تخبط أمريكي حول التحالف البحري لمواجهة الحوثيين.. محلل إسرائيلي يكشف السبب
تاريخ النشر: 18th, December 2023 GMT
الولايات المتحدة تقع في مشكلة، حول التحالف التي تنوي إقامته لإحكام السيطرة على المياه في البحر الأحمر، ما يجعل خططها لمواجهة هجمات جماعة "أنصار الله" (الحوثيين) باليمن، في تخبط.
ومن غير الوارد، وفق ما يذكر المحلل المحلل الإسرائيلي المخضرم يارون فريدمان، في صحيفة "يديعوت أحرونوت" العبرية، الدول العربية لهذا التحالف، الذي ينصر إسرائيل على الفلسطيين في قطاع غزة.
ويلفت إلى إعلان السعودية بالفعل أنها لن تنضم، وصمت الإمارات الرسمي حول موقفها، قبل أن يشير بالقول: "الواضح أن انضمام أبوظبي قد يؤدي إلى أزمة حادة مع الرياض".
وتخشى المملكة، من أن دخولها إلى جانب الأمريكيين في التحالف الحربي، سيؤدي بالضرورة إلى العودة إلى مربع الحرب في اليمن، مع ما يعنيه ذلك من استهداف الحوثيين لمنشآتها الحيوية والنفطية.
كما أن السعودية تعلم علم اليقين أن ليس لدخولها التحالف البحري أي قيمة مضافة، يمكن أن تغيّر موازين القوى أو تؤثّر في رسم جديد للخارطة السياسية في المنطقة، يكون لها فيه حظ أوفر، فضلاً عن أن حلف واشنطن سيزيد من تعقيد الموقف في البحر الأحمر، ويمكن أن يعرّض موانئها، ولا سيما ميناء جدة، للاستهداف.
اقرأ أيضاً
السعودية تحت الضغوط.. صحيفة: مسوّدة اتفاق إنهاء الحرب في اليمن جاهزة للتوقيع
ويعلق فريدمان، على هذا الرفض بالقول: "تخشى السعودية والإمارات من تعثر طريق المصالحة مع الحوثيين، حيث يهددت الجماعة كل من ينضم إلى التحالف الأمريكي".
وأثبت الحوثيون في الحرب ضدهم أنه ليس لديهم خطوط حمراء، وقاموا بقصف أطراف مدينة مكة المكرمة، العاصمة السعودية الرياض، ومنشآت أرامكو النفطية بالصواريخ والطائرات من دون طيار وغيرها.
ويردف فريدمان: "من قد ينضم هي مصر، فهي الضحية الاقتصادية الرئيسية بين الدول العربية نتيجة عرقلة مرور السفن إلى خليج السويس، علاوة على أن لها تاريخًا في معارضة إيران وتمددها".
ولكن مصر، على لسان مصدر مسؤول، نفى نية بلاه الانخراط في أي تحالف أمني أو عسكري لمواجهة الحوثيين في اليمن، لافتا إلى أنه حتى الآن لم تتضرر حركة الملاحة في قناة السويس، بشكل يتسبّب بالقلق لمصر.
ووفق المصدر ذاته، فإن مصر أجرت اتصالات مع جميع الأطراف ذات الصلة، لضمان أمن الملاحة في البحر الأحمر بشكل عام، وحتى لا تتأثر حركة الملاحة في قناة السويس.
اقرأ أيضاً
بما فيها العرب.. مستشار عسكري للحوثيين يهدد الدول الداعمة لإسرائيل
ويضيف المحلل الإسرائيلي: "من الممكن أن يتلقى التحالف ضد الحوثيين دعمًا غير متوقع من الدول المتضررة اقتصاديًا وليست صديقة للولايات المتحدة، سواء كانت قطر أو حتى الصين"، موضحًا: "ذلك لأن إيران تلعب بالنار في تفعيل إرهاب الحوثيين كقراصنة".
