كل شيء في الكون يسبح بحمد ربه.. علي جمعة يوضح كيف؟
تاريخ النشر: 18th, December 2023 GMT
كل شيء في الكون يسبح بحمد ربه.. كيف ذلك؟ سؤال بينه الدكتور علي جمعة عضو هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف، موضحا ما دلت عليه آيات التسبيح في القرآن الكريم.
كل شيء في الكون يسبح بحمد ربه.. كيف ذلك؟وقال علي جمعة من خلال صفحته الرسمية بموقع التواصل الاجتماعي “فيس بوك”: الكون كله يسبح لله -عز وجل- قال –تعالى-: (أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ يُسَبِّحُ لَهُ مَنْ فِي السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضِ وَالطَّيْرُ صَافَّاتٍ كُلٌّ قَدْ عَلِمَ صَلَاتَهُ وَتَسْبِيحَهُ وَاللَّهُ عَلِيمٌ بِمَا يَفْعَلُونَ) [سورة النور: آية ٤١]، وقال –تعالى-: (تُسَبِّحُ لَهُ السَّمَوَاتُ السَّبْعُ وَالْأَرْضُ وَمَنْ فِيهِنَّ وَإِنْ مِنْ شَيْءٍ إِلَّا يُسَبِّحُ بِحَمْدِهِ) [سورة الإسراء: آية ٤٤].
وتابع علي جمعة : مادام أن الكون يسبح ربه ويحمد خالقه الحق فإن أي اعتداء عليه أو تصرف فيه بغير حق يعد عبثا وطغيانا يؤدي حتما إلى الفساد، وينبغي أن يُجَرَّمَ صاحبه، لأن أي اعتداء على الكون يعد اعتداء على حق الإنسان في الحياة.
وأضاف علي جمعة: المسلم بهذا التصور يحترم جميع المخلوقات أصغرها وأعظمها، لأنه يراعي فيها عظمة موجدِها ومدبرها، وقدرة من تَعَبَّدَهَا بالتسبيح والسجود.
وكما أشرنا من قبل، فإن مفهوم الكون لم يقتصر في مفهوم الإسلام على المفهوم الشائع عن البيئة، الذي حددها بأنها كل ما يحيط بالإنسان من مخلوقات ومظاهر طبيعية، ولكنه ينظر للكون على أنه الإنسان وكل ما يحيط به، وذلك لأنه ليس ثمة سبب منطقي يُخْرِجُ الإنسانَ عن كونه جزءا من هذا الكون، وهو أهم جزء فيه، وصلاحه مرتبط بصلاحه، وفساده وعدم المحافظة عليه من الناحية النفسية والعقلية والجسدية بتنمية قدراته ـ يعد أكبر فساد في البيئة.
هل يجوز التسبيح باليد اليسرى؟.. أمين الفتوى يجيب ما دلالات التسبيح في القرآن .. وماذا نقول لتفريج الكربة الشديدة؟ولفت على جمعة إلى أن الخلافة والأمانة التي هي وظيفة الإنسان في الأرض تعنيان الاعتناء والرعاية بالإنسان أولا، ثم بغيره من الكائنات، وذلك لا يكون إلا بهدايته إلى المنهج السوي في إعمار الكون وفهم مراد الحق -سبحانه وتعالى- من الوجود.
وشدد أن الخلافة في الأرض بالمفهوم الإسلامي تعني تحمل الإنسان مسؤولية إعمار الكون والمحافظة على البيئة، وذلك في مقابل ما يَنْعَم به الإنسان من تسخير الكون في خدمته وسعادته.
وبين علي جمعة أن التسخير هو انتفاع الإنسان بصفته الإنسانية بخيرات الكون وطيباته، ولذلك فلا يحق لإنسان - تبعا للمنهج الإسلامي - أن يستأثر بهذا النفع دون غيره على المستوى الزماني أو المكاني.
ما هي دلالات التسبيح في القرآن؟فيما قال الدكتور محمد داود، المفكر الإسلامي، إن التسبيح في القرآن له دلالات عدة منها أنه يأتي تعقيبًا على طلاقة قدرة الله، وتمهيدًا لطلاقة قدرة الله أيضا، وهي كلمات يقولها المسلم إيمانًا بهذه الطلاقة.
