صحيفة التغيير السودانية:
2024-09-19@09:46:36 GMT

خنادق البرهان ورعونة الدعم السريع

تاريخ النشر: 18th, December 2023 GMT

خنادق البرهان ورعونة الدعم السريع

خنادق البرهان ورعونة الدعم السريع

بثينة تروس

من رعونة قادة الجيش إنهم يتبارون في التصريحات التي تضيّق الخناق عليهم دولياً، وتفقد ثقة المواطن فيهم، وتؤكد أن البلاد في رحمة من لا يخاف الله فيهم ولا يرحم! فها هم يجنون ثمار تصرفات ياسر العطا، رئيس هيئة الأركان للجيش، الهوجاء وتصريحاته المبطنة للحرب مع دول الجوار والإقليم، والتي تؤجج للصراع الداخلي، وهو الذي هجر الخرطوم، عاصمة بلده ومركز قيادة جيشه، بعد أن فشل في حمايتها، فالإخوان المسلمون طوال فترة حكمهم، موفقون في عدم التوفيق، يصطنعون العداوة مع المجتمع الدولي إعلامياً، وفي الواقع يبيعون لهم ثروات البلاد، خيراتها وأراضيها، ويهاجرون إليها، لتعليم الأبناء ويذهبون للسياحة والاستشفاء، يشترون فيها العقارات مستمتعين بأمنها، وبمدنيتها التي حالوا بينها وبين شعبهم المغلوب على أمره، إذ أن عدد كبير من وزراء حكومتهم يحملون الجوازات المزدوجة.

. وتلك الدول تعلم أنهم حفنة من الخونة لا خير فيهم لأوطانهم، وقد ردت دولة تشاد للعطا الصاع صاعين، فطردت الدبلوماسيين السودانيين العاملين فيها باعتبار أنهم (شخصيات غير مرغوب فيها) وطالبتهم بمغادرة أراضيها خلال ثلاثة أيام.. وهكذا خسروا تشاد ودفعوا بها دفعاً للتعاون مع الدعم السريع، شاءوا أم أبوا!

ولأن قيادة الجيش مستلبة وقد أضحت تتلقي أوامرها وخططها العسكرية من عيال كتائب البراء بن مالك، المصاحبين للقادة في بورتسودان. فقد حدثت البرهان نفسه أن ينافس العطا في عنترياته المتخيلة، بدلا من أن يعتذر عنها لما سببته من ربكة وإحراج مع دول الجوار والإقليم، فذهب إلى شندي يشد على أيدي رجال الخنادق، في صورة دونكوشوتية ساخرة، تحكي انقياده لأوهامهم في إحياء ماضي خنادق المسلمين في حربهم مع الفرس والروم! ظهر البرهان ليشجع المزيد من المستنفرين من الشباب الايفاع على الموت، في الحرب التي أسماها بنفسه (حرب عبثية) مما يعني أن قتلاها ليسوا بشهداء.

ولم يكتف بذلك بل صرح أن مدني هي معاقل المستنفرين لنصرة الجيش، وهو تصريح يجافي حقيقة البغض الإخواني لأهل الجزيرة فقد كانوا خلف خراب مشروع الجزيرة، وشقاء المزارعين، ولم يكف المخلوع البشير عن قول (إن مزارعي الجزيرة تربية شيوعين) (يأكلوا الحكومة بالتهرب من الضرائب.. وان مشروع الجزيرة عالة على الاقتصاد السوداني) ذلك حين قرروا نهبه وسرقته. وهنا نشهد رعونة قوات الدعم السريع التي تجاري استفزازات البرهان وأجهزة الفلول، في استهداف المدنيين، ليتواصل مد المعارك ويزداد فيها عدد الضحايا والنازحين، في حرب الشائعات والاستفزازات المتبادلة، والتسابق لكسب الصف الإعلامي بين المعسكرين.

وفي هذه الأثناء يتواصل ترويع المواطنين والنازحين من المعارك التي تدور رحاها بين الجيش والكتائب التي تسانده في جانب والدعم السريع في الجانب الآخر، وقد توسعت رقعة هذه المعارك لتشمل مدينة ود مدني وضواحيها وقرى شرق الجزيرة، وتنتقل معارك (المكبراتية) لتلك المناطق وغيرها.. وطبعاً لا يهم الجيش أو الدعم السريع، وكلاهما تربية إخوانية بحتة، ولا يعنيهما أعداد المواطنين الذين نزحوا إلى تلك المنطقة فراراً من العاصمة وقد بلغوا ما يقارب (500) ألف في مدينة مدني تحديداً، وها قد وجدوا أنفسهم مجبرين مرة أخرى على النزوح إلى مناطق سنار وما حولها، ولا يعلمون إلى متى سوف يستمر هذا النزوح، وللأسف فإن اشتعال الحرب في تلك البقعة يعني توقف المنظمات الإنسانية التي كانت عوناً لهؤلاء النازحين في جحيم الحرب الذي أدخلهم فيه تنظيم الأخوان المسلمين.

