السودان.. لماذا اتسعت رقعة المعارك إلى ود مني؟
تاريخ النشر: 18th, December 2023 GMT
يستمر نزوح المدنيين من مدينة ود مدني وسط السودان، إلى الجنوب، في ظل قيام قوات الدعم السريع بنصب حواجز لها شرق المدينة، وسط قلق دولي من استمرار العنف في أحد "الملاذات القليلة المتبقية" للمدنيين.
وكانت الولايات المتحدة قد حذرت، السبت، من أن المواجهات الأخيرة بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع باتت تشكل تهديدا خطيرا على المدنيين وجهود الإغاثة، وحضت المقاتلين على تجنيب منطقة تضم مراكز مساعدات وعشرات آلاف النازحين، المعارك، بحسب وكالة فرانس برس.
وأكد مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا) في بيان، "اندلاع القتال بين الجيش وقوات الدعم السريع، صباح الجمعة، في ضواحي ود مدني".
وأشار المكتب، الجمعة، إلى أن زهاء 500 ألف شخص نزحوا إلى ولاية الجزيرة منذ اندلاع المعارك بين الجيش وقوات الدعم السريع منتصف أبريل، وأن نحو 86400 منهم يقيمون في ود مدني.
وأوضح أن إجمالي عدد سكان المدينة يبلغ حاليا 700 ألف شخص، منهم 270 ألفا "يحتاجون إلى مساعدة إنسانية".
وبعدما بقيت الولاية في البداية بمنأى عن الحرب، بدأت قوات الدعم السريع في الأشهر القليلة الماضية، بالانتشار في ود مدني، وأقامت نقاط تفتيش على طول الطريق بينه وبين الخرطوم.
وعن أسباب فتح جبهة جديدة في ود مدني، قال المحلل السياسي أبي عز الدين، لـ"الحرة": "يبدو أنه كلما ضاقت السبل بميليشيات الدعم السريع، فإنها تعمد إلى القيام بفرقعات إعلامية ويكون المواطنون هم الضحايا".
وتابع: "يقومون حاليا بما هو أشبه بحرب العصابات، من خلال ضربة هنا وأخرى هناك، كي لا يقال إن أوضاعهم متردية في الميدان، وبالتالي يريدون تحقيق بعض المكاسب الإعلامية كي تعينهم في مسار التفاوض الذي يسعون من خلاله لأن يكونوا جزءا من العملية السياسية".
وشدد عز الدين على رغبة "قادة الدعم السريع مع حاضنتهم السياسية المتواجدة حاليا في العاصمة الكينية، نيروبي، في أن يكونوا جزءا من العملية السياسة، بدلا من محاسبة تلك الميليشيات عن جرائمها بحق الشعب السوداني".
أما عضو المكتب الاستشاري لقوات الدعم السريع، عمران عبد الله، فرد على ذلك بقوله: "ود مدني لا تختلف كثيرا عن الخرطوم والفاشر والجنينة ونيالا، وغيرها من مدن البلاد، فهي كلها مناطق سودانية، والحرب هي نفسها الحرب، والأطراف المتقاتلة هي ذاتها".
وتابع لـ"الحرة": "إذا كان هناك هو لوم أو عتب فإنه يلقى على من أشعل وقود المعارك، وهم قادة قوات الجيش، الذين يتحملون أيضا مسؤولية استمرار القتال".
وأضاف عبد الله: "كل حرب لا بد أن تنتهي بالتفاوض، لكن الجيش يتعنت في هذه القضية. المجتمع الدولي كله، ومن بينه الوسطاء، شهدوا على ذلك، وجولة مفاوضات الأخيرة في جدة بالسعودية خير دليل على ذلك، إذ أن قادة القوات المسلحة رفضوا إجراءات بناء الثقة التي وقع عليها قائد الجيش، الفريق عبد الفتاح البرهان بنفسه".
