صناعة المعارض تعتمد على منظومة متكاملة من العوامل والمقومات والأفكار

المنافسة وارتفاع أسعار القاعات وقلة الدعم الحكومي والإعلامي أهم تحديات القطاع

القطاع يساهم في رفد الميزانية العامة وزيادة الدخل القومي ومحرك أساسي للسياحة

ضرورة التعاون والتنسيق بين شركات تنظيم المعارض من خلال وضع ميثاق شرف بينها

يعد قطاع صناعة المعارض والمؤتمرات من أهم القطاعات التي تساهم في تنمية الاقتصاد والسياحة في دول العالم، حيث أصبح هذا القطاع والمعارض التجارية التي يتم تنظيمها سنويا منصة مهمة لعقد الشراكات وتوقيع الاتفاقيات والعقود التجارية بين الشركات والمؤسسات المحلية، سواء كانت عامة أو خاصة مع نظيراتها الدولية، فضلا عن كون هذه المعارض نافذة لاطلاع الزوار على كل ما هو جديد من خدمات ومنتجات وتقنيات، من خلال ما يعرضه المشاركون فيها، مما يساهم في تطوير وتنمية البلد المضيف لتلك المعارض.

وأكد سالم بن عمر الهاشمي رئيس لجنة المعارض والمؤتمرات بغرفة تجارة وصناعة عُمان أن قطاع المعارض والمؤتمرات أصبح واحدا من أهم القطاعات التي ترتكز وتعتمد عليه دول العالم، والذي يساهم بشكل كبير في رفد الميزانيات العامة وزيادة الدخل القومي للدول، فضلا عن تأمين فرص العمل، وإنعاش القطاعات الأخرى مثل قطاع الضيافة والإقامة، وكذلك قطاع النقل والمواصلات والاتصالات، وأيضا يعتبر هذا القطاع المحرك الأساس للسياحة العامة من خلال تنظيم المهرجانات والفعاليات الترفيهية، حيث ستكون تجربة السائح مميزة بالاستمتاع بهذه الفعاليات، بالإضافة لاستمتاعه بزيارة الأوابد التاريخية أو المناطق الطبيعية والسياحية المختلفة.

وقال إن الغرفة ممثلة بلجنة المعارض والمؤتمرات تعمل على تطوير القطاع من خلال الوقوف المستمر على التحديات التي تواجه القطاع، واقتراح الحلول التي تعمل على تمكين المؤسسات العاملة في هذا القطاع، وتعزيز جاذبية بيئة الأعمال للاستثمارات ورفع مساهمته في الناتج المحلي لسلطنة عمان. كما تقوم بمتابعة الفرص المتاحة لتطوير المشاريع المستقبلية التي تعزز من القطاع وتشجيع عملية إسناد تنظيم المعارض والمؤتمرات للشركات المتخصصة في سلطنة عمان وإيجاد الممكنات اللازمة لتطوير هذه الشركات وإكسابها الخبرات.

وأضاف الهاشمي أنه مع تطور هذه الصناعة خلال السنوات الماضية أصبحت هذه الصناعة واحدة من أهم أنواع السياحة، والتي أصبحت المنافسة فيها كبيرة جدا على مستوى العالم من ناحية تنظيم المعارض أو الفعاليات أو المهرجانات المختلفة، لما فيه من عوائد مالية ضخمة وما تجذبه من استثمارات في جميع القطاعات، والأهم ما تجذبه من سياح وزوار.

تحديات القطاع

وحول التحديات التي تواجه قطاع صناعة المعارض في سلطنة عمان، قال رئيس لجنة المعارض والمؤتمرات بغرفة تجارة وصناعة عُمان: "إن صناعة المعارض تعتمد على منظومة متكاملة من العوامل والمقومات والأفكار، لكنها أيضا تواجه العديد من التحديات، وأهمها حقوق وحماية المحتوى، وهنا نقصد نوع المعرض والذي يشهد منافسة كبيرة بين شركات تنظيم المعارض وبشكل كبير". وأضاف: "من التحديات التي لا تقل أهمية عن التحدي الأول فهو المنافسة بين القطاع الحكومي والمتمثل في الوزارات والمديريات أو حتى بعض الشركات أو المؤسسات التجارية الخاصة، حيث أصبحت فرق العلاقات العامة والتسويق في هذه الجهات تنظم فعاليات ومعارض مختلفة، ومن التحديات أيضا ارتفاع أسعار استئجار الصالات والخدمات المقدمة من القاعات والمرافق المختصة بهذا القطاع الحيوي، والتي تثقل كاهل شركات تنظيم المعارض وأيضا المشاركين، ما ينعكس سلبا على عدد المشاركين سواء المحليين أو الدوليين، كما تواجه الصناعة تحدي آخر متمثل في نقص الدعم المادي والمعنوي والترويجي لشركات تنظيم المعارض الكبرى".

