نحتفل بيوم الشرطة العربية في الثامن عشر من شهر ديسمبر من كل عام الذي يخلد حدثا عظيما في مسيرة العمل الأمني العربي المشترك، يتمثل في انعقاد أول مؤتمر لقادة الشرطة والأمن العرب في مدينة العين بدولة الإمارات العربية المتحدة قبل واحد وخمسين عاما، ويشكل فرصة لتقدير التضحيات الكبيرة التي يقدمها رجال الشرطة والأمن، والجهود المضنية التي تبذلها الأجهزة الأمنية في سبيل أمن مواطنينا واستقرار أوطاننا، ومحاربة قوى الشر والإجرام لتعم السكينة في مجتمعاتنا العربية كافة.

 

حدث فارق دشن مسيرة زاخرة بالبذل والعطاء، أبرمت خلالها الاتفاقيات وسُنَّت القوانين النموذجية ووضعت الاستراتيجيات والخطط التنفيذية وعقدت المؤتمرات والاجتماعات وحُددت أطر التعاون وأنشئت هياكله وطورت وسائله وأدواته.

 وفي هذا السياق نستحضر بكل إعزاز وإكبار تلك الجهود العظيمة والإنجازات الجبارة التي حققتها أجهزة الشرطة والأمن العربية خلال هذه المسيرة التي التقت فيها إرادة صناع القرار الأمني العربي واتفقت رؤاهم على مضاعفة الجهود نحو ترسيخ الأمن والاستقرار في ربوع أوطاننا العربية، كما نقف وقفة إجلال وتقدير لأولئك الآباء المؤسسين الذي ثبتوا ركائز العمل الأمني العربي المشترك، ولرجال الشرطة والأمن الذين يقدمون أرواحهم الزكية قرباناً لأوطانهم ويمدون يد العون بكل أريحية وتواضع وإيثار، إيماناً منهم بأهمية الرسالة التي يؤدونها والواجب الذي يقومون به.

 يحل علينا يوم الشرطة العربية هذا العام ومنطقتنا تعيش مرحلة دقيقة تفاقمت فيها جرائم الإرهاب وانتشار السلاح والهجرة غير الشرعية والمخدرات والجرائم الالكترونية وغيرها من الجرائم المهددة لأمن مجتمعاتنا وأمانها، وسكينة دولنا واستقرارها، وهي لاشك تحديات تفرض على أجهزة الشرطة العربية – بما تشكله من خطورة كبيرة- ابتكار أساليب ووسائل جديدة واستجابات متكاملة، وبذل جهود مضاعفة لمواجهة هذه الممارسات الإجرامية المتنوعة. 

ورغم الأزمات والتحديات التي تواجه بعض دولنا العربية، فإننا واثقون من التغلب عليها بفعل الإيمان الراسخ لدى أجهزة الشرطة والأمن العربية بضرورة العمل على القضاء على كافة التهديدات الإجرامية، ومتفائلون بما نلمسه يوماً بعد يوم من تزايد الوعي بأهمية الشراكة الاجتماعية في مواجهة التحديات الأمنية وعلى رأسها الجرائم المنظمة، ومن تقدير لدى فئات عريضة من المواطنين للتضحيات التي يبذلها رجال الشرطة العرب لينعم المواطن بالأمن والاطمئنان وتتهيأ له أسباب الحياة الحرة الكريمة ولتتوفر في الأوطان المناخات الملائمة للتنمية والازدهار، مما ينتج عنه تصحيح لصورة رجل الأمن العربي، بحيث باتت تعكس ـ أكثر فأكثر ـ واقع الممارسة الأمنية العربية وما تتميز به من قيم نكران الذات وتغليب مصلحة الوطن والمواطن، والتضحية في سبيل أداء الواجب وتحمل الرسالة، وإنفاذ للقانون في احترام كامل لحقوق الإنسان وتقيد بأخلاقيات هذه المهنة النبيلة، والتزام بمفاهيم الشرطة المجتمعية التي تهدف إلى الاندماج مع المواطن ومشاركته في تلبية حاجاته وحل المشاكل التي تواجهه، ووقايته من كل ما يعكر أمنه واستقراره. ومواصلة لهذه المسيرة مازالت أجهزة الشرطة العربية تعمل - من خلال مجلس وزراء الداخلية العرب - على تطوير التعاون الأمني العربي وتعزيزه في كل المجالات بما يتناسب مع التطورات والمستجدات على مختلف الأصعدة، في إطار مقاربة شاملة للأمن تسير في اتجاهات عدة: استخدام التقنيات الحديثة وتعزيز التعاون الإجرائي الميداني بين الدول الأعضاء وتوظيف الأمن لخدمة قضايا التنمية ورفاهية المواطن العربي. 

