البوابة نيوز:
2024-11-27@03:46:59 GMT

هل تغير المناخ يؤثر على الصحة العامة للإنسان؟

تاريخ النشر: 18th, December 2023 GMT

أفاد ديارميد كامبل ليندروم، أحد العلماء البارزين في منظمة الصحة العالمية، أن تغير المناخ يؤدي إلى ارتفاع درجات الحرارة، خاصة في المدن، وبالتالي فإن أي شخص يعاني من حالة مرضية مسبقًا أو إذا كان سنه كبيرا أو إذا كان يعاني، على سبيل المثال، من أمراض القلب، فإنه لسوء الحظ يكون أكثر عرضة للإصابة بنوبة مرضية عندما تكون درجات الحرارة مرتفعة جدًا أو يمكن في بعض الحالات أن يصل الأمر إلى حدوث وفيات في درجات حرارة شديدة الارتفاع.

جاءت تصريحات ليندروم في سياق لقاء من الحلقات المتلفزة "العلوم في خمس"، أجرته فيسميتا جوبتا سميث، حول السيناريوهات المستقبلية وما يمكن أن يقوم به كل شخص لمواجهة تأثير تغير المناخ.

وأضاف ليندروم أن هناك آثارا أخرى لتغير المناخ على البيئة، لذا فإن درجات الحرارة المتزايدة والتغيرات في أنماط هطول الأمطار في بعض أجزاء العالم تؤدي إلى جفاف البيئة، وتجفيف الغابات، ما يجعل من السهل حدوث حرائق غابات شديدة أكثر وأقوى، موضحًا أن حرائق الغابات تؤدي إلى مقتل الأشخاص بشكل مباشر أو غير مباشر.

وقال ليندروم إن حرائق الغابات تؤدي إلى مستويات هائلة من تلوث الهواء، والذي يعد أحد أكبر الأسباب القاتلة، مشيرًا إلى أن حوالي 7 ملايين شخص يقضون سنوياً حول العالم بسبب التلوث.

ومضى ليندروم قائلًا إن تغير المناخ يجعل من السهل نقل الأمراض المعدية التي ينقلها البعوض مثل الملاريا أو حمى الضنك، أو الأمراض المنقولة بالمياه، وأمراض الإسهال، والكوليرا، وما إلى ذلك، مشيرًا إلى أن التأثير النهائي لتغير المناخ هو في الواقع جعل بعض أجزاء العالم غير صالحة للسكن، حيث إنه إما أن يصبح الجو جافًا جدًا بحيث لا يمكن الاستمرار في الزراعة فيه أو من خلال زيادة ارتفاع مستوى سطح البحر.

وأضاف أنه بدأت بالفعل حالات غمر للجزر، بما يشمل بعض البلدان بأكملها، ولا يمكن حقًا الحفاظ على صحة جيدة عندما يضطر السكان إلى الابتعاد عن المكان الذي يعيشون فيه.

وقال ليندروم إن بعض السيناريوهات لا تتضمن أخبارًا جيدة لأن هناك بالفعل لمحة عن العواقب الوخيمة بالفعل. وأردف قائلًا إن درجات الحرارة القياسية التي يشهدها العالم حاليًا ستصبح هي القاعدة السائدة حول العالم خلال عقدين من الزمن. واستشهد ليندروم بما شهدته قارة أوروبا من درجات حرارة قياسية وموجات حارة في جميع أنحاء آسيا، والذي أدى بشكل مباشر إلى دخول أشخاص إلى المستشفيات بشكل مكتظ وفي بعض الحالات في بعض الأحداث التاريخية، وأن الأمر وصل إلى أعداد كبيرة من الوفيات، فيما يمكن أن يكون، لسوء الحظ، جزء من السيناريوهات التي يمكن أن يراها العالم بالمستقبل.

وأوصى ليندروم بضرورة أن يكون هناك تطوير للخطط وتنفيذ الاستثمارات في المستشفيات، إلى جانب تدريب القوى العاملة الصحية، من أجل تأهيلهم لحماية الضحايا من آثار تغير المناخ، في إطار استراتيجية لإعداد الأنظمة الصحية للصمود في مواجهة تأثيرات تغير المناخ.

