كشف مسؤولون أمريكيون عن أن إدارة الرئيس جو بايدن اقترحت على رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس (88 عاما) إعادة تفعيل أفراد قواتها الأمنية في غزة لإدارة القطاع بعد الحرب الراهنة بين الجيش الإسرائيلي والفصائل الفلسطينية، بحسب باراك رفيد في تقرير بموقع "أكسيوس" الأمريكي (Axios).

ومنذ اندلاع الحرب في 7 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، تقدم إدارة بايدن للاحتلال الإسرائيلي أكبر دعم عسكري واستخباراتي ودبلوماسي ممكن، حتى أصبح كثيرون يعتبرون واشنطن شريكا في جرائم إسرائيل بحق سكان غزة البالغ عددهم نحو 2.

4 مليون نسمة.

وفي 15 ديسمبر/ كانون الأول الجاري، التقى مستشار الأمن القومي للبيت الأبيض جيك سوليفان في مدينة رام الله وسط الضفة الغربية المحتلة مع عباس، وناقش معه كيفية مشاركة السلطة الفلسطينية في حكم غزة بعد الحرب.

واعتبر رفيد، في التقرير الذي ترجمه "الخليج الجديد"، أن هذه الخطوة تندرج في إطار سعي واشنطن إلى "إعادة تنشيط السلطة الفلسطينية الضعيفة والمفتقرة لدعم شعبي حتى تتمكن من ممارسة دور جديد في حكم غزة".

وإثر انهيار حكومة وحدة وطنية فلسطينية في صيف 2007، سيطرت "حماس" على غزة؛ جراء خلافات مع حركة "فتح" بزعامة عباس لا تزال قائكة رغم جهود فلسطينية وإقليمية متكررة لإنهاء الانقسام الفلسطيني.

اقرأ أيضاً

فشل في غزة.. كيف ينقذ نتنياهو نفسه؟ وإلى أين يستدرج بايدن؟

قيادة السلطة

وقال المتحدث باسم مجلس الأمن القومي بالبيت الأبيض جون كيربي، في إفادة صحفية، إن سوليفان وعباس "تحدثا بالتأكيد عن غزة ما بعد الصراع وقضايا الحكم وعن سلطة فلسطينية متجددة تتوفر على شرطي المسؤولية والمساءلة في كيفية إدارة مستقبل الشعب الفلسطيني.. لقد ناقشا الخطوات اللازمة حتى تصبح السلطة الفلسطينية أكثر مصداقية وعُرضة للمساءلة".

وبحسب رفيد، نقلا عن مسؤول أمريكي مطلع، "تريد إدارة بايدن من عباس إجراء إصلاحات واسعة النطاق، بينها ضخ أشخاص أصغر سنا في قيادة السلطة الفلسطينية، تتمتع بقدرات عالية وبمصداقية بين الفلسطينيين في الضفة وغزة، وتحظى باحترام وثقة المجتمع الدولي".

وقال المسؤولون الأمريكيون، لم يكشف التقرير عن هويتهم، إن "إحدى القضايا التي نوقشت في الأسابيع الأخيرة بين مسؤولي إدارة بايدن ومساعدي عباس هي كيف يمكن للسلطة الفلسطينية أن تمارس دورا أمنيا في مرحلة ما بعد حماس في غزة".

ورغم دعوات سياسية خارجية واحتجاجات شعبية في أنحاء العالم تطالب بوقف الحرب، يُصر رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو على استمرار القتال، على أمل إنهاء حكم "حماس" لغزة والقضاء على القدرات العسكرية للحركة، التي تؤكد أنها تقاوم الاحتلال الإسرائيلي المستمر لفلسطين منذ عقود.

واعتبر المسؤولون الأمريكيون أن "قوات الأمن التابعة للسلطة الفلسطينية في الضفة الغربية، والتي تدربها الولايات المتحدة، فعالة ونجحت في منع الهجمات ضد إسرائيل في الضفة الغربية".

اقرأ أيضاً

خليفة عباس المحتمل: السلطة الفلسطينية مستعدة لإدارة غزة بعد الحرب 

18 ألف عنصر

وقد ناقشت الإدارة الأمريكية مع السلطة الفلسطينية إعادة تنشيط بعض أفراد قواتها الأمنية الذين يعيشون في غزة وكانوا في الخدمة الفعلية قبل سيطرة "حماس" على القطاع، كما أفاد رفيد.

وتابع أن "السلطة الفلسطينية تواصلت في الأيام القليلة الماضية مع بعض أولئك الذين ما زالوا في سن مؤهلة للخدمة الأمنية لمعرفة ما إذا كانوا مهتمين بالعودة إلى الخدمة".

