أكد أعضاء في البرلمان بغرفتيه (النواب والشيوخ) أن نتيجة الاستحقاق الرئاسي، والتي فاز فيها الرئيس عبد الفتاح السيسي بفترة ولاية جديدة بنسبة قاربت التسعين في المائة، تعكس بقوة مدى وقوف ملايين المصريين خلف القيادة الحكيمة للرئيس السيسي، وإيمان الشعب الثابت بما تحقق من انجازات على مدار السنوات الماضية، وانحياز المواطنين بمختلف شرائحهم وانتماءاتهم للمشروع الوطني العملاق الذي يقوده الرئيس السيسي.

جاء ذلك في تصريحات خاصة لوكالة أنباء الشرق الأوسط عقب إعلان رئيس الهيئة الوطنية للانتخابات المستشار حازم بدوي في مؤتمر صحفي اليوم /الاثنين/ فوز الرئيس عبد الفتاح السيسي بفترة رئاسية جديدة بحصوله على نسبة 89.6% بإجمالي أصوات 39 مليونًا و702 ألف و451 صوتًا من إجمالي الأصوات الصحيحة.

وقال النائب محمد ابو العينين وكيل مجلس النواب إن حدث اليوم عيد وطني خالد، وتهنئة قلبية باستحقاق دستوري عظيم، عاشته مصر على مدار 3 أيام، بزغت فيه شمس الحقيقة واستبان نورها واستقام بنيان هذا الوطن، وأشرقت آماله وأحلامه وطموحات شعبه الوفي، الذي آثر التحدي وقدس البقاء وأعلى راية الوطن ورفع هامته.

ووجه أبو العينين التحية للشعب الوفي المخلص الذي انتصر لوعيه واستنفر لوطنيته، ووقف أمام العالم مجابها كل التحديات وباعثا بأقوى الرسائل، ومفادها أن لهذا الوطن رئيس وشعب وجيش ودروع وسيوف تحميه، وأن من هب في كل أرجاء الوطن مُثبتًا لأركان الدولة ومزكيا القائد والزعيم الرئيس عبد الفتاح السيسي، لن يفرط يوما في شبر من أرض أو حبة من رمل أو حفنة من طين هذا البلد، وأن أرواحنا وأنفسنا فداء ذلك.

وأضاف وكيل مجلس النواب أن ما أظهره الشعب المصري، في عملية الانتخابات الرئاسية فاق كل التوقعات وتخطى فكرة الإنجاز إلى الإعجاز، وضرب عن مصر أروع الأمثلة فخرا واعتزازا، وإن ما كشفت عنه نتائج الانتخابات بفوز الرئيس عبد الفتاح السيسي، لولاية جديدة يكشف عن معدن هذا الشعب الأصيل، ووعيه الكامل، وقدرته على الانتقاء والاصطفاء، وإيمانه الثابت بما تحقق في هذه البلاد على مدار 10 سنوات كاملة، جابهت مصر فيها تحديات عظمى وعثرات جمة لتخرج من ذلك شامخة أبية، عصية على الهوان، طامحة لبناء المستقبل واستشراف الغد.

وتابع أبو العينين أن مصر التي قامت تحت لواء الرئيس عبد الفتاح السيسي، لبناء نهضتها الحديثة، وجمهوريتها الجديدة، آن لها اليوم أن تفرح وتحتفل ابتهاجا بوحدة شعبها وقوة مؤسساتها، وهذا التلاحم العضيد ما بين شعب مصر ورئيسها وكل المؤسسات الوطنية من أجهزة تنفيذية وأحزاب سياسية وتحالفات أهلية، اجتمعت فقط على حب مصر واختيار من يقود البلاد في أدق مرحلة من عمرها وأعتى أزمان التحدي والفداء.

وأشار أبو العينين إلى أنه كان، من خلال وجوده على رأس وفدٍ عالمي من البرلمان الأورومتوسطي، شاهدا ومتابعا للعملية الانتخابية، وأن الوفد العالمي أبدى انبهارا وإعجابا كبيرا بملحمة المصريين واستنفار كل فئات الشعب وعلى رأسهم الشباب والمرأة، من أجل ممارسة حقهم الدستوري، في تقرير مصيرهم، ورسم مستقبلهم وبناء دولتهم.

