نقل 1% فقط للعلاج.. تقييد سفر جرحى غزة حكم مسبق بالإعدام
تاريخ النشر: 18th, December 2023 GMT
غزة- تخشى ولاء مسعود أن يفوت الوقت، قبل أن تتمكن من السفر للعلاج بالخارج من إصابة خطرة تعرضت لها في غارة جوية إسرائيلية، وتهدد قدرتها على المشي مجددا.
ونجت ولاء من تحت الأنقاض، إثر غارات جوية عنيفة دمرت مربعا سكنيا بأكمله في مخيم جباليا للاجئين، شمال قطاع غزة، وتسببت لها بإصابة خطرة في عظام قدمها، وتحتاج إلى العلاج خارج القطاع، كي لا تلازمها إعاقة حركية لبقية حياتها.
ولا يتوفر العلاج المناسب لها في مستشفيات غزة التي تواجه انهيارا كليا جراء الاستهداف العسكري الإسرائيلي المباشر، والحصار المطبق ومنع توريد الأجهزة والأدوية والمستهلكات الطبية.
ولاء مسعود تخشى من إعاقة دائمة مع عدم سماح الاحتلال لها بالسفر للعلاج خارج القطاع (الجزيرة) آلية عقيمةوتقول وزارة الصحة في غزة إن الآلية المتبعة في مغادرة الجرحى للعلاج بالخارج من خلال معبر رفح البري مع مصر، عقيمة وغير مجدية وتساهم في قتل مئات الجرحى، ويتفق معها في ذلك "المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان"، الذي صنف تعمد إسرائيل عرقلة سفر آلاف المرضى والجرحى بـ "حكم مسبق بالإعدام".
وتنتظر ولاء بفارغ الصبر سفرها لتلقي العلاج المناسب، الذي ينقذها من إصابة هشمت "رمانة" قدمها، وتقول، "مش بيكفي خسارتي لابني وعائلتي، وكمان أعيش بقية حياتي معاقة؟".
وفقد جرحى ومرضى حياتهم أثناء انتظارهم الطويل للموافقة على سفرهم للعلاج بالخارج، ويفيد رئيس لجنة الطوارئ الصحية في مدينة رفح الدكتور مروان الهمص بأنهم يرسلون إلى الجانب المصري كشفا يوميا يضم 300 اسم لمرضى وجرحى بحاجة ماسة للعلاج غير أنه تتم الموافقة على 20 إلى 50 اسما فقط.
ونقل المرصد الأورومتوسطي، ومقره جنيف عن الهمص، أن هذه الموافقات تأتي متأخرة من 24 إلى 72 ساعة، وهو ما يؤدي إلى وفاة بعض من يحصلون على الموافقات الأمنية اللازمة.
ومنذ اندلاع الحرب الإسرائيلية في السابع من أكتوبر/تشرين الأول الماضي، يغلق الاحتلال معبر بيت حانون (إيرز) المخصص للأفراد والحالات الإنسانية، أمام حركة المسافرين، بمن فيهم المرضى والجرحى، إضافة إلى إغلاقه معبر كرم أبو سالم التجاري الوحيد، ومنع توريد كل الاحتياجات الإنسانية بما فيها الطبية.
وخلال أول أسبوعين من العدوان غير المسبوق قتلا ودمارا، ظل معبر رفح -وهو المنفذ البري الوحيد للغزيين مع العالم الخارجي عبر الأراضي المصرية- مغلقا، قبل أن يعاد فتحه في 20 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، بشكل جزئي، لسفر المرضى والجرحى وإدخال إمدادات إنسانية.
وأوضح رئيس "المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان" رامي عبدو -للجزيرة نت- أن حركة مغادرة المرضى والجرحى تتسم ببطء شديد وتخضع لقيود إسرائيلية تعسفية، نظرا للحاجة إلى الموافقة الأمنية من جيش الاحتلال على كل اسم شخص يحاول السفر للعلاج.
