جريدة الوطن:
2025-04-02@11:57:29 GMT

ثنائية الفساد والجريمة

تاريخ النشر: 18th, December 2023 GMT

ثنائية الفساد والجريمة

عرَّف البنك الدولي الفساد بأنَّه شكلٌ من أشكال خيانة الأمانة أو الجريمة يرتكبها شخص أو منظَّمة يُعهد إليها بمركز سُلطة؛ وذلك من أجْل الحصول على مزايا غير مشروعة أو إساءة استخدام تلك السُّلطة لصالح الفرد. يحدث الفساد السِّياسي عِندما يتصرف صاحب المنصب أو أيُّ موظف حكومي آخر بصفة رسميَّة لتحقيق مكاسب شخصيَّة.


بهذا التوصيف الدَّقيق يعرف المُجتمع الدولي مخاطر الفساد وسُبل درء مخاطره على الإنسان والمُجتمع معًا إلى حدِّ القول بأنَّ الفساد والجريمة هما حدثان اجتماعيَّان متوطنان يظهران بشكلٍ منتظم في جميع البلدان تقريبًا على نطاق عالَمي بدرجاتٍ ونِسَبٍ متفاوتة.
وفي العراق أصبح الفساد ظاهرة في المُجتمع وتحوَّلت إلى معضلة وآفة أتَتْ على أموال العراقيِّين وموازنات الدَّولة، ونقلت العراق من بلدٍ غنيٍّ إلى بلدٍ يمدُّ يدَه للعالَم بعد امتداد يَدِ اللصوص إلى ثروة العراق من قِبل مافيات الفساد المدعومة من قِبل قوى نافذة.
وما يؤكِّد ما ذهبنا إليه ما كشفته لجنة النَّزاهة النيابيَّة الَّتي أوضحت أنَّ حجم الأموال الَّتي تمَّ تهريبها عَبْرَ مزاد بيع العملة من قِبل المصارف الأهليَّة بفواتير مزوَّرة يعادل موازنة العراق لعامٍ أو اثنين، من قِبل «مافيات فساد» والمسؤولين عن تلك المصارف والمتنفذين بالمُجتمع.
وبحسب إحصائيَّة أصدرتها جهات ماليَّة موثوق بصدقيَّتها، فإنَّ ظاهرة الفساد أنقصت احتياطي العراق من العملة الصَّعبة بسبب تغوُّل الفاسدين وغياب قوانين الرَّدع الَّذي يحمي العراق من اللصوص بقوانين رادعة.
وثنائيَّة الفساد والجريمة هما وجهان لعملة واحدة يتخادمان في سعيهما للكسبِ غير المشروع؛ لإفقار الشعوب والسَّطو على أموالهم. ويعرِّف معجم أوكسفورد الإنجليزي الفساد بأنَّه «انحراف أو تدمير النَّزاهة في أداء الوظائف العامَّة من خلال الرشوة والمحاباة». وقَدْ يعني الفساد: التَّلف إذا ارتبط المعنى بسلعة ما غير مشروعة كالرشوة، الابتزاز، المحسوبيَّة، والاختلاس.
يشمل الفساد العامُّ فساد العمليَّة السِّياسيَّة والهيئات الحكوميَّة في عمليَّات تخصيص الأموال العامَّة للعقود والمنح والتوظيف للقوى العاملة.
إنَّ الفساد السِّياسي هو إساءة استخدام السُّلطة العامَّة أو المناصب أو الموارد من قِبل المسؤولين الحكوميِّين لتحقيق مكاسب شخصيَّة، عن طريق الابتزاز أو التماس أو تقديم الرشاوى عن طريق شراء أصوات الناخبِينَ إلى حدِّ توصيف الفساد بأنَّه يُمكِن أن يكُونَ له عواقب سياسيَّة تنعكس حتمًا على حاجات وتطلُّعات الشعوب.
ونخلص إلى القول إنَّ حماية المُجتمعات من خطر الفساد يكمن بتغليظ قوانين الرَّدع والمحاسبة بإجراءات تحدُّ من امتداد يَدِ اللصوص إلى الأموال العامَّة، وهذا لَنْ يتحقَّقَ إلَّا بوجود إرادة سياسيَّة قادرة على مواجهة الفساد، وكفِّ يَدِ أذرعه ومخاطرها على الإنسان وحاجاته وتطلُّعاته.

