أرسل الدكتور عيسي إسكندر  رئيس اتحاد العمال المصريين في إيطاليا برقية تهنئة إلى الرئيس عبد الفتاح السيسى بمناسبة فوزه فى الانتخابات الرئاسية.
وجاء بالبرقية: "يسعدنى كما يسعد جميع اعضاء اتحاد العمال المصريين في إيطاليا أن أرسل لسيادتكم بخالص التهانى والتبريكات بمناسبة فوزكم فى الانتخابات الرئاسية ، والتى جاءت نتيجتها تجسيداً واضحاً لمدى إخلاص وتمسك الشعب المصرى بكم، والتفافه حول قيادتكم الرشيدة، لتواصلوا مسيرة الخير والنماء لمصرنا الغالية لسنوات 6 أخرى قادمة".


وتابعت البرقية: "وما كانت هذه النتيجة إلا تعبيراً عن واقع ينبئ بوضوح عن حب وثقة جموع الشعب المصرى فى أنكم الأحق والأولى بقيادة مصر فى هذه المرحلة الحرجة، التى تتطلب رئيساً يحمل صفات الزعيم، ويمتلك مقومات القائد، ويمتلئ بحكمة الخبير، وهى الأمور التى لمسناها جميعاً فى فترة ولايتكم وأنتم تقودون البلاد، نعاهدكم يا سيادة الرئيس، بأن نظل دوماً خلفكم، مؤيدين لسياستكم التى نحن على يقين بأنها سوف تدفع مصر قدماً إلى الأمام، لتتبوء المكانة اللائقة بها كدولة رائدة فى الشرق الأوسط، بل وفى العالم كله، وفقكم لله وأعانكم على قيادة مصر فى ولايتكم القادمة ، ومتعكم بموفور الصحة والعافية

المصدر: البوابة نيوز

كلمات دلالية: اتحاد العمال المصريين في ايطاليا الانتخابات الرئاسية الرئيس عبد الفتاح السيسي العمال المصريين

إقرأ أيضاً:

«الإخوان».. أعداء الوطن وصُناع الإرهاب

صالون الوطن يكشف أحدث أساليب «الجماعة» في تجنيد النشء بالذكاء الاصطناعي والتقنيات الحديثة

خاضت الدولة المصرية معارك وجودية مع تنظيم الإخوان الإرهابى، ذلك التنظيم الذى وُلد فى كواليس الظلام ليكون أداة لنشر الفوضى وتشويه وعى الشعوب، فهو لم يكن مجرد تنظيم عابر، بل مشروع متكامل يسعى لانتزاع الهوية الوطنية واستبدالها بأخرى مشوهة، تعتمد على استغلال الدين لتحقيق مكاسب سياسية بحتة، واليوم، وبينما تخوض مصر معركة وعى جديدة ومستمرة لمواجهة أعداء الداخل والخارج، يظل «الإخوان» أكبر التحديات التى تستهدف النيل من استقرار الوطن وتماسك شعبه.

يأتى صالون «الوطن» تحت عنوان «أعداء الوطن وصناع الإرهاب»، ليكون منصة نقاشية تجمع نخبة من المفكرين والخبراء والمتخصصين لمواجهة هذا الخطر الداهم، وكيف تحولت الجماعة الإرهابية إلى صانع للموت ومدير للحروب بالوكالة، وآلية التنظيم الإرهابى لاستغلال التكنولوجيا الحديثة، وعلى رأسها الذكاء الاصطناعى، لترويج أفكاره واستقطاب المزيد من العناصر، خاصة مع نجاح الدولة المصرية طوال السنوات الأخيرة فى التصدى لهذه المخططات، من خلال مزيج متكامل من القوة الناعمة والتشريعية.

يطرح النقاش العديد من التساؤلات، ويستعرض تجارب الماضى، ويسلط الضوء على المحاولات المستمرة من التنظيم الإرهابى منذ نشأته فى عام 1928، للتوغل داخل نسيج المجتمع المصرى وسلب هويته إلى أن اصطدم بإرادة حقيقية استطاع من خلالها المصريون أن يدحضوا مؤامرات التنظيم فى ثورة 30 يونيو، التى أجهضت حلم الجماعة فى السيطرة على الدولة، وإفشال مخططات أعداء الوطن.

يشارك «الوطن» خلال هذه الفعالية، كل من الدكتورة هدى زكريا، أستاذ علم الاجتماع السياسى، ونادر مصطفى، وكيل لجنة الثقافة والإعلام والآثار بمجلس النواب عن تنسيقية شباب الأحزاب والسياسيين، وعمرو فاروق، الباحث فى شئون الجماعات الأصولية وتيارات الإسلام السياسى، وصبرة القاسمى، المحامى ومؤسس الجبهة الوسطية لمكافحة التطرف.

مصطفى عمار: الجماعة الإرهابية تمثل العباءة الكبرى التى خرجت منها كل الجماعات المسلحة المتطرفة خلال ما يقرب من الـ100 عام الفائتة - الدعوة للتكفير والإرهاب والعنف مترسخة فى أدبيات جماعة الإخوان - «التنظيم» دوماً ما يكون عدواً لأى جيش منظم أو دولة تقوم على النظام المؤسسى

استهل الصالون مصطفى عمار، رئيس التحرير، قائلاً: «العنف مترسخ فى أدبيات جماعة الإخوان، فهى تمثل العباءة الكبرى التى خرجت من تحتها كل جماعات العنف والإرهاب خلال ما يقترب من الـ100 عام الفائتة، وقد تنوعت هذه التنظيمات الإرهابية، سواء كانت داخل الجماعة نفسها أو من خارجها، ولكنها اعتمدت على أدبيات الجماعة التى تدعو للتكفير والإرهاب»، مؤكداً أن هذه الفئة دوماً ما تكون عدواً لأى جيش منظم أو دولة تقوم على النظام المؤسسى، وفى هذه الحالة يكون هدفهم الأول هو هدم هذا النموذج فى سبيل نصرة أفكارهم المتطرفة، ولكن هذه التيارات لم تتمكن من التغلب على الشعب المصرى، لما يتميز به من لُحمة حقيقية ووعى كبير يسانده فى مكافحة الأفكار المتطرفة.