لذا ونحن نستلهم المعاني النبيلة التي تحملها ذكرى يوم الثامن عشر من ديسمبر، يجب علينا أن نرفع لأجهزة الأمن والشرطة العربية كل الشكر والتقدير عرفانا بجهودها وتضجياتها، آملين أن يكون هذا اليوم مناسبة لتعزيز العلاقة وتدعيم الثقة بين الشرطة والمجتمع، وهو ما يجعلنا ندعو كافة الجهات المعنية لتقديم كل أنواع الدعم المادي والمعنوي لرجال الشرطة والأمن العرب، وإحاطتهم بالرعاية اللازمة التي تمكنهم من تعزيز دورهم وحماية أنفسهم ومواطنيهم وبلدانهم، والقيام برسالتهم النبيلة على أكمل وجه، وتضمين احتفالاتها بيوم الشرطة العربية فعاليات لتكريم شهداء الشرطة والتعريف بالتضحيات الجسيمة التي تبذلها هذه الأجهزة، كما نترحم على أرواح كل رجال الشرطة والأمن الذين قضوا في سبيل أداء واجبهم المقدس في مواجهة الإرهاب والاجرام، مؤكدين أن هذه التضحيات لن تزيد أجهزتنا الأمنية إلا عزيمة على مواصلة أداء رسالتها النبيلة حتى يعم الأمن والأمان كافة ربوع وطننا العربي.

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: الأجهزة الامنية الهجرة غير الشرعية الجرائم الإلكترونية صناع القرار مصلحة الوطن والمواطن الشرطة والأمن العرب الشرطة العربیة الأمنی العربی أجهزة الشرطة الشرطة العرب

إقرأ أيضاً:

حرب الرسوم.. ما أكثر السلع الصينية التي يعتمد عليها الأميركيون؟

استثنى دونالد ترامب الهواتف الذكية وأجهزة الكمبيوتر المحمولة وغيرها من الأجهزة الإلكترونية الاستهلاكية من رسومه الجمركية "التبادلية"، لكن 46 من أصل 50 سلعة تعتمد الولايات المتحدة على الصين في توفيرها لا تزال خاضعة للرسوم.

ويُظهر تحليل السلع التي تتجاوز قيمتها الإجمالية مليار دولار التأثير المحتمل للإجراءات الجديدة على المستهلكين الأميركيين، وفق ما ذكرت صحيفة فايننشال تايمز في تقرير اليوم.

ارتفاع الأسعار

وصنعت أكثر من 3 أرباع أجهزة ألعاب الفيديو، وأجهزة معالجة الطعام، والمراوح الكهربائية التي استوردتها الولايات المتحدة العام الماضي في الصين، وسيواجه أي شخص يرغب في شراء ألعاب الأطفال كذلك ارتفاعا في الأسعار، فقد صنعت الصين 75% من الدمى، والدراجات ثلاثية العجلات، والدراجات البخارية، وغيرها من الألعاب ذات العجلات التي بيعت للمستهلكين الأميركيين من الخارج العام الماضي.

وحذرت شركة ماتيل، صانعة ألعاب دمية باربي، من أنها قد ترفع أسعارها في الولايات المتحدة لتعويض تأثير الرسوم، وكان ذلك قبل تصعيد ترامب الأخير في حرب الرسوم الجمركية المتبادلة.

وصرحت الشركة، التي تتخذ من كاليفورنيا مقرا لها، والتي تصنع كذلك سيارات هوت ويلز ولعبة الورق أونو، بأن 40% من منتجاتها تُصنّع في الصين.

إعلان

ويأتي قرار إدارة ترامب بإعفاء الهواتف الذكية و"أجهزة التوجيه" (routers) ومعدات تصنيع الرقائق وبعض أجهزة الكمبيوتر والحواسيب المحمولة مما يُسمى بالرسوم الجمركية المتبادلة على الصين؛ بعد أسبوع من الاضطرابات في الأسواق الأميركية.

ويُمثّل الاستثناء فوزا كبيرا لشركات التكنولوجيا الأميركية مثل آبل وإنفيديا ومايكروسوفت، التي تراجعت أسهمها جميعها الأسبوع الماضي، وكانت أجهزة الكمبيوتر المحمولة والهواتف الذكية أعلى واردات من الصين قيمةً العام الماضي، بقيمة إجمالية بلغت 74 مليار دولار.

وحسب الصحيفة البريطانية، فإن شركة آبل سترحب بالإعفاء بشكل خاص لأن الجزء الأكبر من سلسلة التوريد الخاصة بها يتركز في الصين.

لكن رسوم ترامب الجمركية لا تزال تُشكّل مصدر قلق للمتسوقين الذين يأملون في شراء سلع لا تزال خاضعة للرسوم البالغة 125%.