ونوه أبو العينين بالتقارير الدولية من الجهات الرقابية والمتابعة لعملية الانتخابات، والتي امتلات بكل الإيجابيات والمشاهد المشرفة، في ضوءِ منافسة شريفة ومرشحين على قدر عظيم من الوطنية والانتماء وناخبين لا يسوقهم نحو صناديق الاقتراع سوى الوعي والانتماء وحب الوطن، مشيدا بجهود ودور الهيئة الوطنية للانتخابات والمرشحين والقضاة والناخبين والأجهزة الأمنية وكافة المؤسسات التي تابعت هذه الملحمة.

ولفت أبو العينين إلى أن الشعب شاهد انجازات كثيرة في 10 سنوات بقيادة الرئيس عبد الفتاح السيسي، ما جعله يندفع دفعا نحو صناديق الاقتراع، أملا في استمرار الإنجاز وتحقيق الإعجاز، وإننا اليوم في عهد جديد نبني على ما مضى ونستعد لما هو قادم، وإننا أمام تحديات كبيرة ما بين المخاطر المحدقة بنا من كل جانب، وبين استكمال ملفات التنمية والتهضة الحديثة، لكننا على ثقة تامة وكاملة بقدرة الرئيس عبد الفتاح السيسي على استكمال المسيرة ومن خلفه شعب محب مخلص ورجال أوفياء قادرين على خوض كل التحديات ومجابهة الصعاب وتجاوز المستحيل.

من جانبها، قالت وكيلة مجلس الشيوخ النائبة فيبي فوزي إن نتيجة الاستحقاق الرئاسي جاءت لتعكس بقوة مدى وقوف ملايين المصريين خلف القيادة الحكيمة للرئيس السيسي، مثلما جاءت مؤكدة انحيازهم للمشروع الوطني العملاق الذي يقوده الرئيس على مدار السنوات الماضية، مؤكدة أن الشعب المصري بأسره فاز في هذه الانتخابات عندما اختار استقرار وطنه واستكمال ما تم من انجازات حققها بسواعد أبنائه وجهودهم، التي جسدها فكر وتخطيط الرئيس السيسي، وقدرته على اقتحام مشكلات ومعوقات لم يجرؤ غيره على مواجهتها طوال عشرات السنوات الماضية.

وأضافت فوزي: «إننا اليوم ونحن نشهد هذا الزخم غير المسبوق من التأييد والاصطفاف خلف القيادة السياسية للرئيس المنتخب لفترة رئاسية جديدة، أطالب الجميع بالحفاظ على هذه الروح وهذا الزخم الذي لا يقل أهمية وضرورة عن روح انتصار أكتوبر المجيد، فقد أعادت هذه النتيجة المبهرة إيمان الجماهير بقدرتها على اتخاذ القرار، وصنع المستقبل، وأبرزت أمام العالم أجمع ما يتمتع به الإنسان المصري من وعي وإدراك لدقة الموقف، ومن إقدام على العمل والمبادرة وكتابة التاريخ عند الأزمات بما يشكل ملامح مشهد قل ان يتكرر في تاريخ الشعوب».

وتابعت فوزي بأن الانتخابات الرئاسية بما شملته من ضمانات غير مسبوقة، وإقبال جماهيري كثيف على المشاركة، وفعالية حزبية تكاد تكون الأعلى في تاريخ الأحزاب المصرية، كانت مناسبة للتأكيد على أن المصريين باتوا يرتادون آفاقا جديدة من الحرية والتعددية، وأصبح لديهم من الوسائل السياسية ما يسمح لهم بامتلاك قرارهم وصنع مستقبلهم، عبر صناديق الاقتراع، ومن خلال آليات ديمقراطية ودستورية.

وأشارت وكيلة مجلس الشيوخ إلى أنه لا يسعها وقد أُعلنت هذه النتيجة الزاخرة بالدلالات، إلا أن تتقدم بوافر التهاني والتبريكات للشعب المصري العريق في حضارته والواثق من اختياراته والعارف بقدر ومكانة أمته، وكذلك التقدم بالدعوات للمولى عز وجل أن يوفق الرئيس والقائد والزعيم عبد الفتاح السيسي في كل ما ينتظره من مهام جسام وتكليفات عظام، جميعنا على ثقة في أنه قادر على مواجهتها وتخطيها بما حباه الله من قدرات، ومن رعاية وحفظ وتوفيق.

