«طاقة» تساهم في مشروع الربط الكهربائي بين اليونان وقبرص
تاريخ النشر: 18th, December 2023 GMT
أبوظبي (الاتحاد)
أعلنت شركة أبوظبي الوطنية للطاقة ش.م.ع (طاقة)، عن توقيع مذكرة تفاهم لبحث إمكانية المساهمة في مشروع لتطوير شبكة ربط للتيار الكهربائي المستمر عالي الجهد بطول 900 كم بين اليونان وقبرص («المشروع»).
وبموجب مذكرة التفاهم هذه، ستبحث «طاقة» إمكانية الانضمام إلى مشغّل نقل الطاقة المستقل في اليونان (آي بي تي أو)، والحكومة القبرصية كمساهمين في المشروع، الذي يُتوقع أن تبلغ تكلفة إنشائه 7.
وجرى توقيع مذكرة التفاهم خلال حفل رسمي على هامش مؤتمر الأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ «كوب 28» المنعقد في دبي، بحضور كلٍّ من معالي جورج باباناستاسيو، وزير الطاقة والتجارة والصناعة في قبرص، ومانوس مانوساكيس، الرئيس والرئيس التنفيذي لشركة «آي بي تي أو»، أما من جانب «طاقة»، فقد حضر جاسم حسين ثابت، الرئيس التنفيذي للمجموعة والعضو المنتدب في الشركة.
وتكمن أهمية هذا المشروع في أنه سيساهم في كسر عزلة الطاقة عن قبرص، وفي تعزيز أمن الطاقة في منطقة شرق البحر المتوسط، ويشجع على تطوير وتصدير الكهرباء المُولَّدة من مصادر الطاقة النظيفة في كلّ من قبرص واليونان وباقي دول الاتحاد الأوروبي. وتتمتع قبرص بإمكانيات كبيرة لتصدير الطاقة الخضراء، حيث تستثمر الدولة بكثافة في تدفق الطاقة النظيفة بين البلدان والمناطق المجاورة. كما تمتلك قبرص واليونان بعضاً من أعلى إمكانات الطاقة المتجددة في أوروبا، سواءً لتوليد الكهرباء من الطاقة الشمسية، أو طاقة الرياح البرية أو البحرية، مما يجعل البلدين موقعين مثاليين لإقامة هذا النوع من المشاريع.
وفي هذه المناسبة، قال معالي جورج باباناستاسيو، وزير الطاقة والتجارة والصناعة في قبرص: «ترحب الحكومة القبرصية بمذكرة التفاهم التي وقعتها إلى جانب «آي بي تي أو» مع شركة «طاقة». وهذه خطوة مهمة إضافية ومحورية نحو تحقيق الربط الكهربائي بين قبرص واليونان. ويحظى مشروع الربط الكهربائي باهتمام الاتحاد الأوروبي، حيث تمت الموافقة على دعمه بمنحة قيمتها 657 مليون يورو من «تمويل الربط الأوروبي»، ويتميز المشروع بأهمية حاسمة بالنسبة لقبرص، حيث سيتيح لنا كسر عزلة الطاقة المستمرة عن جزيرتنا، كما يعتبر أساسياً على نطاق أوسع لتحقيق أهداف استراتيجية الطاقة في قبرص، والمتمثلة في تعزيز أمن الطاقة وخفض تكلفة الكهرباء لدعم القدرة التنافسية لاقتصادنا، إضافة إلى تسريع تحوّلنا نحو الاستدامة. وتعمل الحكومة القبرصية الآن على تقييم مشاركتها الفاعلة كمساهم في المشروع، ونحن على ثقة بأن الشراكة الاستراتيجية مع الجهات الرائدة ذات الخبرة مثل «آي بي تي أو» و«طاقة»، يمكن أن تضمن إنجاز المشروع في الوقت المحدد وتعزيز التعاون بين قبرص واليونان ودولة الإمارات.»
