الحرة:
2025-01-24@06:54:45 GMT

السودان.. لماذا اتسعت رقعة المعارك إلى ود مني؟

تاريخ النشر: 18th, December 2023 GMT

السودان.. لماذا اتسعت رقعة المعارك إلى ود مني؟

يستمر نزوح المدنيين من مدينة ود مدني وسط السودان، إلى الجنوب، في ظل قيام قوات الدعم السريع بنصب حواجز لها شرق المدينة، وسط قلق دولي من استمرار العنف في أحد "الملاذات القليلة المتبقية" للمدنيين.

وكانت الولايات المتحدة قد حذرت، السبت، من أن المواجهات الأخيرة بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع باتت تشكل تهديدا خطيرا على المدنيين وجهود الإغاثة، وحضت المقاتلين على تجنيب منطقة تضم مراكز مساعدات وعشرات آلاف النازحين، المعارك، بحسب وكالة فرانس برس.

وأكد مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا) في بيان، "اندلاع القتال بين الجيش وقوات الدعم السريع، صباح الجمعة، في ضواحي ود مدني".

وأشار المكتب، الجمعة، إلى أن زهاء 500 ألف شخص نزحوا إلى ولاية الجزيرة منذ اندلاع المعارك بين الجيش وقوات الدعم السريع منتصف أبريل، وأن نحو 86400 منهم يقيمون في ود مدني.

وأوضح أن إجمالي عدد سكان المدينة يبلغ حاليا 700 ألف شخص، منهم 270 ألفا "يحتاجون إلى مساعدة إنسانية".

وبعدما بقيت الولاية في البداية بمنأى عن الحرب، بدأت قوات الدعم السريع في الأشهر القليلة الماضية، بالانتشار في ود مدني، وأقامت نقاط تفتيش على طول الطريق بينه وبين الخرطوم.

اتهام رسمي من مسؤول رفيع.. ما احتمالات التصعيد بين الإمارات والسودان؟ في اتهام علني، يُعد الأول من مسؤول سوداني إلى السلطات الإماراتية، قال عضو مجلس السيادة السوداني ياسر العطا، إن "الإمارات ترسل إمدادات إلى قوات الدعم السريع، عبر مطار أم جرس التشادي".

وعن أسباب فتح جبهة جديدة في ود مدني، قال المحلل السياسي أبي عز الدين، لـ"الحرة": "يبدو أنه كلما ضاقت السبل بميليشيات الدعم السريع، فإنها تعمد إلى القيام بفرقعات إعلامية ويكون المواطنون هم الضحايا".

وتابع: "يقومون حاليا بما هو أشبه بحرب العصابات، من خلال ضربة هنا وأخرى هناك، كي لا يقال إن أوضاعهم متردية في الميدان، وبالتالي يريدون تحقيق بعض المكاسب الإعلامية كي تعينهم في مسار التفاوض الذي يسعون من خلاله لأن يكونوا جزءا من العملية السياسية".

وشدد عز الدين على رغبة "قادة الدعم السريع مع حاضنتهم السياسية المتواجدة حاليا في العاصمة الكينية، نيروبي، في أن يكونوا جزءا من العملية السياسة، بدلا من محاسبة تلك الميليشيات عن جرائمها بحق الشعب السوداني".

أما عضو المكتب الاستشاري لقوات الدعم السريع، عمران عبد الله، فرد على ذلك بقوله: "ود مدني لا تختلف كثيرا عن الخرطوم والفاشر والجنينة ونيالا، وغيرها من مدن البلاد، فهي كلها مناطق سودانية، والحرب هي نفسها الحرب، والأطراف المتقاتلة هي ذاتها".

وتابع لـ"الحرة": "إذا كان هناك هو لوم أو عتب فإنه يلقى على من أشعل وقود المعارك، وهم قادة قوات الجيش، الذين يتحملون أيضا مسؤولية استمرار القتال".

وأضاف عبد الله: "كل حرب لا بد أن تنتهي بالتفاوض، لكن الجيش يتعنت في هذه القضية. المجتمع الدولي كله، ومن بينه الوسطاء، شهدوا على ذلك، وجولة مفاوضات الأخيرة في جدة بالسعودية خير دليل على ذلك، إذ أن قادة القوات المسلحة رفضوا إجراءات بناء الثقة التي وقع عليها قائد الجيش، الفريق عبد الفتاح البرهان بنفسه".

وزاد: "كما أن الجيش لم يستطع أن يحجم دور الحركة الإسلامية وقوى النظام السابق بزعامة عمر البشير، ناهيك عن سعيه بتعنت إلى تجويع الشعب السوداني والاعتداء على سكان البلاد بطريقة عنصرية وإثنية".

وتابع: "بناء على ذلك، كان لابد من مواصلة القتال حتى يتم اقتلاع النظام السابق من جذوره". 

