السمحة والشينة

خالجنى إحساس مزيج بين الفخر لدى باب دخول باحة الصرح الفخيم بعطبرة و بالفرح رغم انف الموت امام غرف الطابق الأرضى،وهذا ما عبرت به للطبيب الإنسان اللواء الوليد محجوب مدير عام مستشفى الشرطة ولم ابح به للواء شرطة محمد على الكودابى مدير دائرة الشؤون العامة بهيئة الشؤون الصحية وقد وجدناه منتقلا من مكتبه للطابق الارضى لتقديم العزاء لذوى راحلة زميل بعد محاولات للإستطباب،والكودابى مترع بالإنسانية ومعروف بالشاعرية فيزواج فى عمله بينهما والإنضباطية النظامية،ولسبعة اشهر قضيتها تحت نير الحرب ذكريات مفجعةوأمانٍ ميتة واشتهاء بلغ شوق شاعرنا من منفاه الإختيارى للشينة ولو صعبة،وصعبته بيت عزاء يفتقد لمته السودانية المجتمعية الفريدة ،وماباله عند الشوق للسمحة،وتحت حصارى اللئيم بشمبات وشمال بحرى والوحشة تستبد والوحدة تخنق والأحياء مدن الأشباح تلك فى حجاوى الحبوبات دون إفراط فى الحكى والتخويف،إشتهيت لمة حتى بيت البكاء ولا عزاء للمحاصرين القلة فى متوفاهم والهم كل الهم فى التوافر على النصاب الادنى لغسله و مثواته فى مقبرة الاحياء، فيغمر المشيعين إحساس بالإرتياح والفرح،والموت تحت نير الحرب ساخنا او باردا مصيبة عظمى،ولذا غمرنى الفرح امام اولى عتبات الدخول ونسوة يبكين عزيزا فى دنياهم توفاه الله فى برج طبى مشيد على احدث طراز ومتوافر على كل المطلوبات عدة ومعدة ومدار بانضباطية نظامية ولكن اقدار الله تعلو،فرحت وإنسان فى سوداننا معزوز هنا بعد موته وقبله من اهله و أبناء شرطة طبيبها الوليد بكل ما فيه من اريحية النطاسى والصوفى المدرك لحقيقة اسباب حياة الجسد فيتواضع،ويزداد فرحى بالمشهد المفقود لدى شهورا والأهل والصحاب متجمعين لتخفيف وقع المصاب وتذليل الصعاب،والمشفى الشرطى يقدم الخدمات الطارئة والباردة لكل طالبيها من النظاميين وسائر المواطنيين ويفسح لجرحى الحرب من المقاتلين لاجلنا وللمدنيين،ومكتب المدير العام مفتوح للإستماع للملاحظات والشكاوى بغية العلاج وقد أدركنا لحظات إستماع للوليد لعدد من الحالات بصبر واناة،داخل الصرح الممرد بكوادر متفانية تطمئن بأن هنالك دولة قادرة على المقاومة والإستبسال للبقاء الاصلح وشرطة لاجل ذلك تعمل.

