فيلم وداعاً جوليا: الجفلن خلهن اقرعوا الواقفات .. بقلم/فايز ابوالبشر/الدوحه- قطر
تاريخ النشر: 18th, December 2023 GMT
اتيحت لى فرصة مشاهدت الفيلم الدرامي السوداني" وداعاً جوليا" للمخرج / محمد الكردفانى الذى تم عرضه فى عدة دور سينمائية فى دولة قطر، نالت سينما مول الدوحه فيستيفال Doha Festival City Mall - نصيب الأسد، و يعد الفلم واحد من افضل الأعمال الدراميه التى انتجتها السينما السودانية على الإطلاق من حيث المحتوى " السيناريو" والتصوير والديكور وازياء الممثلين و طرائق معالجته لواحدة من الاشكاليات السياسية السودانية الكبيرة التى ادت الى انشطار الوطن الى فسطاطين بسبب تداخل عوامل سياسية واجتماعية كثيرة كنا نعتقد حتى وقتاً قريباً انها عوامل عابرة لا تعبر عن الانسان السودانى، وتكمن اسبابها فى الجهل والتخلف، ولكن الحرب الماثلة اليوم بين مايسمى جزافاً بالجيش السوداني "الكيزان" والدعم السريع اثبتت بما لايدعم مجال للشك ان العنصرية التى عانى منها الأخوة فى جنوب السودان قبل الانفصال هي كانت ولازالت جزء بنيوي لايتجزاء من جيناتنا التى يحملها كثيرين من دعاة الانسانيةسواء كانوا متعلمين يحملون أعلى الدرجات والشهادات العلمية او أُميّون اى ترابله او رعاة.
تناول فلم وداعاً جوليا لنواقصنا الكامنة فى ذواتنا الفانية بهذه الجراءة هو عمل عظيم يحمد لكاتب ومخرج الفيلم السيد/ محمد الكردفاني، وكوكبة الممثلين الذين اظهروا براعة فى الأداء ترتقي بهم الى مصافى العالمية وحتماً سيفتح لهم الفلم ابواب الشهرة على مصرعيها.
ولا ادرى أهو من سوء الحظ ام حسن الحظ، ان العنصرية الكامنة فى نفوس النخب السودانية التى ورثت دولة ما بعد كتشنر والتى أراد الفلم معالجتها لإستخلاص العبر والدروس تم تكرارها بصورة بشعة على أرض الواقع فى وقت متزامن مع عرض الفيلم فى صالات السينما، وذلك من خلال الحرب التى تدور رحاها اليوم فى أرض الوطن المكلوم، حيث يقتل الإنسان أخيه على الهوية الجهوية والقبلية بدم بارد وباسم الدين والدين برئ منهم براءة الذئب من دم ابن يعقوب.
انا لست بناقد حتى يتسنى لى ان أقيم الفلم تقيماً علمياً رصيناً، وهو امر متروك لذوى الاختصاص فى هذا المضمار، ولكن الجوائز التى حاز عليها الفلم فى فترة قصيرة من عرضه هي دليل كافي على نجاحه، وهذه دعوة للجميع لمشاهدته، ولن تندم على الوقت الذى سوف تضيعه فى مشاهدة احداثه، لان الفلم سوف يخرج لك أضغانك الظاهرة والمستترة التى حتماً تراها رؤى العين المجردة فعسى ولعل نتعافى من اسقامنا التى دمرت الوطن حتى اصبح وجوده بين الأمم على المحك.
الفليم رمي حجر فى بركة العنصرية الساكنة وعلى الوطنيين الخلص التدافع لإعادة تأسيس الدولة السودانية على أسس المواطنة وتكافؤ الفرص من خلال عقد اجتماعي جديد يصحح اخطاء الماضى و يراعي التنوع الثقافى والاثني ويعالج التباين التنموي فى مختلف ربوع الوطن
abu_elbashr@yahoo.com
المصدر: سودانايل
إقرأ أيضاً:
الخارجية السودانية تندد بالمساعي الكينية لاحتضان حكومة موازية بقيادة “الدعم السريع”
السودان – استنكرت الخارجية السودانية مساعي كينيا لاحتضان حكومة موازية تقودها قوات “الدعم السريع” مؤكدة أن موقف كينيا “يعزلها داخليا وخارجيا ويجعلها بموضع الدولة الخارجة عن الأعراف الدولية”.
وأكدت الخارجية في بيان أصدرته امس الأحد أنها “تتابع بتقدير واهتمام المواقف الدولية المتتالية الرافضة لتهديد سيادة ووحدة السودان والشرعية الوطنية القائمة فيه عبر محاولة إقامة سلطة باسم مليشيا الجنجويد وتابعيها، انطلاقا من كينيا، وبإشراف الراعية الإقليمية للمليشيا”.
كما أشادت خارجية السودان “بالمواقف المبدئية القوية التي عبرت عنها كل من جمهورية مصر العربية والمملكة العربية السعودية ودولة قطر ودولة الكويت، والدول الأفريقية الأعضاء بمجلس الأمن: الجزائر والصومال وسيراليون، ومواقف الدول الأخري الأعضاء بالمجلس روسيا والصين والولايات المتحدة وبريطانيا وغيانا، والبيان الصادر من تركيا”.
وأضافت الوزارة في بيانها: “تؤكد هذه المواقف الواضحة أن مسلك الرئاسة الكينية غير المسؤول، باحتضان مليشيا الإبادة الجماعية وسعيها لشرعنة جرائمها غير المسبوقة، معزولة خارجيا وداخليا، ووضعت كينيا في خانة الدولة المارقة على الأعراف الدولية”.
وجددت الخارجية الدعوة لكل أعضاء المجتمع الدولي والمنظمات الإقليمية والدولية، خاصة الإتحاد الأفريقي، “لإدانة هذا التهديد الخطير للسلم والأمن الإقليمي والعبث بقواعد النظام الدولي الراسخة”.
والأسبوع الماضي، وقعت قوات الدعم السريع وقوى سياسية وحركات مسلحة سودانية، ميثاقا سياسيا لتشكيل حكومة موازية في السودان وذلك بعد مشاورات في العاصمة الكينية، نيروبي.
ويهدف الميثاق إلى تشكيل “حكومة سلام ووحدة” في المناطق التي تسيطر عليها قوات الدعم السريع والقوى الداعمة لها.
ورفضت الحكومة السودانية بشكل قاطع مساعي تشكيل حكومة موازية في السودان، واستدعت وزارة الخارجية السودانية سفيرها لدى كينيا كمال جبارة، للتشاور على خلفية استضافة نيروبي للاجتماع.
المصدر: سونا + RT