الاحتلال أخرج 22 مستشفى و52 مركزا صحيا عن الخدمة ودمر 102 سيارة إسعاف واعتقل 38 كادرا طبيا في غزة (الجزيرة) "جريمة حرب"وحتى أواخر الأسبوع الماضي، وثقت وزارة الصحة تمكن 491 جريحا و214 مريضا من المرور عبر معبر رفح إلى مصر للعلاج، وهو ما يشكل أقل من 1% من إجمالي جرحى الحرب، ويقدر عددهم بأكثر من 50 ألفا.
وأكد عبدو أن حوالي 8 آلاف جريح من إجمالي الجرحى بحاجة إلى تدخل طبي عاجل، وأن تقييد سفرهم يعني حكما إسرائيليا مسبقا بإعدامهم.
ويأتي تقييد سفر الجرحى والمرضى في وقت تتعرض فيه المنظومة الصحية في غزة لحالة انهيار شاملة، حيث يعمل حاليا وبشكل جزئي 13 مستشفى فقط من أصل 36، في ظل معوقات كثيرة ومحدودية الإمكانات الطبية، وفقا لعبدو.
وبحسب وزارة الصحة، فقد انخفضت القدرة السريرية من 3600 إلى أقل من 1400 سرير، وتصل معدلات الإشغال حاليا إلى 206% في أقسام المرضى الداخليين و250% في وحدات العناية المركزة.
وقال رئيس لجنة الطوارئ الصحية في رفح مروان الهمص -للجزيرة نت- إن الاحتلال يستخدم القيود على حركة سفر الجرحى والمرضى، وكذلك الإمدادات الطبية، كسلاح للقتل مرة ثانية، بعد القتل بالقذائف والصواريخ.
ويتفق عبدو مع الهمص على أن تصعيد قيود سفر المرضى والجرحى وعرقلة تدفق الإمدادات الطبية في وقت يتعرض فيه القطاع إلى هجمات مميتة، "هو شكل من أشكال العقاب الجماعي ويمثل انتهاكا صارخا للقانون الدولي، ويرقى إلى جريمة حرب".
وأضاف، أن القيود المفروضة على سفر المرضى والجرحى ترتبط ارتباطا مباشرا بزيادة أعداد ضحايا العدوان، وقد تشكل عاملا إضافيا في تعميق جريمة الإبادة الجماعية التي يتعرض لها المدنيون الفلسطينيون في قطاع غزة".
انتهاكات متعمدةوتشير أحدث إحصاءات وزارة الصحة إلى ارتقاء 18 ألفا و800 شهيد وأكثر من 51 ألف جريح، ومن بين الشهداء 300 كادر صحي.
واستهدف جيش الاحتلال 138 مؤسسة صحية، وأخرج 22 مستشفى و52 مركزا صحيا عن الخدمة، ودمر 102 سيارة إسعاف، إضافة إلى اعتقال 38 كادرا طبيا.
وتؤكد وزارة الصحة أن الاحتلال يتعمد تصفية الوجود الصحي في شمال القطاع لإجبار السكان على النزوح، وأن الوضع الصحي في مستشفيات جنوب القطاع هو الأسوأ نتيجة فقدانها القدرات الاستيعابية والعلاجية.
وتضيف أن الطواقم الطبية تفاضل بين الحالات الخطيرة لإنقاذ حياة ما يمكن إنقاذه من بين الأعداد الكبيرة التي تصل إلى مستشفيات الجنوب.
ويتعمد الاحتلال إبقاء المنظومة الصحية في حالة انهيار مستمر، ويتحكم في حجم ونوعية المساعدات الطبية.
ولوقف هذا الانهيار، يقول الهمص، إنه مطلوب على نحو عاجل توفير ممر إنساني آمن يضمن تدفق الإمدادات الطبية والوقود ووصولها لكافة مستشفيات القطاع في شماله وجنوبه، واتباع آلية سريعة لسفر الجرحى والمرضى للعلاج بالخارج.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: للعلاج بالخارج المرضى والجرحى وزارة الصحة الصحیة فی
إقرأ أيضاً:
الشيوخ يفتح ملف المسئولية الطبية.. أبرز ملامح مشروع القانون قبل المناقشة
يدخل مشروع قانون المسئولية الطبية وحماية المريض، في مناقشات الجلسة العامة لمجلس الشيوخ، إيذانًا بإحالته لمجلس النواب بعد الموافقة عليه، لنكون بصدد تشريع كان ولا يزال أحد المطالب الهامة للقطاع الطبي والمرضى معًا.