وقالت النائبة فيبي فوزي "على بركة الله، نبدأ مرحلة جديدة من الإنجاز على كافة الأصعدة السياسية والاقتصادية والاجتماعية، نواصل بناء مصرنا الغالية، ونواصل العطاء آملين في استكمال المسيرة، وتحقيق ما نصبو إليه جميعا من خير لبلادنا، عازمين على العمل والعطاء بالأمل وبالعلم وبالحلم، الذي طالما كان شعار الرئيس منذ اللحظة الأولى لتوليه مهام المسؤولية، لتحيا مصر رائدة بين الأمم بشعبها الوفي وقيادتها الحكيمة".

من جانبه، قال الدكتور عبد الهادي القصبي ممثل الأغلبية البرلمانية بمجلس النواب رئيس الهيئة البرلمانية لحزب مستقبل وطن، "نهنيء شعب مصر العظيم وجميع المواطنين بالانتخابات الرئاسية التي أبهرت العالم بأسره، ونتقدم للشعب المصري بعظيم التقدير لأنه وضع العالم أمام معادلة جديدة أعلن فيها عدم تنازله ودفاعه القوي عن الأمن القومي، وانتمائه الوطني الشديد".

وأضاف القصبي أن إعلان فوز الرئيس عبد الفتاح السيسي بنسبة 6ر89% من إجمالي أصوات الناخبين نتيجة لها تحليل ومعاني كثيرة، تتمثل أبرزها في أن الشعب المصري يصطف بكامله خلف القيادة الوطنية في ظل التحديات الكثيرة أمام البلاد.

وهنأ القصبي رجال القضاء والداخلية على جهودهم ودورهم من أجل الخروج بهذه الانتخابات في صورة مشرفة، اتسمت بالنزاهة والحيادية والشفافية، موجها الشكر أيضا إلى ممثلي الأحزاب السياسية الذين تقدموا للانتخابات الرئاسية، وأثروا الحياة الحزبية والعمل الديمقراطي.

وتابع القصبي أنه بعد إعلان الهيئة الوطنية للانتخابات نتيجة انتخابات الرئاسة واعتمادها بفوز الرئيس السيسي، فإن جرس العمل أطلق صفارة جديدة للبدء في منظومة عمل جادة لمواجهة التحديات القادمة.

وقال الدكتور خالد قنديل عضو مجلس الشيوخ نائب رئيس حزب الوفد، إن الفوز الكبير للرئيس عبد الفتاح السيسي في الإنتخابات الرئاسية له دلالات شديدة الأهمية، فقد جاءت الإنتخابات في خضم أزمة إقتصادية عالمية أثرت على جموع المصريين، ومع ذلك فقد جدد المصريون الثقة العميقة في سياسات الرئيس السيسي، ويراهنون على قدرته في تحقيق التنمية الشاملة، بما مهد له من انطلاقة اقتصادية تمثلت في المشروعات القومية العملاقة، وعلى رأسها البنية الأساسية المتطورة، والمهيأة لإقامة مشروعات اقتصادية كبيرة في مختلف مناطق الدولة، التي اتسعت كتلتها المأهولة لما يقرب من الضعف في غضون عشر سنوات فقط.

وأضاف قنديل أن مصر في عهد الرئيس السيسي أصبحت تمتلك شبكة طرق حديثة، وخطوط كهرباء ممتدة، من محطات كهربائية كبيرة، قادرة على إمداد المشروعات العمرانية والزراعية والصناعية بكل ما تحتاجه من طاقة.

وأوضح قنديل أن توقيت الانتخابات الرئاسية جاء في أعقاب اندلاع حرب غزة، والتي قامت فيها مصر بجهود دبلوماسية وشعبية من أجل إغاثة الشعب الفلسطيني، واتضح فيها أن الموقف المصري الذي طالما عبر عنه الرئيس عبد الفتاح السيسي في كل المحافل كان الأكثر صوابا وبعد نظر، والذي أكد على أهمية إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة على حدود الرابع من يونيو 1967، وأن إقامة الدولة الفلسطينية لا يمكن تجاهلها إذا أردنا تحقيق الاستقرار والأمن الدائم في المنطقة، وأن عدم حل القضية الفلسطينية سيكون له آثار سلبية خطيرة على أمن دول المنطقة، وهذا ما لقي تأييدا واسعاً من الدول الأوروبية والولايات المتحدة الأمريكية في عقب إندلاع الحرب المريرة في غزة، والتي تشكل خطراً كبيرا على أمن المنطقة والعالم، وأن تجاهلها كان له بالفعل أثرا سيئاً وأثماناً باهظة تدفعها كل الأطراف.