هدى زكريا: نزع المقدس الوطنى استراتيجية الجماعات الأصولية لتفكيك وتشكيل المجتمعات على أسس طائفية - الإسلام حوّل قبيلة لحضارة عظيمة رغم التشويه والمتطرفون يزرعون الفُرقة بين الرجل والمرأة - الوطنية سلاح مواجهة جماعات العنف.. والمصريون صامدون أمام التطرف - ثورة «30 يونيو» أجهضت مخططات «الإخوان» ويجب استكمال تصحيح المسار

وتناولت الحديث الدكتورة هدى زكريا، أستاذ علم الاجتماع السياسى، مشددة على أن الوطنية هى مفتاح السر فى الشخصية المصرية، ولذلك لم تنجح جماعة الإخوان الإرهابية فى أى محاولة منها للتأثير فى تلك الشخصية، إذ إن هناك ثقة كبيرة بين المواطن المصرى وحكومته ودولته. وقالت: «الشعب المصرى يتمتع بأرضية وطنية صلبة منذ قديم الأزل، وقد تعرض هذا الشعب للعديد من الصدمات على مر التاريخ كان من الممكن أن يكون لها تأثير على لُحمته وتماسك نسيجه المجتمعى إلا أنه تغلب عليها وما زال حتى اليوم المصريون فى لُحمة قوية صامدين أمام كل هذه التحديات».

وأضافت «زكريا» أن المواطن المصرى يستهين بعدوه مهما كانت قوته، وذلك لما يتمتع به من قوة وثقة فى نفسه وفى قيادته، وهذا الأمر مترسخ فى التراث الشعبى للمصريين، فهناك العديد من الأمثال الشعبية التى خرجت توضح كيف استهان المصرى بعدوه ولم يخشه، مهما كان هذا العدو قوياً ويشكل خطراً، كان دائماً المصرى واثقاً من قدرته على التغلب عليه، مشيرة إلى أن الشارع المصرى مر بمشاهد مماثلة، ومنها فى فترة الاحتلال الإنجليزى لمصر وغيرها من الفترات، وصولاً إلى مقاومة المصريين لـ«الإخوان» خلال العام الذى تمكنت فيه الجماعة من الوصول إلى مقاليد الحكم، والثابت بين تلك المشاهد أن الشعب تمكن من الإطاحة بعدوه.

وتحدثت أستاذ علم الاجتماع السياسى عن طريقة تفكير الجماعات الإرهابية ومنهجيتها من أجل تحقيق أهدافها، قائلة: «الجماعات المتطرفة تعمل على دراسة الشعب المصرى لمعرفة كيف يمكن تطويع تلك العقول لصالحها، وتسعى الجماعة الإرهابية إلى نزع المقدس الوطنى من قلب الناس بالمقدس الدينى، وهو المبدأ الذى اتبعه حسن البنا، مؤسس الجماعة»، وتابعت: أن التنظيم الإرهابى كان على وشك تحقيق تلك الأهداف ولكن فى ثورة 30 يونيو تمكن المصريون من تدمير خطتهم وانتزاع الدولة من بين أيديهم، وما زال العمل جارياً حتى اليوم على تصحيح ما أفسده الإخوان، مشددة على ضرورة الاتجاه بجدية نحو تصحيح ما أفسده الإخوان، ولا بد من العمل على توعية كل فئات المجتمع المصرى المختلفة فى كل القطاعات، حتى نتمكن من تحقيق التصحيح التام والكامل للمسار وانتزاع بقايا الإخوان.

عمرو فاروق: مشروع «الإخوان» سياسى وليس دينياً.. ومذكرات «البنا» كشفت عداءهم لمفهوم الدولة الوطنية - الاستقطاب الفكرى يسبق التجنيد والتدريب فى الجماعة.. واختيار الأشخاص لتجنيدهم يتم بعناية.. و«العزلة» الخطوة الأولى لبناء الكوادر - «البنا» فى رسالة المؤتمر الخامس وضع بنود استعمال العنف وقال: لن نستعمل العنف إلا وقت الحاجة

وانتقل الحديث إلى عمرو فاروق، الباحث فى شئون الجماعات الأصولية وتيارات الإسلام السياسى، الذى وصف جماعة الإخوان بأنها مشروع سياسى فى الأساس وليس مشروعاً دينياً، وهو ما أكدته مذكرات حسن البنا، التى توضح أن مؤسس التنظيم كان شخصية تعمل على مشروع بناء دولة على أسس مختلفة، تناهض الشخصية الوطنية، أى إنه يعارض مفهوم الدولة الوطنية فى الأساس، وإن هدم الدولة القائمة وبناء الدولة الجديدة يتطلب إيمان القائمين على هذا المشروع بـ«اللا وطنية»، بالتالى تعمل جماعة الإخوان على تجنيد الشباب وفق هذا الأساس وزرع هذا المبدأ فيهم. وتطرق «فاروق» إلى أساليب جماعة الإخوان فى التجنيد ونزع الوطنية من الأشخاص، فهى عملية طويلة لها العديد من الخطوات تبدأ من اختيار الشخصيات، إذ إن الجماعة تختار بعناية الأشخاص الذين ستوقع بهم فى فخ «الدولة البديلة» التى تقوم على الإسلام والعدالة، فلا بد أن يكون الشخص المختار مؤهلاً لحمل فكر الجماعة ولديه قابلية للتخلى عن أفكاره، وتابع: «هناك برامج مخصصة تتبعها الجماعة فى تجنيد الشباب لحسابها، هذه البرامج موجودة منذ سنوات طويلة ويتم تطويرها من وقت لآخر».

