جريدة الوطن:
2025-06-30@21:02:07 GMT

ثنائية الفساد والجريمة

تاريخ النشر: 18th, December 2023 GMT

ثنائية الفساد والجريمة

عرَّف البنك الدولي الفساد بأنَّه شكلٌ من أشكال خيانة الأمانة أو الجريمة يرتكبها شخص أو منظَّمة يُعهد إليها بمركز سُلطة؛ وذلك من أجْل الحصول على مزايا غير مشروعة أو إساءة استخدام تلك السُّلطة لصالح الفرد. يحدث الفساد السِّياسي عِندما يتصرف صاحب المنصب أو أيُّ موظف حكومي آخر بصفة رسميَّة لتحقيق مكاسب شخصيَّة.


بهذا التوصيف الدَّقيق يعرف المُجتمع الدولي مخاطر الفساد وسُبل درء مخاطره على الإنسان والمُجتمع معًا إلى حدِّ القول بأنَّ الفساد والجريمة هما حدثان اجتماعيَّان متوطنان يظهران بشكلٍ منتظم في جميع البلدان تقريبًا على نطاق عالَمي بدرجاتٍ ونِسَبٍ متفاوتة.
وفي العراق أصبح الفساد ظاهرة في المُجتمع وتحوَّلت إلى معضلة وآفة أتَتْ على أموال العراقيِّين وموازنات الدَّولة، ونقلت العراق من بلدٍ غنيٍّ إلى بلدٍ يمدُّ يدَه للعالَم بعد امتداد يَدِ اللصوص إلى ثروة العراق من قِبل مافيات الفساد المدعومة من قِبل قوى نافذة.
وما يؤكِّد ما ذهبنا إليه ما كشفته لجنة النَّزاهة النيابيَّة الَّتي أوضحت أنَّ حجم الأموال الَّتي تمَّ تهريبها عَبْرَ مزاد بيع العملة من قِبل المصارف الأهليَّة بفواتير مزوَّرة يعادل موازنة العراق لعامٍ أو اثنين، من قِبل «مافيات فساد» والمسؤولين عن تلك المصارف والمتنفذين بالمُجتمع.
وبحسب إحصائيَّة أصدرتها جهات ماليَّة موثوق بصدقيَّتها، فإنَّ ظاهرة الفساد أنقصت احتياطي العراق من العملة الصَّعبة بسبب تغوُّل الفاسدين وغياب قوانين الرَّدع الَّذي يحمي العراق من اللصوص بقوانين رادعة.
وثنائيَّة الفساد والجريمة هما وجهان لعملة واحدة يتخادمان في سعيهما للكسبِ غير المشروع؛ لإفقار الشعوب والسَّطو على أموالهم. ويعرِّف معجم أوكسفورد الإنجليزي الفساد بأنَّه «انحراف أو تدمير النَّزاهة في أداء الوظائف العامَّة من خلال الرشوة والمحاباة». وقَدْ يعني الفساد: التَّلف إذا ارتبط المعنى بسلعة ما غير مشروعة كالرشوة، الابتزاز، المحسوبيَّة، والاختلاس.
يشمل الفساد العامُّ فساد العمليَّة السِّياسيَّة والهيئات الحكوميَّة في عمليَّات تخصيص الأموال العامَّة للعقود والمنح والتوظيف للقوى العاملة.
إنَّ الفساد السِّياسي هو إساءة استخدام السُّلطة العامَّة أو المناصب أو الموارد من قِبل المسؤولين الحكوميِّين لتحقيق مكاسب شخصيَّة، عن طريق الابتزاز أو التماس أو تقديم الرشاوى عن طريق شراء أصوات الناخبِينَ إلى حدِّ توصيف الفساد بأنَّه يُمكِن أن يكُونَ له عواقب سياسيَّة تنعكس حتمًا على حاجات وتطلُّعات الشعوب.
ونخلص إلى القول إنَّ حماية المُجتمعات من خطر الفساد يكمن بتغليظ قوانين الرَّدع والمحاسبة بإجراءات تحدُّ من امتداد يَدِ اللصوص إلى الأموال العامَّة، وهذا لَنْ يتحقَّقَ إلَّا بوجود إرادة سياسيَّة قادرة على مواجهة الفساد، وكفِّ يَدِ أذرعه ومخاطرها على الإنسان وحاجاته وتطلُّعاته.

