كيف استعدت حماس مسبقًا لسيناريو الإغراق؟
تاريخ النشر: 18th, December 2023 GMT
بعد إعلان الجيش الإسرائيلي عن اكتشاف "أكبر نفق" حفرته حركة حماس في قطاع غزة، تثير استفسارات حول فعالية خطته للقضاء على هذه الأنفاق، حتى بعد بدء اختبارات إغراقها بالمياه.
حماس: القصف الإسرائيلي على مخيم جباليا أسفر عن مقتل 90 شخصا عاجل:- إسرائيل تمنح الموساد "ضوء أخضر" لتبادل الأسرى مع "حماس"
والقي خبير عسكري الضوء على تحديات إغراق هذه الأنفاق بالمياه في مواجهة التقنيات المتقدمة التي استخدمتها حماس في تصميم هذه الأنفاق على مدى سنوات طويلة.
وقد نشر حساب المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي، أفيخاي أدرعي، على منصة "إكس"، الأحد، النتائج التي توصل إليها الجيش بعد اكتشاف "أكبر نفق إرهابي" علي حد وصفه، موضحا تفاصيل تصميمه واستخدامه من قبل حماس.
تظهر التفاصيل أن النفق يمتد لمسافة 4 كيلومترات ويصل عمقه إلى 50 مترًا، ويتفرع إلى شبكة واسعة من الأنفاق الجانبية، يحمل النفق بنية تحتية تشمل الكهرباء والصرف الصحي والاتصالات، مع وجود أبواب صلبة لمنع تسلل القوات الإسرائيلية.
تكلفة بناء هذه الشبكة الواسعة من الأنفاق تقدر بملايين الدولارات، مشيرة إلى استثمار حماس في تطويرها على مر السنوات.
رغم بدء الولايات المتحدة في إجراء اختبارات لإغراق الأنفاق، إلا أن نجاح هذه الاستراتيجية لم يُعلن بعد، يُذكر أيضًا أن حماس أكدت أنها بنت أنفاقها بشكل استراتيجي لمواجهة أي محاولة لضخ المياه إليها، وتؤكد استعدادها لجميع الهجمات المحتملة.
"الأرانب والعناكيب: تحليل لقدرة إسرائيل على مواجهة أنفاق حماس"
ذكر اللواء ماجد القيسي، المدير العسكري لبرنامج الأمن والدفاع في مركز صُنع السياسات الدولية، علي إمكانية إسرائيل في إحباط شبكة الأنفاق الشهيرة لحماس، المعروفة باسم "المتاهة"، يستند ذلك إلى نقد عدم وجود خرائط للأنفاق، حيث استخدمت إسرائيل قنابل موجهة في محاولات فاشلة لتدميرها.
تتنوع تصميمات حماس للأنفاق بين "أنفاق الأرانب" التي تتميز بمدخل وعدم وجود مخرج، والتي تكون شبيهة بالأنفاق الوهمية لخداع الجيش الإسرائيلي، وقد أسفرت عن مقتل ضباط وجنود إسرائيليين. وثانيًا، الشبكة العنكبوتية التي تعتمد عليها حماس لتحركاتها تحت الأرض، والتي يصعب تحديد مساراتها ومداخلها ومخارجها.
تظهر حماس، خلال هذه الحرب، جاهزية أكبر بناءً على تجارب سابقة في المواجهات مع الجيش الإسرائيلي. كما أن لديها قدرات عسكرية متقدمة، حيث أطلقت أكثر من 11 ألف صاروخ باتجاه مناطق مثل عسقلان وتل أبيب وغلاف غزة، مما يشير إلى تطور استراتيجي قوي في هذه الفترة.
المصدر: بوابة الفجر
كلمات دلالية: حماس الانفاق أغراق الأنفاق انفاق غزة أنفاق حماس الجیش الإسرائیلی
إقرأ أيضاً:
من هي الموظفة المغربية الشجاعة التي كشفت تواطؤ الشركة التي تعمل بها ''مايكروسوفت'' مع الإحتلال الإسرائيلي؟ وماذا عملت؟
ابتهال أبو سعد مهندسة ومبرمجة مغربية وُلدت عام 1999، تخرجت في جامعة هارفارد الأميركية. تخصصت في الذكاء الاصطناعي، وعملت لدى شركة مايكروسوفت العالمية.
