اليوم، تستضيف وزارة العمل والضمان الاجتماعي التركية الاجتماع الثاني الحاسم لتحديد الحد الأدنى للأجور للعام القادم. هذا الاجتماع يجمع ممثلين من ثلاثة أطراف رئيسية: العمال، أصحاب العمل، والحكومة، ويأتي بعد جلسة أولية ناقشت الأمور ذاتها.

النقطة المحورية للنقاش هي البيانات الاقتصادية الأساسية التي ستقدمها وزارتي الخزانة والمالية والتجارة، إلى جانب المعهد الإحصائي التركي (TÜİK).

هذه البيانات ستلعب دوراً كبيراً في توجيه المفاوضات والنقاشات.

من الجدير بالذكر أن الاجتماع الأول شهد مشاركة أربعة عمال قدموا شهادات عن ظروفهم المعيشية، وهم هاتيس أكجيديك (العاملة في مستشفى في أضنة)، ميلحة نور شيكبوداك (أمينة صندوق في أنقرة)، سافيت جانباز (عامل الطاقة في تشوروم)، ودورموش أوزتورك (عامل الطرق في بولو). تأتي شهاداتهم لتسليط الضوء على الحاجة إلى تحديد أجور عادلة تتناسب مع تكاليف المعيشة.

وفقًا لتوقعات الزيادة في الحد الأدنى للأجور، تتراوح الأرقام المقترحة من 15,392 ليرة تركية (بزيادة 35٪) إلى 17,673 ليرة تركية (بزيادة 55٪).

اللجنة المكونة من 15 عضوًا – بما في ذلك ممثلون عن العمال، أصحاب العمل، والحكومة – تتخذ قراراتها بأغلبية الأصوات، ومن المتوقع أن تصدر قرارها بناءً على المفاوضات والنقاشات التي تدور في هذا الاجتماع.

المصدر: تركيا الآن

كلمات دلالية: تركيا اخبار تركيا الحد الأدنى للأجور الحد الأدنى للأجور في تركيا تركيا الان قيمة الحد الأدنى للأجور

إقرأ أيضاً:

تركيا ودورها المستتر في وقف العدوان على غزة

دخلت غزة مرحلة جديدة مع وقف إطلاق النار بعد واحدة من أفظع الحروب في التاريخ. هذا الوقف "الهش" لإطلاق النار، أوقف قصف إسرائيل للمناطق السكنية مؤقتًا، لكنه يبقى وضعًا حساسًا قد ينهار في أي لحظة.

مثلما كانت الحرب شديدة الوطأة، فإن المفاوضات التي سبقت وقف إطلاق النار، كانت طويلة ومتوترة، حتى بدت وكأنها حرب بحد ذاتها.

وفي هذه المفاوضات، شاركت كل من قطر، ومصر، والولايات المتحدة، بينما رفضت إسرائيل بشدة وجود تركيا على طاولة النقاش. ورغم أن تركيا لم تشارك رسميًا، فإنها تدخلت بشكل أو بآخر في كل مراحل المفاوضات.

وفي تصريح لمحمد نزال، عضو المكتب السياسي لحركة حماس، خلال مقابلة أجراها، قال: " لم تكن تركيا بعيدة عن هذه المفاوضات في أي وقت، وخصوصًا في الأشهر الأخيرة. ورغم اعتراض إسرائيل على دور تركيا الفاعل، فقد أكدنا دائمًا على ضرورة أن تكون تركيا طرفًا في العملية".

الدفاع عن شرعية "حماس"

لعل الخطوة الأكثر إستراتيجية التي اتخذتها تركيا خلال هذا المسار، هي نجاحها في تقديم حماس كطرف مشروع وقانوني في الحرب، ومفاوضات وقف إطلاق النار.

فعلى الرغم من أن حركة حماس مدرجة ضمن قوائم التنظيمات الإرهابية في بعض الدول، وكانت الولايات المتحدة وإسرائيل ترفضان التعامل معها يأي صورة تمنحها شرعية سياسية، مفضلتين التفاوض عبر قنوات أخرى، فإن الموقف التركي نجح في تغيير هذه الديناميكية.