وأشار إلى أن الاستقطاب الفكرى يسبق التجنيد التدريبى، ويكون قائماً على عدد من الخطوات، تبدأ بالعُزلة الشعورية وهو مبدأ تحدث عنه سيد قطب بشكل واضح، وهذه الخطوة عبارة عن عزل الشخص عن المجتمع وعاداته وتقاليده وكافة انتماءاته المختلفة، وبانفصال الشخص عن البيئة المحيطة يتحول إلى شخص أجوف، وبعد إتمام تلك الخطوة تليها خطوة المفاصلة الوطنية، وفى تلك المرحلة يعمل أعداء الوطن على إقناع الشخص بأن مؤسسات الدولة تعادى الشريعة الإسلامية، والنظام الحاكم ككل ضد تطبيق الشريعة، ومن هنا تبدأ صياغة نظرية المؤامرة على الإسلام وإقناع الفرد بها، وبعد نجاح تلك الخطوات يأتى دور الخطوة الثالثة وهى «وهم الدولة البديلة»، وإقناع الشخص أن تلك الدولة تقوم على عدة محاور، منها العمل الجماعى، والولاء للتنظيم والسمع والطاعة والانصياع للقيادات، فتتشكل داخله حالة من التقديس للتنظيم وقياداته، وبذلك يكون الشخص جاهزاً للانتماء إلى الجماعة، وهو ما يمثل البداية الفعلية للانتماء للتنظيم، التى تعنى السقوط فى شباك جماعة الإخوان الإرهابية.

وبعد الانتهاء من مرحلة التأهيل الفكرى والوجدانى، يأتى الدور على التأهيل المسلح، ووضع حسن البنا فى رسالة المؤتمر الخامس بنود استعمال العنف، وقال حينها إن جماعة الإخوان لن تستعمل العنف المسلح إلا وقت الحاجة، والمقصود به أن يجدوا تخاذلاً من مؤسسات الدولة. واستكمل: «البنا قال إنهم سوف ينتقلون من الدعوة العامة إلى الدعوة الخاصة ويحملون أوراقهم إلى الدولة، وإن وافقت الدولة على ما نؤمن به سوف يعملون على إعانتهم، وإن لم يحدث ستكون حرباً بلا ضراوة»، وهذه الكلمات عبارة عن إعلان رسمى للحرب.

وتابع الباحث فى شئون الجماعات الأصولية: «اهتم حسن البنا فى تأسيسه لجماعة الإخوان والفكر المتطرف بمبدأ الوطنية، والمقصود بها فى هذه الحالة الانتماء للجماعة، حيث قال فى إحدى رسائله إن الحدود الوطنية أعمق من الحدود الجغرافية».

وأكد الباحث أن سيد قطب لم يختلف عن حسن البنا كثيراً فى المنهج والمبدأ، لكن قطب كان أكثر وضوحاً، كما أنه قام بتفسير القرآن الكريم بما يخدم أجندته وأجندة الجماعة، ونفس الأمر مع السنة. ولا شك أن القانون الفقهى والتشريعى لجماعة الإخوان يختلف كل الاختلاف عن الدين القيم الوسطى المعتدل، ويختلف تماماً عن القيم الأساسية للدين الإسلامى الحقيقى، مشيراً إلى أن الدولة المصرية لها خصوصية فى التعامل مع الأديان، إذ إن الشعب المصرى منذ بدايته شعب متدين ولكن ليس متطرفاً، هذا الأمر لم يكن أبداً جزءاً من تفكير أو عقيدة المصرى.

من المعروف أن كتاب «معالم فى الطريق» هو المرجعية أو الدستور الأول لكل العناصر التى تبنت العنف فى عملية بناء الدولة، إذ أوضح «فاروق» أن هذه العناصر تعتمد على نظرية غريبة جداً فى تعاملاتها، وهى اعتبار أن كل الناس كفار إلا إذا «توقفّت وتبينّت»، مشيراً إلى أن هذه النظرية خرجت من رحم الإخوان داخل السجون، لا سيما على يد سيد قطب، والمقصود من «تبينت» هو مناقشة الآخر، إذا كان مؤمناً بما أؤمن به فهو فى طور الإيمان، ولكن إذا لم يكن مؤمناً بنفس المبادئ فهو كافر لا محالة. وهو ما تتبعه الجماعة: أى التكفير والعُزلة، بمعنى أن يقوموا بتكفير المجتمع ثم الانعزال عنه تماماً والذهاب للعيش فى الصحراء فى مجموعات، بالتالى أصبحت هناك مجموعات مختلفة من المتطرفين والإرهابيين التى نشهدها اليوم، فهم أكثر من كيان وليس كياناً واحداً، تم بناؤهم جميعاً على نفس المبدأ والفكر الذى خرج على يد «قطب».