وأكد الهاشمي أنه يجب على الإعلام أن يكون داعما لهذا القطاع، من خلال توفير التغطيات الإعلامية في مختلف وسائل الإعلام، فالتغطيات للمعارض والمؤتمرات والفعاليات المختلفة تؤثر بشكل كبير وفعال من خلال زيادة المشاركين في الفعاليات، وتزيد أيضا من زوار المعارض. وأضاف قائلا: هناك تحد آخر متمثل في ضعف القوى العاملة المحلية في هذه الصناعة، سواء كان في مجال التخطيط وإدارة المشاريع، وأيضا في مجال التسويق للمعارض، وهذا يؤثر بشكل كبير على تطوير هذه الصناعة.

تطوير القطاع

وأوضح رئيس لجنة المعارض والمؤتمرات بغرفة تجارة وصناعة عُمان أنه يمكن تطوير هذه الصناعة في سلطنة عمان من خلال معالجة التحديات التي تواجه القطاع، بدأ من حماية المحتوى أو فكرة المعرض، وذلك بعدم السماح بتنظيم نفس الأفكار أو محتوى معارض الشركات المختلفة في ذات الوقت، حتى لو كان في ولايات أو محافظات مختلفة. مقترحا أن لا تقل المسافة الزمنية بين المعارض المتشابهة عن 4 أشهر، وأن تكون الأولية للشركات التي اعتادت على تنظيم المعرض لدورات متعددة. وأكد على حتمية وضرورة التعاون والتنسيق بين شركات تنظيم المعارض بين بعضها البعض، من خلال وضع ميثاق شرف بينها، وكذلك لابد من تعاون بين شركات تنظيم المعارض ومركز عمان للمؤتمرات والمعارض، كما يجب التعاون بين وزارة التجارة والصناعة وترويج الاستثمار، وغرفة تجارة وصناعة عمان متمثلة بلجنة المعارض والمؤتمرات في وضع قوانين خاصة لتنظيم الازدواجية في تنظيم المعارض المتشابهة.

مشيرا إلى ضرورة تقديم الدعم الحكومي لشركات تنظيم المعارض والمؤتمرات، فذلك يساهم في وضع سلطنة عمان على خارطة الدول ذات صناعة معارض ومهرجانات متميزة ومتطورة. وأضاف قائلا: "لابد من تخفيض أسعار استئجار قاعات المعارض ومرافقها، وتقديم اشتراكات مناسبة للشركات الراغبة في تنظيم المعارض المحلية أو العالمية".

وأكد الهاشمي إلى ضرورة تطوير وتأهيل الكادر البشري العامل في هذا القطاع، وخاصة الكادر العماني الموهوب نحو الأفكار الإبداعية التي تحتاج إلى تبنٍ وصقل واستثمارها في المكان الصحيح، لكي تستطيع المنافسة في هذا المجال. وقال: "يحتاج الشاب العماني إلى من يقوم بتطوير مهاراته وتوجيهها بالشكل الصحيح، واستثمارها بالشكل الأنسب".

المصدر: لجريدة عمان

كلمات دلالية: التحدیات التی صناعة المعارض هذه الصناعة هذا القطاع سلطنة عمان یساهم فی من خلال

إقرأ أيضاً:

12.17 مليار ريال حجم أصول محفظة التنمية الوطنية بـ"جهاز الاستثمار" بعائد استثماري 11.5% خلال 2023

 

◄ إنجاز 6 مشروعات وطنية بقيمة استثمارية 4 مليارات ريال

 

مسقط- العُمانية

 

نجحت محفظة التنمية الوطنية التي تُعنى باستثمارات جهاز الاستثمار العماني داخل سلطنة عُمان في تعزيز جهود التنويع الاقتصادي خلال العام الماضي 2023م؛ وذلك عبر افتتاح وإعلان مشروعات محلية في مجموعة من القطاعات الرئيسة تتصدرها الطاقة، والصناعة، والسياحة، والغذاء والثروة السمكية، والخدمات المالية، والاتصالات وتقنية المعلومات، واللوجستيات، والطيران، والتعدين.