وتتواصل ملهاة دراما غيبوبة البرهان، فهو ليس بأفضل من العطا في فقدان البوصلة، اذ صرحت الحكومة الكينية أنه قد غير موقفه من لقائه بقائد الدعم السريع، وأنه لن يواجه عدوه وجهاً لوجه في نيروبي! هؤلاء رجال لا يملكون مقومات النصر الميداني ولا حتى الإعلامي.. إنها حالة من الفوضى تثير الرثاء، إذ لا يعلم أحد لماذا يصرحون ومن الذي يدفع إليهم بهذه القرارات، ومن هم الذين يهددونهم فينسحبون عن أقوالهم والتزاماتهم المشهودة، غير عابئين بالموت الجماعي والدمار الذي أحدثته حرب عبثية دخلت شهرها التاسع، ولا حل غير أن تضع الحرب أوزارها.

tina.terwis@gmail.com

الوسومالبرهان الجيش الحرب الدعم السريع السودان المنظمات الإنسانية النزوح بثينة تروس ود مدني ياسر العطا

المصدر: صحيفة التغيير السودانية

كلمات دلالية: البرهان الجيش الحرب الدعم السريع السودان المنظمات الإنسانية النزوح ود مدني ياسر العطا

إقرأ أيضاً:

قيادةَ «الدعم السريع» لم تتوقَّع أن تستمر الحرب الخاطفة إلى هذا الحد

لم تكن قيادة «الدعم السريع» تعتقد أنَّ الحربَ ستدوم لتقترب من إطفاء شمعتها الأولى. كانوا يطلقون عليها حرب الساعات القليلة فى كابينة القيادة لديهم وقد صرحوا بذلك فى قولهم ما هى الا ساعات ونستلم قيادة الجيش وعلى رأسهم البرهان

أغلبُ الظَّنِ أنَّ قيادةَ «الدعم السريع» لم تتوقَّع أن تستمر هذه الحرب الخاطفة إلى هذا الحد وبمثل تكلفتِها الحالية. لأنها باختصار قد استعدت لها منذ سنوات وسنوات (وللأسف كانت الدولة على علم بكل كبيرة وصغيرة فى تلك الإستعدادات ولم تجهز عليها) ..

من تشوين وعدة وعتاد ومقاتلين مجلوبين من كل حدب وصوب…تشاد، نيجر، جنوب السودان، ارتريا، الحبشة، ليبيا….ودول عربية اخري معروفة لها مصلحة فى عدم استقرار السودان (السياسي، الاقتصادي، الاجتماعي)…وفى ظنى أن هذا عمل اكبر بكثير من مقدرات السودان العسكرية والاستخباراتية، ولكن صلابة بعض الرجال الشرفاء الذين قدموا وضربوا اروع الأمثال على التفانى بالروح والدم فى سبيل ان لا تسقط راية السودان فى أيدى هؤلاء المرتزقة الملاقيط…وقفت صد منيع فى وقف هذا الخراب …

Abdelbagi Modawi

إنضم لقناة النيلين على واتساب

مقالات مشابهة

  • الخُطوات القَادمة في طريق إيقاف الحرب في السُودان والموقف الأمريكي
  • البرهان يرحب بتصريح بايدن والمعارك تحتدم في الخرطوم
  • البرهان يرحب ببيان بايدن ويدعو لمحاسبة مساندي الدعم السريع
  • الهروب نحو الابواب المفتوحة
  • الرئيس الأمريكي يدعو الجيش و الدعم السريع للعودة للتفاوض و يهدد بالمحاسبة
  • قيادةَ «الدعم السريع» لم تتوقَّع أن تستمر الحرب الخاطفة إلى هذا الحد
  • «شبكة أطباء السودان»: مقتل وإصابة «20» شخصاً برصاص الدعم السريع جنوبي الجزيرة
  • تحالف مدني سوداني يجدد الدعوة لتسليم البشير ورفاقه لـ«الجنائية الدولية» ،، «القوى المدنية المتحدة» تدعو لوقف الحرب وتنفي علاقتها بـ«الدعم السريع»
  • البرهان يوافق على مبادرة من سلفاكير بشأن الحرب مع الدعم السريع
  • «منصة نداء الوسط»: أزمة معيشية وإنسانية بسبب احتلال الدعم السريع لولاية الجزيرة