خنادق البرهان ورعونة الدعم السريع
تاريخ النشر: 18th, December 2023 GMT
خنادق البرهان ورعونة الدعم السريع
بثينة تروس
من رعونة قادة الجيش إنهم يتبارون في التصريحات التي تضيّق الخناق عليهم دولياً، وتفقد ثقة المواطن فيهم، وتؤكد أن البلاد في رحمة من لا يخاف الله فيهم ولا يرحم! فها هم يجنون ثمار تصرفات ياسر العطا، رئيس هيئة الأركان للجيش، الهوجاء وتصريحاته المبطنة للحرب مع دول الجوار والإقليم، والتي تؤجج للصراع الداخلي، وهو الذي هجر الخرطوم، عاصمة بلده ومركز قيادة جيشه، بعد أن فشل في حمايتها، فالإخوان المسلمون طوال فترة حكمهم، موفقون في عدم التوفيق، يصطنعون العداوة مع المجتمع الدولي إعلامياً، وفي الواقع يبيعون لهم ثروات البلاد، خيراتها وأراضيها، ويهاجرون إليها، لتعليم الأبناء ويذهبون للسياحة والاستشفاء، يشترون فيها العقارات مستمتعين بأمنها، وبمدنيتها التي حالوا بينها وبين شعبهم المغلوب على أمره، إذ أن عدد كبير من وزراء حكومتهم يحملون الجوازات المزدوجة.
ولأن قيادة الجيش مستلبة وقد أضحت تتلقي أوامرها وخططها العسكرية من عيال كتائب البراء بن مالك، المصاحبين للقادة في بورتسودان. فقد حدثت البرهان نفسه أن ينافس العطا في عنترياته المتخيلة، بدلا من أن يعتذر عنها لما سببته من ربكة وإحراج مع دول الجوار والإقليم، فذهب إلى شندي يشد على أيدي رجال الخنادق، في صورة دونكوشوتية ساخرة، تحكي انقياده لأوهامهم في إحياء ماضي خنادق المسلمين في حربهم مع الفرس والروم! ظهر البرهان ليشجع المزيد من المستنفرين من الشباب الايفاع على الموت، في الحرب التي أسماها بنفسه (حرب عبثية) مما يعني أن قتلاها ليسوا بشهداء.
ولم يكتف بذلك بل صرح أن مدني هي معاقل المستنفرين لنصرة الجيش، وهو تصريح يجافي حقيقة البغض الإخواني لأهل الجزيرة فقد كانوا خلف خراب مشروع الجزيرة، وشقاء المزارعين، ولم يكف المخلوع البشير عن قول (إن مزارعي الجزيرة تربية شيوعين) (يأكلوا الحكومة بالتهرب من الضرائب.. وان مشروع الجزيرة عالة على الاقتصاد السوداني) ذلك حين قرروا نهبه وسرقته. وهنا نشهد رعونة قوات الدعم السريع التي تجاري استفزازات البرهان وأجهزة الفلول، في استهداف المدنيين، ليتواصل مد المعارك ويزداد فيها عدد الضحايا والنازحين، في حرب الشائعات والاستفزازات المتبادلة، والتسابق لكسب الصف الإعلامي بين المعسكرين.
وفي هذه الأثناء يتواصل ترويع المواطنين والنازحين من المعارك التي تدور رحاها بين الجيش والكتائب التي تسانده في جانب والدعم السريع في الجانب الآخر، وقد توسعت رقعة هذه المعارك لتشمل مدينة ود مدني وضواحيها وقرى شرق الجزيرة، وتنتقل معارك (المكبراتية) لتلك المناطق وغيرها.. وطبعاً لا يهم الجيش أو الدعم السريع، وكلاهما تربية إخوانية بحتة، ولا يعنيهما أعداد المواطنين الذين نزحوا إلى تلك المنطقة فراراً من العاصمة وقد بلغوا ما يقارب (500) ألف في مدينة مدني تحديداً، وها قد وجدوا أنفسهم مجبرين مرة أخرى على النزوح إلى مناطق سنار وما حولها، ولا يعلمون إلى متى سوف يستمر هذا النزوح، وللأسف فإن اشتعال الحرب في تلك البقعة يعني توقف المنظمات الإنسانية التي كانت عوناً لهؤلاء النازحين في جحيم الحرب الذي أدخلهم فيه تنظيم الأخوان المسلمين.
وتتواصل ملهاة دراما غيبوبة البرهان، فهو ليس بأفضل من العطا في فقدان البوصلة، اذ صرحت الحكومة الكينية أنه قد غير موقفه من لقائه بقائد الدعم السريع، وأنه لن يواجه عدوه وجهاً لوجه في نيروبي! هؤلاء رجال لا يملكون مقومات النصر الميداني ولا حتى الإعلامي.. إنها حالة من الفوضى تثير الرثاء، إذ لا يعلم أحد لماذا يصرحون ومن الذي يدفع إليهم بهذه القرارات، ومن هم الذين يهددونهم فينسحبون عن أقوالهم والتزاماتهم المشهودة، غير عابئين بالموت الجماعي والدمار الذي أحدثته حرب عبثية دخلت شهرها التاسع، ولا حل غير أن تضع الحرب أوزارها.
tina.terwis@gmail.com
الوسومالبرهان الجيش الحرب الدعم السريع السودان المنظمات الإنسانية النزوح بثينة تروس ود مدني ياسر العطاالمصدر: صحيفة التغيير السودانية
كلمات دلالية: البرهان الجيش الحرب الدعم السريع السودان المنظمات الإنسانية النزوح ود مدني ياسر العطا
إقرأ أيضاً:
تجدد الإشتباكات بين الجيش والدعم السريع في العاصمة الخرطوم
تجددت المواجهات المسلحة بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع في العاصمة الخرطوم اليوم الجمعة، حيث استهدفت قوات الجيش مواقع تابعة للدعم السريع في شمال بحري ومنطقة المقرن، مع تصاعد دوي القصف والانفجارات، كما استهدفت طائرات الجيش السوداني مواقع تابعة للدعم السريع جنوب الخرطوم.
الخرطوم ــ التغيير
وفي ولاية الجزيرة، أصدرت «مؤتمر الجزيرة» بيانًا اليوم الجمعة، أعلن فيه عن هجوم نفذته قوات الدعم السريع على قرية التومسة جنوب الولاية، ما أسفر عن مقتل 14 شخصًا، بينهم طفل في الثالثة من عمره، إضافة إلى إصابة 16 آخرين، بينهم العديد من المدنيين.
وفي جنوب دارفور، أكدت وزارة الصحة تسجيل 293 حالة وفاة بين الأطفال بسبب سوء التغذية خلال الفترة من يناير إلى أكتوبر 2024. وقد استقبلت مراكز العلاج 42,202 طفلًا، وجرى علاج 21,715 منهم، ما يعكس تغطية بنسبة 82%، مع تسجيل نسبة وفيات بلغت 7% حسب معايير منظمة الصحة العالمية.
الوسوماشتباكات الجيش الخرطوم الدعم السريع