وأوضح عمرو فاروق أن الحركة الأصولية لم تعمل على بناء العنف والميليشيات فى مصر فقط، فمثلاً المجموعة التى خرجت من مصر وقت الصدام مع الرئيس الراحل جمال عبدالناصر توجهت إلى ليبيا، وتم هناك العمل على نشر الفكر المتطرف فى كل أفريقيا تقريباً، ومجموعة أخرى خرجت إلى سوريا وغيرها، متابعاً أن هذه الجماعة تعمل على استقطاب الأفواج التى تأتى من الخارج للتعلم فى الأزهر ويعملون على تجنيدهم، مما يسهم فى نشر فكرهم لأبعد من أفريقيا، لتنفيذ أهدافهم، وهى ليست فقط على بناء دولة، بل إنها تبنى مظلة مما يحقق لها مبدأ أستاذية العالم والسيطرة عليه. بالرغم من ذلك لم تتمكن تلك الجماعة من الحفاظ على مكانها فى السلطة، حيث إنها بمجرد وصولها للحكم تكون دائماً هناك حتمية للسقوط، والسبب الأساسى فى ذلك هو المبادئ التى تربوا عليها، إذ إنهم تربوا داخل تنظيمات لها أدبيات سياسية ودعوية ومرتبطة بالعنف، لا يمكنهم التخلى عنها عندما يتعاملون مع الجمهور العادى، وينظرون للمجتمع نظرة استعلائية، وبالتالى ينتهى بهم المطاف خارج المشهد كما حدث فى ثورة 30 يونيو عام 2013.

من جانبه، أشار نور الدين القلعاوى، مساعد رئيس تحرير (الوطن)، إلى ثورة المصريين فى 30 يونيو ضد جماعة الإخوان الإرهابية ونزولهم بالملايين احتجاجاً على عام حكمهم، متسائلاً: «أين كان دور المؤسسات الدينية فى هذه الفترة لتبث الفكر الوسطى لمواجهة أى تطرف؟».

صبرة القاسمي: «المتحدة» تلعب دوراً حيوياً فى مواجهة التطرف والتكنولوجيا أصبحت سلاحاً فى يد الإرهابيين - «التجنيد الذاتى» أسلوب جديد تستخدمه الجماعة الإرهابية فى الاستقطاب - الإخوان فشلوا فى استغلال المؤسسات الدينية لبث أفكارهم بسبب الوعى الشعبى

وجاءت الإجابة من صبرة القاسمى، المحامى ومؤسس الجبهة الوسطية لمكافحة التطرف، قائلاً: إن جماعة الإخوان تمكنت من تولى مقاليد فكر المصريين لفترة طويلة وصلت فى نهايتها إلى حكم البلاد، وكان ذلك نتيجة وجود بعض الإخفاقات، ليكون عام حكم «الإرهابية» هو المحطة التى لفظ فيها المصريون التنظيم وعناصره، مضيفاً أن الوعى كان له دور كبير فى إنقاذ البلاد من تلك القبضة الدامية، وما زال حتى اليوم مفهوم بناء الوعى من الأمور المهمة التى لا بد من العمل عليها وتطبيقها وعدم إغفالها.

وثمن «القاسمى» الدور الكبير الذى تقوم به الشركة المتحدة للخدمات الإعلامية من تكوين الوعى لدى المواطنين، فهى تعتبر درعاً أو حائط صد يحمى المواطنين من سم جماعة الإخوان، وعرقلة محاولتهم زرع أفكارهم فى عقول المصريين مرة أخرى، وذلك من خلال حرص كل قطاعات الشركة على توعية المواطن، وجندت كل المواطنين ليكونوا مدافعين عن الوطن بالكلمة والفكر.

وأوضح مؤسس الجبهة الوسطية لمكافحة التطرف أنهم عكفوا على إعداد دراسة جديدة تحت اسم «الحرب الخفية.. كيف تستهدف الشائعات الأمن القومى المصرى؟»، وهى موجهة لكل من يهتم بالشائعات وكيفية مواجهتها وإحباطها، ومن المقرر إطلاقها فى غضون شهر تقريباً، مشيراً إلى أن هناك طرقاً دعوية حديثة تستعملها الجماعة الإرهابية من أجل تجنيد الشباب المصرى.

وأكد «القاسمى» أن التنظيمات الإرهابية تستهدف النظام العالمى بالكامل وليس الدولة المصرية فقط، فهم أعداء لكل البشر الأسوياء حول العالم، وهناك العديد من الحوادث الإرهابية التى تقع حول العالم تؤكد ذلك، مشيراً إلى أنه بعد سقوط حكم جماعة الإخوان الإرهابية أصبح التركيز الأكبر على الدولة المصرية من قبل هؤلاء المتطرفين.

وتابع: «أهداف الجماعة ما زالت قائمة، وهى تسعى جاهدة لتحقيقها، ولديها العديد من اللجان التى تعمل على دراسة الأوضاع ليلاً ونهاراً لإيجاد المدخل، فضلاً عن سعيهم المستمر لإرهاب القضاة والإعلاميين، تلك الفئات التى تمثل أصوات الحق فى الدولة»، مشدداً على أن وزارة الداخلية تبذل جهوداً كبيرة ومستمرة فى إطار إحباط أى محاولات لزعزعة الأمن القومى، وهناك العديد من النجاحات التى يتم تحقيقها فى هذا الملف.

وناشد صبرة القاسمى كل الأسر المصرية الحرص على حماية أطفالها من الأفكار المتطرفة المنتشرة، خاصة مع انتشار التكنولوجيا ووسائل التواصل الاجتماعى بشكل كبير، وأصبحت طرق الوصول إلى الأذهان أكثر انتشاراً وتنوعاً، بالتالى يصبح على كل أسرة مسئولية كبيرة فى حماية أبنائها وتحصين عقولهم خاصة فى السن الصغيرة، موضحاً أنه لا بد من متابعة مستمرة لتعاملات الأطفال والنشء على منصات التواصل الاجتماعى المختلفة واستعمالهم للتكنولوجيا، وذلك من أجل التأكد من سلامة المحتوى الذى يتعرضون له.

