عادت كوريا الشمالية من جديد في تحدي المجتمع الدولي، بإطلاق صاروخين أحدهما عابر للقارات خلال الساعات القليلة الماضية، ما ينذر باقتراب أزمة كبيرة في شبه الجزيرة الكورية بالتزامن مع التأكيد الأمريكي بالتزام «واشنطن» بالدفاع عن حلفاؤها في المنطقة كوريا الجنوبية واليابان.

وأطلقت كوريا الشمالية، اليوم، ما يشتبه في أنه صاروخ طويل المدى باتجاه البحر الشرقي «بحر اليابان»، وقال الجيش الكوري الجنوبي، إن عملية الإطلاق، تمت من أو حول عاصمة الشمال «بيونج يانج» في الساعة 8:24 صباح اليوم بالتوقيت المحلي.

وطوال العام الجاري 2023، واصلت «بيونج يانج»، إجراء اختبارات أسلحة جديدة بينها إطلاق الصاروخ «هواسون 18» الباليستي العابر للقارات الذي يعمل بالوقود الصلب من طراز في أبريل ويوليو الماضيين.

وتعد عملية الإطلاق، خامس إطلاق تقوم به كوريا الشمالية، لصاروخ باليستي عابر للقارات في عام 2023، وفقا لما ذكرته وكالة «يونهاب» الكورية الجنوبية.

وقالت هيئة الأركان المشتركة الكورية الجنوبية، في رسالة نصية للصحفيين، إن جيش بلادها يحافظ على وضع الاستعداد الكامل من خلال تبادل البيانات عن كثب حول صاروخ «بيونج يانج» الباليستي مع الولايات المتحدة واليابان.

ومساء أمس الأحد، أطلقت كوريا الشمالية، صاروخا قصير المدى، ووفقا لهيئة الأركان المشتركة في «سول»، أن عملية الإطلاق تمت من عاصمة الشمال «بيونج يانج» أو حولها في الساعة 10:38 مساء بالتوقيت المحلي. 

صاروخ قصير المدى.. طار نحو 570 كيلومترًا

وأشارت الأركان المشتركة الكورية الجنوبية، إلى أن  الصاروخ طار نحو 570 كيلومترًا قبل سقوطه في البحر الشرقي «بحر اليابان».

من جانبها، وصفت وزارة الدفاع الكورية الشمالية، اجتماع المجموعة الاستشارية النووية بالإعلان المفتوح بشأن المواجهة النووية، منتقدة نشر «واشنطن» أصولا عسكرية رئيسية في شبه الجزيرة الكورية في 2023

وفي وقت سابق، عقدت كوريا الجنوبية والولايات المتحدة، الدورة الثانية للمجموعة الاستشارية النووية، واتفقت «سول» و«واشنطن» على استكمال وضع المبادئ التوجيهية الخاصة بتخطيط وتشغيل استراتيجية نووية مشتركة بحلول منتصف 2024.

أوامر من رئيس كوريا الجنوبية

من جانبه، أمر الرئيس الكوري الجنوبي، يون سيوك يول، خلال اجتماع طارئ لـ«مجلس الأمن الوطني» برئاسة مستشار الأمن الوطني تشو تيه يونج، برد مشترك مع حلفاء بلاده الولايات المتحدة واليابان على إطلاق كوريا الشمالية صاروخا بعيد المدى باستخدام نظام تبادل المعلومات الصاروخية بين الدول الثلاث.

وقال الرئيس الكوري الجنوبي، وفقا لما نقل عنه المكتب الرئاسي، إنه امر برد فوري وساحق على أي استفزازات من الشمال تجاه أراضي بلاده وشعبها.

اليابان ترجح تحليق الصاروخ في مسار مرتفع بزاوية أكبر

وفي اليابان، حث خفر السواحل، السفن في المنطقة على متابعة أحدث المعلومات حول إطلاق كوريا الشمالية، للصاروخ، فيما قال وزير الدولة الياباني المعني بشؤون الدفاع أونيكي ماكوتو، للصحفيين، إن الصاروخ يمكن أن يكون صاروخا بالستيا عابرا للقارات، مرجحا أن يكون الصاروخ قد حلق في مسار مرتفع بزاوية أكبر.

