صدى البلد:
2024-12-18@14:57:20 GMT

كل شيء في الكون يسبح بحمد ربه.. علي جمعة يوضح كيف؟

تاريخ النشر: 18th, December 2023 GMT

كل شيء في الكون يسبح بحمد ربه.. كيف ذلك؟ سؤال بينه الدكتور علي جمعة عضو هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف، موضحا ما دلت عليه آيات التسبيح في القرآن الكريم.

كل شيء في الكون يسبح بحمد ربه.. كيف ذلك؟

وقال علي جمعة من خلال صفحته الرسمية بموقع التواصل الاجتماعي “فيس بوك”: الكون كله يسبح لله -عز وجل- قال –تعالى-: (أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ يُسَبِّحُ لَهُ مَنْ فِي السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضِ وَالطَّيْرُ صَافَّاتٍ كُلٌّ قَدْ عَلِمَ صَلَاتَهُ وَتَسْبِيحَهُ وَاللَّهُ عَلِيمٌ بِمَا يَفْعَلُونَ) [سورة النور: آية ٤١]، وقال –تعالى-: (تُسَبِّحُ لَهُ السَّمَوَاتُ السَّبْعُ وَالْأَرْضُ وَمَنْ فِيهِنَّ وَإِنْ مِنْ شَيْءٍ إِلَّا يُسَبِّحُ بِحَمْدِهِ) [سورة الإسراء: آية ٤٤].

وتابع علي جمعة : مادام أن الكون يسبح ربه ويحمد خالقه الحق فإن أي اعتداء عليه أو تصرف فيه بغير حق يعد عبثا وطغيانا يؤدي حتما إلى الفساد، وينبغي أن يُجَرَّمَ صاحبه، لأن أي اعتداء على الكون يعد اعتداء على حق الإنسان في الحياة.

وأضاف علي جمعة: المسلم بهذا التصور يحترم جميع المخلوقات أصغرها وأعظمها، لأنه يراعي فيها عظمة موجدِها ومدبرها، وقدرة من تَعَبَّدَهَا بالتسبيح والسجود.

وكما أشرنا من قبل، فإن مفهوم الكون لم يقتصر في مفهوم الإسلام على المفهوم الشائع عن البيئة، الذي حددها بأنها كل ما يحيط بالإنسان من مخلوقات ومظاهر طبيعية، ولكنه ينظر للكون على أنه الإنسان وكل ما يحيط به، وذلك لأنه ليس ثمة سبب منطقي يُخْرِجُ الإنسانَ عن كونه جزءا من هذا الكون، وهو أهم جزء فيه، وصلاحه مرتبط بصلاحه، وفساده وعدم المحافظة عليه من الناحية النفسية والعقلية والجسدية بتنمية قدراته ـ يعد أكبر فساد في البيئة.

هل يجوز التسبيح باليد اليسرى؟.. أمين الفتوى يجيب ما دلالات التسبيح في القرآن .. وماذا نقول لتفريج الكربة الشديدة؟

ولفت على جمعة إلى أن الخلافة والأمانة التي هي وظيفة الإنسان في الأرض تعنيان الاعتناء والرعاية بالإنسان أولا، ثم بغيره من الكائنات، وذلك لا يكون إلا بهدايته إلى المنهج السوي في إعمار الكون وفهم مراد الحق -سبحانه وتعالى- من الوجود.

وشدد أن الخلافة في الأرض بالمفهوم الإسلامي تعني تحمل الإنسان مسؤولية إعمار الكون والمحافظة على البيئة، وذلك في مقابل ما يَنْعَم به الإنسان من تسخير الكون في خدمته وسعادته.

وبين علي جمعة أن التسخير هو انتفاع الإنسان بصفته الإنسانية بخيرات الكون وطيباته، ولذلك فلا يحق لإنسان - تبعا للمنهج الإسلامي - أن يستأثر بهذا النفع دون غيره على المستوى الزماني أو المكاني.

ما هي دلالات التسبيح في القرآن؟

فيما قال الدكتور محمد داود، المفكر الإسلامي، إن التسبيح في القرآن له دلالات عدة منها أنه يأتي تعقيبًا على طلاقة قدرة الله، وتمهيدًا لطلاقة قدرة الله أيضا، وهي كلمات يقولها المسلم إيمانًا بهذه الطلاقة.

