صحيفة التغيير السودانية:
2025-01-09@09:34:56 GMT

خنادق البرهان ورعونة الدعم السريع

تاريخ النشر: 18th, December 2023 GMT

خنادق البرهان ورعونة الدعم السريع

خنادق البرهان ورعونة الدعم السريع

بثينة تروس

من رعونة قادة الجيش إنهم يتبارون في التصريحات التي تضيّق الخناق عليهم دولياً، وتفقد ثقة المواطن فيهم، وتؤكد أن البلاد في رحمة من لا يخاف الله فيهم ولا يرحم! فها هم يجنون ثمار تصرفات ياسر العطا، رئيس هيئة الأركان للجيش، الهوجاء وتصريحاته المبطنة للحرب مع دول الجوار والإقليم، والتي تؤجج للصراع الداخلي، وهو الذي هجر الخرطوم، عاصمة بلده ومركز قيادة جيشه، بعد أن فشل في حمايتها، فالإخوان المسلمون طوال فترة حكمهم، موفقون في عدم التوفيق، يصطنعون العداوة مع المجتمع الدولي إعلامياً، وفي الواقع يبيعون لهم ثروات البلاد، خيراتها وأراضيها، ويهاجرون إليها، لتعليم الأبناء ويذهبون للسياحة والاستشفاء، يشترون فيها العقارات مستمتعين بأمنها، وبمدنيتها التي حالوا بينها وبين شعبهم المغلوب على أمره، إذ أن عدد كبير من وزراء حكومتهم يحملون الجوازات المزدوجة.

. وتلك الدول تعلم أنهم حفنة من الخونة لا خير فيهم لأوطانهم، وقد ردت دولة تشاد للعطا الصاع صاعين، فطردت الدبلوماسيين السودانيين العاملين فيها باعتبار أنهم (شخصيات غير مرغوب فيها) وطالبتهم بمغادرة أراضيها خلال ثلاثة أيام.. وهكذا خسروا تشاد ودفعوا بها دفعاً للتعاون مع الدعم السريع، شاءوا أم أبوا!

ولأن قيادة الجيش مستلبة وقد أضحت تتلقي أوامرها وخططها العسكرية من عيال كتائب البراء بن مالك، المصاحبين للقادة في بورتسودان. فقد حدثت البرهان نفسه أن ينافس العطا في عنترياته المتخيلة، بدلا من أن يعتذر عنها لما سببته من ربكة وإحراج مع دول الجوار والإقليم، فذهب إلى شندي يشد على أيدي رجال الخنادق، في صورة دونكوشوتية ساخرة، تحكي انقياده لأوهامهم في إحياء ماضي خنادق المسلمين في حربهم مع الفرس والروم! ظهر البرهان ليشجع المزيد من المستنفرين من الشباب الايفاع على الموت، في الحرب التي أسماها بنفسه (حرب عبثية) مما يعني أن قتلاها ليسوا بشهداء.

ولم يكتف بذلك بل صرح أن مدني هي معاقل المستنفرين لنصرة الجيش، وهو تصريح يجافي حقيقة البغض الإخواني لأهل الجزيرة فقد كانوا خلف خراب مشروع الجزيرة، وشقاء المزارعين، ولم يكف المخلوع البشير عن قول (إن مزارعي الجزيرة تربية شيوعين) (يأكلوا الحكومة بالتهرب من الضرائب.. وان مشروع الجزيرة عالة على الاقتصاد السوداني) ذلك حين قرروا نهبه وسرقته. وهنا نشهد رعونة قوات الدعم السريع التي تجاري استفزازات البرهان وأجهزة الفلول، في استهداف المدنيين، ليتواصل مد المعارك ويزداد فيها عدد الضحايا والنازحين، في حرب الشائعات والاستفزازات المتبادلة، والتسابق لكسب الصف الإعلامي بين المعسكرين.

وفي هذه الأثناء يتواصل ترويع المواطنين والنازحين من المعارك التي تدور رحاها بين الجيش والكتائب التي تسانده في جانب والدعم السريع في الجانب الآخر، وقد توسعت رقعة هذه المعارك لتشمل مدينة ود مدني وضواحيها وقرى شرق الجزيرة، وتنتقل معارك (المكبراتية) لتلك المناطق وغيرها.. وطبعاً لا يهم الجيش أو الدعم السريع، وكلاهما تربية إخوانية بحتة، ولا يعنيهما أعداد المواطنين الذين نزحوا إلى تلك المنطقة فراراً من العاصمة وقد بلغوا ما يقارب (500) ألف في مدينة مدني تحديداً، وها قد وجدوا أنفسهم مجبرين مرة أخرى على النزوح إلى مناطق سنار وما حولها، ولا يعلمون إلى متى سوف يستمر هذا النزوح، وللأسف فإن اشتعال الحرب في تلك البقعة يعني توقف المنظمات الإنسانية التي كانت عوناً لهؤلاء النازحين في جحيم الحرب الذي أدخلهم فيه تنظيم الأخوان المسلمين.