الفريق والعريف
وفى ولاية نهر النيل، غير شركة زادنا العالمية وحكايتها كثر،اوجه اخرى تنبض،زادنا من منحتنا الفرصة للوقوف على مجهود الشرطة بنهر النيل وصلا لعملها فى زمن صعب بالدعم يمنة ويسرى بلا منى ولا اذى ، وتقف الشرطة ديدبان وجهازا مدنيا نظاميا لأداء مهامها مغالبة خسائر الحرب البالغة،و تشارك فى حدود تسليحها المتقدم فى العمليات الحربية وتقدم من الانفس الفريق والعريف ولازالت تشارك فى الحرب وتدافع لتقديم خدماتها فى المناطق التى لم تطالها وبالمشاركة فى عمليات التأمين والحراسة للمعابر وعمليات الإسناد للقوات المسلحة وتكافح مختلف العصابات والتشكيلات الإجرامية غير معنية بترهات من إدعوا عقد مؤتمر باسمها من العاصمة المنكوبة متدثرين بزيها معلنين القيام بمهامها وتقديم الخدمة فى احياء منكوبة لمن لا ندرى وقد باتت مدن أشباح،ما علينا، ونطيل امد الحرب لو تتبعت الشرطة وتعقبنا مجتمعين الترهات وتخلينا عن أداء ماعلينا مترابطين كل فى ما هو ميسر له لتجاوز حرب ام ازماتنا لنكون بعدها نظاميا ومدنيا كما نريد باتفاق وتلاق جامع نصلح به المعوج فينا ونعزز المستقيم مستفيدين من أداء الشرطة بولاية نهر النيل ومديرها العام اللواء حقوقى سلمان محمد الطيب يرابط آناء الليل وأطراف النهار للإطمئنان بلصيق المتابعة على تنفيذ الخطط الموضوعة للمشاركة فى المجهود الحربى الدفاعى وتقديم سائر الخدمات ابتداء من الطبية منها وقد اسعدنا ما شهدناه فى صرحها العطبراوى الفخيم ومروريا لدى زيارة لمقر الإدارة العامة ولقاء اللواء حقوقى د سراج الدين منصور، شرطة مرور نهر النيل تخدم مواطن الولاية والنازح المتضرر باستخراج المستندات للمرة الأولى أو باستعادتها بسهولة وقد تفانت بمختلف وحدات الشرطة لاسترجاع انظمتها التقنية واجهزة حساسة من مقار لها داخل ساحات الإقتتال بالعاصمة بعمليات نوعية فصلها ناطقها الرسمى فى إطلالات إعلامية،ودوران العمل بشرطة مرور الولاية انعكاس لجهد إداراتها العامة ومرابطة مديرها العام بعين مفتوحة على اليوم والغد،واتخاذ الدولة من الشرطة جهازا نظاميا مخالفا في التسليح ومغايرا معنى لإسنادها والاجهزة الاخرى المسلحة للقتال عند وقوع الحروب باداء مهامها فى غير مواقعها لضمان عمل الدولة فى اوجهه المتعددة ليبقى ولا ينهار ويضحى الإنتصار فى الحرب بلا طائل ولأجل هذا الطائل تعمل الشرطة متسامية على الجراح متحملة سهام النقد المستطيلة حتى مثلى احرفى هذه دعما لمن يعملون فى مختلف وحدات إدارة الشرطة العامة وتحية لمن جدناهم عاملين برئاسة الولاية و محلية عطبرة وبينهم من هم كسائر المواطنيين متأثرين بكل سوءات الحرب متفائلين متفهمين التعقيدات ملتمسين الاعذار لطالبى التمام،ولتبقى الدولة حقيق مجهود الشرطة بالدعم مع المراجعة لعمل يومى مستمر وشاق فى الظروف الطبيعية ويستجحم ويشتد فى زمن الحرب والإرتحال.

المصدر: نبض السودان

كلمات دلالية: أجراس الأرض البلال عاصم فجاج

إقرأ أيضاً:

حسن إسماعيل: الطيب صالح يرد على الأخرق

( ١)> والأخرقُ من الناس هو الأحمق الذي لايتقن عمل شئ …. ذلك الذي يقتل من أهله خمسمائة ألف شخص دون أن يحقق هدفا أو أن يرفع راية… ويخلف نساء باديته بين أرملة ويتيمة وقعيدة !! ثَكالى وأيامى يفوتهن قطار الحياة لأن (جِلفا) قام على أمرهن فقاده على قضبان الفناء

> سَمعتُه يُهدد الناس في أرض الشمال فلعله لايعرفُ عن الناس هنالك شئ كما سبق جهله بمايسميه (دولة ٥٦) فلايوجد في السودان دولة (اسمها ٥٦) حتى يٌحاربها فإن (٥٦) هو تاريخ رفع راية أهل السودان إيذانا بالحكم الوطني.. والحكم شئ والدولة شئ آخر أعمق وأجذر، فالحكومات الماضية يُستحلب من تجربتها الاعتبار فالذي في حكم الماضي لايُحارب ولكن واضح أن الذين اختاروا الرجل لاشعال الحريق في السودان اختاروه بتوافر المميزات العكسية فلم يريدوا شخصا ذكيا فاختاروه غبيا ولم يريدوا شخصا حاذقا فاختاروه أحمقا كذوبا جهولا ظلوم

> فإذا كان الرجل بدلالة( دولة ٥٦) جاهلا فهو بأهل الجغرافيا في الشمال أكثر جهلا … وإن كان درْس الهزائم في سنار والجزيرة والخرطوم وكردفان لم يفتح بصيرته ولم يغسل قذى عينيه فهو بما سيُقدم عليه من حتفِ أجهل واضل سبيلا

> الناس في شريط البحر وخاصرة الصحراء قديمون قِدَم البشرية على كوكب الأرض والحياة هناك قديمة انتهت من وعظها وكرِّها فالناس هناك يتكئون على التاريخ وهم مقبلون على المستقبل ، خلفهم التجربة وأمامهم العلم والمعرفة وبين أيديهم جماع كل ذلك …
> سَاكََنُوا النيل فخبروا وفاءه وأيام غدره وطيشه فصاروا أوفياء حال وفائه ومنتبهون لتقلباته… يوادعونه حين يسْكَن ويصارعونه حين يهيج… يَقبلون خيره وحُسن جيرته ويكسرون كبرياءه حين يجن ويفور.. وسَاكَنوا الصحراء برمالها وكثبانها.. كلما تحركت لتبتلعهم وَطِئوها بأثقالهم حتى تستقر تحتهم .. حتى إذا هدأت تسامروا فوق تلالها.. مدحوا وغنوا وتحاجّوا وتقاصوا تحت ضوء القمر

