هل قرأت يا صديقي البيان الذي صدر باسم حركة الإنقاذ المسماة تمويهاً بـ(الحركة الإسلامية.)..؟!
في كل يوم تتكشّف للشعب السوداني العظيم مساوئ ومخازي تنظيمات الإنقاذ الفلولية الغارقة حتى أذنيها في الضلال البعيد..!!
وفي وسع كل شخص أن يقسم صادقاً غير حانث أن كل ما وقع في السودان من (بلاوي) منذ خمسة وثلاثين عاماً وحتى الآن هو من (درش وطحن) هذه الحركة وهي في السلطة.

. أو بالأحرى منذ إطلالة شؤمها على البلاد ! فما من مصيبة أو نقيصة أو وصمة أو حادث مشين..أو جور وحيف وظلم وعدوان وقع على الناس أفراداً وجماعات ومجتمع إلا وهي تقف خلفه وتحرّض عليه وتحرسه وتدافع عنه بأضراسها وأسنانها..!
قف أيها الممتري (على أقل من مهلك) وانظر ماذا ترى..؟! واجعل ضميرك دليلك (ولا تماري في الحق)..وسيقدح الله في بصيرتك لترى هذه التنظيمات عارية من كل فضيلة..متحفزة لكل ما يجلب الأذى والمصائب ويزيد من تعكير الحياة وتخضيبها بالدماء ونشر سحائب الفساد السوداء..! هذه هي الحركة وها هم قادتها القدامى والجُدد الذين وضعوا الحق (وراءهم ظهرياً) واستوحشوا في أقبيتهم المظلمة واستبدوا واستكبروا (وعتوا عتوا كبيرا) وكان ختام مسيرتهم هذه الحرب الحاضرة التي قتلت الأبرياء واغتصبت الصبايا ودمرت البلاد وطردت الناس من بيوتهم وشردتهم بين الأصقاع.. فهل تريد دليلاً أكثر من هذا على ما أوصلتنا إليه هذه الحركة ورجالها (الميامين) أصحاب تزكية المجتمع وفضلاء (هيئة الذكر والذاكرين( وشيوخ لجنة التضرّع المركزية..!
لم تستنكف هذه الحركة أنها اجتمعت (تحت العمائم واللحى) والسودان يئن تحت أشباح الموت وآليات الدمار لتصدر بياناً تدافع فيه عن رجال مخابراتها (فرسان بيوت الأشباح) ومسعّري الحروب التي تطحن المدنيين..فشمرت عن ساعدها لتبرئة ساحتهم بعد أن انتاشتهم العقوبات...وقد كانوا ثلاثة (قوش ومحمد عطا وطه عثمان) إلا أن شفاعتها (اقتصرت على اثنين واستبعدت الثالث) بحجة انه أصبح من مناصري جماعة الدعم السريع..!
والحركة تعلم أنها صنعتهم جميعاً..إلا أن تيار المصالح الذاتية وإهدار حصانة المال العام..(وهو خلاصة تربيتها لأولادها) جعل أصدقاء الأمس هم (خصوم اليوم)..! وقد كانت المفاصلة التي جرت في الصراع حول نشب الدنيا بين جماعة البشير وجماعة المخلوع (أوكازيوناً مفتوحاً) لموسم الانتقال والتسجيلات بين الفريقين..كان عنوانه اللهاث حول من يملك المال ويمنح الوظائف للتكسّب من موارد الدولة والتنافس على السحت..! والجميع يذكرون يومها هرولة "بدر الدين طه" و"محمد الحسن الأمين" وغيرهم من (خيمة الترابي) إلى (تعريشة المخلوع)..!
هذا تاريخ مشهود وحاضر قائم لا مجال لإنكاره وهم يعرفونه كما يعرفون ثرواتهم..ولكنهم يريدون إلهاء الناس عما فعلوا..ألا إنما فعلوا لـ(تكاد السماوات يتفطّرن منه وتنشق الأرض وتزول الجبال هدا)..!!
هل تجلت (مناقب هذه الحركة) في إصدار البيانات في مكابرة صريحة للدفاع عن المدانين بالوقائع المثبتة والجرائم الموثقة والتحريض على استمرار الحرب..طمعاً في انتصار يتم بتشريد الوطن وتفريغه من أهله..!
حتى لا ننسى؛ هذه هي الحركة التي قصمت ظهر الوطن و(شرعنت القتل والفساد)..ولا ينسى الناس ما فعلت طوال هذه السنوات العجاف..فقد كان أحد قادتها وكان (قيماً على المال العام) قد شيّد جداراً جديداً لمنزله بالمليارت في أوان قمة عجز الموازنة العامة وكان أهل الحي يتعجبون من هذا الجدار العجيب ويرون الرجل وهو يغدو ويروح بمسبحته لمسجد الحي..! وقائد آخر من شيوخها استولى على ارض حكومية وكلف جهاز الأمن ببناء (فيلا هووليودية) عليها باعتبارها سكنه الحكومي..ولكنه لم بسكن فيه..بل قام بإيجاره لهيئة أجنبية بالدولارات.. فمنحوه مسكناً آخر (بالمجان)..!
وقائد ثالث من قادتها احتل الموقع الحكومي الممتاز في شارع (المك نمر) وجعله مقراً لشركته ومهنته الخاصة..! ورابع من مرجعيات الحركة الكبار جعل خزانة منزله معرضاً للعملات الأجنبية التي قتلوا بسببها مجدي وجرجس..مع أن هذين الشابين كانت العملة الأجنبية (من حُر مالهما)..!
وقائد خامس كان يحمل مال الدولة في حقيبته الخاصة ويصرف منه بغير إيصالات (على نفسه وعلى شراء الذمم)..وقائد سادس (له ذبيبة سجود) قام بسرقة الكهرباء من المسجد المجاور لعمارته..وسابعهم قيادي كبير آخر من المؤسسين دافع عن قائد أخر في (أمر منكر) بحجة أن روحه طاهرة ..وليس ذنبه أن سكنت روحه في جسد فاسد..الله لا كسّبكم...!

