موقع 24:
2024-09-30@18:41:52 GMT

هل من الممكن حدوث دفء في العلاقات الصينية الأمريكية؟

تاريخ النشر: 18th, December 2023 GMT

هل من الممكن حدوث دفء في العلاقات الصينية الأمريكية؟

يرى المحللان على واين وديفيد جوردون، أنه من المرجح أن يسهم الاجتماع الذي عُقد بين الرئيس الأمريكي جو بايدن ونظيره الصيني شي جين بينغ في سان فرانسيسكو، والذي جاء تتويجاً لعدة أشهر من الدبلوماسية بين مسؤولين أمريكيين وصينيين على مستوى عال، في استقرار العلاقات بين واشنطن وبكين على الأقل على المدى القصير.

وقال واين، هو كبير المحللين في مجموعة أوراسيا للاستشارات، وجوردون، وهو أحد كبار المستشارين في مجموعة أوراسيا والمدير السابق لادارة تخطيط السياسات في وزارة الخارجية الأمريكية: "إن الرئيسين الأمريكي والصيني اتفقا على إقامة عدة قنوات لتعزيز التعاون بين الجيشين، والتعاون لوقف تدفق المركبات الأولية لتصنيع مادة الفنتانيل المخدرة من الصين، وتوسيع نطاق رحلات الطيران المباشرة في الاتجاهين، وأشكال أخرى للتبادل بين الشعبين".

"At the most basic economic level, China needs the United States -- a fact that Xi clearly either hasn't yet realized or refuses to admit," writes Elaine Dezenski. https://t.co/fXAcAvEyl1

— National Interest (@TheNatlInterest) December 15, 2023

ولكن المحللين قالا، في تقرير نشرته مجلة "ناشونال إنتريست" الأمريكية، إنه لا يمكن توقع أن تغير مثل هذه النتائج الطابع التنافسي بشكل أساسي للعلاقات الأمريكية الصينية. وفي الواقع، تلك المنافسة مرشحة للزيادة على الصعيد الجغرافي والمهام.

ولاتزال الدبلوماسية الأمريكية الصينية هشة، ففي شهر فبراير (شباط) الماضي، ألغى وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن زيارة إلى الصين وسط اكتشاف إدارة بايدن منطاد تجسس صيني مشتبه به قرب قاعدة عسكرية في مونتانا، والخبر السار هو أن بايدن وشي لديهما حوافز قوية قصيرة المدى لوقف التدهور في العلاقات الأمريكية الصينية.

وأضاف المحللان أنه ليس بمقدور بايدن، الذي يتصارع مع حرب مروعة بين روسيا وأوكرانيا، وأزمة آخذة في التصعيد بين إسرائيل وحماس، أن يتعامل مع أزمة ثالثة. ومن جهة أخرى، يواجه شي مشاكل اقتصادية متصاعدة في الداخل وعلاقات عدائية على نحو متزايد مع الديمقراطيات الصناعية المتقدمة في العالم.

غير أن هناك اختباراً كبيراً للعلاقات يقترب بسرعة، حيث سوف تنتخب تايوان رئيساً جديداً في 13 يناير (كانون الثاني) المقبل، ويعد ويليام لاي تشينج - تي من الحزب التقدمي الديمقراطي الأوفر حظاً للفوز. وقد يتخذ لاي، الذي يصف نفسه بأنه "عامل استقلال تايوان"، خطوات من شأنها أن تؤدي إلى تآكل الوضع الراهن عبر المضيق، ومن المحتمل أن يكون ذلك بدعم كبير من جانب الكونغرس الأمريكي.

ومن جانبها، تواصل بكين تكثيف ضغطها على تايبيه. وأطلق جيش التحرير الشعبي الصيني صواريخاً باليستية فوق تايوان خلال زيارة للجزيرة في شهر أغسطس (آب) عام 2022، قامت بها آنذاك رئيسة مجلس النواب نانسي بيلوسي، وكانت المرة الأولى التي فعلت فيها ذلك منذ اندلاع أزمة مضيق تايوان عام 1996-1995.