وأضاف: «طرق التجنيد التى تستعملها الجماعة الإرهابية تغيرت وتطورت، كانت قبل ذلك تتم من خلال المقابلات المباشرة سواء فى الجوامع أو الجامعات وغيرهما، وبعدها وصلت إلى منصات التواصل الاجتماعى وقامت باستعمالها من أجل الوصول إلى المواطنين، والآن وصلت إلى المرحلة الأحدث ألا وهى التجنيد الذاتى».

وتحدث «القاسمى» عن أسلوب التنظيم الإرهابى فى دراسته للمجتمع بتمعن للوصول إلى كل الأفراد الذين يتوافقون مع أجنداتهم وأيديولوجيات التطرف، فإذا قامت هذه الشخصية باستخدام محركات البحث بحثاً عن أى شىء، سواء فى الدين أو غيره، تبرز له رسائل أو إعلانات تتناول موضوعات كثيرة متعلقة باسم الدين، منها على سبيل المثال، مستخدم للإنترنت بحث فى (الخطبة فى الإسلام)، تظهر له بعض الإعلانات الأخرى، مثل «كيف تكون مسلماً حقاً». وبمجرد الدخول إلى تلك الإعلانات تقوده إلى مواقع أخرى تتناول تعاليم تبدو دينية ولكنها فى الحقيقة ليست إلا مبادئ تنظيم الإخوان الإرهابى، وبذلك تبدأ رحلة التجنيد الذاتى. إذ قال: «مع التعمق فى الأمر، يكون الشاب قد جند نفسه بنفسه ووقع فريسة فى المصيدة التى أعدها الإخوان»، لذلك على الآباء مسئولية كبيرة فى متابعة أبنائهم.

ومن وسائل التجنيد التى يستعملها التنظيم أيضاً هى الألعاب الإلكترونية، وهى الآن بوابة للوصول للأطفال وكذلك نشر المعلومات، فأثناء اللعب تظهر بعض الرسائل أو الإعلانات، وبالضغط عليها حتى دون قصد تصل إلى الطفل، ومن ثم يقع فى فخ الإخوان، ويجد من يتواصل معه ويعمل على تجنيده رويداً رويداً، لافتاً إلى أنه شهد على حالات لشباب فى سن 16 أو 17 عاماً تم استدراجهم من خلال الألعاب الإلكترونية، ووصل بهم الأمر إلى أنهم تواصلوا مع عناصر كبيرة فى التنظيم الإرهابى موجودة فى دول خارجية، ثم انضموا إلى تنظيم القاعدة الذى يعتبر من أخطر التنظيمات الإرهابية الموجودة حالياً.

وأوضح أن تلك العناصر حصلت على تدريبات مختلفة حتى إنهم وصلوا إلى طرق استعمال السلاح وصناعة المتفجرات من خلال فيديوهات ترسل لهم على تطبيقات مختلفة، فكانوا يحصلون على تدريبات كاملة من خلالها، مردفاً: «تلك الجهود فى التجنيد ما زالت مستمرة، فهناك العديد من الخلايا الكامنة فى الكثير من الدول ليس مصر فقط، فى انتظار الضوء الأخضر لتنفيذ عملياتها، ودورها يبدأ بخطوات بسيطة». مشدداً: «لا تستهينوا بالكتابة على الجدران أو الكتابة على الأموال وانتشارها بين المواطنين، ولا تستهينوا بالمنشورات التى تقع فى الشوارع والتى ننظر إليها على أنها أمور تافهة، ولكنها فى حقيقة الأمر تأهيل ليس إلا».

التنظيمات الإرهابية استغرقت قرناً كاملاً من الزمان فى اكتساب الخبرة وجمع المعلومات، وهنا أخص بالذكر تنظيم «داعش» الإرهابى، قائلاً: هذا التنظيم عبارة عن جمع خبرات من عناصر تنظيم الإخوان والتكفير وغيره، ثم قاموا بالأعمال الإرهابية فى الدول المختلفة، متسائلاً: «لقد رأينا بأعيننا ماذا فعلت خبرة قرن من الزمان، فماذا بعد داعش؟ من المؤكد أنه أمر أكثر خطورة».

وقال «القاسمى» إن هناك تنظيمات وكيانات جديدة تحت الإنشاء، فهى الآن فى مرحلة الإعداد، وتعكف على جمع الخبرات أيضاً، وسوف تكون أخطر من داعش فى الشراسة والخداع الاستراتيجى وغيرهما من الأشياء التى تمتلكها تلك التنظيمات.

لتلتقط الحديث الدكتورة هدى زكريا، معقبة أن هناك دراسات تناولت الإسلام، ووصفته بأنه دين مبهج حين نزل على قبيلة صغيرة تسمى قريش، حولها إلى دولة كبيرة وحضارة عظيمة، وأصبح لدينا المملكة العربية السعودية، التى صدّرت حضارة وعلماً، لافتة إلى أن هناك عناصر حاولت تحويله وتشويهه، إذ حاولوا دس أفكارهم المتطرفة فى أذهان المواطنين، وعملوا على دس فكرهم من خلال بعض الخطوات والمراحل، التى بدأت بتفكيك العلاقة بين الرجل والمرأة وتحويل العلاقة بينهما إلى صدامية، وتصدير التفكيك والفرقة للمجتمع المصرى بنعومة شديدة، فيصبح الرجال ضد السيدات، والمواطن ضد الدولة، وغير ذلك من أشكال التفكيك.

وهنا أكد سعيد حجازى، رئيس قسم الملفات بالجريدة، أن الدولة المصرية تمر فى الوقت الحالى بمرحلة حساسة وصعبة للغاية مليئة بالمؤامرات، لافتاً إلى أن هناك توجهاً لخلق تيار إسلامى جديد بخطاب دعوى مغاير بعيد عن مسمى الإخوان المتطرف، متسائلاً عن «الدور التشريعى ووسائل المقاومة لمواجهة الخطاب المتطرف وأساليب استقطاب وتجنيد الشباب وغسل العقول؟».