وفي وقت سابق من اليوم، أشار رئيس الوزراء فوميو كيشيدا، إلى أن لم ترد حتى الآن أي أضرار جراء عملية الإطلاق. وكان رئيس الحكومة اليابانية، دعا في وقت سابق، المسؤولين إلى اتخاذ تدابير شاملة لضمان سلامة الطائرات والسفن والاستعداد التام لأي وضع غير متوقع، وفقا لما ذكرته قناة «إن اتش كيه» اليابانية.

وسائل إعلام: الصاروخ قادر على ضرب أي مكان في أمريكا

من جانبها، قالت وزارة الدفاع في العاصمة اليابانية «طوكيو»، إن الصاروخ ربما يكون سقط خارج منطقة المنفعة الاقتصادية الحصرية اليابانية. وأشار مسؤولون يابانيون، إلى أن كوريا الشمالية اختبرت صاروخا باليستيا بعيد المدى قادر نظريا على ضرب أي مكان في البر الرئيسي للولايات المتحدة، وقالت صحيفة «الجارديان» البريطانية نقلا عن مسؤول ياباني، إن الصاروخ يمكن أن يصل مداه إلى أكثر من 15 ألف كيلومتر، اعتمادًا على مسار وحجم الرأس الحربي

وأوضحت «الجارديان»، أن الصاروخ  قد طار لمسافة حوالي 1000 كيلومتر  ووصل إلى أقصى ارتفاع يزيد عن 6000 كيلومتر قبل سقوطه في البححر الشرقي«بحر اليابان»

كوريا الشمالية ترد على  تعهد قادة كوريا الجنوبية: كلب خائف ينبح بصوت أعلى

وانتقدت «بيونج يانج»، تعهد القادة العسكريين الكوريين الجنوبيين بالانتقام الساحق من كوريا الشمالية في حال قيامها باستفزازات، واصفة في تعليق  نشرته وكالة الأنباء المركزية الكورية الشمالية الرسمية «كيه سي إن أيه»،على الأمر باستعراض للتبجح.

ووصفت الوكالة الكورية الشمالية الرسمية، تعهد قادة كوريا الجنوبية بالكلب الخائف ينبح بصوت أعلى، مضيفة: «إذا استمرت في النباح بصوت عالٍ، فمن الممكن أن تضربها صاعقة». وتابعت«كيه سي إن أيه»، أن ن يتعين إلقاء اللوم على «سول»، في إلغاء الاتفاق العسكري بين الكوريتين لعام 2018.

تأكيد أمريكي على الدفاع عن كوريا الجنوبية واليابان

وعلى إثرعملية الإطلاق، أدان مستشاري الأمن القومي في كوريا الجنوبية، تشو تيه يونج والأمريكي جيك سوليفان والياباني، تاكيو أكيبا، في مكالمة هاتفية، أمس الأحد، عملية الإطلاق باعتباره انتهاكا صارخا لقرارات مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة .

ووفقا لبيان الرئاسة الأمريكية«البيت الأبيض»، جدد سوليفان، تأكيده على التزام «واشنطن» الثابت بالدفاع عن كوريا الجنوبية واليابان، مشيرا إلى تشديد مستشارو الأمن القومي للدول الثلاثة على أهمية عملهم في تبادل بيانات الإنذار الصاروخي وتنسيق الرد على التعاون المتنامي بين روسيا وكوريا الشمالية.

 وفي تصريحات سابقة مع «الوطن»، قالت الدكتورة نادية حلمي خبيرة الشئون السياسية الصينية والآسيوية، أستاذ العلوم السياسية جامعة بنى سويف، إن كوريا الشمالية تحاول تطوير ترسانتها النووية فى مواجهة التهديدات الأمريكية والكورية الجنوبية بالأساس، مشيرة إلى أن «بيونج يانج» تحاول استفزاز «واشنطن» وحلفاؤها فى المنطقة، لذا زادت كوريا الشمالية خلال الفترة الماضية زيادة ملحوظة فى إطلاقها للصواريخ لإثبات قدرتها النووية التكتيكية.

وأضافت الدكتورة نادية حلمي، أن استمرار روسيا والصين في استخدام حق النقض «الفيتو» ضد العقوبات التي تقترحها الأمم المتحدة، عزز من حرية كوريا الشمالية في اختيار أية أسلحة وإطلاق أي صواريخ، وأوضحت  خبيرة الشئون السياسية الصينية والآسيوية، أن مع نمو وتنوع ترسانة كوريا الشمالية النووية فإن التهديد الذي تشكله على جيرانها وعلى البر الرئيسي للولايات المتحدة يثير القلق، وأشارت «واشنطن» إليه على أنه خطر مستقبلي.