واستطاعت المحفظة رفع حجم أصولها إلى حوالي 12 مليارًا و175 مليون ريال عماني بعد تحقيق أرباح في عام 2023، تجاوزت مليارًا و200 مليون ريال عماني بعائد استثماري بلغ 11.5 بالمائة، ورفد الميزانية العامة للدولة من أرباح المحفظة بـ800 مليون ريال عماني، وارتفاع الإنفاق الرأسمالي الاستثماري على المشروعات في المحفظة إلى 2.1 مليار ريال عماني مقارنة بالمستهدف 1.9 مليار ريال. كما نجحت الشركات التي تضمها المحفظة في الانتهاء من 6 مشروعات وطنية تتجاوز قيمتها الاستثمارية 4 مليارات ريال عماني.

وأكد هشام بن أحمد الشيدي المدير العام لمديرية التنويع الاقتصادي في جهاز الاستثمار العماني أن الاستثمارات والمشروعات التي تتضمنها محفظة التنمية الوطنية تجسّد استراتيجية جهاز الاستثمار العُماني وأهدافه التي تتواءم مع رؤية "عُمان 2040"، وتهدف إلى الإسهام في نمو الاقتصاد العماني وتطويره، وتضطلع بدور الجهاز في النهوض بالقطاعات الاقتصادية المستهدفة عبر تنفيذ مشروعات كبيرة في مختلف المحافظات يكون لها أبعاد اقتصادية واجتماعية، وتخدم توجه سلطنة عمان نحو تنويع الاقتصاد الوطني، وجذب الاستثمارات الأجنبية، ورفع إسهامات القطاع الخاص في الاقتصاد الوطني، وتعزيز القيمة المضافة المحلية، وتوطين الخبرات والكفاءات الوطنية وإيجاد الفرص الوظيفية.

وفي مجال تنويع الاقتصاد الوطني، قام عدد من شركات الجهاز بافتتاح والإعلان عن مجموعة من المشروعات منها مصنع أوكيو للأمونيا في محافظة ظفار الذي بلغت طاقته الإنتاجية 1000 طن متري في اليوم ويتم تصدير منتجاته إلى عدة أسواق عالمية من أهمها تركيا والمغرب والهند، وتشغيل محطة الحاويات في ميناء الدقم، والانتهاء من المرحلة الأولى من مشروع ربط الكهرباء، والتوقيع على مناقصة هندسة ومشتريات وبناء وإدارة مشروع النحاس والذهب في ولاية ينقل، إلى جانب إكمال مجموعة من المشروعات في قطاع إدارة النفايات البلدية الصلبة في بركاء والخابورة والسويق، والانتهاء من توسعة مزرعة قريات للاستزراع السمكي لتصل سعتها إلى 5,000 طن سنويًّا، وبدء عمليات الحصاد لمزرعة خويمة للاستزراع السمكي، واستلام وتشغيل أول سفينة عُمانية لصيد التونة (أكيلا) وبدء عملياتها للصيد في المحيط الهندي، ومشـروع مركـز ُعمان للمغامرات بمسـندم، ومساندة المحافظات في عدد من المشروعات منها تطوير الواجهـة البحرية لشاطئ المغسيل، وإطلالة حمرير، ووادي دربات، وحديقـة عين جرزيز، وحديقة أتين، ومشروع مبنى الخدمات السياحية في شنة.

وضمن جهود جذب الاستثمارات الأجنبية بما يُسهم في تعزيز الاقتصاد الوطني؛ يتواصل العمل لجذب استثمارات أجنبية مباشـرة بقيمة إجمالية تقدر بأكثر من مليار ريال عُماني موزعة على المناطق الحرة والاقتصادية؛ ففي المنطقة الحرة بصلالة تم توقيع اتفاقيات انتفاع مع مستثمرين أجنبيين لتنفيذ مشاريع بنحو 727.5 مليون ريال عماني. أما في المنطقة الحرة بصحار فوقعت اتفاقيات مع مستثمرين أجنبيين لتنفيذ مشاريع بـ135.8 مليون ريال عماني، وقامت مدينة خزائن الاقتصادية بتوقيع اتفاقيات مع مستثمرين أجنبيين لتنفيذ مشاريع بـ56.6 مليون ريال عماني، كما يتم العمل على استقطاب فرص استثمار لمشاريع استزراع الروبيان مع شركة عالمية للدخول في شراكة استراتيجية تقدر بـ1.6 مليار دولار أمريكي.

وفي مجال القيمة المحلية المضافة ودعم المؤسسات الصغيرة والمتوسطة بما يسهم في تعزيز دورها في الاقتصاد وإيجاد فرص عمل وأعمال للشباب خصصت الشركات التابعة للجهاز حصة من مشترياتها ومناقصاتها لهذه المؤسسات؛ فقد بلغ إنفاق مجموعة أوكيو على المؤسسات الصغيرة والمتوسطة حوالي 245.4 مليون دولار أمريكي، وبلغت حصة المؤسسات الصغيرة والمتوسطة من إجمالي المدفوعات لمجموعة تنمية معادن عمان 2.9 مليون ريال عماني، وأسندت مجموعة أسياد عقودًا وأوامر شراء لأكثر من 496 مؤسسة صغيرة ومتوسطة، و797 شركة محلية بقيمة إجمالية تجاوزت 68 مليون ريال عماني.

