جريدة الوطن:
2024-11-08@08:32:46 GMT

جولة جلالته الآسيوية واستشراف آفاق المستقبل

تاريخ النشر: 18th, December 2023 GMT

جولة جلالته الآسيوية واستشراف آفاق المستقبل

الزِّيارة السَّامية الَّتي قام بها حضرة صاحب الجلالة السُّلطان هيثم بن طارق المُعظَّم إلى جمهوريتَي سنغافورة والهند، تأتي في وقتٍ يشهد العالَم تحدِّيات جيوسياسيَّة متعدِّدة، تُنبئ بتحوُّلات جذريَّة في أوروبا ومنطقة الشَّرق الأوسط؛ جرَّاء الحرب الروسيَّة الأوكرانيَّة الَّتي تُهدِّد دوَل أوروبا، واستمرار العدوان الإسرائيلي الغاشم على غزَّة، ومخاطر اتِّساع رقعة الصراع الممتدِّ منذ عقودٍ لِيشملَ دوَلًا أخرى في الإقليم، الأمْرُ الَّذي يفرض تعديل بوصلة العلاقات الخارجيَّة وإدارة الشراكات السِّياسيَّة والاقتصاديَّة إلى مناطق أكثر أمنًا، ولعلَّ الشَّرق الآسيوي يُعدُّ حاليًّا أكثر مناطق العالَم تقدُّمًا واستقرارًا.

وسط هذه المعطيات، جاءت الزيارة السَّامية لتُشكِّلَ ملامح الخريطة المستقبليَّة لعلاقات عُمان الخارجيَّة؛ (السِّياسيَّة والاقتصاديَّة) مع دولتَيْنِ تنعمان بالاستقرار السِّياسي، وتحقِّقان أعلى معدَّلات التنمية الاقتصاديَّة، ولدَيْهما تجربة تنمويَّة ناجحة، وتملكان قاعدة تكنولوجيَّة وزادًا بَشَريًّا متطوِّرًا، واقتصادًا ديناميكيًّا منفتحًا، يتيح فرصًا متعدِّدة للتعاون والشراكة مع الاقتصاد العُماني على مستوى القِطاعَيْنِ العامِّ والخاصِّ.
جاءت الزِّيارتان في إطار سعي سلطنة عُمان للتحوُّل من الاعتماد على النفط والغاز كمصادر للطَّاقة وأداة رئيسة لتمويل خطط التنمية، إلى مصادر الطَّاقة النَّظيفة، والوصول إلى الحياد الكربوني وصفر انبعاثات في 2050، الأمْرُ الَّذي يستلزم تسريع استراتيجيَّة تنويع مصادر الدخل وتطوير العلاقات الاقتصاديَّة والاستثماريَّة مع الاقتصادات الواعدة؛ مِثل الهند وسنغافورة، فهما دَولتان مستوردتان للنفط والغاز، ورغم ذلك يحقِّقان في السنوات الأخيرة أرقامًا قياسيَّة من الصادرات غير النفطيَّة بفضل استخدامهما التكنولوجيا الحديثة في قِطاعات الزراعة والصناعة، كما حقَّقا تقدُّمًا كبيرًا في مجال الإدارة، خصوصًا سنغافورة الَّتي تفوَّقت على العالَم في مجالات التعليم والصحَّة والتنمية البَشَريَّة، ممَّا يتيح فرصًا كبيرة لتدريب وتأهيل الكوادر البَشَريَّة العُمانيَّة، والاستفادة من تجربة سنغافورة في تطوير الموانئ البحريَّة واللوجستيَّات، في دعم قِطاع التجارة الخارجيَّة لعُمان، وفتح أسواق جديدة وتوطين الصِّناعات غير النفطيَّة.
جاءت زيارة جلالته لسنغافورة والهند، لِتعيدَ إحياء علاقات عُمان الثقافيَّة والاجتماعيَّة مع القارَّة الآسيويَّة، الَّتي كانت مزدهرة على مدار قرون مضَت؛ بفضل علاقات عُمان البحُريَّة منذ فجر التاريخ وامتلاكها أسطولًا بحريًّا طافَ البحار والمحيطات، وأقام علاقات تجاريَّة نشطة مع الحواضر الآسيويَّة، وقَدْ وصَلَ البحَّارة العُمانيون قديمًا إلى سنغافورة، وتمَّ منذ سنوات قليلة إحياء رحلة السَّفينة جوهرة مسقط إلى جمهوريَّة سنغافورة؛ لِتكُونَ شاهدة على متانة العلاقات والروابط الحضاريَّة بَيْنَ البَلدَيْنِ، والَّتي تكلَّلت بزيارة جلالته، بعد تطوير العلاقات الدبلوماسيَّة وتبادل فتح السفارات بَيْنَ البَلدَيْنِ مطلع هذا العام. زيارة جلالته ـ حفظه الله ورعاه ـ تأتي في وقت تحوَّلت فيه آسيا إلى قوَّة عظمى، وتسعى الصين لإحياء طريق الحرير التاريخي الَّذي كان مصدر إلهامٍ للعلاقات بَيْنَ الشَّرق والغرب، وشريان التعاون بَيْنَ آسيا والعالَم العربي، وكانت موانئ عُمان التاريخيَّة إحدى أهمِّ محطَّاته، وتضخُّ الصين مليارات الدولارات لتمويل إنشاء الطُّرق البَرِّيَّة والسِّكك الحديد والموانئ البحريَّة؛ لكَيْ تسهلَ حركة تبادل السِّلع والبضائع بَيْنَ آسيا وأوروبا عَبْرَ شبكة مواصلات حديثة تمرُّ بدوَل المنطقة. وترتبط عُمان والهند بعلاقات تاريخيَّة، تَعُودُ إلى قرونٍ مضَتْ من التجارة والصداقة وحُسن الجوار، بَيْنَ بلدَيْنِ يطلَّان على ضفتَي المحيط الهندي، وهناك فرص وإمكانات عظيمة لتطوير مجالات التعاون وتعزيز الاستثمار مع الدَّولة القارَّة، العضو في مجموعة العشرين، والَّتي قطعت مؤخرًا أشواطًا كبيرة من التقدُّم في كافَّة المجالات. وهناك بالفعل مشروعات ضخمة يتشارك في تنفيذها البَلدانِ، لعلَّ أهمَّها إنتاج الهيدروجين الأخضر والطَّاقة المُتجدِّدة، و تُعدُّ الهند سُوقًا ضخمًا للمنتجات العُمانيَّة، كما أنَّ هناك آفاقًا للتعاون في مجالات الصحَّة والتَّعليم والصِّناعة والتكنولوجيا والبحث العِلمي.