وأشار قنديل إلى أن الرئيس عبد الفتاح السيسي مازال يحذر من تجاهل وقف إطلاق النار، لأن من شأن استمرار الحرب أن تتمدد وتتسع لتتضاعف المخاطر والخسائر لدول المنطقة والعالم، لافتا إلى أنه نظرا لأن القضية الفلسطينية تقع في مركز اهتمامات السياسة المصرية، باعتبارها قضية أمن قومي مصرية في المقام الأول، فقد كان التأييد الشعبي لمواقف وسياسات الرئيس السيسي تجاهها له آثار إيجابية على التصويت في الانتخابات، التي حسمها الرئيس عبد الفتاح السيسي بفضل الشعبية الواسعة التي يحظى بها في جميع أوساط الشعب المصري.

بدوره، هنأ النائب أحمد العوضي رئيس لجنة الدفاع والأمن القومي بمجلس النواب، النائب الأول لرئيس حزب حماة الوطن، الرئيس عبد الفتاح السيسي بمناسبة فوزه بفترة رئاسية جديدة، مؤكدا أن الشعب المصري منح قائد مسيرة التنمية الرئيس السيسي، الثقة لاستكمال مسيرة العطاء والتنمية.

ووجه العوضي تحية إعزاز وتقدير للشعب المصري على وطنيته ووعيه وحرصه على المشاركة بصورة مشرفة في الانتخابات الرئاسية 2024، ليضربوا بذلك أروع الأمثلة في الانتماء وحب الوطن. وأشاد العوضي بوعي المصريين وحرصهم على المشاركة في هذه الانتخابات ليسطروا من جديد ملحمة وطنية تعكس وعيهم الوطني لاستكمال مسيرة البناء والإصلاح والتنمية وجني ثمار الإنجازات والمشروعات التي تبنتها القيادة الرشيدة لبناء الجمهورية الجديدة التي يحلم بها ويتمناها كل المصريين، مع التأكيد للعالم أنه شريك أساسي في بناء وطنه.

من جهته، قال الدكتور محمد عطية الفيومي رئيس لجنة الإسكان والمرافق بمجلس النواب إن نتيجة الانتخابات الرئاسية التي تم إعلانها منذ قليل وفاز فيها الرئيس عبد الفتاح السيسي بفترة رئاسية جديدة بنسبة قاربت التسعين بالمائة من أصوات الناخبين، مشرفة وتعكس ثقة الشعب في قائده، وبمثابة استفتاء قوي على السياسات التي انتهجها الرئيس السيسي خلال السنوات العشر الماضية.

وأضاف الفيومي "نقول للرئيس السيسي.. استمر في استكمال جميع المشروعات، وواصل منهجك القوي للتصدي لجميع التحديات والمؤامرات"، معربا عن ثقته في أن تستمر مصر تحت قيادة الرئيس السيسي في أعلى مكانة، وفي قيادة الأمة العربية.

كما هنأ النائب محمد حلاوة رئيس لجنة الصناعة والتجارة بمجلس الشيوخ الرئيس السيسي على فوزه بفترة رئاسية جديدة، مؤكدا أن القائد الرئيس عبد الفتاح السيسي أسس لجمهورية جديدة، وفتح المجال أمام جميع التيارات للمشاركة السياسية العادلة.

وقال حلاوة إن مصر كلها فائزة في الانتخابات الرئاسية التي كانت مدعاة للفخر لأنها عبرت عن جميع فئات المجتمع المصري، مشيدا بمناخ الحريات والعدالة والممارسة السياسية الديمقراطية، الذي لم يكن ليتحقق لولا رؤية الرئيس عبد الفتاح السيسي الذي ندعمه جميعا حتى يستكمل مشروع النهضة والتنمية لمصر.

وهنأ النائب المهندس حازم الجندي عضو مجلس الشيوخ ومساعد رئيس حزب الوفد الرئيس عبد الفتاح السيسي لفوزه بولاية جديد في انتخابات حرة نزيهة يشهد لها الجميع بالشفافية والديمقراطية، وسادت فيها التنافسية والاحترام المتبادل بين المرشحين.