ومع ذلك، هناك 3 أسباب على الأقل للاعتقاد بأن بكين لا تفكر بشكل جدي في شن غزو الآن. أولاً: لأن الصين أمامها مجالاً متسعاً لبذل جهد الخنق الصبور ومتعدد الأوجه، "أي حملة المنطقة الرمادية العدوانية على نحو متزايد من الإكراه السياسي والنفسي والاقتصادي والدبلوماسي، والتي تهدف إلى جعل مواطني تايوان يشعرون بأنهم عاجزون ومنقسمون ومعزلون".

وإذا تم استبعاد عامل غير متوقع بشكل كبير، على سبيل المثال قرار من رئيس تايوان المقبل بإعلان استقلال الجزيرة أو تخل رسمي من جانب الولايات المتحدة عن "الغموض الاستراتيجي" ، فإنه من غير المرجح أن تختار الصين الدخول في مناورة عالية الخطورة ليس لدى الجيش الشعبي الصيني استعداد لها بشكل واضح.

خلال زيارة لفيتنام.. الرئيس الصيني يوجه رسالة إلى #أمريكا https://t.co/PUMkDY0eHs

— 24.ae (@20fourMedia) December 13, 2023

والسبب الثاني هو أنه يمكن القول بأن أي محاولة غزو فاشلة مع ما تنطوي عليه من تكاليف عسكرية واقتصادية ودبلوماسية باهظة، سوف تسهم أكثر من أي تطور آخر في تعريض مسعى شي من أجل "التجديد العظيم للأمة الصينية " للخطر.

والسبب الثالث هو أنه بينما يقدر شي أن النظرة الاستراتيجية للصين تتعرض لتحديات أكثر مما كانت في بداية العقد، فإن هناك دليل ضئيل إن كان هناك أي دليل على الإطلاق، يشير إلى أن تقييمه طويل المدى لدوره في الشؤون الدولية يتضاءل.

ويعد غزو أوكرانيا من جانب روسيا بمثابة تحذير للصين. وتهدد هجرة الأدمغة وتشديد العقوبات الغربية توقعات النمو على المديين المتوسط والطويل لروسيا بحدوث خسائر مادية ضخمة، كما يؤدي انخفاض القدرة على الحصول على أشباه الموصلات إلى تقويض قاعدتها للتصنيع الدفاعي.

وتساءل المحللان عن ماهية الدروس التي قد يتعلمها شي من الصعوبات التي تواجهها روسيا في أوكرانيا ؟ ويتبادر للذهن 3 دروس على الأقل، أولها، أنه حتى إذا كانت دولة معتدية تملك تفوقاً كبيراً من الناحية العسكرية التقليدية، فإنها يمكن أن تتعثر إذا قللت قيادتها من تقدير إرادة خصمها على القتال.

وبينما أعطى شي تعليمات للجيش الشعبي الصيني بأن نكون لديه القدرة على غزو تايوان بحلول عام 2027، يشير الاضطراب بين صفوف قيادته العليا إلى أنه ربما يفتقر للثقة في استعداد الجيش وبصفة خاصة مع الوضع في الاعتبار بأن التحدي العملياتي الذي تواجهه الصين، عند القيام بعملية إنزال برمائية سوف يكون أكثر تعقيداً بشكل كبير من شن غزو بري لدولة مجاورة برياً.

والسبب الثاني، الذي يرجع إلى حد كبير للأول، هو أن الأمل في خوض حرب قصيرة ضد تايوان، يعد بشكل كبير ضرباً من الوهم، ومن المرجح أن يكون عدد قليل من المراقبين قد تخيلوا في 24 فبراير (شباط) عام 2022، أن أوكرانيا سوف تظل صامدة أمام روسيا لقرابة عامين مقبلين. وبالنسبة لتايوان، فإنها تتبنى دفاعات حصينة لردع أي عدوان من جانب الصين، وسوف تكون أرضها الجبلية بمثابة تحديات عملياتية للجيش الشعبي الصيني.