وأوضح من خلال البث المباشر عبر صفحة صدى البلد على موقع التواصل الاجتماعي “فيس بوك”: ومن ذلك ما أقر به الصديق أبي بكر حينما أراد المشركون أن يحرجوا به النبي صلى الله عليه وسلم في الإسراء والمعراج، فقال: قد صدق، مبينا أن الله سبحانه وتعالى يهيئ المسلمين للتسليم بقدرته، فجاء التسبيح تعقيبا على الأمور المتعلقة بالقدرة والمعجزات، ومثال على ذلك سورة الواقعة، فالله عز وجل حينما يتحدث عن أمر من قدرته يعقبه بقوله :"فسبح باسم ربك العظيم"، فهذا الإجلال يحتاج منا.

وأشار إلى أن التسبيح في القرآن يرتبط بالفرج فقد يكون الشدة مرضا أو أزمة أو ظلما وغيرها، فالمسلم يتخذ من التسبيح وسيلة لتحصيل التفريج للكربة، وأن يلوذ بالله ليرفع عنه بليته، ومن الشواهد على ذلك الشاهد الأول سيدنا يونس حينما وقع في ضائقة بعدما خرج مغاضبا من قومه، وحينما ركب السفينة وقعت القرعة عليه بأن يلقي بنفسه في الماء لينجو الباقون، فالتقمه الحوت فصار في ظلمات ثلاث الليل والبحر وباطن الحوت وانقطعت عنه السبل فنادى في الظلمات:" لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنْتُ مِنَ الظَّالِمِينَ".

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: علي جمعة هيئة كبار العلماء الدكتور علي جمعة التسبيح في القرآن التسبیح فی القرآن علی جمعة

إقرأ أيضاً:

محمد مختار جمعة: اللغة العربية مفتاح نجاح الإعلامي وبناء الشخصية السوية

قال الدكتور محمد مختار جمعة، وزير الأوقاف السابق، إن الإعلام يعتمد على الكلمة والإقناع كأدوات أساسية للنجاح، مؤكدًا أنه لا يمكن لأي إعلامي أن يحقق النجاح إلا إذا كان يمتلك لغة قوية وفكرًا قائمًا على الواقع والمنطق. 

وأضاف جمعة، في حواره مع الإعلامي نشأت الديهي، ببرنامج "المشهد"، المذاع على قناة "ten"، أن الكلمة هي سلاح الخطيب والصحفي على حد سواء، حيث تمثل أداة بناء الشخصية الإنسانية والسوية.

وأوضح جمعة أن امتلاك اللغة وإتقان فن الإقناع يعد أساسًا لبناء الشخصية المتكاملة، مؤكدًا أن فهم الدين بعمق هو فرض واجب على الجميع، ولا يمكن تحقيق هذا الفهم إلا من خلال التمكن من اللغة العربية، لأنها الأساس لفهم النصوص الدينية بشكل صحيح.

 كما أشار إلى أن القرآن الكريم يعد نموذجًا حيًا على إعجاز اللغة العربية، حيث أن كل كلمة في القرآن جاءت في موضعها بدقة، مما يدل على إعجاز لغوي وتفوق في اختيار المفردات، حتى إن بعض الكلمات تحمل معاني متعددة تتضح بحسب السياق الذي تذكر فيه، مما يعكس عظمة وبلاغة هذا الكتاب السماوي.

مقالات مشابهة

  • علي جمعة: اهتمامنا باللغة العربية نابع من كونها اللغة المنزل بها القرآن
  • مجرات جديدة من رماد النجوم «هكذا يؤثر موت النجم على الكون»
  • محمد مختار جمعة: اللغة العربية مفتاح نجاح الإعلامي وبناء الشخصية السوية
  • هل الصراعات والأحداث الحالية دليل على قرب قيام الساعة .. أحمد كريمة يوضح
  • علي جمعة: لا تسألوا الله الصبر بل اللطف
  • ذكرى أول صلاة جمعة بالجامع الأزهر .. 15معلومة لا تعرفها
  • علي جمعة: تقوى الله وحسن الخلق أكثر ما يدخل الجنة
  • كل كلام يقوله الإنسان محسوب عليه إلا 3 أمور فما هي؟.. علي جمعة يوضح
  • لماذا أمرنا الله بالاستعانة بالصلاة والصبر عند أي أمر؟ .. علي جمعة يجيب
  • كيف تحصن نفسك من الفتن والإقلاع عن المعاصي.. علي جمعة يوضح