وأكد مساعد رئيس حزب الوفد أن الانتخابات الرئاسية كانت بمثابة رسالة للعالم أن في مصر شعب واع ومثقف يدرك جيدا حقوقه وواجباته، ولا يسمح لأحد المساس بها أو الاقتراب من أمنه، وأن الجميع على قلب رجل واحد من أجل الوطن واستقراره وحماية أمنه القومي، خاصة في ظل التحديات الصعبة التي تشهدها البلاد وما يحيط بها من مخاطر وأزمات إقليمية.

ودعا الجندي جموع الأحزاب والقوى السياسية المصرية الاصطفاف خلف القيادة السياسية وتقديم مقترحاتها وأفكارها وبرامجها لدعم جهود البناء والتنمية، واستغلال حالة الزخم السياسي لتطوير نفسها وحصد مكاسب شعبية كبيرة تعزز من دورها السياسي خلال الفترة المقبلة.

المصدر: الأسبوع

كلمات دلالية: الانتخابات الرئاسية 2024 الرئيس السيسي السيسي الهيئة الوطنية للانتخابات انتخابات الرئاسة الرئیس عبد الفتاح السیسی الانتخابات الرئاسیة بفترة رئاسیة جدیدة الرئیس السیسی الشعب المصری مجلس النواب خلف القیادة مجلس الشیوخ أبو العینین السیسی فی أن الشعب رئیس حزب على مدار إلى أن من أجل

إقرأ أيضاً:

النائب علاء عابد يكتب: الرئيس السيسي.. الشعب معك وخلفك

تحركات مكثفة للرئيس القائد عبدالفتاح السيسى منذ دعوة الرئيس الأمريكى دونالد ترامب بتهجير سكان قطاع غزة إلى مصر والأردن، فى زيارة إلى إسبانيا ثم السعودية لإيجاد طرح بديل وحشد الدعم الدولى لإعادة إعمار قطاع غزة، بالتعاون مع الدول العربية وشركائها الدوليين، لمواجهة دعوات «التهجير»، مؤكداً موقف مصر الثابت الداعى لضرورة التنفيذ الكامل لاتفاق وقف إطلاق النار فى غزة وتبادل الرهائن والأسرى وإنفاذ المساعدات الإنسانية.

وقد سعت مصر بكل قوة لتطويق طرح ترامب لمشروع التهجير، عبر تحركات شعبية بوقفة حاشدة أمام معبر رفح، وتحركات ميدانية ساهمت فى إدخال أول دفعة من المنازل الجاهزة للقطاع، بعد تعنت كبير من الاحتلال الإسرائيلى، واستطاعت خلال الأسابيع الماضية أن تعزز «الخطة المصرية» لـ«إعادة إعمار قطاع غزة ليكون قابلاً للحياة» دون ترحيل الفلسطينيين، ويضمن «الحفاظ على حقوقهم ومقدرتهم فى العيش على أرضهم»، وأنه لا مناص من إقامة الدولة الفلسطينية على حدود الرابع من يونيو 1967، وأن تكون عاصمتها القدس الشرقية، وذلك كضمان وحيد لتحقيق السلام والاستقرار فى الشرق الأوسط.

وكلنا استمع إلى البيان «المصرى - الإسبانى» عقب لقاء الرئيس السيسى ورئيس الحكومة الإسبانية بيدرو سانشيز، والذى أكد على حق الفلسطينيين فى البقاء على أرضهم، ورفض أى محاولات لتهجير الفلسطينيين إلى دول الجوار، داعياً المانحين الدوليين إلى الانخراط بقوة فى مؤتمر إعادة الإعمار الذى ستستضيفه مصر، حيث تمتلك مصر القدرات اللوجيستية لاستعادة مقومات الحياة فى القطاع.

ووصف بيدرو مقترح ترامب للاستيلاء على قطاع غزة وتهجير سكانه بأنه عمل «غير أخلاقى ويتعارض مع القانون الدولى. غزة ملك للفلسطينيين وهى جزء من دولة فلسطين المستقبلية.. وأى محاولة للتهجير سيكون لها تأثير مزعزع للاستقرار إقليمياً وعالمياً».

