم عقد اتفاق بموافقة حكومة العدو الصهيوني ومن خلال شركة "تراكنت" مع شركة الخدمات اللوجستية في الإمارات Puretrans FZCO، وشركة موانئ دبي DP WORLD، لنقل البضائع من الإمارات والبحرين عبر طريق بري يمر من السعودية والأردن إلى موانئ حيفا، وذلك لتعويض طريق البحر الأحمر الذي أغلقته القوات المسلحة اليمنية أمام سفن العدو والسفن المتوجـهة إليه.
وكشف موقع "والا" العبري هذا الأسبوع أنه تم الانتهاء من عمليات النقل التجريبية على هذا الجسر البري وأصبح جاهزًا لنقل البضائع ذات العمر الافتراضي القصير مثل المنتجات الغذائية “الطازجة” حسب تعبير الموقع الذي أشار إلى أن هذه الخطوة ربما تحضر لإنشاء خط قطارات في المستقبل.
وقالت صحيفة "إسرائيل هيوم" العبرية، أمس الأحد: إن الجسر البري لن يتمكن من استبدال سفن الشحن لكنه يختصر زمن وصول بعض البضائع "ويمهد لشرق أوسط جديد فيما يتعلق بالعلاقات التجارية بين إسرائيل والمنطقة في إطار اتفاقيات ابراهام" وهو ما يشير بوضوح إلى أن هذا الجسر البري يمثل مظهرا من مظاهر اصطفاف الأنظمة العميلة مع الكيان الصهيوني.
ويمثل هذا الجسر البري إدانةً جديدةً للأنظمة العربية العميلة وعلى رأسها السعودية والإمارات بالمشاركة المباشرة في إبادة الشعب الفلسطيني؛ لأن الحرص على إيصال البضائع إلى كيان العدو يأتي في إطار مساعدته على مواصلة جرائمه وكسر الحصار الضاغط الذي تفرضه القوات المسلحة اليمنية عليه من جهة البحر الأحمر، الأمر الذي يؤكـد أن دول الخليج والأنظمة العميلة ترى في استمرار العدوان الصهيوني على قطاع غزة مصلحةً كبيرةً لها.
وتوضح مسارعة الأنظمة العربية العميلة إلى تشغيل الجسر البري طبيعة موقفها المخزي الذي التزمت به منذ بداية العدوان على غزة، والذي لم يتجاوز مربع التنديد الخجول، حيث بات واضحًا أن بيانات التنديد والشجب تلك كانت فقط مجـرد واجهات للتخفيف أصلًا من وقع الموقف الحقيقي المتمثل في الاصطفاف الكامل مع العدو الإسرائيلي وتأييد حربه الوحشية على الشعب الفلسطيني، ومساعيه للقضاء على المقاومة في قطاع غزة، وهو ما كان مسؤولون في المقاومة قد كشفوا عنه في وقت سابق، حيث صرحوا بأن دولًا عربية تطلب سرا من الكيان الصهيوني والولايات المتحدة الأمريكية القضاء على حركة حماس.
ولا يخفى أن الدول التي تشارك اليوم في تشغيل الجسر البري لنقل البضائع إلى العدو الإسرائيلي هي نفسها الدول المنضوية في تحالف العدوان على اليمن، وهو ما يوضح أكثر طبيعة مشهد السنوات التسع الماضية؛ فالتناقض اليوم بين الحصار الذي يفرضه اليمن على العدو، ومسارعة هذه الدول لكسر ذلك الحصار، هو دليل واضح على أن مشروع العدوان كان منذ البداية يهدف إلى خدمة مصالح الكيان الصهيوني والقضاء مسبقًا على أية فرصة لبروز دور يمني فاعل في الصراع مع العدو الإسرائيلي.
المسيرة
المصدر: ٢٦ سبتمبر نت
كلمات دلالية: الجسر البری
إقرأ أيضاً:
العدو الصهيوني يواصل عدوانه على مدينة طولكرم ومخيميها لليوم الـ47 على التوالي
الثورة نت/وكالات تواصل قوات العدو الصهيوني عدوانها على مدينة طولكرم ومخيمها لليوم الـ47 على التوالي، ولليوم ال34 على مخيم نور شمس، وسط تعزيزات مكثفة ومداهمة للمنازل وإجبار سكانها على الخروج منها بالقوة. وقالت مصادر فلسطينية، إن قوات العدو دفعت بتعزيزات عسكرية باتجاه المدينة ومخيميها، ونشرت فرق المشاة في حارات مخيمي طولكرم ونور شمس ومحيطهما، وسط إطلاق للرصاص الحي والقنابل الصوتية، وسماع دوي انفجارات تزامنا مع تحليق مكثف لطيران الاستطلاع. وأضافت، أن قوات العدو بآلياتها وجرافاتها الثقيلة، عززت من وجودها العسكري أمام المنازل التي تستولي عليها في شارع نابلس الذي يربط مخيمي طولكرم ونور شمس، وتحولها لثكنات عسكرية، وأقامت حواجز متنقلة لتقييد حركة المواطنين. واقتحمت قوات العدو المنطقة الشرقية من إسكان الموظفين في ضاحية اكتابا المقابلة لمخيم نور شمس، حيث داهمت عددا من المنازل واحتجزت سكانها وأخضعتهم للتحقيق، كما نشرت فرق مشاة في شارع السكة، وأقامت حواجز لتفتيش المواطنين وإيقاف المركبات. وفي السياق ذاته، شنت قوات العدو حملة مداهمات واسعة للمنازل في مخيم نور شمس ومحيطه وتحديدا جبل النصر وحارة المحجر، وأجبرت سكانها على مغادرة منازلهم قبل موعد الإفطار بقليل، وسط إطلاق النار والقنابل الضوئية بكثافة لترويع السكان. وانتشرت فرق المشاة في حارات مخيم طولكرم مع إطلاقها للأعيرة النارية بشكل كثيف، وملاحقة المواطنين أثناء توجههم لتفقد منازلهم في المخيم. وتقوم قوات العدو بنصب الحواجز الطيارة العسكرية في أوقات متفرقة خلال عدوانها المتواصل في عدة مواقع رئيسية داخل المدينة ومداخلها، خاصة في شارع نابلس وحي اسكان الموظفين في ضاحية اكتابا شرقا، وشارع مستشفى الشهيد ثابت ثابت الحكومي، ومدخل المدينة الجنوبي. وأسفر العدوان المستمر على المدينة ومخيميها عن استشهاد 13 مواطنا، بينهم طفل وامرأتان إحداهما حامل في الشهر الثامن، إضافة إلى إصابة واعتقال العشرات، ونزوح قسري لأكثر من 12 ألف شخص من مخيم نور شمس، ومثلهم من مخيم طولكرم. كما خلف العدوان دمارا شاملا طال البنية التحتية، والمنازل والمحلات التجارية التي تعرضت للهدم الكلي والجزئي والحرق والتخريب والنهب والسرقة.