وزاد: "كما أن الجيش لم يستطع أن يحجم دور الحركة الإسلامية وقوى النظام السابق بزعامة عمر البشير، ناهيك عن سعيه بتعنت إلى تجويع الشعب السوداني والاعتداء على سكان البلاد بطريقة عنصرية وإثنية".
وتابع: "بناء على ذلك، كان لابد من مواصلة القتال حتى يتم اقتلاع النظام السابق من جذوره".
تبادل للاتهاماتولدى سؤاله عن عدم التفاعل مع مبادرة البرهان الذي أعرب فيها عن استعداده للجلوس بشكل مباشر مع قائد قوات الدعم السريع، حمدان دقلو، إذا انسحبت عناصر الأخير من الخرطوم، أجاب عبد الله: "عندما تحدث القائد الأعلى لقوات الدعم السريع مع العديد من قادة الدول وكبار المسؤولين، فقد أبدى استعداده ورغبته التامة في مضي قدما بلقاء قائد الجيش لإنهاء هذه الحرب، ونحن اشترطنا أن يشارك البرهان في تلك المحادثات باعتباره قائدا للقوات المسلحة وليس رئيسا لمجلس السيادة".
وأضاف مبررا: "بعد انقلاب الخامس والعشرين من أكتوبر عام 2021، ومن ثم اندلاع الحرب في 15 أبريل الماضي، لم يعد هناك مبرر لأن يعتبر البرهان نفسه حاكما للبلاد، وبالتالي هو قائد للجيش وعليه أن يأتي بتلك الصفة حتى نجلس معه".
وفي أكتوبر 2021، أعلن البرهان حالة الطوارئ في السودان، وحلّ مجلس السيادة، الذي كان يشرف على الانتقال إلى حكم مدني، ومجلس الوزراء.
وعن رأيه بالمعوقات التي تحول دون انعقاد المفاوضات بعد مرور نحو 8 شهور على الحرب، أجاب عز الدين: "الجهة التي تعنتت بكل تأكيد هي مليشيات الدعم السريع، فهي رفضت مخرجات اتفاق جدة رغم أن مستشاري دقلو يحاولون تضليل الرأي العام بشأن ذلك".
وزاد: "لكن الناس ليسوا بهذه السذاجة لكي يصدقوا تلك الادعاءات، والشاهد هو مدى احتفاء السودانيين بقوات الجيش عندما تخلي أي منطقة من تلك الميليشيات، كما حدث قبل بضعة ساعات في ود مدني".
وشدد عز الدين على أن "أي حل سياسي يريد أن يستوعب (المجرمين) في منظومة الحكم خلال المرحلة المقبلة، سيكون مرفوضا من قبل الشعب، في حال لم تكن هناك تعويضات للمواطنين ومحاسبة مرتكبي جرائم ضد الإنسانية".
وتابع: "في حال عدم حدوث ذلك، فإن تلك الميليشيات ستعيد الكرة وتدخلنا في مغامرات جديدة والسعي لإنشاء دولتها العنصرية، وهنا نشدد على ضروة أن يضغط الوسطاء على (الدعم السريع) للانصياع إلى بنود الاتفاقيات السابقة، والخروج من منازل المدنيين ومدنهم".
في المقابل، أكد عبد الله أن "جهات الوساطة قامت بدورها على أكمل وجه، لكن المعضلة تكمن في الجيش الذي لم يستطع أن يحرر نفسه من قبضة الإسلاميين، الذين يرون في إطفاء نيران الحرب نهاية لهم، باعتبار أنهم سيواجهون المحاكم ويتلقون عقوبات رادعة جزاء عن الجرائم التي اقترفوها سابقا بحق الشعب".
ونفى المستشار أن تكون قوات الدعم قد أقدمت على ارتكاب جرائم قتل "على أساس عنصري أو عرقي"، متهما القوات المسلحة باقترافها، لاسيما بحق المواطنين القادمين من الولايات الغربية. وأشار في الوقت نفسه، إلى أن "إمكانيات قوات الدعم السريع من حيث العدة والعتاد زادت".
