وزارة الثقافة تُطلق فعالية “لغة الشعر والفنون”
تاريخ النشر: 18th, December 2023 GMT
جدة : البلاد
أطلقت وزارة الثقافة بالتعاون مع مَجْمع الملك سلمان العالمي للغة العربية فعالية “لغة الشعر والفنون” في ساحة الكندي بحي السفارات بالرياض، وذلك تزامناً مع اليوم العالمي للغة العربية الذي يوافق 18 من ديسمبر من كل عام؛ لتعكس عبر أنشطتها وبرامجها جماليات اللغة العربية، وارتباطها الوثيق بمختلف الفنون، وذلك في إطار جهود الوزارة في العناية باللغة العربية أحد أهداف رؤية المملكة 2030.
وتستهدف الفعالية التي تقام على مدى ثلاثة أيام متتالية مختلف شرائح المجتمع المحلي، والسيّاح من مختلف أنحاء العالم، إلى جانب المهتمين بالشعر والفنون بشتى أنواعها؛ لتأخذهم في تجربةٍ فريدة بأجواء ساحرة تتخللها الموسيقى الشعرية، حيث تستقبلهم بالضيافة السعودية الأصيلة المتمثلة في القهوة السعودية والتمر، والمجسمات الفنية الممزوجة بالحروف العربية، ليخوضوا معها غِمار رحلةٍ ثقافية مُلهِمة تُبرز تنوّع مجالات اللغة العربية وكيفية توظيفها، وتُجسّد الخط العربي وتدمجه بالفن الموسيقي.
وركّزت وزارة الثقافة في فعالية “لغة الشعر والفنون” على إبراز العمق الثقافي والتاريخي للغة العربية، وإحيائها في قالبٍ إبداعي حديث، حيث تبدأ بمدخلٍ مصممٍ بألوانٍ زاهية يتمثل في مجسم “سلسلة الأبجدية” الذي يعكس جمال وعمق اللغة العربية، وتجسّدت فيه الحروف الهجائية على شكل حروفٍ مضيئة، وبشكلٍ هندسيٍ يمثّل ممرّاً يُعبّر عن فكرة حروف اللغة العربية، والتي تزيّنت بإضاءاتٍ مميزة؛ لتعكس إثراء المعرفة والإبداع في آنٍ واحد.
وتُقدِّم الفعالية في ثلاث مناطق رئيسية أنشطةً وتفعيلاتٍ ثقافية يتجلى فيها الغِنى التراثي للثقافة العربية، معزِّزةً من فهمها والاعتزاز بها عبر الشعر والقصائد المغناة، وإبرازها من الجانب الفني. وتجمعُ أولى مناطقه “حرف وقصيدة” بين التجربة والفن التي استمتع فيها الزائر بأجواءٍ شاعرية، ومعزوفاتٍ موسيقية على هيئة الحروف العربية، وتضم أربعة أقسام فرعية تبدأ بـ “شطر” الذي يأخذ الزوار في رحلةٍ بين عصور الشعر، مستعرضاً المعلقات الشعرية على قواعد خشبية مخطوطةٍ بجماليات الشعر، وبداخلها بلاستيك حراري (أكريليك) مضيء يحتوي على عدة قصائد، وقُسّم “ثمان وعشرون حرفاً” التي تُجسد حروف اللغة العربية في أشكالٍ هندسية إبداعية، وبأسلوبٍ مبتكر ليمرّ من تحتها الزائر مستمعاً إلى قصائد مختلفة بحسب الحروف العربية، وينتقل منه إلى قسم “اللغة العربية في العالم” المتضمن شاشات صغيرة تحتوي على عرضٍ مرئي يوضح كيفية نطق الكلمات العربية في أكثر من دولة، وبعده “المخطوطات المضيئة” الموزعة في قسمٍ كامل بمنظرٍ جمالي إبداعي، ومنه إلى قسم “قصائد مغناة” الذي يمزج الأدب والموسيقى بمشاركة فنانٍ يعزف على أنواع الخطوط العربية؛ لخلق تجربة فريدة وعميقة، بالإضافة إلى استمتاع الزائر بجلساتٍ مريحةٍ تخلق ذكرى تلامس الوجدان، وتفتح آفاقاً جديدة.
