جريدة الوطن:
2025-04-01@05:19:50 GMT

مزج دبلوماسي عبقري بين دورس الماضي وأدوات الحاضر

تاريخ النشر: 18th, December 2023 GMT

مزج دبلوماسي عبقري بين دورس الماضي وأدوات الحاضر

ارتبطت زيارتا الدَّولة اللَّتان قام بهما حضرة صاحب الجلالة السُّلطان هيثم بن طارق المُعظَّم ـ حفظه الله ورعاه ـ لكُلٍّ من سنغافورة والهند، في ذهني بالأُسُس والقواعد الَّتي قامت عَلَيْها النهضة العُمانيَّة المباركة، والَّتي أرسى قواعدها المغفور له بإذن الله تعالى السُّلطان قابوس بن سعيد ـ طيَّب الله ثراه ـ.

فكلتا الدولتَيْنِ تتقاسمان تاريخًا تجاريًّا موغلًا في القِدم مع سلطنة عُمان، وكلتاهما تملك حاضرًا واعدًا يستشرف المستقبل بما يواكب تطلُّعات وطموحات الشعوب، وهو ما يتقاطع مع توجُّهات الدَّولة العُمانية نَحْوَ مستقبل واعد قائم على رؤية «عُمان 2040»، الَّتي تقوم على الإصلاح الاقتصادي المبني على تنويع مصادر الدخل، والانعتاق من النفط كمصدرٍ رئيسٍ للدخل، وذلك عَبْرَ النهوض باقتصاد المعرفة وتفعيل الحوكمة والأداء المؤسَّسي.
المقصود هنا أنَّ النقلة النوعيَّة بالعلاقات الثنائيَّة الَّتي يسعى جلالته إلى إحداثها من خلال الزيارات واللقاءات الَّتي يُجريها مع قادة دوَل العالَم، تنبثق في الأساس من قراءة جيِّدة للتاريخ العُماني ومراحل النهوض والأفول فيه، ودراسة المُقوِّمات والأسباب بعناية؛ لاستخلاص النتائج واستخدامها في مراحل بناء المستقبل الَّذي يستحقُّه أبناء عُمان، فهو مزج عبقري بَيْنَ دروس التاريخ، وأدوات المستقبل، أدركه جلالة السُّلطان منذ توَلِّيه مقاليد الحكم، ومضَى في تطبيقه لمدِّ جسور التعاون مع كافَّة الدوَل الشَّقيقة والصَّديقة، عَبْرَ سلسلة جسور من المصالح المشتركة، الَّتي تقوِّي أواصر العلاقات وتدفعها لتحقيقِ التنمية المستدامة، ما يُحقِّق السَّلام والأمن والاستقرار المنشود، فبتلك الأُسُس يعلو البنيان وتتحقَّق الطموحات والتطلُّعات.
الأمْرُ أشْبَه بالمزج العبقري الَّتي قامت عَلَيْه النهضة العُمانيَّة المباركة، والَّتي سعى إلى بناء إنسان متمسِّك بدِينه معتزٍّ بعاداته وتقاليده الأصيلة، فخور بهُوِيَّته الوطنيَّة، لكنَّه يتفاعل مع العالَم ومستحدثاته ينهل من العلوم الحديثة، ويسعى إلى مواكبة التطوُّرات المستمرَّة، منفتح على الآخر، يحترم الاختلاف دُونَ تفريط بثوابته ومبادئه الوطنيَّة، كذلك الأمْرُ في العلاقات الدوليَّة، فالدَّولة العُمانيَّة وقائدها الحكيم يسعيان إلى استخلاص مصادر القوَّة من الماضي وعلاقاته، عَبْرَ تبادل الخبرات والاستزادة ممَّا يملكه الآخر من تقنيَّات، ستكُونُ بوَّابة المستقبل الواعد للوطن والمواطن، وستفتح آفاق الخير عَبْرَ تبادل المعرفة، الَّتي وضح للجميع دَوْرها في بناء المستقبل المنتظر، فهي أساس التقدُّم وجوهره، ومن لا يعتني بها سوف يخرج من الرَّكب ويتخلَّف عن السِّياق الحضاري. إنَّ اختيار جلالته بعناية لموعد الاستجابة للدَّعوة الَّتي قدَّمتها كُلٌّ من جمهوريتَي سنغافورة والهند هو اختيار دقيق وحكيم، وربطهما برحلة واحدة انطلقت من مسقط لتطوير علاقات راسخة مع دوَل تمتلك القدرة والمعرفة وسبقت في مراحل النهوض، وتملك طموحًا يحتاج لِما تملكه سلطنة عُمان من مُقوِّمات جغرافيَّة وطبيعيَّة وعلميَّة وعمليَّة وما تقدِّمه من حوافز مقترنة بعلاقات ممتدَّة مع محيطها الإقليمي والعالَمي، فيما تسعى السَّلطنة وفق الرؤية السَّامية إلى الارتباط بعلاقات مميزة بتلك التجارب الناجحة، والَّتي حقَّقت الفارق في الحاضر، وتمتلك رؤية تنسجم مع الرؤية العُمانيَّة في بناء المستقبل، وإقامة اتفاقيَّات ومذكّرات تفاهم تشمل كافَّة المجالات، الَّتي تُسهم في بناء منظومة تستشرف القادم بأدوات علميَّة تناسب العصر وتدرك متغيِّراته.