تبادل للاتهامات

ولدى سؤاله عن عدم التفاعل مع مبادرة البرهان الذي أعرب فيها عن استعداده للجلوس بشكل مباشر مع قائد قوات الدعم السريع، حمدان دقلو، إذا انسحبت عناصر الأخير من الخرطوم، أجاب عبد الله: "عندما تحدث القائد الأعلى لقوات الدعم السريع مع العديد من قادة الدول وكبار المسؤولين، فقد أبدى استعداده ورغبته التامة في مضي قدما بلقاء قائد الجيش لإنهاء هذه الحرب، ونحن اشترطنا أن يشارك البرهان في تلك المحادثات باعتباره قائدا للقوات المسلحة وليس رئيسا لمجلس السيادة".

وأضاف مبررا: "بعد انقلاب الخامس والعشرين من أكتوبر عام 2021، ومن ثم اندلاع الحرب في 15 أبريل الماضي، لم يعد هناك مبرر لأن يعتبر البرهان نفسه حاكما للبلاد، وبالتالي هو قائد للجيش وعليه أن يأتي بتلك الصفة حتى نجلس معه".

وفي أكتوبر 2021، أعلن البرهان حالة الطوارئ في السودان، وحلّ مجلس السيادة، الذي كان يشرف على الانتقال إلى حكم مدني، ومجلس الوزراء.

وعن رأيه بالمعوقات التي تحول دون انعقاد المفاوضات بعد مرور نحو 8 شهور على الحرب، أجاب عز الدين: "الجهة التي تعنتت بكل تأكيد هي مليشيات الدعم السريع، فهي رفضت مخرجات اتفاق جدة رغم أن مستشاري دقلو يحاولون تضليل الرأي العام بشأن ذلك".

وزير الخارجية السوداني لـ"الحرة": لن نعتذر إلى تشاد وبيان إيغاد لا يعبر عما حدث فيها قال وزير الخارجية السوداني، علي الصادق، إن بلاده لن تعتذر عن تصريحات سابقة كان قد أدلى بها مساعد قائد الجيش، ياسر العطا، أمام حشد من القوات في الخرطوم بشأن دور تشاد في إيصال إمدادات لقوات الدعم السريع، وذلك رداً علي طلب تقدمت به العاصمة التشادية نجامينا عقب استدعائها السفير السوداني.

وزاد: "لكن الناس ليسوا بهذه السذاجة لكي يصدقوا تلك الادعاءات، والشاهد هو مدى احتفاء السودانيين بقوات الجيش عندما تخلي أي منطقة من تلك الميليشيات، كما حدث قبل بضعة ساعات في ود مدني".

وشدد عز الدين على أن "أي حل سياسي يريد أن يستوعب (المجرمين) في منظومة الحكم خلال المرحلة المقبلة، سيكون مرفوضا من قبل الشعب، في حال لم تكن هناك تعويضات للمواطنين ومحاسبة مرتكبي جرائم ضد الإنسانية".

وتابع: "في حال عدم حدوث ذلك، فإن تلك الميليشيات ستعيد الكرة وتدخلنا في مغامرات جديدة والسعي لإنشاء دولتها العنصرية، وهنا نشدد على ضروة أن يضغط الوسطاء على (الدعم السريع) للانصياع إلى بنود الاتفاقيات السابقة، والخروج من منازل المدنيين ومدنهم".

في المقابل، أكد عبد الله أن "جهات الوساطة قامت بدورها على أكمل وجه، لكن المعضلة تكمن في الجيش الذي لم يستطع أن يحرر نفسه من قبضة الإسلاميين، الذين يرون في إطفاء نيران الحرب نهاية لهم، باعتبار أنهم سيواجهون المحاكم ويتلقون عقوبات رادعة جزاء عن الجرائم التي اقترفوها سابقا بحق الشعب".

ونفى المستشار أن تكون قوات الدعم قد أقدمت على ارتكاب جرائم قتل "على أساس عنصري أو عرقي"، متهما القوات المسلحة باقترافها، لاسيما بحق المواطنين القادمين من الولايات الغربية. وأشار في الوقت نفسه، إلى أن "إمكانيات قوات الدعم السريع من حيث العدة والعتاد زادت".

وأودت الحرب بين الجيش وقوات الدعم بأكثر من 12190 شخصا، وفق تقديرات منظمة "مشروع بيانات مواقع الصراعات المسلحة وأحداثها" (أكليد).

وتسبب بنزوح أكثر من 5,4 ملايين شخص داخل البلاد بحسب الأمم المتحدة، إضافة إلى قرابة 1,5 مليون شخص فروا إلى دول مجاورة.