وأوضح من خلال البث المباشر عبر صفحة صدى البلد على موقع التواصل الاجتماعي “فيس بوك”: ومن ذلك ما أقر به الصديق أبي بكر حينما أراد المشركون أن يحرجوا به النبي صلى الله عليه وسلم في الإسراء والمعراج، فقال: قد صدق، مبينا أن الله سبحانه وتعالى يهيئ المسلمين للتسليم بقدرته، فجاء التسبيح تعقيبا على الأمور المتعلقة بالقدرة والمعجزات، ومثال على ذلك سورة الواقعة، فالله عز وجل حينما يتحدث عن أمر من قدرته يعقبه بقوله :"فسبح باسم ربك العظيم"، فهذا الإجلال يحتاج منا.
وأشار إلى أن التسبيح في القرآن يرتبط بالفرج فقد يكون الشدة مرضا أو أزمة أو ظلما وغيرها، فالمسلم يتخذ من التسبيح وسيلة لتحصيل التفريج للكربة، وأن يلوذ بالله ليرفع عنه بليته، ومن الشواهد على ذلك الشاهد الأول سيدنا يونس حينما وقع في ضائقة بعدما خرج مغاضبا من قومه، وحينما ركب السفينة وقعت القرعة عليه بأن يلقي بنفسه في الماء لينجو الباقون، فالتقمه الحوت فصار في ظلمات ثلاث الليل والبحر وباطن الحوت وانقطعت عنه السبل فنادى في الظلمات:" لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنْتُ مِنَ الظَّالِمِينَ".
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: علي جمعة هيئة كبار العلماء الدكتور علي جمعة التسبيح في القرآن التسبیح فی القرآن علی جمعة
إقرأ أيضاً:
وزير الأوقاف وكبار رجال الدولة يشهدون أول جمعة "بمسجد مصر "تحت إشراف الوزارة
شهد الأستاذ الدكتور أسامة الأزهري، وزير الأوقاف، وكبار رجال الدولة شعائر أول جمعة تُقام تحت إشراف وزارة الأوقاف في مسجد مصر الكبير بالعاصمة الإدارية الجديدة، بعد نقل تبعيته إلى الوزارة بقرار من الرئيس عبد الفتاح السيسي، في خطوة تؤكد اهتمام القيادة السياسية بدعم البنية الدعوية والعلمية في مصر وتعزيز دور المسجد عالميًا.
وقد شهد الاحتفال حضورًا مكثفًا من كبار رجال الدولة، وعلى رأسهم الأستاذ الدكتور خالد عبد الغفار، نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الصحة والإسكان، والأستاذ الدكتور أشرف صبحي وزير الشباب والرياضة، والدكتور محمد أيمن عاشور وزير التعليم العالي والبحث العلمي، والمستشار عدنان فنجري وزير العدل، والمستشار محمود فوزي وزير الشئون النيابية والقانونية والتواصل السياسي، والمهندس شريف الشربيني وزير الإسكان والمرافق والمجتمعات العمرانية، والمهندس محمد إبراهيم شيمي وزير قطاع الأعمال العام، والسيد محمد جبران وزير العمل، ومعالي الدكتور محمد احمد عبد اللطيف وزير التربية والتعليم، ومعالي الدكتور إبراهيم صابر محافظ القاهرة، والأستاذ الدكتور محمد عبد الرحمن الضويني وكيل الأزهر الشريف، محمود الشريف نقيب السادة الأشراف، وعبد الهادي القصبي، شيخ مشايخ الطرق الصوفية، والأستاذ الدكتور علي جمعة عضو هيئة كبار العلماء، ورئيس اللجنة الدينية بمجلس النواب، والأستاذ الدكتور يوسف عامر رئيس اللجنة الدينية بمجلس الشيوخ، والأستاذ الدكتور شوقي علام مفتي الجمهورية السابق، والمهندس محمد عادل الشربيني رئيس جهاز العاصمة، واللواء أحمد فهمي مدير عام شركه العاصمة الإدارية، إضافة إلى رؤساء الجامعات، كبار المسئولين.
بدأت شعائر اليوم بقراءة من الذكر الحكيم للقارئ الدكتور أحمد نعينع، ثم ألقى خطبة الجمعة فضيلة الأستاذ الدكتور نظير عياد، مفتي الجمهورية، بعنوان "التحذير من خطورة التكفير"، فأبان في خطبته أن الفكر التكفيري من أخطر ما يواجه أوطان المسلمين، إذ يهدد استقرارها ونموها وتقدمها، ويسعى في تدمير حاضرها ومستقبلها، فما إن ينبت ذلك الفكر الظلامي في أرض التأويلات الفاسدة والاعتداء على نصوص الوحيين الشريفين، حتى تخرج للدنيا ثماره الفاسدة المخربة، فيهدم الإنسان ويدمر الحضارة.