وأجاب نادر مصطفى، وكيل لجنة الثقافة والإعلام والآثار بمجلس النواب عن تنسيقية شباب الأحزاب والسياسيين، قائلاً: «نحن نواجه ما يمكن وصفه بـ«الحرب الباردة»، فالمجتمع المصرى تعرض للإخوان من قبل وعرف أساليبهم، موضحاً أن المصريين شاهدوا المشهد كاملاً ورأينا الخطة التى تتبعها الجماعة الإرهابية من البداية إلى النهاية، وعرفنا إلى ماذا تؤول الأمور، وكل ما علينا الآن هو العمل على دراسة الفكر الإخوانى واستراتيجياته بعمق حتى نتمكن من مواجهته بالشكل السليم.

وتابع: منهج الإخوان هو منهج إرهابى يعتمد على السمع والطاعة للقيادة، موضحاً أن تاريخ الجماعة شاهد بشكل كبير على الفكر المتطرف للتنظيم، إلا أن الشعب المصرى هو من واجه هذا التنظيم الإرهابى، حيث تمكن المصريون والنخبة المصرية من تعرية التنظيم وكشف إجرامه، والعالم الآن أصبح على وعى بخطورة هذا التنظيم الإرهابى.

وأشار فى حديثه إلى حالة اليأس التى يحاول أعداء الوطن تصديرها للشعب المصرى، مؤكداً أن الحرب الحالية تستهدف العقول المصرية لتجنيدها، وأن هذه الحالة من اليأس ما هى إلا وسيلة من وسائلهم. ووصفها بأنها عملية «غسل أدمغة» تُنفذ بمنتهى الحرفية، مؤكداً أن الفترة الحالية تتطلب دراسة علمية معمقة لفهم هذا الفكر وكيفية مقاومته، مضيفاً أن الإخوان يتسللون إلى المواطن من خلال نقاط ضعفه، وهذا ما ينجحون فيه عن طريق دراساتهم الدقيقة للمجتمع المصرى.

وأوضح «مصطفى» أن المجتمع المصرى يواجه حالياً حرباً شرسة تستهدف العقول، مشبهاً الإخوان بفيروس يأكل فى العقول، لكن المصريين دائماً ما كانوا أذكى من أعدائهم، وبالرغم من الجهود الكبيرة التى تبذلها الجماعة لنشر هذا «الفيروس» الفكرى، فإن المواطن المصرى يتمتع بمستوى عالٍ من الوعى منعه من الوقوع فى فخ الإرهاب، مشدداً أن العديد من المحاولات قد أُحبطت منذ وصول الإخوان إلى الحكم فى عام 2013 وحتى المحاولات الحالية لنشر الشائعات وغيرها، وعلى الرغم من شراسة الحرب، فإن المواطن المصرى ليس فريسة سهلة، ولن يتمكنوا من النيل منه.

وأشار وكيل لجنة الثقافة والإعلام والآثار بمجلس النواب إلى أن الإرهاب من إنتاج جماعة الإخوان الإرهابية وفكرهم، ولكن فى الحقيقة كل ما يفعلونه من أجل ضرب استقرار مصر تأثيره على المواطن المصرى يكاد يكون منعدماً، بدليل أن الفيديوهات المفبركة التى تخرج علينا بين الحين والآخر وتنشرها وتروج لها الجماعة الإرهابية عبر منصاتها التحريضية لم تلق قبولاً لدى المواطن المصرى ولن تكون مجالاً للحديث بين أبناء الشعب.

ثم استقبل ضيوف الصالون عدداً من أسئلة الزملاء المحررين بالجريدة، وكان فى مستهلها سؤال حول الذكاء الاصطناعى فى حرب الإخوان: «هل يمكن أن يكون الذكاء الاصطناعى بوابة جديدة لتنظيم الإخوان الإرهابى لترويج أفكارهم المتطرفة بأساليب حديثة؟».

أجاب عن السؤال عمرو فاروق، الباحث فى شئون الجماعات الأصولية وتيارات الإسلام السياسى، متحدثاً عن تجنيد العناصر فى ظل انتشار الذكاء الاصطناعى بأشكاله المختلفة، حيث أوضح أن جماعة الإخوان الإرهابية أو تيارات الإسلام السياسى بشكل عام دائماً ما تكون سابقة بخطوة، ولديها رؤية للمستقبل.

ولفت «فاروق» إلى أن من أوائل الشركات المصرية التى تخصصت فى تكنولوجيا المعلومات كان يمتلكها خيرت الشاطر، وبالتالى هذه الكيانات لديها خبرة فى المجال الرقمى، مؤكداً أن الجماعات الإرهابية تسعى دائماً لاستغلال كل ما هو جديد، خاصة فى التكنولوجيا والذكاء الاصطناعى.

وأوضح أن الحرب مع الإخوان اختلفت شكلاً ومضموناً على كافة الأصعدة، ولم تعد بحاجة إلى السيطرة على الجامعات أو المنابر وغيرها كما كانت فى الماضى، إذ أصبحت وسائل التواصل الاجتماعى هى الذراع الأقوى والمدخل الأوسع للعقول، مؤكداً أن وسائل التواصل أصبحت القوة الفاعلة والمؤثرة فى العقل الجمعى فى المجتمعات العربية عموماً وليس فقط فى المجتمع المصرى. وبالتالى أصبح الخطاب الآن عابراً للقارات وليس محلياً فقط. وأضاف «فاروق» أن وثيقة صادرة عن الإخوان فى أغسطس 2020، تُعرف باسم «وثيقة لندن»، تحدثت عن فكرة الانتقال من الإطار التنظيمى إلى إطار فكرى وفق آليات ومسارات جديدة، ومنها كيفية إيصال الرسائل إلى الشعوب، موضحاً أن الجماعة لم تعد تعتمد بشكل كامل على الإطار التنظيمى، بل ركزت على التأثير الفكرى.