murtadamore@yahoo.com  

المصدر: سودانايل

كلمات دلالية: هذه الحرکة

إقرأ أيضاً:

الحركة الإسلامية في الـ48.. وحرب غزة

في قلب الأراضي المحتلة عام 1948، نشأت الحركة الإسلامية كامتداد طبيعي لصحوة دينية ووطنية بين فلسطينيي الداخل، حاولت أن تُعيد صياغة الهوية الفلسطينية في ظل واقع المواطنة القسرية داخل دولة الاحتلال.

تبلورت هذه الحركة بداية في سبعينيات وثمانينيات القرن الماضي، متأثرة بخطاب جماعة الإخوان المسلمين، لكنها سرعان ما طورت نهجها الخاص تحت قيادة الشيخ عبد الله نمر درويش، خاصة من خلال الجمع بين الدعوة الدينية والعمل الاجتماعي والخيري.

كان عام 1996 لحظة الانقسام الكبير داخل الحركة، فانشطرت إلى جناحين، حدث هذا على وقع اصطدام الحركة بالإجابة عن سؤال: هل تُشارك في الكنيست الإسرائيلي أم لا؟:

• الجناح الجنوبي (البراغماتي): اختار دخول الكنيست والعمل من داخل النظام الإسرائيلي، وركّز على المطالب المدنية والميزانيات وتحسين الخدمات للعرب، على رأسه اليوم منصور عباس.

• الجناح الشمالي (المبادئي): تمسّك برفض المشاركة في مؤسسات دولة الاحتلال، واعتمد خطابا يربط بين النضال الوطني والهوية الإسلامية، خاصة في ملف القدس والمسجد الأقصى، وكان من أبرز رموزه الشيخ رائد صلاح.

بقي هذا الانقسام يُعمّق التباين في الرؤى والأدوار، إلى أن قامت حكومة الاحتلال بحظر الجناح الشمالي عام 2015، واعتبرته "منظمة غير قانونية"، مما جرد هذا التيار من قدرته التنظيمية والإعلامية.

اليوم، ومع تصاعد الجرائم في غزة وتفجر الاستيطان في الضفة، يُعاد طرح السؤال نفسه بشكل أكثر إلحاحا: أين تقف هذه الحركة الآن؟لكن الأهم: ماذا يفكر الشباب؟ وماذا يريدون أن يصنعوا؟

الحركة الإسلامية بين مبادئية مخنوقة وواقعية مراوغة

أمام مشهد الدم والتهجير في غزة والضفة، تظهر مفارقة صارخة في مواقف الحركة الإسلامية داخل الخط الأخضر.

• الجناح الشمالي ما يزال، رغم الحظر، محافظا على خطابه المناهض للاحتلال، ويُدين بوضوح الجرائم، لكنه فاقد للفاعلية بسبب التضييق والملاحقة الأمنية وربما بسبب ضعف الإرادة والقدرة على التحدي.

• أما الجناح الجنوبي، وبعد دخوله الحكومة الإسرائيلية عام 2021، فقد غابت مواقفه الحاسمة، ومال إلى الصمت أو التبرير، ما أفقده شعبيته، خاصة في الأوساط الشبابية.

النتيجة؟ حركة تبدو مشتتة بين جناحٍ مكمّم وجناحٍ مُهادِن، وكلاهما عاجز عن أن يكون تعبيرا صادقا عن النبض الشعبي المتفاعل مع مآسي الشعب الفلسطيني في كل الجغرافيا.

لماذا لا يعرف العرب كثيرا عن "الداخل الفلسطيني"؟

رغم أن شعوب الأمة العربية والإسلامية تعرف عن غزة كل تفصيل، وتتابع أخبار الضفة الغربية منذ عقود، إلا أن الداخل الفلسطيني -أو ما يُعرف بأراضي 48- بقي في الظل، خارج دوائر الاهتمام الشعبي والإعلامي وحتى النضالي في كثير من الأحيان.