وأما المنطقة الثانية “أفانين وفنون” فتُعدّ منطقةَ تجربةٍ فنية وأدبية مميزة استمتع خلالها الزائر بتفعيلاتٍ تُثري تجربته، وتضم قسم “فنون” الذي يعرض كلماتٍ غير متداولة وفي مقابلها كلمات متداولة تحمل نفس المعنى، ويتمكن الزائر من لمس الزر ليجد معنى الكلمة على الحائط مع دمجها بالضوء؛ لتعكس شكلاً إبداعياً وتُعرِّفَهُ بالمعجم العربي، وأما القسم الثاني “أفانين” فبدأ بلوحاتٍ مضيئةٍ تجمع بين فن التصميم، وجمالية مرادفات اللغة العربية؛ لإنشاء تأثيرات بصرية مذهلة، مستخدماً الإضاءة كجزءٍ مكمل وجوهري للتعبير الفني، ثم يأتي قسم “أفنان” الذي يضم مجموعة من المكعبات المزيّنة بالحروف العربية والتي تُمثّل جملة؛ ليُحاول الزائر اكتشاف الحروف لإيجاد الكلمات وتدوينها على الشاشات المرفقة مع المكعب.
وأخيراً منطقة “فناء” التي تُوفر تجربةً تفاعليةً وإبداعيةً للزائر تسمح له بالمشاركة دون قيود؛ لتُضفي جوّاً فريداً ومميزاً، وتخلق تجربةً تعليمية عبر تفاعل الأشخاص وتعبيرهم بأشكالٍ مختلفة، وتُشجع على الابتكار والتفاعل الاجتماعي، وتضم المنطقة قسم “اكتشف المكعب” الذي يُعزز ذاكرة الطفل، ويُعرّفه على طريقة كتابة الحروف عبر تصميم مكعبات بشكلٍ طولي يُحاكي لعبة الذاكرة، وتمكنه من تحريك المكعبين ليكتشف الحرف والكلمة التي تماثله. وقسم “اكتشف الحروف” الذي يقدم عرضاً إبداعياً تعليمياً حركياً يستمتع فيه الطفل بإضاءات أرضية تحتوي على الحروف الهجائية، ويُقسَّم فيه الأطفال إلى فريقين، بحيث يقوم كل طفل بالقفز على الحروف لتكوين جملة “نفخر بها”. وأما قسم “اصنع الفن” فيُقدم مساحة تفاعلية تعليمية عبر طاولة مستديرة لمجموعةٍ من الأطفال، حيث يبدأ فيها الطفل بتلوين الحرف ليجعل منه ذكرى استثنائية. وفي لعبة “حرف، إنسان، حيوان” الشهيرة فيجد الطفل مكعباتٍ مرفقةً بشاشةٍ مخصصة لكل لاعب، وتتوسط اللاعبين إضاءةٌ بالحرف المختار بتقنية “هولوجرام”.
وتأتي هذه الفعالية في إطار جهود وزارة الثقافة ومَجْمعَ الملك سلمان العالمي للغة العربية؛ للاحتفاء باللغة العربية في يومها العالمي عن طريق فعالية ثقافية وفنية إبداعية وثرية تُظهر جمالية اللغة وخصوصيتها، وذلك بهدف ترسيخ مكانتها، وارتباطها الوثيق بالفنون الإبداعية، ودورها الحضاري على مرِّ التاريخ في تعزيز الحوار والتواصل مع الثقافات الأخرى، وإظهار قيم التعددية اللغوية والثقافية في المجتمع، فضلاً عن تأصيل عُمق اللغة العربية الثقافي والحضاري.
المصدر: صحيفة البلاد
كلمات دلالية: وزارة الثقافة الحروف العربیة وزارة الثقافة الشعر والفنون اللغة العربیة للغة العربیة العربیة فی التی ت
إقرأ أيضاً:
من أوكرانيا إلى فلسطين.. العدالة التي تغيب تحت عباءة السياسة العربية
في المحاضرة الرمضانية الـ 12 للسيد القائد عبدالملك بدر الدين الحوثي، أشار إلى حقيقة صارخة لا يمكن إنكارها: الفرق الشاسع بين الدعم الغربي لأوكرانيا في مواجهة روسيا، وبين تعامل الدول العربية مع القضية الفلسطينية، هذه المقارنة تفتح الباب على مصراعيه أمام تساؤلات جوهرية حول طبيعة المواقف السياسية، ومعايير “الإنسانية” التي تُستخدم بمكيالين في القضايا الدولية.
