أعلنت روسيا أمس الأحد الموافق 17 ديسمبر 2023، عزمها تخفيض صادراتها من النفط في ديسمبر الجاري،  بما يعتبر موعدًا أبكر من تعهد سابق في إطار مساع من أكبر دول مصدرة للخام في العالم لدعم الأسعار.

روسيا وتخفيض صادرات النفطروسيا وتخفيض صادرات النفط

ونقلت وكالات الأنباء الروسية الرئيسية الثلاث عن نائب رئيس الوزراء الروسي ألكسندر نوفاك، وهو كبير المسؤولين المعنيين بقطاع النفط والغاز لدى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، قوله إن روسيا ستُعمق تخفيضاتها بما يتجاوز التخفيضات المتفق عليها بالفعل لهذا العام البالغة 300 ألف برميل يوميا.

ودعت السعودية وروسيا، أكبر بلدين مصدرين للنفط في العالم، في ديسمبر جميع أعضاء أوبك+ إلى الانضمام إلى اتفاق بشأن خفض الإنتاج بعد اجتماع لتكتل المنتجين.

ونقلت وكالة إنترفاكس للأنباء عن نوفاك قوله "سنخفض بالفعل كميات أخرى في ديسمبر وسنحدد الكميات بناء على نتائج ديسمبر ربما يكون هناك 50 ألف برميل يوميا إضافية، وربما أكثر".

روسيا تدرس تخفيضات لصادرات النفط في ديسمبر ارتفاع سعر برميل النفط الكويتي خلال تعاملات الساعات الماضية

وقالت الوكالات الروسية إن روسيا وافقت في ديسمبر على زيادة تلك التخفيضات إلى 500 ألف برميل يوميا في الربع الأول من عام 2024.

وقال نوفاك إنه بسبب الوعود التي قطعتها بلاده لأوبك+، فإن إجمالي صادرات روسيا من النفط في عام 2023 سيكون أقل من 247 مليون طن المستخدمة في توقعات الاقتصاد الكلي الرئيسية لروسيا.

ألكسندر نوفاكالصراع الدائر بين روسيا وأمريكا

وحول تأثير هذا القرار على أسعار النفط والأسواق العالمية، قال الدكتور رائد سلامة، الباحث الاقتصادي، إنه كان من المتوقع في سياق الصراع الدائر بين روسيا وأمريكا في أوكرانيا وأيضا للبناء على نتائج الكارثة الانسانية التي تحدث في غزة، أن تقوم روسيا بخفض إنتاجها وتصديرها النفطي.

وأوضح سلامة ـ في تصريحات خاصة لـ "صدى البلد"، أن هذا من شأنه أن يخلق أزمة حادة في سوق النفط لأنه سيرفع الأسعار بصورة كبيرة عالميا وسيستتبع ذلك أن يدخل العالم في موجة تضخمية جديدة حيث ستعاني أوروبا بشدة في ضوء انخفاض إمدادات الطاقة من النفط والغاز ايضا.

وتابع: عامل الوقت هام وحساس جدا، لأنه من المتوقع أيضا أن تلقى الحرب الصهيونية المجنونة في غزة، مزيدا من النتائج السلبية لو استمرت خلال السنة الجديدة لأن هذا قد يؤدى إلى توسيع رقعة الصراع بدخول أطراف جديدة على الخط.

وأكد أن هذا أمر شديد الخطورة لأنه سيؤدى إلى ارتفاع جنوني في اسعار النفط بسبب ارتفاع تكلفة التأمين حيث ستعتبر المنطقة شديدة الخطورة، معقبا: فلو استمرت الأعمال الاجرامية الصهيونية ضد الشعب الفلسطيني الصامد في غزة، قد تزيد اليمن من اعمالها ضد اسرائيل وأمريكا من باب المندب الذي تمر خلاله نسبة عالية جدا من التجارة العالمية وبالذات تجارة النفط.

وأضاف أن الخطورة ليست فقط في القرار الروسي المحتمل بخفض الانتاج والتصدير للنفط، ولكن أيضا في العلاقة الزمنية بينه وبين الاحداث الأخرى المتوقعة في المنطقة والعالم.

واختتم حديثه قائلا: نتمنى أن تتمكن القوى المحبة للسلام في العالم من وضع حد للجنون الذي يحدث في غزة حرصا على دماء أشقائنا في فلسطين وتجنبا لمزيد من الأزمات الاقتصادية على مستويات متعددة.

 الدكتور رائد سلامةتوقعات بارتفاع الطلب العالمي

وكانت منظمة الدول المصدرة للنفط "أوبك" قد على توقعاتها لارتفاع الطلب العالمي على النفط خلال العامين الجاري والمقبل دون تغيير عن الشهر السابق، بحسب تقريرها الشهري الصادر خلال ديسمبر الجاري.

وذكر التقرير أن المنظمة تتوقع ارتفاع الطلب العالمي على النفط خلال العام الجاري بمقدار 2.46 مليون برميل يوميا إلى متوسط 102.1 مليون برميل مقابل حوالي 99.6 مليون برميل يوميا في 2022.

إيلون ماسك : لا ينبغي شيطنة النفط والغاز توقعات بارتفاع الطلب العالمي على النفط أسرع من المتوقع في 2024

كما تتوقع أوبك أن يرتفع الطلب العالمي على النفط في العام المقبل بمقدار 2.25 مليون برميل يوميا، إلى متوسط 104.36 مليون برميل، دون تغيير عن توقعات الشهر السابق.

وقالت أوبك في تقريرها إنها لا تزال متفائلة بحذر بشأن العوامل الأساسية التي تؤثر على ديناميكيات سوق النفط في عام 2024.