#أمريكا تحذر #الصين من التدخل في انتخابات تايوان https://t.co/SQfXEZdcfQ

— 24.ae (@20fourMedia) December 15, 2023

وثالثاً هو أن اندماج الصين الشامل في الاقتصاد العالمي يجعلها أكثر تأثراً بالعقوبات الاقتصادية من روسيا، بصفة خاصة أن اعتمادها الكبير على رقائق المعالجة الصغيرة الغربية سوف يحد من قدرتها على إضعاف جهد منسق للتفكيك من جانب الديمقراطيات الصناعية المتقدمة.

واختتم المحللان تقريرهما بالقول "إنه من المفارقة إذن، أنه حتى في الوقت الذي تعمل فيه الولايات المتحدة للعدول عن غزو صيني لتايوان، فإنه يتعين عليها أن تؤكد تفاؤل الصين بشأن المستقبل: فكلما شعرت الصين على نحو أقل بالحاجة الملحة لتحقيق إعادة التوحيد، كلما أصبح أمام واشنطن المزيد من الوقت لصياغة مزيج من الردع والطمأنة، الذي من شأنه أن يقلل احتمالات حدوث مواجهة كارثية".

المصدر: موقع 24

كلمات دلالية: التغير المناخي أحداث السودان سلطان النيادي غزة وإسرائيل مونديال الأندية الحرب الأوكرانية عام الاستدامة تايوان الصين أمريكا الشعبی الصینی من جانب

إقرأ أيضاً:

العلاقات الإماراتية الأمريكية... الاستثمار في المستقبل

تميَّزت الدبلوماسية والسياسة الخارجية الإماراتية بالحكمة والاعتدال، كما ارتكزت على قواعد استراتيجية ثابتة، وأثبتت تفانيها من أجل تحقيق الأهداف النبيلة الساعية إلى صيانة واستقرار السلم والأمن الدوليين؛ لأن هناك علامات فارقة في تاريخ الشعوب والدول.

وقد حقَّقت دبلوماسية دولة الإمارات انفتاحًا واسعًا على العالم الخارجي، أثمر عن إقامة شراكات استراتيجية سياسية، تستمرُّ في ديمومة الانضباط، انطلاقًا من فلسفة الإمارات الَّتي تقوم على مفهوم الحوار القائم على الاحترام المتبادَل، وتعزيز القيم المشتركة؛ ولهذا فهي تمدُّ يدها لجيرانها وللعالم من أجل وضع حجر الزاوية لقيم التسامح السلام، ومن أجل النهضة الشاملة في المنطقة، وبهذه الرؤية تخطت كل الصعاب، وتجاوزت كل الحساسيات والعقبات التي يمكن أن تُعقِّد مساعي المصالحة، أو تُزعزع أركان الأمن، وبهذا تصدَّرت الإمارات المشهد السياسي السِّلمي بكلِّ عنفوان وقوَّة، وهو ما عزز المكانة المرموقة التي تتبوأها في المجتمع الدولي.