ومنذ 2007، يتلقى أفراد الأجهزة الأمنية التابعة للسلطة في غزة، والبالغ عددهم نحو 18 ألف عنصر، رواتب على الرغم من عدم انخراطهم في أي أعمال فعلية، كما قال رفيد.

وأعلنت "حماس"، في وقت سابق، رفضها للسيناريوهات الأمريكية بشأن مستقبل غزة، معتبرة إياها "وصاية وقحة" وتدخل من واشنطن في شؤون فلسطين الداخلية، مشددة على أن "أي رهان على ترتيبات في غزة أو القضية الفلسطينية عموما بدون حماس وبقية الفصائل هي وهم وسراب".

غير أن أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية حسين الشيخ، والذي يُنظر إليه على أنه خليفة محتمل لعباس، قال أمس الأحد إن "السلطة الفلسطينية هي الممثل الشرعي للشعب الفلسطيني وستكون مستعدة لتولي إدارة غزة بعد انتهاء الحرب".

لكن مسؤولو إدارة بايدن يعترفون بأنه سيكون من الصعب المضي قدما في استئناف دور السلطة الفلسطينية في غزة دون موافقة إسرائيل، بحسب رفيد.

وبينما يرغب بايدن في تولي السلطة الفلسطينية مسؤولية غزة، أعلن نتنياهو مرارا رفضه لهذا الخيار ورغبته في استمرار السيطرة الأمنية على القطاع، معتبرا أن السلطة تمثل تهديدا لإسرائيل، بل وقال إنه يستعد لخوض قتال محتمل ضد قوات السلطة في الضفة الغربية.

وردا على جرائم الاحتلال الإسرائيلي اليومية بحق الشعب الفلسطيني ومقدساته، ولاسيما المسجد الأقصى في مدينة القدس الشرقية المحتلة، شنت "حماس" في 7 أكتوبر الماضي هجوم "طوفان الأقصى" ضد مستوطنات وقواعد عسكرية إسرائيلية بمحيط غزة.

وقتلت "حماس" في هجومها نحو 1140 إسرائيليا وأسرت قرابة 240 بادلت 110 منهم، خلال هدنة إنسانية استمرت 7 أيام حتى 1 ديسمبر الجاري، مع الاحتلال الذي يحتجز في سجونه أكثر من 7800 فلسطيني.

ومنذ 7 أكتوبر الماضي، يشن جيش الاحتلال حربا مدمرة في غزة خلّفت حتى منتصف ديسمبر الجاري 18 ألفا و800 شهيد، و51 ألف جريح، معظمهم أطفال ونساء، ودمارا هائلا في البنية التحتية و"كارثة إنسانية غير مسبوقة"، بحسب مصادر رسمية فلسطينية.

اقرأ أيضاً

هنية: منفتحون على أية مبادرات لوقف العدوان.. وأي ترتيبات لغزة دون حماس وهم

المصدر | باراك رفيد/ أكسيوس- ترجمة وتحرير الخليج الجديد

المصدر: الخليج الجديد

كلمات دلالية: أكسيوس بايدن عباس تفعيل غزة إسرائيل السلطة الفلسطینیة الضفة الغربیة إدارة بایدن فلسطینیة فی فی الضفة فی غزة

إقرأ أيضاً:

اجتماع حاسم لإدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بشأن أوكرانيا

المناطق_متابعات

قال مسؤول أمريكي ومصدر مطلع إن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب سيعقد اجتماعًا بعد ظهر الاثنين بشأن الخطوات التالية فيما يتعلق بالأزمة مع أوكرانيا، بما في ذلك تعليق محتمل للمساعدات العسكرية الأمريكية.

وكان ترامب وحلفاؤه يضغطون على الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي بعد اجتماعهم الكارثي في المكتب البيضاوي الأسبوع الماضي.

أخبار قد تهمك الرئيس الأمريكي يُعلّق على قول الرئيس الأوكراني إن إنهاء الحرب “لا يزال بعيداً للغاية” .. ترامب: هذا أسوأ تصريح لزيلينسكي ولن نتحمله لفترة أطول 3 مارس 2025 - 9:23 مساءً ترامب يهنئ المسلمين بحلول شهر رمضان 3 مارس 2025 - 9:01 مساءً

ومن شأن تعليق المساعدات العسكرية أن يلحق الضرر بقدرة أوكرانيا على الدفاع عن نفسها ضد روسيا ويضعف نفوذ أوكرانيا بشكل أكبر بينما يدفع ترامب نحو محادثات السلام.

