شهدت أسعار النفط تراجعًا خلال الأسابيع الماضية بالأسواق العالمية، أما بالنسبة للطلب، فإنه من المتوقع أن يتباطأ نمو الاستهلاك الصيني في العام المقبل، وهناك فرصة لحدوث ركود في الولايات المتحدة.

وقال ألكسندر نوفاك نائب رئيس الوزراء الروسي أمس الأحد، إن روسيا ستزيد تخفيضاتها لصادرات النفط في ديسمبر الحالي في إطار اتفاق أوبك+، وفقًا لما نقلته وكالة إنترفاكس للأنباء.

أسعار النفط 

ودعا الرئيس الروسي فلاديمير بوتين وولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، في وقت سابق من الشهر الجاري، في بيان مشترك بعد اجتماعهما، كل الدول الأعضاء في أوبك+ إلى الانضمام لاتفاق المجموعة على خفض إنتاج النفط، وقالا إن ذلك يصب في مصلحة الاقتصاد العالمي.

وذكر البيان، أن روسيا والسعودية، اتفقتا على أهمية تعزيز التعاون في مجال النفط والغاز بما يشمل إمدادات المعدات.

كانت منظمة الدول المصدرة للنفط أوبك، أعلنت أن عددا من دول أوبك+ سيقوم بخفض إنتاج النفط طوعا في الربع الأول من عام 2024 بمقدار 2.2 مليون برميل يوميا للحفاظ على استقرار سوق النفط؛ حسبما جاء في بيان المنظمة.

وأضاف البيان، أنه بعد الربع الأول، ستعود أحجام إنتاج النفط التي خفضتها دول "أوبك+" تدريجيًا إلى السوق العالمية اعتمادًا على وضع السوق.

قالت وكالة فيتش للتصنيف الائتماني، إن ضعف نمو الاقتصاد العالمي في عام 2024، قد يدفع تحالف أوبك+ إلى مزيد من خفض الإنتاج، إذا تحولت سوق النفط بشكل قاطع إلى تحقيق فائض.

وفي أكتوبر الماضي، توقع صندوق النقد الدولي نمو الاقتصاد العالمي 3% في 2023، و2.9% في 2024.

وتعهدت روسيا بخفض 300 ألف برميل يوميا مقارنة بصادرات مايو، بالبقاء عند هذا المستوى حتى نهاية العام.

وقالت الوكالات الروسية إن روسيا وافقت في ديسمب على زيادة تلك التخفيضات إلى 500 ألف برميل يوميا في الربع الأول من عام 2024.

وقال نوفاك إنه بسبب الوعود التي قطعتها بلاده "أوبك بلس"، فإن إجمالي صادرات روسيا من النفط في عام 2023 سيكون أقل من 247 مليون طن المستخدمة في توقعات الاقتصاد الكلي الرئيسية لروسيا.

وذكر أنه يأمل في أن تتمكن غازبروم ومؤسسة البترول الوطنية الصينية (سي.إن.بي.سي) قريبا من الاتفاق على شروط العقد لبيع الغاز عبر خط أنابيب باور أوف سيبيريا-2.

وتجري روسيا محادثات منذ سنوات حول بناء خط أنابيب باور أوف سيبيريا-2 الذي سينقل نحو 50 مليار متر مكعب من الغاز سنويا من "يامال" في شمال روسيا إلى الصين عبر منغوليا.

ومددت أوبك+ في اجتماعها الأخير في يونيو تخفيضات إنتاج النفط بمقدار 3.66 مليون برميل يوميا، بما يعادل 3.6 بالمئة من الطلب العالمي، حتى نهاية عام 2024.

اتفاق أوبك بلس

ويشمل هذا الرقم خفضا قدره مليونا برميل يوميا تم الاتفاق عليه في عام 2022، وتخفيضات طوعية أخرى قدرها 1.66 مليون برميل يوميا من تسع دول في أوبك+ تم الاتفاق عليها في وقت سابق من هذا العام.

وخفضت المجموعة أيضا أهدافها للإنتاج الإجمالي اعتبارا من يناير 2024 بمقدار 1.27 مليون برميل يوميا إضافية مقابل الأهداف الحالية إلى 40.58 مليون برميل يوميا مجتمعة، بما في ذلك تعديل لاحق لهدف روسيا لعام 2024.

وبضم التخفيضات الطوعية الإضافية، التي مددتها الدول التسع المشاركة حتى نهاية 2024، ينتج هدف ضمني أقل في 2024، وفقا لحسابات رويترز.

ومع ذلك، فإن هذا يزيد بنحو 740 ألف برميل يوميا عن إنتاج أوبك+ في أكتوبر 2023 عند المقارنة باستخدام أرقام وكالة الطاقة الدولية، نظرا لتأثير التخفيض الطوعي السعودي بمقدار مليون برميل يوميا.

وتم تخفيض الأهداف لعدة دول من الأعضاء الأفارقة لكي تتماشى مع خفض مستويات الإنتاج.