إبراهيم بدوي
ibrahimbadwy189@gmail.com

المصدر: جريدة الوطن

كلمات دلالية: الع مانی

إقرأ أيضاً:

توتر دبلوماسي ..الجزائر تمنع دبلوماسييها وأفراد عائلاتهم من السفر إلى فرنسا

وسط تصاعد التوتر بين الجزائر وفرنسا، أرسلت باريس مبعوثة خاصة لترتيب زيارة مرتقبة لوزيرة الخارجية الفرنسية، جان نويل بارو، إلى الجزائر، في محاولة لتهدئة الخلافات المتزايدة بين البلدين.

وفي خطوة تصعيدية، قررت وزارة الخارجية الجزائرية منع دبلوماسييها وأفراد عائلاتهم من السفر إلى فرنسا أو العبور عبر مطاراتها حتى إشعار آخر.

 وذكرت وسائل إعلام جزائرية، اليوم السبت، أن القرار، الصادر في 13 مارس، ألزم الدبلوماسيين بإلغاء جميع خطط سفرهم الشخصية والسياحية، في إطار التدابير الاحترازية المعتمدة من قبل الجزائر.

وتأتي هذه الخطوة كرد فعل على ممارسات السلطات الفرنسية، التي منعت سابقًا دبلوماسيين جزائريين من دخول أراضيها. وتبرر باريس هذه الإجراءات بامتناع الجزائر عن استقبال مهاجرين غير نظاميين صدرت بحقهم أوامر ترحيل من فرنسا، وهو ما زاد من تعقيد العلاقات بين البلدين.

في ظل هذه التوترات، تظل زيارة وزيرة الخارجية الفرنسية للجزائر موضع ترقب، وسط تساؤلات حول ما إذا كانت ستنجح في كسر الجمود الدبلوماسي وتهدئة الأزمة القائمة.

مقالات مشابهة

  • دبلوماسي روسي: أمريكا لن تنسحب من «الناتو».. ولهجتها تهدف لـ«تحفيز» شركائها
  • دبلوماسي روسي: أمريكا لن تنسحب من "الناتو".. ولهجتها تهدف لـ"تحفيز" شركائها
  • الرفاعي: تحقيق النهوض في لبنان يبدأ برد الودائع وتصحيح الأجور
  • وزير التعليم العالي الفلسطيني: الاحتلال يستهدف المستقبل بتدمير مدارس غزة
  • ساديو ماني يضحي بالراحة ويعود مبكرًا استعدادًا لديربي الرياض
  • توتر دبلوماسي ..الجزائر تمنع دبلوماسييها وأفراد عائلاتهم من السفر إلى فرنسا
  • البعريني هنأ بالفطر: أملنا أن يكون المستقبل القريب أفضل
  • أكثر من 8 مليارات ريال عُماني إجمالي أصول الصيرفة الإسلامية بسلطنة عُمان
  • إيكونوميست: مغازلة إسرائيل للأقليات تهور بناء على تجارب الماضي
  • إيكونوميست: مغازلة إسرائيل الأقليات تهور بناء على تجارب الماضي