ونقلت الصحيفة البريطانية عن الزميل البارز في معهد بيترسون للاقتصاد الدولي، تشاد باون قوله إن سرعة الإجراءات ونطاقها يعنيان زيادة احتمالية تحميل المستهلكين التكاليف، مضيفا أن الرسوم الجمركية على الصين فُرضت "بمستويات أعلى بكثير، وبسرعة أكبر بكثير، وعلى العديد من المنتجات الاستهلاكية الجديدة" التي لم تتأثر خلال ولاية ترامب الأولى.

وتابع: "ثمة احتمال أكبر بكثير لارتفاع كبير في أسعار المستهلكين الذين يشترون هذه الأنواع من المنتجات اليوم".

وتعني هذه الرسوم أن تحمل درجات حرارة الصيف قد يكون مكلفا للأميركيين غير المستعدين مسبقا، فـ9 من كل 10 مراوح كهربائية تم شراؤها من الخارج في الولايات المتحدة العام الماضي جاءت من الصين، وكذلك 40% من وحدات تكييف الهواء المستقلة (من دون الحاجة إلى ملحقات)، وتهيمن الصين على سوق التصدير العالمي لكليهما.

وسيواجه الأميركيون الذين يفكرون في شراء "ميكروويف" جديد كذلك زيادات محتملة في الأسعار؛ إذ جاءت 90% من تلك المستوردة إلى الولايات المتحدة العام الماضي من الصين، وتسيطر بكين على 3 أرباع سوق التصدير العالمي.

إعلان بحث صعب

وحسب الصحيفة، تعني هيمنة الصين على هذا العدد الكبير من الصادرات العالمية أن إيجاد بدائل للمصنّعين لن يكون سهلا، وفقا للمسؤولة السابقة في وزارة التجارة البريطانية، آلي رينيسون، التي تعمل حاليا في شركة الاستشارات سيك نيوغيت.

وقالت: "نقلت الشركات الأميركية والغربية سلاسل التوريد الخاصة بها من الصين إلى دول آسيوية أخرى في السنوات الأخيرة، لكن مع استمرار دخول الكثير من المواد الخام الصينية وقطع الغيار إلى المنتجات التي تُجمّعها، سيعتمد الكثير على مدى صرامة هذه القواعد الخاصة بكل منتج ومدى تأييد هذه الدول للولايات المتحدة".

وأضافت: "التحدي لا يكمن في إيجاد بدائل، لأن معظم دول جنوب شرق آسيا بدأت بالفعل في زيادة إنتاجها من السلع الصناعية، بل في نوع الشروط التي ستفرضها الولايات المتحدة على اتفاقياتها مع تلك الدول".

ويُعد نقل التصنيع خارج الصين أمرا صعبا للغاية بالنسبة للمنتجات الإلكترونية مثل أجهزة الألعاب والهواتف المحمولة نظرا لسلاسل التوريد المعقدة والمهارات اللازمة لتصنيعها.

وقال الأستاذ في كلية إدارة الأعمال بجامعة ولاية ميشيغان الأميركية، جيسون ميلر: "سيكون الانفصال السريع صعبا للغاية، خاصة بالنسبة لسلع مثل الهواتف الذكية ويجب إنشاء سعة إضافية وتدريب العمال وإنشاء خطوط إمداد بديلة للمدخلات".

وإذا احتفظت شركة آبل بكامل إنتاجها من أجهزة آيفون من الهند للسوق الأميركية، فإنها ستظل تغطي حوالي نصف الطرازات التي تزيد على 50 مليونا والتي تشحنها الشركة إلى أميركا كل عام، وفقا لمحلل بنك أوف أميركا، وامسي موهان.

مقالات مشابهة

  • «ساب».. ابتكارات كبيرة للحلول الدفاعية بمستوى عالمي
  • الرياض تستضيف أول منتدى لحوار المدن العربية الأوروبية بمشاركة كبيرة من عمداء وأمناء المدن
  • رئيس البرلمان العربي يدين المخططات التخريبية التي تستهدف أمن الأردن
  • ضاحي خلفان يلتقي قنصل عام الدولة في هونغ كونغ
  • نهاية عليزا ماجن.. نائبة الموساد التي صنعت مجدها بالتجسس على العرب
  • فعاليات الاحتفال بيوم العلم الأردني
  • ملفات عاجلة ناقشها اجتماع البيطريين.. الاحتفال بيوم البيطري أبرزها
  • محاولات لترويج آلات تنبيه بصوت «سارينة الشرطة» و الأمن يتدخل
  • الشارقة.. إلغاء رتبتين عسكريتين في صف الضباط يوفر على المستفيدين 8 سنوات
  • حرب الرسوم.. ما أكثر السلع الصينية التي يعتمد عليها الأميركيون؟