ورد ترامب على Truth Social على تقرير لوكالة أسوشيتد برس بأن زيلينسكي قال إن نهاية الحرب “ما زالت بعيدة جدًا جدًا”، وكتب: “هذا أسوأ بيان يمكن أن يصدره زيلينسكي، ولن تتحمل أميركا ذلك لفترة أطول!”.

وفقا للعربية: تابع “هذا ما كنت أقوله، هذا الرجل لا يريد أن يكون هناك سلام طالما أنه يحظى بدعم أمريكا، وأوروبا، في الاجتماع الذي عقدته مع زيلينسكي، صرحت بشكل قاطع أنها لا تستطيع القيام بالمهمة بدون الولايات المتحدة”، وأضاف “ربما لم يكن هذا تصريحًا رائعًا من حيث إظهار القوة ضد روسيا. ماذا يفكرون؟”

وكتب زيلينسكي على X أنه “من المهم جدًا أن نحاول جعل دبلوماسيتنا جوهرية حقًا لإنهاء هذه الحرب في أقرب وقت ممكن ، وتابع “نحن بحاجة إلى سلام حقيقي والأوكرانيون يريدون ذلك أكثر من أي شيء آخر لأن الحرب تدمر مدننا وبلداتنا. نحن بحاجة إلى وقف الحرب وضمان الأمن. نحن نعمل مع أميركا وشركائنا الأوروبيين ونأمل كثيرًا في دعم الولايات المتحدة على طريق السلام. السلام مطلوب في أقرب وقت ممكن”.

ويبدو أن هذا التبادل يحدد لهجة اجتماع الاثنين.

إلى جانب ترامب، من المتوقع أن يشارك نائب الرئيس فانس ووزير الخارجية ماركو روبيو ووزير الدفاع بيت هيجسيث ومستشار الأمن القومي مايك والتز ومسؤولون كبار آخرون، حسبما ذكرت المصادر.

وكشفت صحيفة نيويورك تايمز لأول مرة عن الاجتماع.

وقال والتز لفوكس نيوز الاثنين أن الوقت ليس في صالح زيلينسكي، صبر الشعب الأمريكي ليس بلا حدود، ومحافظهم ليست بلا حدود، ومخزوناتنا وذخائرنا ليست بلا حدود. لذا فإن الوقت للتحدث هو الآن”.

وأضاف مستشار الأمن القومي لترامب أنه من أجل حل الأزمة، يحتاج زيلينسكي إلى التعبير عن أسفه لخلافه العلني مع الرئيس في المكتب البيضاوي يوم الجمعة الماضي، والقول إنه مستعد لتوقيع صفقة المعادن وأنه مستعد للدخول في محادثات سلام مع روسيا.

وكان ترامب يدعو إلى وقف إطلاق النار في أوكرانيا، على أن يتبعه مفاوضات. لكن زيلينسكي يقاوم فكرة وقف إطلاق النار غير المشروط.

وأصبح اجتماع ترامب وزيلينسكي مثيرًا للجدال بشكل خاص بعد أن قال زيلينسكي إن بوتن انتهك الاتفاقات السابقة ولا يمكن الوثوق به.

كما لم تدع روسيا إلى وقف إطلاق النار، لكن المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف قال الأحد إن السياسة الخارجية “المتغيرة بسرعة” لترامب “تتوافق إلى حد كبير مع رؤيتنا”.

مقالات مشابهة

  • أحمد موسى: على حماسس التنحي عن السلطة في غزة.. والموقف العربي من القضية الفلسطينية ثابت
  • اجتماع حاسم لإدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بشأن أوكرانيا
  • ‎المركز الوطني لإدارة الدين يعلن برنامج تطوير الخريجين سند
  • بن سلمان يسأل ماذا يُريد عباس؟ .. خفايا وكواليس مُداولات ما قبل القمّة العربية
  • خطّة مصرية فلسطينية لإدارة غزة وإعادة الإعمار بعد الحرب.. تعرّف عليها
  • ممدوح عباس يهاجم مجلس الزمالك بسبب الناشئين
  • أكسيوس: مفاوضات اتفاق وقف إطلاق النار بغزة تصل لطريق مسدود
  • حماس: ندعم تشكيل لجنة إسناد مجتمعي لإدارة غزة كما اقترحت مصر
  • واشنطن بوست: إدارة بايدن تراجعت في آخر لحظة عن معاقبة إسرائيل
  • تفاصيل الخطة العربية لإدارة غزة.. السلطة ستحكم القطاع (شاهد)