ويبرر رأيه بالقول: "قد تدخل إيران في صراع مع أصدقائها الذين يخسرون الكثير من الأموال بسبب حاجة سفنهم إلى المرور حول أفريقيا لنقل البضائع إلى أوروبا".
وتابع فريدمان في تحليله: "من المهم أن تدرس الولايات المتحدة جيدًا الأسباب التي أدت إلى فشل الحرب الطويلة التي خاضها التحالف السعودي ضد الحوثيين".
وحول الدرس الأهم، فال: "لا تكسب الحرب باستخدام القوة الجوية وحدها، وكذلك لم تكن القوات اليمنية الجنوبية التي قاتلت على الأرض ضد الحوثيين، بدعم إماراتي سعودي، قوية ومدربة بما فيه الكفاية".
وزاد: "من المؤكد أن المرء يستطيع أن يفهم المعلقين السعوديين الذين أعربوا مؤخرًا عن مخاوفهم من أن التحالف الذي شكلته الولايات المتحدة ضد الحوثيين، لن يكون عديم الفائدة فحسب، بل سيكون ضارًا ويؤدي إلى حرب إقليمية واسعة النطاق".
اقرأ أيضاً
بوليتيكو: واشنطن تبدأ التحرك لعملية عسكرية ضد الحوثيين.. والجيش قدم خيارات للإدارة
ومؤخرا، ترددت أنباء أن إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن، تدرس توجيه ضربة للحوثيين، وسط اعتقاد بين الكثيرين داخل وزارة الدفاع (البنتاجون)، أن الصراع في المنطقة قد تصاعد بالفعل، وأن الولايات المتحدة على الأرض والبحر في الشرق الأوسط، معرضة للخطر بشكل متزايد.
وخلال الأسابيع الماضية، نفذت الجماعة اليمنية عدة هجمات ضد سفن تبحر في البحر الأحمر، بذريعة أنها إسرائيلية أو متوجهة لإسرائيل، ردا على عدوان الأخيرة المتواصل على قطاع غزة منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول.
ودفعت هجمات الحوثيين بعض شركات الشحن لوقف عملياتها عبر البحر الأحمر، وهو ممر مائي حيوي للتجارة العالمية وشحنات الطاقة بين أوروبا وآسيا.
وهذا أدى إلى ارتفاع تكلفة شحن البضائع عبر البحر الأحمر الذي تدرجه سوق التأمين في لندن الآن ضمن المناطق عالية المخاطر.
وأمام ذلك، كشف المبعوث الأمريكي إلى اليمن تيم ليندركينغ، أن الولايات المتحدة تريد تشكيل "أوسع تحالف بحري ممكن" لحماية السفن في البحر الأحمر، وإرسال "إشارة مهمة" إلى الحوثيين بأنه لن يتم التسامح مع المزيد من الهجمات.
اقرأ أيضاً
اضطرت للجوء لأوروبا الأعلى سعرا.. هجمات الحوثيين تتسبب في نقص البضائع بإسرائيل وترفع كلفتها
المصدر | الخليج الجديدالمصدر: الخليج الجديد
كلمات دلالية: تحالف بحري السعودية الحوثيون إسرائيل مصر إيران الحرب في اليمن الإمارات أمريكا الولایات المتحدة فی البحر الأحمر ضد الحوثیین اقرأ أیضا
إقرأ أيضاً:
الحرب بين الولايات المتحدة والصين تتجه نحو التوسع
الولايات المتحدة – تمتلك الولايات المتحدة بوضوح أحدث التقنيات المتعلقة بصناعة الرقائق في سياق “الحرب” الدائرة بين واشنطن وبكين، ولكن ربما تكتسب الصين ميزات قد تؤدي إلى توسعة نطاق الصراع.
