المطران عطا الله حنا: غزة أصبحت حقل تجارب لكل أنواع السلاح
تاريخ النشر: 18th, December 2023 GMT
قال المطران عطا الله حنا رئيس اساقفة سبسطية للروم الارثوذكس اليوم بأن ثقافتنا هي ليست ثقافة عنفية بل ثقافة سلمية ولطالما نادت الكنائس المسيحية في القدس بضرورة احلال السلام ولكن كيف يمكن للسلام المنشود ان يتحقق بغياب العدالة وما يحدث حاليا في غزة ابعدنا كثيرا عن هذا السلام الذي يتغنى به البعض .
واضاف “ حنا” ، باننا لسنا دعاة حروب وارهاب وقتل وامتهان للكرامة الانسانية بل نحن دعاة محبة واخوة ورحمة وما يحدث في غزة انما يؤلمنا كثيرا لاننا لا نعتقد بأن الحرب هي الحل ولا نعتقد بأن ثقافة الانتقام يمكن ان توصلنا الى تحقيق العدالة المغيبة في هذه البقعة المباركة من العالم .
وتابع “حنا”: لقد اضحت غزة خلال اكثر من 70 يوما حقل تجارب لكافة القذائف والصواريخ والاسلحة والذين يدفعون فاتورة هذه الحرب هم المدنيون الابرياء وخاصة الاطفال الذين يموتون بطريقة مروعة .
واستطرد “حنا” : في هذه الايام التي نستعد فيها لاستقبال عيد الميلاد نرفع الدعاء الى الله من اجل ان ينير عقول وضمائر جبابرة هذا العالم وحكامه وخاصة في الغرب لكي يكونوا اكثر انسانية وعدلا ولكي يلتفتوا الى معاناة شعبنا الذي يقتل بدم بارد .
وتسأل “ حنا” اين هي منظومة حقوق الانسان واين اولئك الذين يدافعون عن قيم الديمقراطية والحرية في العالم مما يحدث حاليا في غزة .
واختتم المطران عطا الله حنا رئيس اساقفة سبسطية للروم الارثوذكس ، نتمنى ان تتوقف الحرب سريعا فلم يعد باستطاعتنا تحمل ما يحدث واظن ان الكثيرين يشاطرونني هذا الموقف ، كان الله في عون اهلنا في غزة وما نتمناه هو ان يتوقف هذا العدوان سريعا حقنا للدماء ووقفا للدمار .
المصدر: البوابة نيوز
كلمات دلالية: المطران المطران عطا الله حنا ثقافة سلام حروب ارهاب فی غزة
إقرأ أيضاً:
العالم العربي والخرائط الجديدة.
العالم العربي والخرائط الجديدة.
هنا الأعرج.
المشاهد القائمة اليوم في غرب آسيا ومحاور المقاومة فيها، غزة، البحر الاحمر، جنوب لبنان، العراق، من جهة والكيان الصهيوني من جهة أخرى، تعكس حقيقة أن الحرب باتت تلامس أطراف الحرب الشاملة لا سيما عمليات الاغتيال ضد قادة المقاومة واستهداف لبنان جويا والاعلان عن توغل بري محدود في جنوب لبنان وما تبعها من الرد الصاروخي الايراني الأخير الذي وفق تقارير خاصة أصاب معظم بنك أهدافه وألحق ضررا ماديا في مؤسسات أمنية وعسكرية اسرائيلية في تل أبيب والنقب.
هل نتجه إلى حرب شاملة وخرائط جديدة؟
في اكتوبر الماضي أعلن نتيناهو أن الحرب ستستمر إلى أكثر من عامين وأن ثمة شرق أوسط جديد في الأفق، وهو ما يعني أن الحرب الشاملة هي مطلب إسرائيلي بالدرجة الأولى، وقد سعى الاحتلال خلال عملياته العسكرية إلى جر القوى الدولية لذلك باعتبار أنه قاعدة عسكرية متقدمة في المنطقة وجدت للدفاع ولحماية المصالح الغربية.
في غزة وصل عدد الشهداء لنحو ٤٢ ألف وفي لبنان استطاع الاحتلال من تصفية قيادة حزب الله بصفها الأول والثاني والثالث، وقصف الطيران الجوي الإسرائيلي الحديدة في اليمن مرتين،
وهو تطور عملياتي يهدف إلى فصل الساحات بما يتيح لاحقا التفاوض تحت النار وانتزاع مكاسب وتثبيت حقائق على الأرض تصب في صالح الاحتلال وتمدده جغرافيا في جنوب لبنان وجنوب سورية ومناطق أخرى قيد الرصد.
التهجير سلوك جيوسياسي يعني تغيرات ديمواغرفية تؤسس لتغيرات في الوضع الجغرافي القائم واعادة ملئ الفراغ السكاني بطريقة مختلفة.
في الضفة بدأ المشروع هذا وحتى اللحظة هناك أكثر من ٤٠٠٠ عائلة فلسطينية هجرت اضافة إلى افراغ قرى بأكملها تمهيدا لاحتلالها وتوسعة مشروع إسرائيل الاستيطاني.
وفي غزة يجري الحديث اليوم عن أكثر من مليون فلسطيني مهجر من الشمال إلى الحدود مع مصر،
وهناك ثمة مليون نازح من لبنان حتى اليوم تركوا بيوتهم في جنوب لبنان والهدف الاسرائيلي في ذلك هو إعادة ترسيم الحدود مع جنوب لبنان والتمدد لنحو ١٠ كيلوا مترات اضافية وبناء قواعد عسكرية أو ربما مستوطنات،
وايضا زيادة العبء على الدولة اللبنانية ووضع المكونات الاجتماعية اللبنانية في مواجهة بعضها ما يعني استنزاف لبنان بالكامل.
اذن نحن أمام مشروع عبث بالخرائط وعبث بالتوازنات الديموغرافية لخلق خرائط جديدة يريدها الإسرائيلي تحت غطاء سياسي وأمني غربي، وبالمناسبة لم تكن تصريحات دونالد ترامب حول أن حجم دولة إسرائيل صغير مجرد بروبوغاندا لاستعطاف اللوبي اليهودي في انتخابات الرئاسة المقبلة، بل تفكير جاد في مستقبل إسرائيل الجغرافي والسياسي والأمني في المنطقة.
تبقى هذه رغبات الاحتلال، يقابلها مقاومة رافضة لذلك وأكثر ما يدل على ذلك هو حديث نعيم قاسم بعد اغتال حسن نصر الله وتأكيده على وحدة الساحات، والعمليات التي يقوم بها أنصار الله في اليمن، والاشتباكات المستمرة بين مقاومة غزة والعدو على محور نتساريم،
الأهم من ذلك هو توقيت الضربة الإيرانية والتي يبدو أنها ضربة لا تسعى فقط لإعادة معادلة الردع بل أيضا فتح الاحتمالات على مصراعيها بما في ذلك تغير شكل المنطقة بشكل جذري وكامل.