جامعة الإسكندرية تناقش استعداداتها لانطلاق امتحانات الفصل الدراسي الأول ومبادرة التحول الرقمي
تاريخ النشر: 18th, December 2023 GMT
عقد مجلس شئون التعليم والطلاب بجامعة الإسكندرية برئاسة الدكتور على عبد المحسن، القائم بأعمال نائب رئيس الجامعة، اجتماعًا لمناقشة استعدادات الجامعة لاستقبال امتحانات الفصل الدراسي الأول بمختلف كليات الجامعة العملية والنظرية، وكذا مبادرة التحول الرقمي التي تنفذها الجامعة.
أكد الدكتور على عبد المحسن على ضرورة تواجد العمداء والوكلاء وأعضاء هيئة التدريس وأعضاء الكادر الإداري داخل مقرات لجان الامتحانات، وذلك للإجابة على استفسارات الطلاب وتهيئة المناخ الملائم لهم داخل اللجان لآداء الامتحانات في سهولة ويسر.
شدد الدكتور على عبد المحسن على أهمية إجراء أعمال الامتحانات وفق الضوابط والمعايير المحددة لها، مع وجود أطقم طبية داخل مقرات اللجان لتقديم المساعدة اللازمة لأى حالة مرضية طارئة.
ناقش المجلس العرض المقدم من الدكتور شريف كشك مساعد وزير التعليم العالي والبحث العلمي للحوكمة الذكية المتضمن تقرير متابعة تنفيذ خطة التحول الرقمي لتطوير مؤسسات التعليم العالي والجامعات المصرية الذى تم عرضه بجلسة المجلس الأعلى للجامعات المنعقدة فى شهر نوفمبر الماضى.
قدم الدكتور سامح نخلة مدير مركز القياس والتقويم بالجامعة عرضًا تقديميًا عن مبادرة التحول الرقمي التي تمثل بؤرة اهتمام الدولة المصرية في كل المؤسسات الحكومية بشكل عام والتعليم الجامعي والمستشفيات الجامعية بشكل خاص، موضحاً دور جامعة الإسكندرية في تفعيل هذه المبادرة التي تتضمن خطة تطوير الجامعات والمجمعات التعليمية الذكية، الاختبارات الإلكترونية، المنصات والبوابات الإلكترونية، المحتوى، النظم والتطبيقات، البنية التحتية.
تهدف مبادرة التحول الرقمي بجامعة الإسكندرية إلى توفير تجربة تعليم مميزة للطلاب مع توسيع دائرة إتاحة التعلم من خلال أدوات تكنولوجيا المعلومات، وتأهيل الطلاب لسوق العمل من خلال تمكينهم بأدوات تكنولوجيا المعلومات، ودعم البحث العلمي والإبتكار، وتحويل مؤسسات التعليم العالي لمؤسسات ذكية تعمل بكفاءة آمنة وصديقة للبيئة، والحوكمة الذكية في إطار مبادئ الريادة والإبداع، والمرجعية الدولية، والاستدامة، المشاركة الفعالة، الاتصال، التخصصات المتداخلة والتكامل.
تؤكد جامعة الإسكندرية أستعداداتها لامتحانات الفصل الدراسي الأول على حرص الجامعة على توفير بيئة تعليمية مناسبة للطلاب، وضمان سير أعمال الامتحانات وفق الضوابط والمعايير المحددة لها.
كما تعكس مبادرة التحول الرقمي بجامعة الإسكندرية التزام الجامعة بتطبيق أحدث التقنيات في مجال التعليم، بهدف توفير تجربة تعليم مميزة للطلاب وتأهيلهم لسوق العمل.
المصدر: الأسبوع
كلمات دلالية: جامعة الإسكندرية الإسكندرية التحول الرقمي الفصل الدراسي الاول
إقرأ أيضاً:
عُمان ورحلة التحول الرقمي.. حين يصبح المستقبل واقعًا
في عالمٍ يتحرك بسرعة الضوء، حيث تتقلص المسافات وتندمج العوالم في فضاء رقمي واحد، تدرك الدول أن البقاء ليس لمن يراقب التغيير، بل لمن يصنعه. وفي قلب هذا التحول، تقف سلطنة عُمان، ليس كمتلقٍّ للتكنولوجيا، بل كصانعٍ لمستقبلٍ رقمي يتناغم مع هويتها وتطلعاتها التنموية.
منصات رقمية أفقٌ جديد للإدارة والحكم:
حين أعلنت عُمان تدشين ثلاث منصات وطنية، لم يكن ذلك مجرد خطوة تقنية، بل إعلانًا عن مرحلة جديدة، حيث تتحول العلاقة بين المواطن والحكومة من معاملة ورقية جامدة إلى تفاعلٍ ديناميكي مباشر.