هذا الغياب لم يكن صدفة، بل نتيجة لتراكمات متعددة:

فالانخراط القسري لعرب الداخل في منظومة المواطنة الإسرائيلية جعلهم في نظر الكثيرين "خارج معادلة الاحتلال المباشر"، ما حرمهم من الرمزية النضالية الواضحة.

كما أن القبضة الإسرائيلية على فضائهم الإعلامي والاجتماعي حالت دون إيصال صوتهم بحرية إلى العالم العربي، في الوقت الذي كانت فيه ساحات غزة والضفة مرئية، دامية، وصاخبة بالمقاومة والقهر.

يُضاف إلى ذلك أن الأنظمة العربية -تواطؤا أو خوفا- تجنبت دعم الداخل خشية الصدام مع إسرائيل، فتركتهم في فراغ تمثيلي، حتى في الخطاب الإسلامي العابر للحدود، ظل الداخل حاضرا في المناسبات، غائبا عن الاستراتيجية.

والمحصلة أن الوعي العربي تشكّل برواية ناقصة، عزلت الداخل عن قلب القضية، رغم أن فلسطينيي 48 هم من يواجهون يوميا سياسات الأسرلة والتهويد والاستيطان ضمن قلب الدولة العبرية ذاتها.

إن إعادة الاعتبار للداخل الفلسطيني ليست مسألة معرفة فقط، بل مسؤولية وعي ومقاومة، لأن تحرير الرواية مقدمة لتحرير الأرض والإنسان.

الجيل الجديد: بين الحُلم بالخلاص ورفض الترويض

الجيل الفلسطيني الشاب داخل أراضي 48 لم يعد مقتنعا بهذه المعادلة. هؤلاء لا يرون أنفسهم في خطابات الخضوع، ولا ينتظرون منابر قد أُطفئت، بل ينحازون تلقائيا إلى من يقف مع غزة، ومع الأقصى، ومع كل وجه فلسطيني مكلوم.

إنهم يرفضون التعايش المفروض، ويُصغون إلى أنين الخليل، ويرون في الشيخ جراح قضيتهم كما النقب والجليل. لا يثقون بالكنيست، ولا بمن يتحدث عن "تحسين ظروف الحياة" في حضرة الموت، بل ويبحثون عن بديل، صوت، منصة، حركة تشبههم.

ما الجديد الذي يمكن أن يقدمه هذا الجيل؟

• خطاب تحرري إسلامي وطني جامع، يربط الداخل بكامل الجغرافيا الفلسطينية دون انفصام.

• تنظيم غير تقليدي، لا زعامة فيه ولا بيروقراطية، بل قيادة جماعية ولا مركزية.

• منصات مستقلة إعلامية ومجتمعية تعبّر عن الهوية وتقود الفعل.

• توظيف أدوات العصر من وثائقيات وبودكاست وفن بصري لمخاطبة الداخل والعالم.

ما الذي قد يدفعهم للانطلاق؟

• الإحباط من الأحزاب والمؤسسات، التي لم تعد تمثلهم.

• الانتماء الوجداني المتجدد للقضية الكبرى، والتي لم تعد حكرا على الضفة أو غزة، بل تمتد إليهم.

• احتكاكهم بنماذج عالمية لحركات شبابية صنعت التغيير من الهامش.

جيل يبحث عن فعل.. ليس لهذا الجيل ما يخسره، لكنه يرى كل ما يمكن أن يُستعاد، يريد أن يفعل لا أن يُدار، أن يشارك لا أن يُستدرج، جيل يبحث عن أن يكون جزءا من التحرر، لا مجرد متلقٍ للميزانيات أو وعود "العيش المشترك".

ربما لم يُولد بعد التنظيم الذي يُشبه لكنه يلوح في الأفق. وهو، إن قرر أن يتحرك، لن يسير خلف أحد.. بل سيقود الجميع.

مقالات مشابهة

  • الحركة الإسلامية في الـ48.. وحرب غزة
  • هل تزيد الكوارث البيئية إيمان الناس بالأشباح؟
  • السيسي: نرفع الهامات إجلالًا للقوات المسلحة التي قدمت الشهداء دفاعًا عن الأرض والعرض
  • محافظ الإسكندرية وقائد المنطقة الشمالية العسكرية يضعون أكليل الزهور على النصب التذكاري للشهداء
  • الأوقاف تفتتح 8 مساجد غدًا الجمعة ضمن خطتها لإعمار بيوت الله عز وجل
  • بالأسماء.. افتتاح 8 مساجد غدًا ضمن خطة الأوقاف لإعمار بيوت الله
  • غدًا.. الأوقاف تفتتح 8 مساجد ضمن خطتها لإعمار بيوت الله
  • الأمم المتحدة تحاصر البرهان بتساؤلات مهمة في رسالة من غوتيريش وقائد الجيش يقدم تعهدات
  • إقليم كوردستان يحتضن لقاءً بين وزير الخارجية الفرنسي وقائد قسد
  • المصارف الإسلامية التي أعادت الاعتبار للمال.. ماذا حدث لها؟