أحمد صبري
كاتب عراقي
a_ahmed213@yahoo.com

المصدر: جريدة الوطن

كلمات دلالية: العراق من ة الفساد من ق بل

إقرأ أيضاً:

الفساد والحرام عملة واحدة

صراحة نيوز- بقلم /منتصر السليمان

في الثلاثة أيّام الماضية ، إنتشر على مواقع التّواصل الإجتماعي خبر يحمل تفاصيل نقل ٣ حالات أسعفت للمستشفى في مدينة الزرقاء ، تبيّن أن السّبب وراء ذلك تناولهم المشروبات الكحولية التي تحتوي على مادة الميثانول السّامة ، طالت هذه الحادثة بشكل تدريجي البعض من محافظات المملكة ، لتسجل هذه الكارثة أكثر من ٢٧ مصاباً و٩ وفيات حتى مساء اليوم الإثنين .

الأجهزة الأمنيّة ، لم تنم عينها عن هذه المجزرة ، تابعت عن قرب من موقع الحدث ، أخذت العينات ، حققت بالقضية ، وصلت لكافة التفاصيل عن مواقع بيع هذه العينات من الكحول في الأسواق ، وأصدرت قراراً بإغلاق المصنع المنتج لهذه المواد وإلقاء القبض على المتورطين ، إضافة لإجراءات أمنية طالت جمع المواد المباعة في الأسواق وإتلافها ، جهاز الأمن العام بقيادته ومرتّباته يديرون المشهد بكل كفاءة وإخلاص .

ما سبق ، يتحدّث عن خبر فاجعة تناول الكحول الميثيلي ، يتحدث عن ٩ أرواح قُتلت في ظل غياب الرقابة والمسؤولية ، لكن في الطرف الآخر ، أصبح مألوفاً لدينا كيف يتعامل الناس بمثل هذه القضايا ، نألف مزاحهم على وليمة المصائب ، وإرتفاع أصواتهم يتندّرون في كل فاجعة أصابت غيرهم ، هذه المرّة كانت على مقاس طموحاتهم تماماً ، حلالاً وحراماً ، فقالوا من يخمر حق عليه القبر !
للتو نسينا الخبر ، ونسينا الفساد والإفساد جريمة ويشبه الحرام في وقعه مختلفاً في شكله ، متى سندرك حجم الكارثة ، وأن الإنسان مشروعاً للأوطان ، كم روحاً نحتاج بعد هذه المجزرة حتى نتعدى توزيع المواقع بين الجنة والنار ، ونعترف مؤخراً أن الفساد والحرام عملة واحدة ..!

ومن الضرورة أن نحوّل مثل هذه المصائب الى إصلاحات حقيقية ، وأن نحوّل الالم الى حل ، وأن نفرّق بين من يخطئ مع نفسه ومن يرتكب جرماً بحق المجتمع ، رحم الله من رحل وأصلح من بقي ، وحفظ الله الأردن من كل شر .

 

مقالات مشابهة

  • هزمنا التمرد لكن كيف نهزم الفساد وسوء الاخلاق والطمع واكل المال العام والرشوة والسرقة؟
  • الفساد والحرام عملة واحدة
  • رشيد:لدينا “زراعة وصناعة متطورة” في ظل حكومة الإطار
  • النائب العام: حبس رئيس جامعة المرقب بتهمة الفساد
  • خبير اقتصادي:البيئة الاستثمارية في العراق طاردة لرأس المال الأجنبي بسبب الفساد والسلاح المنفلت
  • البنك المركزي:أكثر من (21) مليار دولار إستيرادات العراق خلال الربع الأول من العام الحالي
  • استيرادات العراق تتجاوز 21 مليار دولار للربع الأول من العام 2025
  • ضبط 3 متهمين بغسل 17 مليون جنيه من حصيلة الاستيلاء على الأموال العامة
  • مصدر مطلع:رقم (1)بغداد الانتخابي من حصة أكبر سراق المال العام وخراب العراق
  • صنعاء القديمة تهتز: ضحية واحدة فقط في مزرعة والجريمة تغلفها أسرار غامضة