مشروع القانون على طاولة الجلسة العامة رسمياوصدر بيان عن مجلس الشيوخ، أعلن فيه عن مناقشة المجلس خلال جلساته العامة الأسبوع المقبل، يومي الأحد، والاثنين تقرير اللجنة المشتركة من لجنة الصحة والسكان، ومكتبي لجنتي الشئون الدستورية والتشريعية، والشئون المالية والاقتصادية والاستثمار، عن مشروع قانون مقدم من الحكومة بإصدار قانون تنظيم المسئولية الطبية وحماية المريض.
التعويض بدل الحبس .. 8 توصيات من أطباء الشرقية بشأن المسؤولية الطبيةوزير الصحة: قانون تنظيم المسؤولية الطبية يضمن حقوق الفريق الصحي وتوفير بيئة عمل جاذبةويأتي مشروع القانون في خطوة لافتة نحو تنظيم المسؤولية الطبية وحماية حقوق المرضى، إذ أن - كما ذكرت لجنة الصحة بمجلس الشيوخ - خطوة جادة نحو تحقيق هذا التوازن. فهو لا يهدف إلى تحميل الأطباء أعباءً زائدة، بقدر ما يسعى إلى وضع معايير عادلة للمساءلة، تمنع الإهمال وتحمي أرواح المرضى دون أن تنال من ثقة الأطباء في ممارسة مهنتهم النبيلة.
فلسفة مشروع القانونوترتكز فلسفة مشروع قانون بإصدار قانون المسئولية الطبية وحماية المريض على تحقيق التوازن بين حقوق المرضى وواجبات الأطقم الطبية ومسئولية القائمين على إدارة المنشآت الطبيعة.
مع ضمان بيئة عمل عادلة وآمنة للعاملين في المجال الصحي، وتعزيز الثقة المتبادلة بين المرضى ومقدمي الرعاية الصحية من خلال وضع إطار قانوني واضح يحدد الالتزامات والمسئوليات، ويعالج القضايا المتعلقة بالأخطاء الطبية بطريقة عادلة ومنصفة، ويراعي التطورات العلمية والتكنولوجية في المجال الصحي، ويهدف إلى بناء نظام صحي مستدام يعزز من جودة الرعاية المقدمة ويحمي حقوق جميع الأطراف المعنية.
مرتكزات قانون المسئولية الطبيةوينطلق مشروع القانون من المبادئ الأساسية التالية:
حماية حقوق المرضى من خلال ضمان حصولهم على خدمات طبية عالية الجودة ومعاقبة الإهمال أو التقصير الذي قد يؤدي إلى الإضرار بصحتهم أو سلامتهم.
تشجيع الكفاءة الطبية عبر وضع معايير واضحة تحفز الممارسين الطبيين على الالتزام بأعلى درجات المهنية والدقة في عملهم، ما يسهم في تحسين جودة الخدمات الصحية.
تحقيق العدالة: يسعى مشروع القانون إلى إنصاف المرضى المتضررين من الأخطاء الطبية دون المساس بحقوق الأطباء الذين قد يقعون ضحية لاتهامات غير عادلة، من خلال اعتماد آليات تحقيق دقيقة ومحايدة.
تعزيز المسئولية الأخلاقية
يدعو مشروع القانون إلى الالتزام بالقيم الأخلاقية في الممارسة الطبية، بما يشمل احترام كرامة المرضى وحقوقهم الإنسانية.
توفير بيئة داعمة للأطقم الطبية من خلال حماية الممارسين الصحيين من التعدي عليهم أثناء عملهم والملاحقة التعسفية وضمان توفر التأمين ضد المخاطر المهنية، ما يشجعهم على أداء عملهم بثقة وأمان.