النفط 

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: روسيا النفط اوبك فلسطين الطلب العالمی على النفط ارتفاع الطلب العالمی ملیون برمیل برمیل یومیا فی دیسمبر النفط فی فی غزة

إقرأ أيضاً:

استطلاع: التضخم بروسيا يتسارع في ديسمبر وسط تأثيرات العقوبات الغربية

كشف استطلاع أمريكي أجرته وكالة (بلومبرج) الأمريكية اليوم الأربعاء عن توقعات حول تسارع التضخم في روسيا ديسمبر الماضي، متجاوزًا هدف البنك المركزي؛ في ظل تأثير العقوبات الغربية على البلاد وسط استمرار العملية العسكرية على أوكرانيا التي دفعت أسعار السلع والخدمات للارتفاع بشكل كبير.

بوشكوف: ترامب يهدف إلى إنهاء العمليات العسكرية بين روسيا وأوكرانيا رئيس وزراء روسيا: موسكو تمكنت من التكيف مع العقوبات الأجنبية

ووفق تقديرات وسطيّة من 11 خبيرًا اقتصاديًا استطلعتهم بلومبرج، فإن هناك احتمالا أن يصل نمو الأسعار السنوي في نهاية عام 2024 إلى 9.8% مقارنة بـ 8.9% في نوفمبر؛ رغم المعدلات المرتفعة تاريخيًا لأسعار الفائدة، وهذا سيجعلها السنة الخامسة على التوالي التي يفشل فيها البنك المركزي الروسي في تحقيق هدفه البالغ 4%.

وبحسب ما ذكره فلاديمير تشيرنوف، محلل في شركة "فريدوم فاينانس جلوبال" للوساطة المالية، "أسهم تراجع الروبل بأكثر من 10% بسبب العقوبات الأمريكية الجديدة، فضلاً عن زيادة الطلب الاستهلاكي في عدم قدرة تكاليف الاقتراض المرتفعة على منع التضخم من التسارع في أواخر العام الماضي".

ويعمل اقتصاد روسيا عند طاقته القصوى لتلبية احتياجات الآلة العسكرية للكرملين، بالإضافة إلى تلبية الطلب الاستهلاكي المتزايد نتيجة للإنفاق الحكومي الضخم وارتفاع الأجور في ظل التنافس على العمالة المحدودة.

وأدت القيود المفروضة على الواردات بعد العقوبات التي تم فرضها بعد عملية روسيا العسكرية على أوكرانيا فبراير 2022 إلى ارتفاع الأسعار في كل شيء من الغذاء والوقود إلى حزم العطلات والسيارات.

ومنذ بداية العام، ارتفعت أسعار البطاطس بشكل شبه مزدوج، بينما ارتفعت أسعار البصل بنسبة 50% تقريبًا، وزادت أسعار الزبدة بنسبة تقارب 40%، وفقًا للبيانات حتى 23 ديسمبر كما ارتفع سعر البنزين بنسبة 20% في محطات الوقود.

وقارنت محافظة البنك المركزي الروسي إلفيرا نابيولينا التضخم في الاقتصاد بحالة شخص مريض يعاني من ارتفاع في درجة الحرارة، محذرة من أن هذا النمو المفرط غير مستدام.

وكان البنك المركزي الروسي قد رفع سعر الفائدة الرئيسي في 2024 بمقدار 500 نقطة أساس ليصل إلى أعلى مستوى تاريخي بنسبة 21%، في محاولة للحد من نمو القروض وكبح الطلب، وأثار هذا التوجه النقدي انتقادات واسعة من مجتمع الأعمال، بسبب المخاوف من أن تكاليف الاقتراض المرتفعة بدأت تجبر الشركات على تقليص خطط الإنتاج والاستثمار، مع زيادة خطر تعرض العديد من القطاعات لموجة من الإفلاس.

وفي الوقت ذاته، استمرت الأسعار في الارتفاع حتى مع بداية تباطؤ الاقتصاد.

ويتوقع خبراء اقتصاد بلومبرج أن يكون قد ارتفع مؤشر أسعار المستهلكين بنسبة 1.6% على أساس شهري، و9.8% على أساس سنوي في ديسمبر.

وأضافت (بلومبرج) أن تراجع الروبل وتوقعات التضخم المرتفعة تشير إلى أن آفاق الربع الأول من العام المقبل لن تتحسن بشكل ملحوظ، ومن المتوقع أن يدفع ضعف الروبل والتباطؤ التدريجي في الطلب الاستهلاكي البنك المركزي الروسي إلى تعديل توقعاته للتضخم في عام 2025 من 4.5%-5.0% إلى 5%-6% خلال العام.

 

 

مقالات مشابهة

  • «أوبك» تتوقع نمو الطلب العالمي للنفط بقيمة تقارب مليوني برميل يومياً
  • النفط يرتفع رغم الضبابية بخصوص تأثير العقوبات على روسيا
  • استطلاع: التضخم بروسيا يتسارع في ديسمبر وسط تأثيرات العقوبات الغربية
  • الاتحاد للطيران تنقل 1.7 مليون مسافر خلال ديسمبر 2024
  • مؤسسة النفط: ارتفاع الإنتاج إلى 1.4 مليون برميل يومياً وتوضيحات حول انخفاض الإيرادات
  • الكونغو برازافيل تستهدف إنتاج 500 ألف برميل نفط يوميا بحلول نهاية عام 2025
  • شركة نفط البصرة: أكثر من (3) ملايين برميل نفط يومياً الصادرات العراقية عبر موانئ المحافظة
  • صادرات العراق النفطية الى الهند بلغت نحو مليون برميل يوميا
  • Mastodon تتجه نحو هيكلة غير ربحية لتعزيز الاستقلالية
  • تزايد الطلب على المقصد المصرى وأتوقع ١٧ مليون سائح العام الحالى