المصدر: الحرة

كلمات دلالية: قوات الدعم السریع وقوات الدعم فی ود مدنی بین الجیش عز الدین عبد الله على ذلک

إقرأ أيضاً:

السودان.. اشتداد المعارك وتبادل اتهامات حول تدمير مصفاة نفط

تصاعدت العمليات القتالية بين الجيش وقوات الدعم السريع بشكل لافت الخميس، في محاور العاصمة السودانية الخرطوم ومدينة الفاشر عاصمة ولاية شمال دارفور.

تأتي هذه التطورات وسط اتهامات متبادلة بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع حول المسؤولية في تدمير مصفاة النفط الرئيسية في منطقة الجيلي شمال الخرطوم التي تعرضت لدمار شامل.

وبشكل مفاجئ شهدت مدينة مدني عاصمة ولاية الجزيرة التي استردها الجيش قبل نحو أسبوعين قصفا عنيفا شمل عدة مناطق في وسط وجنوب المدينة. 

وتزداد المخاوف من تفاقم المعاناة الإنسانية المسجلة منذ اندلاع الحرب في البلاد في منتصف أبريل 2023.

تدمير مصفاة النفط الرئيسية

ومع تصاعد حدة القصف الجوي والأرضي في العاصمة الخرطوم، غطت سحب من الدخان سماء المدينة وسط تقارير أشارت إلى دمار كامل لمصفاة النفط في الجيلي والتي تعتبر الأكبر في البلاد.

وفي حين اتهم الجيش في بيان قوات الدعم السريع التي تتحصن قوة كبيرة منها هناك منذ الأسابيع الأولى من اندلاع القتال بحرق المصفاة، قالت قوات الدعم السريع إن طيران الجيش وجه عدة ضربات جوية للمصفاة خلال الساعات الماضية.

وأشارت تقارير إلى تقدم الجيش في محوري الجزيرة والخرطوم، لكن قوات الدعم السريع أكدت صد عدد من الهجمات التي تعرضت لها قواتها في المحورين.

معارك متواصلة

وفي مدينة أم درمان، دوت أصوات عنيفة أدت إلى اهتزازات في المناطق السكنية في شمال غرب ووسط المدينة التي ظلت معظمها تشهد منذ اكثر من 10 أيام انقطاع في خدمات الكهرباء والمياه، وسط تردي في أوضاع السكان ونقص حاد في الخدمات الطبية.

وبعد تحشيد اعتبر الأكبر منذ بدء القتال في المدينة قبل أكثر من 21 شهرا، شهدت الفاشر قتالا عنيفا بالتزامن مع موجة فرار كبيرة من المدينة وخروج العاملين في عدد من المنظمات الإنسانية هناك.

وكانت قوات الدعم السريع قد أمهلت في بيان صدر مساء الاثنين، الجيش والمجموعات المتحالفة معه 48 ساعة للخروج من المدينة.

وتعتبر الفاشر إحدى أهم المدن الاستراتيجية في السودان وهي الوحيدة في إقليم دارفور التي لا يزال للجيش وجود فيها، بعد سيطرت قوات الدعم السريع على اكثر من 90 في المئة من مناطق الاقليم.

ووفقا لشهود عيان، فإن من تبقى من السكان يشكل أقل من 30 في المئة من سكان المدينة التي كان يعيش فيها قبل اندلاع القتال ربع سكان إقليم دارفور البالغ عددهم نحو 6 مليون نسمة والذي يشكل 20 في المئة من مساحة السودان ويضم نحو 14 في المئة من سكان البلاد البالغ عددهم نحو 42 مليون نسمة.

وتشكل الفاشر عمقا إستراتيجيا لأقاليم دارفور المتاخم لولايتي الشمالية وكردفان، كما تربط السودان بشريط دولي حدودي ملتهب يمتد من تشاد غربا وليبيا شمالا ودولة جنوب السودان وأفريقيا الوسطى جنوبا.

مقالات مشابهة

  • الجيش السوداني والدعم السريع يتبادلان الاتهامات بحرق وتدمير مصفاة الخرطوم
  • الجيش السوداني: قوات الدعم السريع أحرقت مصفاة الخرطوم
  • الجيش السوداني يتهم قوات الدعم السريع بإحراق مصفاة الجيلي
  • السودان.. اشتداد المعارك وتبادل اتهامات حول تدمير مصفاة نفط
  • اشتباكات عنيفة بين الجيش السوداني والدعم السريع في الخرطوم والفاشر وسط تقدم قوات الجيش
  • «الجيش السوداني» يحبط هجوما للدعم السريع بالمسيرات على محطات الكهرباء
  • الجيش السوداني يواصل انتصاراته في مواجهة قوات الدعم السريع في الخرطوم
  • الجيش السوداني: قواتنا تسيطر على الفاشر وشائعات الدعم السريع «محاولة يائسة» لرفع معنوياتهم 
  • الجيش السوداني يصد هجوماً للدعم السريع على منطقة «الأعوج» بالنيل الأبيض
  • وحدات الجيش السوداني تحرز تقدما بالخرطوم في مواجهة الدعم السريع