منصة «تجاوب» ليست مجرد نظام لتلقي الشكاوى والمقترحات، بل هي جسرٌ يربط المواطن بصانعي القرار، حيث يصبح الصوت الفردي جزءًا من نسيج السياسات العامة. إنها فلسفةٌ جديدة في الحكم، حيث تتحول الحكومة من سلطة منفصلة إلى كيانٍ يسمع، ويستجيب، ويتفاعل.
أما «المنظومة الوطنية للتخطيط والتقييم»، فهي عقلٌ رقمي يُفكر، ويُحلل، ويُقيّم المسار نحو «رؤية عمان 2040». إنها ذاكرةٌ مؤسسية ذكية تحفظ الأداء، وتضع السياسات تحت مجهر التدقيق المستمر، فلا يُترك النجاح للصدفة، ولا يُسمح للفشل بالاستمرار.
وأخيرًا، تأتي «البوابة الوطنية الموحدة للخدمات الإلكترونية» بصفتها نافذة شاملة تُعيد تعريف مفهوم الخدمة الحكومية. لم يعد المواطن بحاجةٍ إلى أروقة البيروقراطية، بل بات بإمكانه إنجاز معاملاته بكبسة زر، في فضاءٍ رقمي يحاكي المستقبل. لقد أصبح من الممكن للمواطنين والمقيمين إنجاز العديد من الخدمات الحكومية في وقت قياسي، مما يعزز من مستوى الشفافية والفاعلية الإدارية.
بين الفلسفة والاقتصاد معًا نتقدم:
في قلب هذا التحول، يبرز ملتقى «معًا نتقدم»، حيث لا يكون المواطن مجرد متلقٍ للقرارات، بل شريكًا في صناعتها. إنه تحوّلٌ في الفلسفة السياسية، حيث لم تعد الدولة كيانًا يُصدر القوانين من برجٍ عاجي، بل فضاءً مفتوحًا للنقاش والحوار.
في هذا الملتقى، تُناقش الخطة الخمسية القادمة، ويُرسم مستقبل الوظائف والمهن، وتُدرس أوجه التنمية الاقتصادية. ليس الحديث هنا مجرد استعراضٍ للإنجازات، بل رحلةُ تفكير جماعي في اقتصاد الغد، حيث لا يُنظر إلى التحديات كمشاكل، بل كمشاريع تنتظر من يحوّلها إلى فرص.
الهوية الرقمية حين
يلتقي التراث بالمستقبل:
لكن السؤال الفلسفي العميق هنا: هل يمكن لدولةٍ أن تتحول رقميًا دون أن تفقد جوهرها؟ هل يمكن أن تعبر عُمان نحو المستقبل دون أن تُبدّد روحها التاريخية؟
الجواب يكمن في التفاصيل، وفي قدرة الدولة على بناء نظام رقمي لا يطمس هويتها، بل يعيد تعريفها في سياقٍ حديث.
فالتحول الرقمي في عُمان ليس انفصالًا عن الماضي، بل استمرارية له، حيث تلتقي الحكمة العُمانية العريقة بأدوات العصر الحديث.
إنه ليس مجرد «رقمنة» للخدمات، بل هو تجديد للفكر الإداري، حيث تصبح الحكومة كيانًا أكثر مرونة، وأكثر قربًا من نبض الشارع.
إن هذا النهج يثبت أن التقدم الرقمي لا يعني التخلي عن القيم الثقافية، بل يمكن استخدام التكنولوجيا لتعزيزها ونقلها إلى الأجيال القادمة.
المستقبل ليس وجهة بل رحلة مستمرة:
ما تفعله سلطنة عُمان اليوم ليس مجرد قفزةٍ تقنية، إنما هو رسمٌ لملامح دولةٍ لا تنتظر الغد، بل تسعى إليه. إنها تدرك أن التحول الرقمي ليس مجرد مشروع، إنما هو ثقافةٌ جديدة، عقليةٌ تُعيد التفكير في طريقة إدارة الموارد، وتوجيه الطاقات، وصياغة السياسات.
وهذا يعني أن عملية الرقمنة لا تعد تحولا لحظيا، بل رحلة مستمرة تتطلب الابتكار والتطوير الدائم لضمان تحقيق أقصى فائدة للمجتمع.
في النهاية، نحن لا نتحدث عن تقنيات جامدة، بل عن إعادة هندسة العلاقة بين المواطن والدولة. هذا هو جوهر العصر الرقمي: ليس أن تكون لديك منصات إلكترونية، بل أن تكون لديك رؤيةٌ تجعل هذه المنصات جسورًا حقيقيةً نحو مستقبلٍ أكثر ذكاءً، وأكثر إنسانية.