ولم تكتفِ مصر برفض مقترح ترامب ومعارضته بكل قوة، بل قامت الدبلوماسية المصرية على جمع دول ومنظمات إقليمية ودولية تساندها من أجل خلق أجواء داعمة للقضية الفلسطينية وثوابتها، والعودة إلى آليات حلها على أساس قوانين الشرعية الدولية التى يحاول ترامب تجاهلها ويسعى قادة الاحتلال الإسرائيلى إلى العصف بها، وناقش الرئيس السيسى الجهود المصرية مع الرئيس الفرنسى إيمانويل ماكرون فى مكالمة هاتفية جرت قبل أيام.

وقد انضم الرئيس السيسى إلى قمة قادة دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية، وملك الأردن، أمس الجمعة، بدعوة من الأمير محمد بن سلمان، فى مدينة الرياض، لعرض خطة إعمار غزة بمساهمات مالية من دول المنطقة، ومتوقع أن تحشد «الخطة المصرية» بما يصل إلى 20 مليار دولار، وكانت الحرب الإسرائيلية التى استمرت 16 شهراً على قطاع غزة، والتى اندلعت فى الثامن من أكتوبر 2023، ووفقاً لتقديرات الأمم المتحدة، دمرت حوالى ربع مليون وحدة سكنية، ودمرت أكثر من 90 فى المائة من الطرق وأكثر من 80 فى المائة من المرافق الصحية. وحسب تقرير صادر عن الأمم المتحدة، فإن تكلفة إعادة إعمار غزة تتطلب أكثر من 53 مليار دولار، وأن غزة بحاجة إلى قرابة ثلاثة قرون ونصف القرن، أى ما يعادل 350 عاماً، للعودة إلى ما كان عليه الواقع قبل السابع من أكتوبر 2023، إذا ما استمر الحصار الإسرائيلى المفروض على القطاع وجرت عرقلة عملية إعادة الإعمار، ومن هنا فإن «الخطة المصرية» المطروحة تركز على التنمية من خلال ثلاث مراحل تستغرق ما يصل إلى خمس سنوات دون إبعاد الفلسطينيين من غزة.

سبق كل ذلك مواقف واتصالات وتصريحات وتحركات مصرية لم تتوقف لحظة واحدة، منذ طرح ترامب فى 25 يناير الماضى دعوته لتهجير سكان غزة لمصر والأردن، وعبّرت مصر عن رفضها التام لخطة ترامب وأنها ستطرح خطة بديلة وتصوراً شاملاً لإعمار القطاع دون إخراج سكانه، وكان حديث الرئيس عبدالفتاح السيسى، فى 29 يناير الماضى، الواضح والمانع لخطة التهجير بأن «تهجير الفلسطينيين ظلم لن نشارك فيه».

وكان لمصر الجهد الأكبر فى «صفقة التبادل» ووقف إطلاق النار، وبشهادة الرئيس الأمريكى السابق جو بايدن الذى أكد أن هذه «الصفقة» لم تكن لتتحقق لولا الدور الأساسى والتاريخى لمصر فى الشرق الأوسط والتزامها بالدبلوماسية لحل النزاعات.

 

مقالات مشابهة

  • النائب علاء عابد يكتب: الرئيس السيسي.. الشعب معك وخلفك
  • الانتخابات البلدية 2025: تحالفات ومفاجآت واستعدادات مكثفة
  • الرئيس عبد الفتاح السيسي يعود إلى أرض الوطن قادما من السعودية
  • برلمانية: تطوير الأسطول البحري المصري أحد الركائز لتعزيز الاقتصاد الوطني
  • إشادة برلمانية بزيارة الرئيس السيسي لـ إسبانيا.. نواب: تعزز التعاون وتجذب الاستثمارات الأجنبية لدعم الاقتصاد
  • الانتخابات البلدية في موعدها؟
  • الرئيس السيسي يشكر ملك وملكة إسبانيا ورئيس الحكومة على حفاوة الاستقبال
  • برلماني: زيارة الرئيس السيسي لإسبانيا تعكس تطور علاقات الدولة مع مصر
  • العبقرية الاستراتيجية لفكر الرئيس عبد الفتاح السيسي في مواجهة قضية تهجير سكان قطاع غزة ومخططات الشرق الأوسط الجديد
  • الرئيس السيسي يغادر إسبانيا متجهًا إلى السعودية