أحمد صبري
كاتب عراقي
a_ahmed213@yahoo.com

المصدر: جريدة الوطن

كلمات دلالية: العراق من ة الفساد من ق بل

إقرأ أيضاً:

أردوغان يتهم المعارضة بمحاولة التستر على الفساد

أنقرة (زمان التركية) – وجّه الرئيس التركي رجب طيب أردوغان اتهامات حادة للمعارضة بمحاولة “إخفاء الفساد”، على خلفية استمرار الاحتجاجات المنددة باعتقال عمدة إسطنبول أكرم إمام أوغلو.

وفي كلمة ألقاها أمام أعضاء حزب العدالة والتنمية، الأحد، قال أردوغان: “كلما تعمّق التحقيق، سنكشف مدى تغلغل الجماعة الإجرامية، التي تمدّ أذرعها إلى مجالس البلدية كما يفعل الأخطبوط”.

وأضاف أن “ما شهدناه خلال الأيام العشرة الأخيرة من شهر رمضان، وما رافقه من اضطرابات في الشوارع، ليس إلا محاولة للتغطية على السرقة والفساد”.

احتجاجات واسعة واعتقال مثير للجدل

وتشهد إسطنبول وعدة مدن تركية احتجاجات مستمرة منذ 19 مارس، إثر اعتقال إمام أوغلو، العضو البارز في حزب الشعب الجمهوري المعارض، والذي كان يُنظر إليه كأحد أبرز المرشحين المحتملين لمنافسة أردوغان في انتخابات الرئاسة عام 2028.

وُجهت لعمدة إسطنبول اتهامات تتعلق بالفساد والارتباط بحزب العمال الكردستاني، المصنف كمنظمة إرهابية في تركيا.

إمام أوغلو.. خصم سياسي قوي

يُذكر أن إمام أوغلو فاز بمنصب عمدة إسطنبول مرتين، الأولى في عام 2019 بعد معركة انتخابية حامية أجبرت حزب العدالة والتنمية على إعادة الانتخابات، والثانية في عام 2024، متفوقًا على مرشحي الحزب الحاكم، ما عزز مكانته كأحد أقوى وجوه المعارضة التركية.

ويأتي اعتقاله في سياق توتر سياسي متزايد، وسط اتهامات للسلطات باستخدام القضاء لتصفية الخصوم السياسيين قبيل الانتخابات المقبلة.

Tags: أردوغانأكرم إمام أوغلوإحتجاجات إسطنبولاعتقال عمدة اسطنبولتركيا

مقالات مشابهة

  • اردوغان يزور العراق خلال شهرين لبحث طريق التنمية
  • تأثير عمليات غسل الأموال علي المجتمع و الاقتصاد.. التفاصيل
  • في أقل من 10 دقايق.. بيراميدز يحرز ثنائية بمرمى الجيش الملكي
  • النمر: حبوب منع الحمل ثنائية الهرمون أو البروجستين فقط تزيد الجلطات
  • زلزال اعترافات يكشف خفايا فساد بلدية إسطنبول
  • نصف نهائي كأس الملك| الاتحاد يصطدم بالشباب.. وعينه على ثنائية تاريخية
  • أردوغان يتهم المعارضة بمحاولة التستر على الفساد
  • ثنائية مبابي وليفاندوفسكي تشعل المنافسة على الحذاء الذهبي
  • بعد ثنائية فولهام.. راشفورد: لم أصل إلى أفضل مستوياتي بعد
  • "تحت سابع أرض".. دراما الفساد وإشارة لسقوط الأسد