وأودت الحرب بين الجيش وقوات الدعم بأكثر من 12190 شخصا، وفق تقديرات منظمة "مشروع بيانات مواقع الصراعات المسلحة وأحداثها" (أكليد).
وتسبب بنزوح أكثر من 5,4 ملايين شخص داخل البلاد بحسب الأمم المتحدة، إضافة إلى قرابة 1,5 مليون شخص فروا إلى دول مجاورة.
المصدر: الحرة
كلمات دلالية: قوات الدعم السریع وقوات الدعم فی ود مدنی بین الجیش عز الدین عبد الله على ذلک
إقرأ أيضاً:
قوات الدعم السريع ترحب بانطلاق المؤتمر الإنساني لدعم السودان
تُرحب قوات الدعم السريع، بانطلاق أعمال المؤتمر الإنساني رفيع المستوى لدعم الشعب السوداني، بالتعاون بين الاتحاد الأفريقي والهيئة الحكومية الدولية المعنية بالتنمية (إيغاد)، ودولة الإمارات العربية المتحدة ومشاركة الامم المتحدة إلى جانب عدد من الدول والمنظمات الاقليمية الدولية.
بسم الله الرحمن الرحيم
قوات الدعم السريع
بيان مهم
15 فبراير 2025
تُرحب قوات الدعم السريع، بانطلاق أعمال المؤتمر الإنساني رفيع المستوى لدعم الشعب السوداني، بالتعاون بين الاتحاد الأفريقي والهيئة الحكومية الدولية المعنية بالتنمية (إيغاد)، ودولة الإمارات العربية المتحدة ومشاركة الامم المتحدة إلى جانب عدد من الدول والمنظمات الاقليمية الدولية.
ونعلن دعمنا الكامل لهذا الحدث المهم، حيث يُعقد المؤتمر على هامش القمة الثامنة والثلاثين للاتحاد الأفريقي بأديس أبابا، ويسعى إلى جذب الدعم والتمويل اللازمين للجهود الإنسانية في السودان، ونثمن عالياً الجهود والتداعي الدولي والإقليمي لتسليط الضوء على الأوضاع الإنسانية المتفاقمة في بلادنا جراء تداعيات الحرب التي أشعلها الجيش وفلول النظام القديم في الخامس عشر من أبريل 2023.
يواجه السودان جُملة من التحديات الإنسانية التي تتطلب مزيداً من التفاعل والإهتمام من قبل الشركاء والمنظمات العاملة في المجال الإنساني، ونعتبر أن فعاليات مؤتمر اديس أبابا اليوم سانحة مهمة لتعزيز التضامن و التعاون في مجال التحديات الإنسانية في بلادنا .
نجدد التأكيد على التعاون الكامل لقواتنا مع كل الجهود و الإسهامات في هذا المؤتمر، كما نتوجه بالشكر والامتنان لجميع الشركاء من الدول الشقيقة والصديقة ومنظمات الامم المتحدة والاتحاد الأفريقي والإيغاد، ونشيد بالدعم الذي أعلنت عنه الشقيقة الإمارات بواقع 200 مليون دولار لدعم الاحتياجات الإنسانية في السودان، إلى جانب 15 مليون دولار تبرعت بها الشقيقة اثيوبيا ومليون دولار من الشقيقة جمهورية كينيا .
ونتطلع لتوفير الدعم والرعاية للمتضررين والنازحين واللاجئين والمجتمعات المحلية المتأثرة بالأوضاع الإنسانية الحرجة، كما ندعو لتعزيز الجهود المشتركة لمجابهة كافة التحدّيات.
نؤكد ثقة قواتنا بأن المؤتمر الإنساني سيسهم بشكل فعال في تحسين الوضع الإنساني في هذه المرحلة الدقيقة من تاريخ بلادنا، ونشيد بالمشاركين في أعماله، ونتعهد بالتجاوب مع التوصيات وتنفيذ كل ما من شأنه الحد من معاناة الشعب السوداني.
الرحمة والمغفرة لشهدائنا الأبرار
الناطق الرسمي باسم قوات الدعم السريع