وفي إطار الاستفادة من الثروات الطبيعية وتعزيز الاستثمار فيها وتصديرها إلى الأسواق العالمية بما يعود بالنفع على نمو الناتج المحلي الإجمالي؛ نجحت الشركة العمانية للغاز الطبيعي المسال في توقيع بنود ملزمة بهدف تصدير 10.4 ملايين طن متري من الغاز الطبيعي المسال سنويا بعد عام 2024م إلى عدد من الشركات العالمية حول العالم بما يدعم سمعة سلطنة عمان وموثوقيتها في التصدير في هذا القطاع الحيوي.

وأعلنت مجموعة تنمية معادن عمان عن اكتشافات جديدة من خـام النحاس بلغ مقدارها 4.8 ملـيون طن، ومن خام الكروم بلغت حوالي 163 ألف طن، إضافة إلى 111 مليون طن من السيليكا الناعمة و98 مليون طن من السيليكا الصلبة، بالإضافة إلى الدولومايت بمقدار 401 مليون طن، وعملت الشركة العمانية للاستثمار الغذائي القابضة "نتاج" على التوسع في الزراعة التعاقدية في مشروع المروج للألبان وبدء تصدير حليب الإبل للمملكة العربية السعودية عبر توقيع اتفاقية مع شركة سواني السعودية، وأيضا إيصال منتجات شركة تنمية نخيل عمان إلى 8 أسواق جديدة وهي روسيا، وبيرو، والعراق، وليبيا، ومصر، وإيران، وقطر، والإمارات.

وبهدف تعزيز الشراكات الاستثمارية مع القطاع الخاص والمستثمرين المحليين والخارجيين؛ عززت مجموعة "إذكاء" والشركات التابعة لها استثماراتها المحلية التي من أبرزها شركة "جي أس أم إي" الأمريكية الرائدة في تصميم أشباه الموصـــلات حيث تم توسيع أعمالها في سلطنة عمان من خلال افتتاح مركز تقني لتصميم أشباه الموصــــلات في مسقط، وتصميم شريحتي (عمان 1 وعمان 2) بأيادٍ عمانية. ودخلت شركة عمانتل في شراكة استراتيجية مع مجموعة زين لإطلاق "زين عمانتل الدولية"، وهو مشروع دولي مشترك للوصول لأسواق "مجموعة زين" التي تخدم 7 دول ويوجد بها أكثر من 50 مليون مشترك، وقامت الشركة أيضا بإطلاق مشروع بوابة عمان الإمارات للاتصالات بالتعاون مع شركة دو، وهو كابل بحري استراتيجي يربط بين البلدين ويبلغ طوله 275 كيلومترًا.

يُشار إلى أن محفظة التنمية الوطنية، محفظة متنوعة في أكثر من 10 قطاعات رئيسة، وبأكثر من 160 شركة قابضة وتابعة، كما تضم مجموعة متنوعة من السندات والأذون والصكوك والودائع.

مقالات مشابهة

  • تجارة وصناعة الماس الإماراتية تحقق معدلات نمو قياسية 2024
  • خبراء الاتصالات يطالبون الحكومة الجديدة بدعم الشركات وتوفير فرص تدريب للشباب
  • 12.17 مليار ريال حجم أصول محفظة التنمية الوطنية بـ"جهاز الاستثمار" بعائد استثماري 11.5% خلال 2023
  • رئيس رياضة النواب: الشباب المصري يعيش عصره الذهبي بفضل ثورة 30 يونيو
  • جاب الله: التعاون مع مصر في الاستثمارات المقبلة يسهم في إنعاش الاقتصاد
  • أعظم الثورات ومنحت الشباب مكتسبات غير مسبوقة.. رئيس رياضة النواب يهنئ السيسي بـ30 يونيو
  • وزارة الاقتصاد : التضخم في سلطنة عمان ضمن حدوده المستهدفة في الخطة العاشرة
  • الكشف وتوفير العلاج لـ 1400حالة في قافلة طبية مجانية ببني سويف
  • رئيس "رياضة النواب" مهنئا السيسي: ثورة يونيو من أعظم الثورات
  • السامرائي يدعو لدعم القطاع الزراعي وتوفير الخدمات