وعلى مستوى الأفراد، قال ليندروم إن الخبر السار هو أن هناك الكثير الذي يمكن القيام به، والذي يشتمل في بعض أجزائه على مجرد إدراك المخاطر الصحية الناجمة عن تغير المناخ، بمعنى أن الأشخاص الذين لا يتحملون درجات الحرارة المرتفعة لأسباب متعددة يمكنهم حماية أنفسهم عن طريق الترطيب، من خلال البقاء بعيدًا عن الشمس والانتباه إلى تحذيرات الطقس. وأضاف أنه يتعين على الجميع، كأفراد، أن يصبحوا أكثر ذكاءً تجاه المناخ من أجل حماية صحتهم في المقام الأول.

أما الأمر الثاني، الذي يمكن القيام به هو أن العديد من الأشياء المهمة للحد من تغير المناخ مفيدة للصحة. واستطرد قائلًا إن اتفاق باريس للحد من تغير المناخ من المحتمل أن يكون أهم اتفاق صحي في هذا القرن، لأنه إذا نجحت الجهود والخطط من أجل التحول إلى نظام الطاقة النظيفة أو حتى كأفراد، إذا كانوا قادرين على ذلك، القيام بالمشي أو ركوب الدراجة عند التوجه إلى العمل أو المدرسة أو لتحسين النظام الغذائي بحيث يكون أكثر استدامة وصحة.

 

المصدر: البوابة نيوز

كلمات دلالية: ارتفاع درجات الحرارة الإستثمارات الحرارة المرتفعة الصحة العامة الملاريا أمراض القلب تغير المناخ تلوث الهواء مستوى سطح البحر منظمة الصحة العالمية درجات الحرارة تغیر المناخ فی بعض

إقرأ أيضاً:

«معلومات الوزراء» يرصد جهود مصر لحماية الآثار من تداعيات تغير المناخ

أوضح مركز المعلومات ودعم اتخاذ القرار بمجلس الوزراء، أنّ التاريخ المصري وما يتضمنه من معالم أثرية على مر العصور، من أهم ركائز التراث الثقافي العالمي، مضيفا أنّ مصر تمتلك حضارة تاريخية عريقة وإرثا ثقافيا فريدا، بداية من العصور الفرعونية حتى التاريخ المعاصر، ومع وضوح تأثيرات تغير المناخ على مختلف القطاعات -ومن ضمنها التراث الثقافي والحضاري للدولة-، بذلت الحكومة جهودًا حثيثة لتسليط الضوء على قضية تأثير تغير المناخ على الآثار المصرية على الصعيد الدولي، وهو ما ظهر جليًّا على مستوى الخطط والاستراتيجيات وبرامج العمل الوطنية.

وركز مركز معلومات مجلس الوزراء على أهمية «الحفاظ على التراث التاريخي والثقافي من الآثار السلبية لتغير المناخ» كأحد توجهات الهدف الثاني في الاستراتيجية الوطنية لتغير المناخ في مصر 2050، الذي ينص على «بناء المرونة والقدرة على التكيف مع تغير المناخ وتخفيف الآثار السلبية المرتبطة بتغير المناخ»، عن طريق تحديد عدة مسارات، ومنها تقليل الخسائر والأضرار التي تمس أصول الدولة والحفاظ عليها من تغير المناخ، ومن أهم هذه الأصول إرث الدولة الثقافي.

صندوق حماية المواقع التراثية والمتاحف من أضرار التغيرات المناخية

وأضاف التحليل أنّه على هامش استضافتها لمؤتمر قمة المناخ (COP 27) بمدينة شرم الشيخ، أطلقت منظمة العالم الإسلامي للتربية والعلوم والثقافة (ICESCO) بالشراكة مع وزارة السياحة والآثار مبادرة إنشاء صندوق حماية المواقع التراثية والمتاحف من أضرار التغيرات المناخية، ما عزز التزام مصر بمكافحة تأثير تغير المناخ على إرثها الثقافي؛ إذ يعمل الصندوق على تحقيق عدة أهداف، وهي دراسة واقع تأثير تغير المناخ على المناطق الأثرية والمتاحف، والبحث عن فرص تمويلية لصياغة خطط حماية الآثار.

علاوة على ذلك، وضعت وزارة السياحة والآثار هدفًا رئيسًا متمثلًا في «الحفاظ على التوازن البيئي واستدامة نشاط السياحة والآثار» كأحد أهداف الوزارة الاستراتيجية لتحقيق التنمية المستدامة في إطار رؤية مصر 2030، وهو ما ترجمته الوزارة بالعديد من البرامج والمشروعات التي تنهض باتجاه الحفاظ على استدامة المعالم الأثرية، وحفظها من تأثيرات تغير المناخ، ولعل من أبرز تلك المشروعات: «ترميم صالة الأعمدة الكبرى بمعابد الكرنك - مشروع خفض منسوب المياه الجوفية في مقابر كوم الشقافة - مشروع ترميم وتطوير معبد دندرة».