وأشار إلى أن الإخوان يستغلون حرب الشائعات، خاصة فى السنوات الأخيرة، مؤكداً أن الشائعات هى الأداة الوحيدة التى تجعل المواطن فى حالة مستمرة من الإحباط وفقدان الثقة فى الحكومة والنظام، مضيفاً: «المواطن المشبع بهذه الحالة هو الأسهل استقطاباً، حيث تساهم الشائعات فى تحقيق الأهداف السياسية للجماعة»، متابعاً: «الإخوان تعمل على تطبيق كافة النظريات العلمية للحرب الباردة، فالشائعات تجعل المواطن يشعر باليأس الكامل تجاه الدولة، ما يؤدى إلى هدم إيمانه بالدولة الوطنية، ويصبح لديه القابلية لتقبل الدولة البديلة، وبهذا يتم استبدال المقدس الوطنى بالمقدس الدينى دون أن يهتم بالمصدر، سواء كان هذا الدين متطرفاً أو معتدلاً».

وتابع: «الجماعة حالياً دخلت فى مرحلة الميليشيات الحاكمة، وهى نظرية أمريكية تم تطبيقها فى أفغانستان وسوريا، ومن المقرر تطبيقها فى دولتين أخريين خلال السنوات العشر أو الخمس عشرة المقبلة»، مؤكداً أن التنظيم لديه مساراته لاستغلال كل ما هو جديد لتحقيق مصالحه الشخصية.

وأشار إلى توجه الجماعة منذ عام 1998 وحتى 2002 نحو الالتحاق بكل ما له علاقة بتكنولوجيا المعلومات، لافتاً إلى أن هذا التوجه أدى إلى زيادة أعدادهم الكبيرة داخل كليات علوم الحاسب وغيرها من الكليات المتخصصة فى المجال الرقمى، ما جعلهم يقتحمون هذا المجال منذ سنوات طويلة ببراعة شديدة ودون تردد.

ثم انتقل النقاش للحديث عن القوة الناعمة، والأهمية القصوى لبناء الحس الوطنى لدى الأفراد داخل الدولة، حيث أشارت الدكتورة هدى زكريا، إلى أهمية بناء الإحساس بالمواطنة داخل الأفراد، ولا سيما مع الأجيال القادمة التى تواجه حرباً شرسة، مضيفة: «أن للأغنية الوطنية دوراً كبيراً فى هذا الإطار، حيث شهد مواليد الأربعينات وجود أكثر من 1000 أغنية وطنية، هذه الأغانى تعمل على تعميق الشخصية الوطنية لدى المواطنين، فضلاً عن دورها فى التأكيد على ملكية الأرض والحضارة والتاريخ».

وأوضحت أستاذة علم الاجتماع السياسى: «الأغنية الوطنية تُربى الأجيال، كما أنها تثبت وتطمئن المواطنين، ولا بد من عودة هذه الثقافة مرة أخرى، لأن القوة الناعمة لها أثر كبير ومهم لا يمكن الاستهانة به أبداً، والأغنية الوطنية واحدة من أهم أدوات القوة الناعمة، فهى تخاطب الضمير المصرى، ولا بد من الاستعانة بالأغانى الموجودة فى الأرشيف».

نادر مصطفى: الفترة الحالية تتطلب دراسة لفهم ومواجهة الفكر الإخوانى فى حربه على الهوية - الإخوان أشبه بفيروس يأكل العقول.. والمصريون يدركون فخ الإرهاب  - الفترة الحالية تتطلب دراسة لفهم ومواجهة الفكر الإخوانى فى حربه على الهوية

ليلتقط منها الحديث النائب نادر مصطفى، الذى أكد أنه لا يمكن إغفال القوة التشريعية، مؤكداً أن كل لجنة فى البرلمان تدرك تماماً حجم التحديات التى تواجهها مصر حالياً. ولفت إلى أن لجنة الثقافة والإعلام فى مجلس النواب يشغلها ملف رفع وعى المواطن المصرى، مضيفاً: «لا بد من استغلال كل الآليات المتاحة من القوة الناعمة لتحقيق الأهداف المرجوة».

وأوضح وكيل لجنة الثقافة والإعلام أن التشريعات هى من أسرع الوسائل التى يمكن الاستعانة بها لحل العديد من القضايا التى ظلت معقدة لسنوات طويلة، مؤكداً أنّ المؤسسات التشريعية أيضاً من الأهداف التى تسعى الجماعات الإرهابية للإيقاع بها، نظراً لما لها من دور مهم فى بناء الوعى وحماية الوطن من الهجمات الإرهابية.

وقال: «الدولة حالياً فى معركة وعى، والجندى الأساسى فيها هو المواطن المصرى، الذى لا بد أن يضع مصلحة الوطن فوق مصلحته الشخصية، وأن يدرك أنه يحمى ويدافع عن المجتمع والوطن»، موضحاً أن الدولة المصرية تواجه مؤامرة كبرى، والعمل على إنكار هذا الأمر لا يصدر إلا عن أشخاص لا يدركون القيمة الكبيرة لوطن ثرى مثل مصر، بما يملكه من خيرات وثروات متعددة فى مختلف القطاعات. وأضاف أن الدولة نجحت على الرغم من التحديات المتعددة فى التعامل بشكل علمى مع العديد من الأزمات الكبرى التى كانت تمثل تحدياً كبيراً فى وقت من الأوقات، مثل أزمة السكن الاجتماعى أو القضاء على فيروس «سى» وغيرهما من الملفات، مؤكداً أنه لا بد من الإيمان بقدرات الدولة والاستمرار فى السعى والعمل الدؤوب من أجل القضاء على بقية التحديات التى تواجه المجتمع، وعلى رأسها ملف الإخوان والإرهاب.