وتسمح الإتفاقية أيضا للإمارات، التي تعمل على تعزيز طاقتها الإنتاجية، بزيادة الإنتاج في عام 2024.مددت أوبك+ في اجتماعها الأخير في يونيو تخفيضات إنتاج النفط بمقدار 3.66 مليون برميل يوميا، بما يعادل 3.6 بالمئة من الطلب العالمي، حتى نهاية عام 2024.

«أوبك»: اقتصاد الإمارات يظهر ديناميكيات أساسية قوية وزخمًا مستمرًا الاتحاد الأوروبي يهاجم مبادرة أوبك للتخلص التدريجي من الوقود الإحفوري

 

الإنتاج العالمي للنفط

ويضخ تحالف "أوبك+" نحو 40 في المئة من الإنتاج العالمي، ما يعني أن قراراته المتعلقة بسياسة الإنتاج لها تأثير كبير على أسعار النفط، وعادة ما تسري تخفيضات الإنتاج في الشهر التالي للذي شهد الاتفاق عليها، لكن يمكن للوزراء أيضاً تحديد موعد بعد للتنفيذ.

واتهمت دول غربية "أوبك" بالتلاعب بأسعار النفط وتقويض الاقتصاد العالمي من خلال رفع كلفة الطاقة، كما اتهم الغرب "أوبك" بالانحياز الشديد لروسيا على رغم العقوبات الغربية المرتبطة بغزو موسكو لأوكرانيا.

ورداً على ذلك، قال مسؤولون في "أوبك" إن زيادة الغرب للمعروض النقدي على مدى العقد الماضي فاقمت التضخم وأجبرت الدول المنتجة للنفط على اتخاذ تدابير للحفاظ على قيمة السلعة الرئيسة بين صادراتها.

ومنذ بداية العام الحالي، هبطت أسعار الخام بأكثر من 13 في المئة وسط تباطؤ تعافي الاقتصاد الصيني من سياسة صفر "كوفيد" من ناحية، ومخاوف تتعلق بتقشف عنيف في السياسة النقدية في الولايات المتحدة من ناحية أخرى، كما تأثرت الأسعار جزئياً باستمرار صادرات النفط الخام من روسيا.

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: النفط اسعار النفط روسيا نوفاك اوبك صادرات النفط اوبك بلس ملیون برمیل یومیا الاقتصاد العالمی أسعار النفط إنتاج النفط حتى نهایة عام 2024 فی عام

إقرأ أيضاً:

مشاكل روسيا في البحر الأسود تتفاقم

لا تزال روسيا تعاني من الهزائم العسكرية في البحر الأسود الاستراتيجي والحيوي، وهو أحد أهم طرق موسكو للتأثير السياسي والاقتصادي في البحر الأبيض المتوسط وخارجه.

البحر الأسود، الذي يعد بوابة للبحر الأبيض المتوسط والشرق الأوسط، هو قاعدة للمياه الدافئة لأساطيل موسكو البحرية ومركز عبور مهم للغاز والنفط الروسي.

أصبحت السيطرة على البحر الأسود تحتل أهمية كبرى بعد أن قررت أوكرانيا عدم تجديد اتفاقية نقل الغاز مع شركة غازبروم، والتي سمحت لعملاق الطاقة الروسي بتزويد دول في أوروبا بالغاز. وأشاد الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي بهذه الخطوة ووصفها بأنها " واحدة من أكبر هزائم موسكو".
ونتيجة لذلك، يتعين على روسيا الآن الاعتماد على إرسال الغاز إلى عملائها الأوروبيين المتبقين عبر خط أنابيب ترك ستريم، الذي يعبر البحر الأسود من كراسنودار كراي، بروسيا، إلى كيشي أوشكي أوشي، بتركيا، وفقا لتقرير في مجلة "نيوزويك" الأمريكية. حرب بحرية

في 31 ديسمبر (كانون الأول)، قالت وزارة الدفاع الأوكرانية إن غارة بحرية بطائرة بدون طيار دمرت طائرة هليكوبتر روسية من طراز مي-8 في البحر الأسود. وبعد أيام، ذكرت مديرية استخبارات الدفاع في البلاد أنه تم تدمير طائرتين مروحيتين وتضررت واحدة في الهجوم.
وكانت القيادة الاستراتيجية الأوكرانية قد ذكرت سابقاً أن هجوماً في 25 ديسمبر قد أصاب بنجاح موقع قيادة لواء المشاة البحري الروسي 810، وهو فوج من أسطول البحر الأسود مقره في سيفاستوبول.
ويقول التقرير إن الهزائم التي عانت منها روسيا على يد أوكرانيا في البحر الأسود تم الترحيب بها بالفعل باعتبارها خطوة مهمة، حيث أعلن العالم السياسي الرائد كولين فلينت في أكتوبر (تشرين الأول) أن التنافس على السيطرة على البحر "شهد هزيمة روسيا بشكل مذهل".