> الناس هناك قديمون وقديمة تجربتهم ، قلّبتهم الأحوال والدهور ، والأغيار والعصور حتى نضجوا… ألا تراهم لايبادلون جعيرك وهرْجك بسبابٍ مثله.. فهم في مقامات العداء هذه أصحاب أفعالٍ لا أقوال علّمهم البحر كيف يُغرقون خصمهم من (سُكات) وعلمتهم الصحراء كيف يبتلعون الهرّاجين الصخابين بين طياتها دون أن ( تَتور نَفَسَها) ومع هذا فهم أوفياء مذ كانوا على الوثنية فكانوا يبنون الأهرامات على مقابر ملوكهم وفاءً وفخرا وتقديرا ( وفشخرة) !! وعندما أظلتهم المسيحية أسرجوا لها قناديل قلوبهم وأداروا لها خدهم الأيمن وعندما اقتحمهم الإسلام أخذوه اختيارا لاقهرا ، ردوا خيل ابن أبي السرح رشقا بالنبال ثم قبلوا وعظه وهديه سلما وايمانا ويقين، انفتحوا على الحضارات فجلبوا فنون الزراعة بالساقية فأنبتوا الزرع وخصال المرابطة والمصابرة وفضيلة النَفَس الطويل ، (ثيران سواقي في صبرهم) (وخيول فرسان الواقعات والنوازل في بأسهم) ، وعندما هاجروا عطّروا الفضاءات الجديدة بكريم الطباع، الصدق والأمانة ووفاء العهود ،

> ظلمتهم الحكومات فلم يأذوا البلد ولم يُشعلوا في أطراف ثيابها النار، تعلموا لغات الافرنج قديما فنهضوا أندادا (لاقُوادا) في مواخير العمالة غير أنهم يحرقون( زبالتهم) في النار سريعا حتى لاتنقل العدوى إن شذ منهم شاذ !!

> في السبعة السمان يحصدون تمرهم وقمحهم وفولهم ، يبتهجون وُيخرجون زكاة حصيدهم ( وحاة تمرا زرعناهو ومرقنا زكاتو بالشوال) … أما في (السبعة العجاف) وضيق الحال فلاينهب بعضهم بعضا بل يهاجرون… عُمالا وسواقين وأطباء ومدراء يَطعَمون الحلال بكد اليد وأما عرق الجبين فيكتبون به أشعار الحنين….

> تمر بهم قوافل التجارة من قديم … إبلاً وأنعاما وماشية فلم يقطعوا عليها الطريق ولم يفقد أصحابها عقال بعير، ونزلوا على الأمراء والملوك فلم يرتاب أحدهم من فقد صواع !!… يُوقرون الأغراب فإذا افتروا أحرقوهم ، ويُبجلون الأضياف، لايتلصصون على عوراتهم ولايطعمونهم أعراضهم..

> منفتحون على الآخر، لاينظرون إلى الجغرافيا في السودان من ( خرم مفتاح الباب) فلايرونها ضيقة حرجة بل تتسع للجميع ولاينظرون إلى الجغرافيا البشرية في السودان( كخرم إبرة) لاتتسع إلا لخيطٍ واحد بل الأرض عندهم منبسطة والناس بألوانهم وثقافاتهم وتبايناتهم يُخصبون مفهوم التعايش والتباين وأن الفضاء في السودان يتسع للجميع إن نحن أحسنا رجم شياطين الجنجويد شذاذ الأخلاق والآفاق….

> عِلم الحرب عندهم قديم ، يعرفون كيف يُطفئونها إن قامت بينهم ويعرفون كيف يردونها إن كانت عليهم ….
> هؤلاء أقوام تؤمن بوائقهم ويُخشى بأسهم …
فاحذرهم !!!
………………
حسن إسماعيل
السادس من أبريل ٢٠٢٥م

إنضم لقناة النيلين على واتساب

مقالات مشابهة

  • كيف أثرت الحرب على مراكز الشرطة بالخرطوم؟ – فيديو
  • ألمانيا.. العثور على ذخيرة من الحرب العالمية الثانية بحديقة منزل
  • الشرطة والمخابرات العامة تكشفان ملابسات جريمة سطو في بيت لحم
  • حسن إسماعيل: الطيب صالح يرد على الأخرق
  • أحمد موسى: غير مسموح لأي كائن على وجه الأرض التدخل في شؤون مصر الداخلية
  • الاف العراقيين يتفاعلون بسخرية مع بيان الداخلية حول “تعذيب مهندس حتى الموت”
  • مجهول الهوية.. انتشال جثة غريق من مياه النيل بالصف
  • هجوم "كريفي ريه".. بين رواية موسكو وواقع الضحايا.. إلى أين تتجه الحرب في أوكرانيا؟
  • مستشفى دمياط العام تنقذ شابا من الموت بعد طعنه
  • “أكبر مبنى نووي على وجه الأرض”.. محطة الضبعة في مصر بانتظار “ميلاد جديد” في 2025