وبدوره، قال مانوس مانوساكيس، الرئيس والرئيس التنفيذي لـ «آي بي تي أو»: «تعكس هذه الاتفاقية الاهتمام الكبير للمستثمرين بالمشروع الذي يحظى بدعم «آي بي تي أو» وسيُعرف منذ الآن باسم مشروع «الربط البحري العظيم». وقد وصل هذا المشروع للربط الكهربائي بين اليونان وقبرص مرحلة متقدمة من الإنشاء، بدءاً من الكابل البحري الذي ستقوم ببنائه شركة «نكسانز». ونتطلع إلى تعاون وثيق ومثمر مع جميع أصحاب المصلحة لتسريع العمل على إنجاز هذا المشروع الذي يتميز بأهمية استراتيجية في تعزيز أمن الطاقة والتحوّل المستدام في شرق البحر المتوسط، ويساهم في نهاية المطاف بدمج أنظمتنا مع منظومة الكهرباء المعتمدة في أوروبا».
من جانبه، قال جاسم حسين ثابت، الرئيس التنفيذي للمجموعة والعضو المنتدب في شركة أبوظبي الوطنية للطاقة (طاقة): «يسعدنا الإعلان عن توقيع «طاقة» مذكرة تفاهم لمشروع تحوّلي آخر من شأنه تعزيز أمن الطاقة وتسريع استخدام الطاقة النظيفة في شرق البحر المتوسط. وانطلاقاً من موقع «طاقة» كشركة مرافق رائدة منخفضة الكربون، فهي ملتزمة بالاستثمار لتطوير البنية التحتية لنقل الكهرباء اللازمة لتحقيق التحوّل في الطاقة وتمكين إزالة الكربون وضمان أمن الطاقة. إن مشاريع التيار الكهربائي المستمر عالي الجهد تتسم بأهميتها الحيوية لتمكين ربط مشاريع توليد الكهرباء من مصادر الطاقة النظيفة بالمستهلكين النهائيين. ونحن نعمل بشكل دؤوب على تسريع الاستثمار والنموّ في أعمال البنية التحتية لدينا لمساعدة أصحاب المصلحة على توسيع مشاريعهم للطاقة النظيفة لتلبية الطلب المتزايد على طاقة آمنة وموثوقة ومستدامة.»
وتشير التقديرات إلى الحاجة لمضاعفة قدرات الطاقة المتجددة ثلاث مرات بحلول عام 2030 للحفاظ على هدف اتفاقية باريس المتمثل في الحفاظ على ارتفاع درجة حرارة دون 1.5 درجة مئوية، ويتطلب ذلك توظيف استثمارات كبيرة في مشاريع تمكين تدفق الطاقة النظيفة بين البلدان والمناطق المجاورة.
قد وصل مشروع الربط بين اليونان وقبرص الآن إلى مرحلة متقدمة، حيث تمّ الانتهاء من دراسات الجدوى، وحجز العقود الخاصة بجزأين رئيسيين من أعمال الإنشاء والهندسة والمشتريات، حيث حصلت شركة «نيكسانز» في يوليو 2023 على عقد كابلات التيار الكهربائي المستمر عالي الجهد بقيمة تقارب 5.66 مليار درهم إماراتي (1.43 مليار يورو)، وبالإضافة إلى ذلك، تم اختيار العطاء المقدم من شركة «سيمنس إيه جي»، باعتباره أفضل عطاء لعقد إنشاء محطتي ربط محوّل التيار الكهربائي المستمر عالي الجهد الخاص بالمشروع.