وأكد أن التكفير في حقيقته سمت نفسي منحرف، ومزاج حاد ثأري عنيف، وأن سر خصومة التكفيريين مع بني الإنسان هو الأنانية والكبر، وأن تاريخهم ملوث بتكفير الصحابة والعلماء والأتقياء، وسفك الدماء، وانتهاك الحرمات، والتعدي على بنيان الإنسان.
وعقب أداء الصلاة، رحب وزير الأوقاف بالحضور، الكرام، ثم أعرب الوزير عن شكره العميق لفخامة الرئيس عبد الفتاح السيسي على قراره الحكيم بنقل تبعية المسجد علميًا ودعويًا للوزارة، مشيرًا إلى الدور الريادي للرئيس في دعم المساجد المصرية، مثل مسجد الفتاح العليم؛ ومسجد المشير، والاعتناء بمساجد آل البيت، إلى جانب افتتاح كاتدرائية ميلاد السيد المسيح ومواقع دينية أخرى، ترسيخًا لرسالة مصر الحاضنة لكل أبنائها، المشعة بنور السلام والمحبة على العالم أجمع.
وأكد الوزير أن الوزارة أعدت برنامج عمل مكثف يتضمن فعاليات علمية، ودعوية، ومسابقات وبرامج تدريبية وشبابية لتحقيق رسالة المسجد في نشر قيم النور والعلم والبناء، كما قدم الوزير الشكر لشعب مصر العظيم الذي أسهم في بناء هذا الصرح الإسلامي العظيم بكل تفانٍ وإخلاص، مشددًا على أهمية عمارة المسجد في رسالته العلمية والدعوية، وأنه سيكون مركزًا لإشعاع القيم الإنسانية والحضارية؛ إذ ستنطلق منه مبادئ التماسك الوطني، والتعايش السلمي بين أبناء الوطن بمختلف شرائحهم.
بعد ذلك، تحدث الوزير عن إطلاق مبادرة عودة الكتاتيب لتكون صروحًا تعليمية تربوية، تهدف إلى تحفيظ القرآن الكريم وتعزيز القيم الأخلاقية وغرس حب الوطن، وأوضح أن المبادرة ترتكز على خمسة مبادئ، هي: احترام الأكوان، وإكرام الإنسان، وحفظ الأوطان، وازدياد العمران، وزيادة الإيمان، مؤكدًا أن هذه المبادئ تحقق المعنى الحقيقي للإيمان وترسخ مفهوم العبادة الشاملة.
واختتم وزير الأوقاف كلمته بالإشادة بالدور المصري الرائد في التوصل إلى هدنة ووقف إطلاق النار في غزة، بالتعاون مع الأطراف الدولية المعنية، وشدد على ضرورة التمسك بالأرض الفلسطينية ورفض التهجير القسري، مؤكدًا أن الحل الوحيد للقضية الفلسطينية يتمثل في إقامة الدولة المستقلة على حدود عام ١٩٦٧ وعاصمتها القدس الشرقية.
وأعقب ذلك تفقد وزير الأوقاف، دار القرآن الكريم الملحقة بمسجد مصر الكبير، التي تُعد الأولى من نوعها على مستوى العالم من حيث التصميم والرسالة، واطلع على إمكانياتها المتطورة التي تجعلها مركزًا رياديًا في خدمة كتاب الله حفظًا وفهمًا وتفسيرًا. وقد رافق معاليه في الجولة عدد من أصحاب المعالي وكبار الشخصيات على رأسهم معالي الوزير محمود فوزي وزير الشئون النيابية والقانونية والتواصل السياسي، إضافة إلى عدد كبير من طلاب الجامعات والطلبة الوافدين الدارسين في مصر.
وأكد الوزير في جولته أن هذه الدار تأتي استكمالًا لرسالة المسجد في نشر الفكر الوسطي وتعزيز الوعي الديني والعلمي، موضحًا أنها ستكون قبلة لكل محبي القرآن الكريم وطلابه من مختلف دول العالم، ومنطلقًا لتخريج أجيال تتسم بالعلم الراسخ والخلق الرفيع، بما يسهم في بناء الإنسان والمجتمع.