ففيما أعاقت قيود التصدير الأمريكية تقدم الصين في مجال الرقائق المتقدمة، لجأت بكين بقوة إلى توسيع رقعة إنتاجها الرقائق. وهي ليست متطورة مثل رقائق الذكاء الاصطناعي من إنفيديا (Nvidia)، ولكنها ضرورية للسيارات والأجهزة المنزلية، وفق تقرير نشرته “وول ستريت جورنال”. وقد تسبب انقطاع إمدادات هذه الرقائق في حدوث فوضى في سوق السيارات في أثناء الوباء الكوفيدي.
أنفقت الصين 41 مليار دولار على معدات تصنيع الرقائق في عام 2024، أي بزيادة قدرها 29% على أساس سنوي، وفقا لبنك “مورغان ستانلي”، ويمثل هذا ما يقرب من 40% من الإجمالي العالمي، ويقارن بمبلغ 24 مليار دولار المنفق في عام 2021.
وكان جزء من هذا الضخ محاولة من الشركات الصينية لتخزين الأدوات اللازمة التي لا يزال بإمكانها الحصول عليها قبل تشديد القيود بشكل أكبر. لكن الكثير يأتي أيضاً من شركات صينية مثل شركة Semiconductor Manufacturing International، أو SMIC، وHua Hong Semiconductor لصناعة الرقائق القديمة.
ومن جانبها، أنفقت SMIC، أكبرُ مسبك للرقائق في الصين 7.5 مليار دولار على الاستثمار الرأسمالي في عام 2023، مقارنة بحوالي 2 مليار دولار قبل عام من الوباء.
وتعكس الاستراتيجيةَ الشاملة أصداءُ النجاحات الصينية المماثلة في قطاعات مثل الألواح الشمسية التي تتمتع بالدعم الحكومي الهائل، والتسعير، والرغبة في لعب اللعبة الطويلة التي قد لا يرغب اللاعبون الآخرون في القيام بها.
لكن هذه الصناعة لم تصل إلى مستوى الهيمنة على السوق، على الرغم من أن الشركات الصينية تحقق بالتأكيد تقدما. فقد زادت المسابك الصينية حصتها في السوق العالمية في العُقَد الناضجة من 14% في عام 2017 إلى 18% في عام 2023، وفقا لـ “برنشتاين”.
وقد ساعد العملاء الصينيون في هذا على وجه الخصوص، حيث حصلوا على 53% من إمداداتهم من الرقائق الناضجة من المسابك الصينية في عام 2023، وذلك ارتفاعا من 48% في عام 2017. ومن شأن التوترات الجغراسياسية المتزايدة أن تدفع العملاء الصينيين إلى البحث عن مورّدين في الداخل الصيني.
لم تجتح الرقائق الصينية القديمة الطراز العالم بعد، لكن هناك خطر واضح، خاصة بالنسبة للاعبين الأمريكيين، بما في ذلك شركة Texas Instruments وGlobal Foundries، المنافسة في صناعة هذا النوع من الرقائق. وهذا بدوره يمكن أن يشكل صداعا لواشنطن وهدفها المتمثل في الحفاظ على المرونة في سلسلة توريد الرقائق.
قد لا يكون من العملي تمديد القيود لتشمل الرقائق ذات الجودة المنخفضة، لكن الشركات المنتجة لهذه الرقائق قد تحتاج إلى مساعدة الدولة للتنافس مع الصين.
وقد وصفت الولايات المتحدة استراتيجيتها بشأن الضوابط التقنية بأنها نهج يشبه “ساحة صغيرة ذات سياج عال” مع فرض قيود صارمة على عدد محدود من التقنيات المتقدمة، لكن الحَد من حِدة الصراع بهذه الطريقة قد لا يكون بهذه السهولة.
في حرب الرقائق العالمية، كما هو الحال في أي صراع، تميل محاور النزاعات إلى التوسع، ومحاور الاشتباكات ستكون متعددة بين الولايات المتحدة والصين.
المصدر: CNBC