وتناول الدكتور صبرة القاسمى طرف الحديث، متحدثاً عن التنوع الكبير فى طرق الاستقطاب التى تستخدمها جماعة الإخوان الإرهابية، مؤكداً أن الجماعة دائماً ما تدخل إلى الشخص من الجوانب التى تنقصه، مشدداً على ضرورة وجود مشروع حقيقى يحمى الشعب المصرى، ينقسم إلى جزأين:

الجزء الأول: يتسم بالعمومية، أى إنه موجه لجميع فئات الشعب المصرى، وهو ما نجحت فيه وزارة الأوقاف المصرية، حين عملت على توحيد خطبة يوم الجمعة، وتكثيف الخطاب الدينى فى اللقاء المقدس لدى المسلمين، وهو صلاة الجمعة، ما يسهم فى توحيد قيم المجتمع ككل.

أما الشق الثانى: فهو أكثر خصوصية، وهو الخطاب الخاص، فلا بد من الاستعانة بجميع المثقفين فى المجتمع من أجل نشر الفهم الصحيح للدين الإسلامى الوسطى المعتدل، ما يسهم فى إعادة الشباب إلى حضن الوطن، وبذلك يحمى المجتمع ككل من خطر الإرهاب.

وأشار «القاسمى» إلى التمويل الذى تحصل عليه الجماعة الإرهابية، والذى تطور مع مرور الوقت، قائلاً: «أزعم أن معظم أو كل الشخصيات التى تهاجم مصر حالياً من الخارج تحصل على تمويل مقابل ذلك، فكلما تمكن الشخص من حصد أكبر عدد من المشاهدات أو غيرها على وسائل التواصل، يحصل على مقابل مادى أو تمويل لهذا الغرض»، مشدداً: «هناك رسالة مهمة لا بد أن يعيها المواطن، وهى أن هذه الجماعات المتطرفة بلا دين ولا عقل، إنهم يبيعون وطنهم ونفوسهم مقابل الحصول على التمويل».

وأكد أهمية تشديد رقابة الدولة على وسائل التواصل الاجتماعى ومواقع الإنترنت التى تروج للأفكار الإرهابية المتطرفة لما تمثله من خطورة. واعتبر أن هذه الخطوة ضرورية لحماية المواطنين من الشائعات، لافتاً إلى أن أكبر دليل على أن ما تبثه الجماعة مجرد شائعات لا صلة لها بالواقع هو القضية الفلسطينية، موضحاً: «انتشرت العديد من الشائعات على مدار فترة الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة، حول تخاذل الدور المصرى فى حماية الشعب الفلسطينى، واليوم، ونحن نعيش فى مرحلة اتفاق يدعم الهدنة من خلال عدة مراحل، نجد جميع الفلسطينيين يهتفون لمصر والرئيس السيسى على الدور الكبير الذى قاموا به فى هذا الملف، تلك الهتافات الفلسطينية تؤكد كذب ما كان يُروج خلال فترة الحرب».

ومن جانبه، دعا عمرو فاروق إلى إنشاء أكاديمية وطنية متخصصة فى مواجهة ومكافحة الإرهاب والتطرف، تكون فاعلة فى جميع المؤسسات. وأوضح أن دور الأكاديمية يشمل: «تنظيم ندوات داخل الجامعات، وكذلك دورات متخصصة فى مكافحة الإرهاب ومنح دبلومات فى هذا الملف، فضلاً عن إعداد مناهج للرد على الأفكار المتطرفة للجماعات الأصولية، وطرق الاستقطاب والتجنيد».

واستكمل «فاروق» أن الأكاديمية تعمل أيضاً على إصدار روايات وأعمال أدبية تابعة للهيئة العامة للكتاب تتناول قضايا الإرهاب، لا سيما أن الشباب هم الأكثر إقبالاً على قراءة الروايات، وكذلك إنتاج محتوى حديث مثل البودكاست وغيره، واستعمال كل الآليات المتاحة، لافتاً إلى أن حالة التصاعد التى شهدتها مسألة الإسلام السياسى على منصات التواصل الاجتماعى فى الأيام الأخيرة أعتبرها، فى تقديرى الشخصى، حركة ركيكة من الجماعة لم تتمكن من تحقيق النجاح كالمعتاد.

مقالات مشابهة

  • اقرأ بالوفد غدا.. السيسي: وحدة المصريين الدرع الحصينة ضد التطرف
  • اتحاد القبائل والعائلات المصرية يهنئ الرئيس السيسي بمناسبة ذكرى عيد الشرطة
  • ضوابط جديدة للتعيينات بـ مشروع قانون العمل| تفاصيل
  • مفتي الجمهورية يهنئ الرئيس السيسي ووزير الداخلية والشعب المصري بعيد الشرطة
  • حزب «المصريين»: كلمة الرئيس السيسي في عيد الشرطة تعزز روح الانتماء لدى الشعب
  • وحدة المصريين أقوى من أي شائعة.. رسائل مهمة من الرئيس السيسي لطمأنة المصريين
  • رئيس الطائفة الإنجيلية يهنئ الرئيس السيسي والشعب المصري بعيد الشرطة
  • رئيس الطائفة الإنجيلية يهنئ الرئيس السيسي بعيد الشرطة وذكرى 25 يناير
  • «الإخوان».. أعداء الوطن وصُناع الإرهاب
  • «الإسماعيلية» معركة الكبرياء الوطني.. أظهرت نبل وتضحيات المصريين لرفع راية مصر على مر التاريخ (ملف خاص)