وفي الذكرى الـ50 لتأسيس الشركة، وفي حفل بهذه المناسبة، احتجت ابتهال ونددت بما سمته "تواطؤ" مايكروسوفت مع الاحتلال الإسرائيلي بتسخير أدوات الذكاء الاصطناعي الخاصة بها لخدمة جيش الاحتلال.
المولد والدراسة
وُلدت ابتهال أبو سعد عام 1999 في العاصمة المغربية الرباط، وفيها درست وحصلت على الثانوية العامة في تخصص العلوم الرياضية من ثانوية مولاي يوسف عام 2017، وبعدها حصلت على منحة للدراسة في جامعة هارفارد.
وقبل ذلك، في صيف 2016، شاركت في برنامج "تيك غيرلز" (TechGirls)، وهو برنامج تبادل صيفي أكاديمي يرعاه ويموله مكتب الشؤون التعليمية والثقافية التابع لوزارة الخارجية الأميركية.
ويهدف هذا البرنامج إلى تعزيز المواهب في مجالات العلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات، ويستهدف الشابات بين سن 15 و17 سنة، وينتقي بعضهن للحصول على منح وإتمام دراساتهن الجامعية بالولايات المتحدة في المجالات المذكورة.
ويستهدف هذا البرنامج -الذي استفاد منه أكثر من 44 ألف شخص بين عامي 2012 و2024- الفتيات في أنحاء العالم. وفي منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، يعمل البرنامج في دول المغرب والجزائر وتونس ومصر والأردن ولبنان وفلسطين.
وقد حكت ابتهال عن هذه التجربة في فيديو على موقع يوتيوب حينما كانت طالبة في المرحلة الثانوية، وقالت إنها "تجربة غيرت حياتها ومكنتها من خبرات عبر زيارة شركات للتكنولوجيا ومختبرات للهندسة في الولايات المتحدة ولقاء بعض رواد التكنولوجيا في العالم".
وأضافت أنها استفادت "مهارات تعمل على توظيفها في تغيير واقع المعرفة التكنولوجية في بيئتها"، وأنها "استفادت من التبادل الثقافي مع فتيات من جنسيات أخرى".
ومما صرحت به أيضا بعد استفادتها من هذا البرنامج، أنها "ترغب في العمل بجد لسد الفجوة في التحصيل الدراسي بالمغرب وجعل التعليم الجيد في متناول الجميع، وتحسين المناهج الدراسية لتزويد الطلاب بمعارف ومهارات شخصية أوسع ليصبحوا فاعلين في التغيير".
تجارب عملية
شاركت ابتهال أبو سعد -وهي طالبة في المرحلة الثانوية- في تأسيس منتدى أسبوعي على الإنترنت سمي "آي تي ويكند"، ويهتم بتعليم علوم الكمبيوتر للفتيات ذوات الدخل المحدود في المدارس الابتدائية، كما عملت في منتدى آخر عبر الإنترنت سمي "تكنوفيشن تشالنج"، ويهتم بتدريب الفتيات على التكنولوجيا وإشراكهن في حل مشاكل مجتمعاتهن عبر تطبيقات الهاتف الذكي.
والتحقت أيضا ببرنامج لمحو الأمية الرقمية، وكانت تُدَرِّس أساسيات لغة البرمجة الحاسوبية لطلاب المراحل الابتدائية في ولاية بوسطن الأميركية، كما ساهمت في تأسيس منصة "ريسنتيبوس"، وهي منصة رقمية تعنى بحفظ وتوثيق السجلات الطبية الرقمية للاجئين حول العالم، وتقول عن نفسها إنها "منظمة غير ربحية".