وتقوم «آي بي تي أو» التي تدعم هذه المشروع، بتنفيذ برنامج تطويري بقيمة تقارب 19 مليار درهم إماراتي (5 مليارات يورو) مع حلول نهاية العقد، يتضمن سلسلة من مشاريع الربط بين الجزر اليونانية، بالإضافة إلى سلسلة من عمليات الربط عبر الحدود لتعزيز نقل الطاقة. ومن المشاريع الكبرى التي تنفذها «تي إس أو» اليونانية، مشروع الربط بين جزيرتي أتيكا وكريت، الذي يعد أحد أكبر مشاريع ربط التيار الكهربائي المستمر عالي الجهد قيد الإنشاء وأكثرها تحدياً، ومشروع الربط بين جزر سيكلاديس الغربية ودوديكانس وجزر شمال بحر إيجه، بالإضافة إلى المشروع الثاني للربط مع إيطاليا، مما سيضاعف القدرة الصافية لنقل الكهرباء بين إيطاليا واليونان ثلاث مرات. كما تعمل «آي بي تي أو» على تطوير مشروع الربط البيني لبحر إيجه الأخضر، وهو مسار عمودي جديد لنقل الطاقة النظيفة المولّدة في منطقة شرق البحر المتوسط وجنوب القارة الأوروبية مباشرة إلى مواقع الاستهلاك الرئيسية والمناطق الصناعية في وسط أوروبا.
المصدر: صحيفة الاتحاد
كلمات دلالية: شركة طاقة شرق البحر المتوسط الرئیس التنفیذی الطاقة النظیفة قبرص والیونان مشروع الربط من الطاقة الربط بین
إقرأ أيضاً:
وزير الكهرباء: مصر تسعى لتصبح جسرًا للطاقة بين إفريقيا وأوروبا
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
شدد الدكتور محمود عصمت، وزير الكهرباء والطاقة المتجددة، على الاهتمام الكبير الذي يوليه القطاع لمشروعات الربط الكهربائي، مشيرًا إلى مشروعات الربط القائمة بين مصر وكل من الأردن، والسودان، وليبيا، بالإضافة إلى مشروع الربط مع السعودية لتبادل قدرات تصل إلى 3000 ميجاوات، نظرًا لاختلاف أوقات الذروة بين البلدين.
وأضاف الوزير أن هناك جهودًا حثيثة للربط الكهربائي مع كل من إيطاليا واليونان، بهدف أن تصبح مصر جسرًا للطاقة بين إفريقيا وأوروبا.
وأوضح، أن القطاع الخاص يعد شريكًا رئيسيًا في مشروعات الكهرباء، مؤكدًا اتخاذ عدة إجراءات لتحفيز مشاركته، وهو ما أسفر عن تقدم العديد من المستثمرين الأجانب والمحليين للاستثمار في مشاريع القطاع.
جاء ذلك خلال افتتاح مؤتمر التحول الطاقى والتنمية المستدامة نيابة عن الدكتور مصطفى مدبولي رئيس مجلس الوزراء والذى تنظمه مؤسسة الأهرام.
وأكد الوزير، اهتمام الدولة الكبير بالاستخدامات السلمية للطاقة النووية، التي تعد من الركائز الأساسية لتحقيق رؤية مصر 2030.
وأشار إلى مشروع محطة الضبعة النووية، الذي يُعد من أهم وأبرز المشروعات القومية في إطار استراتيجية الدولة لتحقيق التنمية المستدامة، حيث يسهم في تلبية الاحتياجات المتزايدة من الطاقة الكهربائية وتعزيز أمن الطاقة.
وأضاف وزير الكهرباء، أن الرئيس عبدالفتاح السيسي يولى اهتمامًا خاصًا بالتوسع في مشروعات الطاقة المتجددة وزيادة مساهمتها في مزيج الطاقة، وذلك لتقليل الاعتماد على الوقود التقليدي، مما يساهم في تخفيف العبء الاقتصادي على العملة الأجنبية وخفض الانبعاثات الكربونية.
كما أوضح أن هناك اهتمامًا كبيرًا من الدولة لدعم التصنيع المحلي وتنمية الصناعات في مختلف المجالات، لاسيما صناعة المهمات الكهربائية المتعلقة بالطاقة المتجددة، وتوطين التكنولوجيا الحديثة لتحسين كفاءة الطاقة، والحد من الفقد، وزيادة مساهمة الصناعة المحلية.
وأكد أن هناك رؤية وخططًا تنفيذية لتحقيق هذه الأهداف بفضل الدعم المستمر والمتابعة الدقيقة من القيادة السياسية.