وتتواصل ملهاة دراما غيبوبة البرهان، فهو ليس بأفضل من العطا في فقدان البوصلة، اذ صرحت الحكومة الكينية أنه قد غير موقفه من لقائه بقائد الدعم السريع، وأنه لن يواجه عدوه وجهاً لوجه في نيروبي! هؤلاء رجال لا يملكون مقومات النصر الميداني ولا حتى الإعلامي.. إنها حالة من الفوضى تثير الرثاء، إذ لا يعلم أحد لماذا يصرحون ومن الذي يدفع إليهم بهذه القرارات، ومن هم الذين يهددونهم فينسحبون عن أقوالهم والتزاماتهم المشهودة، غير عابئين بالموت الجماعي والدمار الذي أحدثته حرب عبثية دخلت شهرها التاسع، ولا حل غير أن تضع الحرب أوزارها.

tina.terwis@gmail.com

الوسومالبرهان الجيش الحرب الدعم السريع السودان المنظمات الإنسانية النزوح بثينة تروس ود مدني ياسر العطا

المصدر: صحيفة التغيير السودانية

كلمات دلالية: البرهان الجيش الحرب الدعم السريع السودان المنظمات الإنسانية النزوح ود مدني ياسر العطا

إقرأ أيضاً:

واشنطن تفرض عقوبات على قائد قوات الدعم السريع السودانية والكيانات المرتبطة بها

الولايات المتحدة – فرضت وزارة الخزانة الأمريكية امس الثلاثاء، عقوبات على قائد قوات الدعم السريع السودانية محمد حمدان دقلو “حميدتي”، بالإضافة إلى 7 كيانات أخرى على علاقة بالقوات.

وقالت الوزارة في بيان عبر موقعها: “اليوم، فرض مكتب مراقبة الأصول الأجنبية التابع لوزارة الخزانة الأمريكية عقوبات على محمد حمدان دقلو موسى (حميدتي)، قائد قوات الدعم السريع السودانية”.

وأوضحت “الخزانة” أن “قائد قوات الدعم السريع يخضع للعقوبات بسبب قيادته لقوات الدعم السريع، إحدى القوى الرئيسية المشاركة في الحرب السودانية، والتي من خلال حملتها في دارفور والجزيرة ومناطق القتال الأخرى، ارتكبت قائمة طويلة من جرائم الحرب والفظائع الموثقة، بما في ذلك عمليات القتل بدوافع عرقية والعنف الجنسي كسلاح في الحرب”.

بالإضافة إلى ذلك، فرض مكتب مراقبة الأصول الأجنبية عقوبات على 7 شركات وفرد واحد لارتباطهم بقوات الدعم السريع، أبرزها شركة “كابيتال تاب القابضة” ومقرها الإمارات، لأنها “قدمت الأموال والأسلحة لقوات الدعم السريع”.

وأشارت إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن إلى أن قوات الدعم السريع السودانية ووكلاءها يرتكبون إبادة جماعية في الحرب الأهلية في السودان.

وقال وزير الخارجية أنتوني بلينكن في بيان إن “قوات الدعم السريع والميليشيات المتحالفة معها واصلت شن هجمات مباشرة ضد المدنيين.. لقد قتلت قوات الدعم السريع والميليشيات المتحالفة رجالا وصبية -حتى الرضع- بشكل منهجي على أساس عرقي، واستهدفت بشكل متعمد نساء وفتيات من مجموعات عرقية معينة للاغتصاب وغيره من أشكال العنف الجنسي الوحشي”.

وتتواصل منذ 15 أبريل 2023، اشتباكات عنيفة وواسعة النطاق بين قوات الجيش السوداني وقوات الدعم السريع في مناطق متفرقة بالسودان، حيث يحاول كلا الطرفين السيطرة على مقار حيوية.

وتوسطت أطراف عربية وأفريقية ودولية لوقف إطلاق النار، إلا أن هذه الوساطات لم تنجح في التوصل لوقف دائم لإطلاق النار، وقالت اللجنة الدولية للصليب الأحمر، إن القتال المستمر في البلاد قد يؤدي إلى تفشي الأمراض، وانهيار قاتل للنظام الصحي.

وبحسب بيانات الأمم المتحدة، فإن أكثر من 750 ألف شخص يعانون من مستويات كارثية من انعدام الأمن الغذائي، وهناك 25.6 مليون شخص يواجهون أزمة جوع في السودان.

المصدر: وكالات

مقالات مشابهة

  • بعد أن قام بتحرير الحاج عبد الله وسابع دليب.. منطقة واحدة تفصل الجيش عن دخول مدينة ود مدني تعرف عليها!!
  • الجيش السوداني يتقدم في ولاية الجزيرة و يطوق ود دمدني من «3» اتجاهات
  • الجزيرة نت تكشف تفاصيل عملية الجيش السوداني بولاية الجزيرة
  • الجيش يتقدم نحو ود مدني والخرطوم تشيد بالعقوبات الأميركية على حميدتي
  • الجيش السوداني يحرر بلدة الحاج عبد الله جنوب مدني بالكامل وقواته تحكم سيطرتها على القرى المجاورة لها
  • جرائم الاغتصاب على يد الدعم السريع أكثر مما هو معلن
  • الجيش السوداني يعلق على العقوبات الأمريكية ضد قائد الدعم السريع 
  • واشنطن تفرض عقوبات على قائد قوات الدعم السريع السودانية والكيانات المرتبطة بها
  • السودان… مقتل 25 شخص بهجمات لقوات «الدعم السريع» في النيل الأبيض
  • هدف إنقلاب ٢٥ كان السلطة والحرب الحالية نفس الهدف