 

 

المصدر: الوطن

كلمات دلالية: كوريا الشمالية بيونج يانج زعيم كوريا الشمالية شبه الجزيرة الكورية الکوریة الجنوبیة کوریا الشمالیة کوریا الجنوبیة عملیة الإطلاق بیونج یانج إلى أن

إقرأ أيضاً:

كوريا الجنوبية تعقد محادثات مع دول إفريقية لتعزيز التعاون بمجال المعادن الحيوية الثلاثاء المقبل

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

ذكرت كوريا الجنوبية، اليوم /الجمعة/، أنها ستعقد مع دول إفريقية محادثات في جنوب إفريقيا الأسبوع المقبل؛ لتعزيز التعاون في مجال المعادن الحيوية. 

وقالت وزارة الخارجية الكورية - في بيان أوردته وكالة الأنباء الكورية الجنوبية (يونهاب) - إن الحوار سيجري في "كيب تاون" يوم الثلاثاء المقبل، بقيادة النائبة الثانية لوزير الخارجية الكورية الجنوبي "كانج إن-سون" وممثلي حكومات الدول الأفريقية المشاركة.

وأضافت أن المحادثات ستُعقد بمناسبة انعقاد مؤتمر التعدين الأفريقي "إندابا"، وهو حدث استثماري كبير في مجال التعدين في أفريقيا من المقرر عقده في الفترة من 3 إلى 6 فبراير، وستركز المناقشات على الجهود المبذولة لتسهيل تطوير قطاعات المعادن الحيوية وتعزيز التعاون، وكذلك على سبل توسيع نطاق تبادل المعرفة في المجالات ذات الصلة.

وقد اتفقت كوريا الجنوبية و48 دولة أفريقية على إطلاق منصة للحوار خلال أول قمة جمعت الطرفين في سيئول في يونيو من العام الماضي.

إلى ذلك، استقبلت كوريا الجنوبية نحو 16.37 مليون سائح خلال العام الماضي، بارتفاع قدره 48.4%، بالمقارنة مع عام 2023، ما يمثل 94% من مستوى ما قبل تفشي جائحة "كوفيد-19" في عام 2019.

وذكرت منظمة السياحة الكورية - في بيان اليوم - أن عدد السياح الأجانب الذين زاروا كوريا الجنوبية انخفض من 17.5 مليونا في عام 2019 إلى 2.52 مليون في عام 2020 بسبب الجائحة، ثم تراجع إلى 970 ألفا في عام 2021.. لكنه ارتفع إلى 3.2 ملايين في عام 2022، ثم تجاوز 10 ملايين مرة أخرى ليصل إلى 11.03 مليونا في عام 2023.

وحسب الجنسية، جاء الصينيون في المركز الأول بـ 4.6 ملايين، يليهم اليابانيون (3.22 ملايين)، والتايوانيون (1.47 مليون)، والأمريكيون (1.32 مليون).
 

مقالات مشابهة

  • في كوريا الجنوبية حيث ساعات العمل الأطول.. الاستجمام متاح وموثق بصور!
  • مصرع وفقدان 4 أشخاص بعد جنوح سفينتي صيد في كوريا الجنوبية
  • تراجع صادرات كوريا الجنوبية بنسبة 3ر10% في يناير
  • وزير الدفاع الأمريكي يؤكد التزام واشنطن بالدفاع عن كوريا الجنوبية
  • منتخب شباب العراق يتعادل ودياً أمام كوريا الجنوبية
  • مصادر أمريكية تكشف عن تحرك مفاجئ لجنود كوريا الشمالية في روسيا
  • كوريا الجنوبية تعقد محادثات مع دول إفريقية لتعزيز التعاون بمجال المعادن الحيوية الثلاثاء المقبل
  • الحكومة الكورية الجنوبية تدين بشدة تصريحات زعيم كوريا الشمالية حول تعزيز الدرع النووي
  • استعداداً لنهائيات آسيا.. شباب العراق يواجهون كوريا الجنوبية اليوم ودياً
  • رئيس كوريا الجنوبية المؤقت يدعو لليقظة في ظل التشكك بسياسة ترامب الأمريكية