أوروبا وأوكرانيا.. دعم غير محدود
منذ اندلاع الحرب في أوكرانيا، سارعت الدول الأوروبية، مدعومةً من الولايات المتحدة، إلى تقديم كل أشكال الدعم لكييف، سواء عبر المساعدات العسكرية، الاقتصادية، أو حتى التغطية السياسية والإعلامية الواسعة، ولا تكاد تخلو أي قمة أوروبية من قرارات بزيادة الدعم لأوكرانيا، سواء عبر شحنات الأسلحة المتطورة أو المساعدات المالية الضخمة التي تُقدَّم بلا شروط.
كل ذلك يتم تحت شعار “الدفاع عن السيادة والحق في مواجهة الاحتلال”، وهو الشعار الذي يُنتهك يوميًا عندما يتعلق الأمر بفلسطين، حيث يمارس الاحتلال الإسرائيلي أبشع الجرائم ضد الفلسطينيين دون أن يواجه أي ضغط حقيقي من الغرب، بل على العكس، يحظى بدعم سياسي وعسكري غير محدود.
العرب وفلسطين.. عجز وتخاذل
في المقابل، تعيش فلسطين مأساة ممتدة لأكثر من 75 عامًا، ومع ذلك، لم تحظَ بدعم عربي يقترب حتى من مستوى ما قُدِّم لأوكرانيا خلال عامين فقط، فالأنظمة العربية تكتفي ببيانات الشجب والإدانة، فيما تواصل بعضها خطوات التطبيع مع الاحتلال الإسرائيلي، في تناقض صارخ مع كل الشعارات القومية والإسلامية.
لم تُستخدم الثروات العربية كما استُخدمت الأموال الغربية لدعم أوكرانيا، ولم تُقدَّم الأسلحة للمقاومة الفلسطينية كما تُقدَّم لكييف، ولم تُفرض عقوبات على إسرائيل كما فُرضت على روسيا، بل على العكس، أصبح التطبيع مع الكيان الصهيوني سياسة علنية لدى بعض العواصم، وتحول الصمت العربي إلى مشاركة غير مباشرة في استمرار الاحتلال الصهيوني وجرائمه.
المقاومة.. الخيار الوحيد أمام هذه المعادلة الظالمة
في ظل هذا الواقع، يتجلى الحل الوحيد أمام الفلسطينيين، كما أكّد السيد القائد عبدالملك الحوثي، في التمسك بخيار المقاومة، التي أثبتت وحدها أنها قادرة على فرض معادلات جديدة، فمن دون دعم رسمي، ومن دون مساعدات عسكرية أو اقتصادية، استطاعت المقاومة أن تُحرج الاحتلال وتُغيّر قواعد الاشتباك، وتجعل الاحتلال يحسب ألف حساب قبل أي اعتداء.
وإن كانت أوكرانيا قد حصلت على دعم الغرب بلا حدود، فإن الفلسطينيين لا خيار لهم سوى الاعتماد على إرادتهم الذاتية، واحتضان محور المقاومة كبديل عن الدعم العربي المفقود، ولقد أثبتت الأحداث أن المقاومة وحدها هي القادرة على إحداث تغيير حقيقي في مسار القضية الفلسطينية، بينما لم يحقق التفاوض والتطبيع سوى المزيد من التراجع والخسائر.
خاتمة
عندما تُقاس المواقف بالأفعال لا بالشعارات، تنكشف الحقائق الصادمة: فلسطين تُترك وحيدة، بينما تُغدق أوروبا الدعم على أوكرانيا بلا حساب، وهذه هي المعادلة الظالمة التي كشفها السيد القائد عبدالملك بدر الدين الحوثي، حيث يتجلى التخاذل العربي بأبشع صوره، ما بين متواطئ بصمته، ومتآمر بتطبيعه، وعاجز عن اتخاذ موقف يليق بحجم القضية.
إن ازدواجية المعايير لم تعد مجرد سياسة خفية، بل باتت نهجًا مُعلنًا، تُباع فيه المبادئ على طاولات المصالح، بينما يُترك الفلسطيني تحت القصف والحصار. وكما أكد السيد القائد عبدالملك الحوثي، فإن المقاومة وحدها هي القادرة على إعادة التوازن لهذه المعادلة المختلة، مهما تعاظم التواطؤ، ومهما خفتت الأصوات الصادقة.