محمد عبد الصادق
Mohamed-abdelsadek64@hotmail.com
كاتب صحفي مصري

المصدر: جريدة الوطن

إقرأ أيضاً:

ارتفاع الأسهم الآسيوية وثبات الدولار قبيل انطلاق الانتخابات الأميركية

الاقتصاد نيوز - متابعة

ارتفعت الأسهم الآسيوية، بينما ظل الدولار الأميركي ثابتاً مع توخي المستثمرين الحذر واقتراب موعد الانتخابات الأميركية، التي تشير الاستطلاعات إلى فارق ضئيل في الأصوات بين المرشحيّن، هذا بجانب قرار الاحتياطي الفيدرالي بشأن سعر الفائدة هذا الأسبوع.

وصعد مؤشر "إم إي سي آي" (MSCI) بنسبة 0.2%، بدعم من ارتفاع المؤشرات اليابانية بنحو 1% بعد عطلة عامة. كما ارتفعت الأسهم في الصين وهونغ كونغ، في حين تراجعت الأسهم في أستراليا. فيما واصل مؤشر بلومبرغ للدولار استقراره، وارتفع عائد سندات الخزانة الأميركية لمدة 10 سنوات بمقدار نقطة أساس واحدة.

استقرت أسعار الذهب مع استعداد السوق لانتخابات أميركية تشهد تقارباً بين المرشحين، وقرار سعر الفائدة من الاحتياطي الفيدرالي في وقت لاحق من هذا الأسبوع.

دعّمت حالة عدم اليقين حول التصويت الرئاسي يوم الثلاثاء الذهب في الأسابيع الأخيرة. قد يؤدي فوز دونالد ترمب إلى ارتفاع إضافي للمعدن الثمين، نظراً لتعهداته بزيادة كبيرة في الرسوم الجمركية التي قد تؤدي إلى ارتفاع التضخم. ومع ذلك، فإن تقارب السباق يعني أن النتيجة النهائية قد لا يمكن معرفتها لفترة تصل إلى عدة أيام.

واستقر السعر الفوري للذهب عند 2736.61 دولار للأونصة حتى الساعة 8:28 صباحاً في سنغافورة. ولم يتغير مؤشر بلومبرغ الفوري للدولار إلا بشكل طفيف بعد انخفاضه بنسبة 0.4% يوم الإثنين. وانخفضت أسعار الفضة والبلاديوم والبلاتين.

مقالات مشابهة

  • يمتلك سكنًا فاخرًا بجوار برج خليفة وحرب ماني وعباس.. كتاب يكشف أسرار محمد صلاح
  • «الفرسان».. وجهان مختلفان في «الآسيوية»
  • عضو بالكوركاس لـRue20 : خطاب الملك بمناسبة المسيرة الخضراء أنهى أكذوبة الإستفتاء 
  • الحكومة تتفاعل سريعاً مع خطاب المسيرة لتنزيل الرؤية الملكية حول هيكلة مؤسسات مغاربة العالم
  • دهوك يتعادل مع ظفار العُماني ويعود بنقطة في دوري أبطال الخليج للأندية
  • الشارقة يخسر «الصدارة الآسيوية» بثلاثية!
  • غداً.. دهوك وظفار العُماني في لقاء الجريحين بدوري أبطال الخليج
  • خبراء: اجتماعات الحكومة تعكس طموح الإمارات في الريادة واستشراف المستقبل
  • عروض مميزه للعملاء بين "الوطني العُماني" و"شل العُمانية"
  • ارتفاع الأسهم الآسيوية وثبات الدولار قبيل انطلاق الانتخابات الأميركية