العمل في مايكروسوفت
بعد تخرجها في جامعة هارفارد التي درست فيها علوم الحاسب الآلي والبرمجة، وتخصصت في الذكاء الاصطناعي، انضمت ابتهال عام 2022 إلى شركة مايكروسوفت.
وعملت في قسم الذكاء الاصطناعي، كما عُينت ضمن فريق طور تقنيات متقدمة ومنتجات للشركة، منها برنامج الخدمات السحابية "مايكروسوفت أزور" (Microsoft Azure).
عملت ابتهال أيضا ضمن الفريق الذي كلفته مايكروسوفت بتطوير تقنيات تُستخدم في مجالات مثل المراقبة والتحليل البياني.
استنكار للتواطؤ مع إسرائيل
وفي احتفال بالذكرى الـ50 لتأسيس شركة مايكروسوفت، وبعد العمل فيها 3 سنوات ونصف السنة، قاطعت ابتهال أبو سعد كلمة المدير التنفيذي لقطاع الذكاء الاصطناعي في الشركة مصطفى سليمان (بريطاني من أصل سوري) واحتجت على علاقات الشركة مع إسرائيل.
وقاطعت ابتهال كلمة مديرها في الاحتفال متهمة إياه بأنه يُسَخّر الذكاء الاصطناعي لمايكروسوفت لصالح الاحتلال الإسرائيلي، وقالت "أنت تزعم أنك تهتم باستخدام الذكاء الاصطناعي للخير، لكن مايكروسوفت تبيع أسلحة الذكاء الاصطناعي إلى الجيش الإسرائيلي. 50 ألف شخص ماتوا، ومايكروسوفت تدعم هذه الإبادة الجماعية في منطقتنا".
ولاحقا نشر موقع "ذا فيرج" ما قال إنها رسالة من ابتهال تقول فيها إنها "لم تعد قادرة على الصمت بعدما اكتشفت أن تقنيات شركة مايكروسوفت تُستخدم في دعم جيش الاحتلال الإسرائيلي".
وذكرت أبو سعد أنها قررت الخروج عن صمتها والحديث بعدما اكتشفت أن شركة مايكروسوفت كانت تشارك في تطوير تقنيات تُستخدم في دعم جيش الاحتلال، مشيرة إلى أن الشركة أبرمت عقدا مع وزارة الدفاع الإسرائيلية بقيمة 133 مليون دولار لتخزين بيانات ضخمة عبر خدمة "مايكروسوفت أزور"، الأمر الذي يُعتبر مساهمة في مراقبة الفلسطينيين.
واتهمت الرسالة شركة مايكروسوفت بـ"قمع أي معارضة" من زملاء ابتهال "الذين حاولوا إثارة هذه القضية"، وقالت إن الشركة "فصلت موظفَين لمجرد تنظيمهما وقفة احتجاجية".
وتابعت "لقد حطمتني صور الأطفال الأبرياء المغطاة بالرماد والدماء، وبكاء الآباء المفجوعين، وتدمير عائلات وتجمعات بأكملها (…) وفي الوقت نفسه، يُمكّن عملنا في مجال الذكاء الاصطناعي من هذه المراقبة والقتل".
وأضافت "عندما انتقلتُ إلى منصة الذكاء الاصطناعي، كنتُ متحمسة للمساهمة في تطوير تقنياته وتطبيقاته لما فيه خير البشرية، ولم أُبَلّغ بأن مايكروسوفت ستبيع أعمالي للجيش والحكومة الإسرائيليين للتجسس على الصحفيين والأطباء وعمال الإغاثة وقتل عائلات مدنية بأكملها".
وكشفت الرسالة أن استخدام الجيش الإسرائيلي لتقنيات الذكاء الاصطناعي من مايكروسوفت و"أوبن إيه آي" في مارس/آذار 2025 تضاعف نحو 200 مرة مقارنة بما قبل هجوم السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023 (عملية طوفان الأقصى).
وأكدت أن الذكاء الاصطناعي من مايكروسوفت "يُشغل أكثر المشاريع حساسية وسرية للجيش الإسرائيلي، بما في ذلك بنك الأهداف وسجل السكان الفلسطيني".