???? Two Russian tankers Volgoneft-212 and Volgoneft-239 sank near the Kerch Bridge in the Black Sea. https://t.co/xzbIMEUGNV pic.twitter.com/CSHoh6eOL8

— Igor Sushko (@igorsushko) December 15, 2024 ضغط أوكراني

وبحسب التقرير، أجبر أسطول البحر الأسود، القوة البحرية الروسية التي كانت تحظى بالاحترام، على نقل قاعدتها من مدينة سيفاستوبول الساحلية في القرم في عام 2024 نتيجة لهجمات الطائرات بدون طيار والصواريخ الأوكرانية.
وفي يوليو (تموز)، أعلن توني راداكين، ضابط البحرية الملكية ورئيس أركان الدفاع في المملكة المتحدة، أن أوكرانيا جلبت الأسطول "إلى الحافة" على الرغم من التفاوت في القوات البحرية لكلا البلدين. وقبل أسابيع، قال وزير الدفاع البريطاني آنذاك غرانت شابس إن أسطول البحر الأسود أصبح الآن "غير نشط وظيفياً".

وواصلت أوكرانيا أيضاً استهداف الأصول الروسية في البحر الأسود في الأشهر الأخيرة، حيث استخدمت مركبات سطحية غير مأهولة، أو طائرات "سي بيبي" بدون طيار، لشن هجمات على منصات الغاز قبالة سواحل شبه جزيرة القرم.

خسائر روسية

وقال مدون عسكري روسي للمجلة، إن القدرات المثبتة لهذه السفن المسلحة غير المأهولة تعني أن "الوضع على البحر الأسود قد تغير بشكل كبير ليس في صالحنا"، وأن السفن الروسية لن تكون قادرة إلى حد كبير على الدفاع عن نفسها ضد هذه الطائرات بدون طيار في عرض البحر.

This morning Ukraine shut down one of the last remaining pipelines bringing Russian gas to Europe (yes, it went through Ukraine). This will mean higher gas prices for Europeans right in the middle of winter. All with EU-NATO seal of approval. Madness. https://t.co/DOVkwcNQLA

— Thomas Fazi (@battleforeurope) January 1, 2025

كولين فلينت، أستاذ العلوم السياسية في جامعة ولاية يوتا، قال في تصريح سابق: "فقدت روسيا السيطرة على البحر الأسود. لا يمكن أن تعمل في هذه المياه التي كانت آمنة يوماً ما. تقلل هذه الخسائر من قدرتها على إبراز القوة البحرية من البحر الأسود إلى البحر الأبيض المتوسط".
وقال معهد دراسة الحرب في تقييم للحملة الروسية، في إشارة إلى هجوم 31 ديسمبر (كانون الأول): "يقدر المعهد أن زيادة القدرات الهجومية الأوكرانية في البحر الأسود ستهدد على الأرجح السيطرة الروسية على شبه جزيرة القرم المحتلة".

Russia: In anticipation of long-range counter strikes by Ukraine with Storm Shadow cruise missiles, the remnants of the Black Sea Fleet, originally moved from occupied Crimea to port of Novorossiysk 340km east of Sevastopol to avoid Ukrainian strikes has now been moved elsewhere. pic.twitter.com/fDYa3gaBA6

— Igor Sushko (@igorsushko) September 15, 2024
ماذا سيحدث بعد ذلك؟

وفي ديسمبر (كانون الأول)، تعهدت النرويج بتزويد كييف بمبلغ 242 مليون دولار "لتعزيز البحرية الأوكرانية" مع حماية سكان أوكرانيا والبنية التحتية " من هجمات أسطول البحر الأسود الروسي".
وبحسب المجلة، فمن المتوقع أن تستمر أوكرانيا في ممارسة الضغط على القوات الروسية المتبقية في البحر الأسود، حيث ذكرت البحرية الأوكرانية مؤخرا أن سفينة حربية روسية واحدة فقط لا تزال في مهمة قتالية.

مقالات مشابهة

  • روسيا تعلن حالة الطوارئ في شبه جزيرة القرم.. ماذا حدث؟
  • زيلينسكي: خسائر فادحة لروسيا وكوريا الشمالية في منطقة كورسك الروسية
  • روسيا تعلن الطوارئ في البحر الأسود
  • غولدمان ساكس يتوقع تراجع إنتاج النفط الإيراني بـ 300 ألف برميل يوميًا بحلول الربع الثاني من 2025
  • روسيا تزيل آلاف الأطنان من الرمال الملوثة بعد تسرب النفط في البحر الأسود
  • خلال أسبوع.. العراق يتجاوز السعودية بتصدير 212 ألف برميل يوميا الى أمريكا
  • مشاكل روسيا في البحر الأسود تتفاقم
  • الجيش الروسي يكبد أوكرانيا خسائر فادحة في كورسك
  • السوداني: لا يمكن لبلد ينتج أكثر من 4 مليون برميل يومياً الاستمرار باستيراد المشتقات النفطية والغاز
  • «الوطنية للنفط» تشيد بجهود العاملين في زيادة في معدلات الإنتاج لـ1.417.382 برميل يومياً خلال 2024