علاوة على ذلك، لا يقتصر تنفيذ مشاريع حماية الآثار المصرية من العوامل الناتجة عن ظواهر تغير المناخ على وزارة السياحة والآثار فقط، بل تتشارك الوزارات الأخرى المعنية في تلك المشروعات، فقد قامت وزارة الموارد المائية والري بتنفيذ عدة مشروعات بهدف التكيف مع ظواهر تغير المناخ، ويتم تطبيقها تحت شعار حماية الشواطئ المصرية من ظاهرة ارتفاع مستوى سطح البحر الناتج عن الاحترار العالمي وما يتسبب به من تبعات ومشاكل بيئية تُهدد المناطق الساحلية المصرية مثل «النوات» -ظاهرة مناخية تحدث في فصل الشتاء في المناطق الساحلية تصحبها رياح شديدة وأمطار غزيرة وعواصف رعدية- الساحلية وتآكل الشواطئ وتملح الأراضي ومشاكل النحر.

وتابع المركز، أنّ أبرز تلك المشروعات حماية قلعة قايتباي والمنتزه من خطر النحر الناجم عن الأمواج العالية في أوقات النوات والتقلبات الجوية- حماية مدينة رأس البر التاريخية ضمن مشروع حماية سواحل محافظة دمياط- مشروع خفض مناسيب المياه الجوفية بمنطقة أبو مينا الأثرية بالإسكندرية والتي تم تسجيلها على قائمة التراث العالمي لليونسكو في عام 1979 وتعد المنطقة الوحيدة المدرجة في القائمة بالإسكندرية ويتضمن المشروع إنشاء خطوط صرف للمياه لتخضع لعملية التطهير بصفة دورية وتحديث منظومة التحكم الإلكتروميكانيكية.

الإجراءات الوقائية التي اتخذتها الحكومة لا غنى عنها لأجل ضمان سلامة المعالم الأثرية

وأفاد التحليل بأنّ الإجراءات الوقائية التي اتخذتها الحكومة لا غنى عنها لأجل ضمان سلامة المعالم الأثرية المصرية وحمايتها من المخاطر التي تهددها، سواء ارتبطت بالمناخ أو العوامل الجغرافية الأخرى، موضحا في ختامه أنّه من الضروري زيادة رصد تأثير الظواهر المصاحبة لتغير المناخ على المعالم الأثرية المختلفة عن طريق إنشاء وحدات بحث ومتابعة مختصة لإيجاد حلول لتقليل الضرر وبناء القدرة على التكيف، وضمان سرعة التدخل من جانب أجهزة الدولة وتنفيذ شراكات مع المنظمات الدولية المعنية، ومع كفاءة المشاريع القائمة، لا تزال هنالك المزيد من الحاجة لمضاعفة الجهود لضمان الحفاظ على سلامة الإرث الحضاري المصري.

مقالات مشابهة

  • الأرض في طريقها لتصبح كوكبا غير صالح للعيش
  • طقس الإسكندرية.. رياح شديدة وانخفاض فى درجات الحرارة
  • متى ينتهي تأثير المنخفض الجوي الذي يؤثر على المملكة؟
  • «معلومات الوزراء» يرصد جهود مصر لحماية الآثار من تداعيات تغير المناخ
  • أمل وإحباط في كوب 29: 300 مليار دولار لتمويل مكافحة تغير المناخ فهل يجب النظر للنصف الفارغ من الكأس؟
  • 300 مليار دولار لمكافحة تغير المناخ سنوياً.. ما القيمة التي يشكلها هذا المبلغ مقارنة بقطاعات أخرى؟
  • اليمن في مواجهة تغير المناخ بـCOP29.. هل ينجح في التكيف؟
  • 300 مليار دولار.. تعهدات مواجهة تغير المناخ تقل عن مشتريات مستحضرات التجميل
  • كوب 29: إتفاق بقيمة 300 مليار دولار لمواجهة تداعيات تغير المناخ
  • اتفاق عالمي ضخم بـ300 مليار دولار لمواجهة تغير المناخ في قمة كوب 29