ولذا فإن الزيارة الحالية التي يقوم بها صاحب السموِّ الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس دولة الإمارات للولايات المتحدة الأمريكية، هي أول زيارة لرئيس الدولة منذ توليه مقاليد الحكم، وقد جاءت هذه الزيارة لتعميق العلاقات الإستراتيجية الممتدة بين البلدين، كما تأتي امتدادًا للشراكة الإستراتيجية بين البلدين، إذ إن الإمارات تعدُّ من أبرز الشركاء الرئيسيين للولايات المتحدة الأميركية في المنطقة بل في العالم، وإن البلدين يرتبطان بعلاقات اقتصادية واستثمارية.
وهذه الزيارة التي شهدت لقاءً تاريخيًّا بين سموِّه والرئيس الأميركي جِو بايدن، تعدُّ خطوة مهمة ومنعطفًا خطيرًا للشراكة الإستراتيجية، في فترة تشهد المنطقة توترات إقليمية حادَّة، وفي مقدمتها تطورات الأوضاع في منطقة الشرق الأوسط، وأهمية العمل على منع توسُّع بؤرة الصراع فيها، بما يهدد الأمن والسلام الإقليميين، كما أن هناك تغيرات في السياسة الأمريكية ظهرت من خلال تعاطيها ومدى استجابتها للتعامل مع الأزمات المحدقة في المنطقة؛ وهذا يؤكد أننا نشهد حقبة جديدة، وبحاجة إلى توافقًا في وجهات النظر بين البلدين الصديقين حول القضايا الإقليمية والدولية.
وما زالت الرؤية السديدة للإمارات في الكثير من القضايا العالمية تحظى بالقبول والرضا من جميع الأطراف، ونشير هنا إلى أن هناك قرارًا إماراتيًّا- منذ التأسيس- يقضي بالتصالح مع العصر وثوراته العلمية والتكنولوجية، بعيدًا عن الجمود الأيديولوجي، والانخراط في معركة التنمية والتطوير، ويمكن قراءة عمليات التحديث والإصلاح، وإن الاستمرار على هذا النهج هو حارس الاستقرار لتحقيق الأهداف الحضارية والتنموية التي تعتبر المسرِّع الاقتصادي نحو التطوير الصحيح، خصوصًا وأن المنطقة العربية تشهد تحولات كبرى، ويشلُّ العجزُ حكوماتِها، وبعضها على عتبة الانحدار والإخفاق، وبعضها على حافة الانهيار.
الحقيقة أننا نعيش في عالم يشهد تقدمًا كبيرًا في الذكاء الاصطناعي، خصوصًا في مجالات الاقتصاد والتجارة والاستثمار والتكنولوجيا والذكاء الاصطناعي والفضاء، إضافة إلى الطاقة المتجددة، ومواجهة التغير المناخي، وحلول الاستدامة، وغيرها من الجوانب الاقتصادية والبيئية والتنموية؛ ولهذا يلتقي رئيس الدولة- حفظه الله- خلال الزيارة عددًا من المسؤولين الأمريكيين؛ لبحث آفاق تطور العلاقات الاقتصادية والاستثمارية الإماراتية – الأمريكية.
إن القدرة على تحويل التكنولوجيا إلى سلاح في معركة التقدم، مرهونة بوجود سياسة واضحة ومفتوحة على المستقبل، ودور الإمارات بوصفها شريكًا في البنية التحتية العالمية لمجموعة السبع؛ ولهذا كان لا بدَّ من مدِّ جسور التواصل على كل الأصعدة والمحاور.
الحفاوة التي قوبل بها سموُّه من قِبَل الإدارة الأمريكية، والإشادة التي حصل عليها من كل الجهات الرسمية والشعبية، تدلُّ على المستوى المتميز والمكانة الرفيعة التي تحتلها الإمارات لدى الحكومة الأمريكية، وقد بدا هذا واضحًا خلال هذه المباحثات والنقاشات بين الطرفين.

مقالات مشابهة

  • بعد 4 أيام من الجدل.. تشكيك كبير بـانتهاء المهمة الأمريكية في العراق
  • المفوض العام للأونروا: الوضع في لبنان يتطور بشكل كبير
  • بسبب ارتفاع تكاليف تربيتهما.. حديقة حيوان فنلندية تعيد دبين من الباندا إلى الصين
  • رئيس مجلس النواب يهنئ نظيره الصيني بذكرى تأسيس جمهورية الصين
  • الوزير صباغ: لا يمكن فصل جرائم سلطات الاحتلال الإسرائيلي وعدوانها المستمر على سورية عن الدور التخريبي الذي انتهجته بعض الدول الغربية، وفي مقدمتها الولايات المتحدة الأمريكية، حيث واصلت تلك الدول انتهاك سيادة سورية ووحدة وسلامة أراضيها عبر استمرار وجود قوات
  • العلاقات الإماراتية الأمريكية... الاستثمار في المستقبل
  • الترقب الصيني: كيف تتطور الصواريخ الصينية العابرة للقارات؟
  • تايوان: الصين تُجري مناورات عسكرية تشمل إطلاق صواريخ
  • عمال الموانئ الأمريكية يستعدون لإضراب كبير
  • وزير الخارجية الصيني: تايوان جزء لا ينفصل من بلادنا