إعلان

ورغم محاولات لاستبعاد قطر أيضًا من هذا الدور، وفرض عواصم أخرى كمركز رئيسي للمفاوضات، فإن قطر أثبتت أنها لا غنى عنها؛ بفضل موقعها الدبلوماسي وبراعتها السياسية، لتصبح لاعبًا رئيسيًا في المحادثات.

تركيا، من جانبها، قبلت أن تكون قطر اللاعب الأساسي في المفاوضات، وامتنعت عن فرض شروط، لكنها استمرت في دعم موقفها علنًا. وأكد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، في تصريحات حاسمة، قائلًا: "حماس ليست منظمة إرهابية، بل هي حزب سياسي شرعي يدافع عن أرضه"، وقد كرر هذا الموقف في مختلف المحافل الدولية، كما استقبل قيادات حماس.

بدوره، حرص وزير الخارجية هاكان فيدان على الاجتماع بقادة حماس في مناسبات عديدة، مما عزز من مكانة الحركة كطرف رسمي في مفاوضات وقف إطلاق النار، ليس فقط أمام الدول العربية بل حتى في نظر الولايات المتحدة.

أما رئيس جهاز الاستخبارات التركية، إبراهيم قالن، فقد عقد اجتماعات مع مسؤولين في الولايات المتحدة، وإسرائيل، ومصر، مؤكدًا أن استبعاد حماس من المفاوضات سيجعل الحل مستحيلًا. وقد لعب دورًا كبيرًا في تقديم الدعم الإستراتيجي ورسم الخطط خلال هذه الفترة.

تدخل حاسم من أجل وقف إطلاق النار

إستراتيجية تركيا في دعم شرعية حماس أثرت أيضًا في التوازنات الداخلية للحركة، لتتيح للدبلوماسية فرصة أكبر للتأثير.

وفي تصريحات وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن قبيل انتهاء فترة عمله، أشار إلى الدور التركي قائلًا: "تحدثنا مع الرئيس أردوغان لاستخدام ثقله وتأثيره لإعادة حماس إلى طاولة المفاوضات، وقد نجح في تحقيق ذلك".

واصلت تركيا أداء هذا الدور التيسيري من خلال مشاركتها في المفاوضات، وجهود الإغاثة، ودعم التوازنات الإقليمية، مع استخدام لغة تواصل حذرة للغاية؛ لضمان استمرار دور قطر ومصر المحوري.

وعندما سُئل وزير الخارجية هاكان فيدان عن دور تركيا في إعلان وقف إطلاق النار، أجاب باختصار قائلًا: "لا أرغب في سرقة الأضواء من وزراء الدول الأخرى الذين أسهموا في تحقيق هذا الاتفاق".

إعلان الدعم التركي الإعلامي لفلسطين

أثناء تسهيلها لمحادثات وقف إطلاق النار بشكل غير مرئي، بذلت تركيا جهودًا استثنائية في كشف جرائم الحرب الإسرائيلية أمام العالم.
خصصت وسائل الإعلام التركية، بجميع قنواتها تقريبًا، تغطية مكثفة لإظهار وحشية إسرائيل من خلال تقارير وبرامج خاصة. كما أعدت القنوات والصحف التي تبثّ بالعربية والإنجليزية أفلامًا وثائقية وملفات إخبارية حول معاناة غزة.

من جهتها، وثقت وكالة الأناضول الصور ومقاطع الفيديو التي تثبت وقوع مجازر بحق الفلسطينيين، وأصدرتها على شكل كتب وأفلام تم تقديمها كأدلة إضافية للمحكمة الجنائية الدولية.

وبالتزامن، عمل مركز مكافحة التضليل التابع لرئاسة الاتصالات التركية على تفنيد الأكاذيب الإسرائيلية ونشر الحقائق بلغات متعددة.
أما الرئيس أردوغان، فقد واصل انتقاداته لإسرائيل في جميع برامجه المحلية والدولية، محاولًا حشد الرأي العام العالمي ضدها.

خطط تركيا لما بعد وقف إطلاق النار

وَفقًا للبيانات الإسرائيلية، تحتل تركيا المرتبة الأولى بين الدول التي تقدم المساعدات الإنسانية لقطاع غزة. ولا تقتصر المساعدات التركية على الغذاء فقط، بل تشمل أيضًا مجالات: الصحة، الطاقة، والبنية التحتية، وهي جاهزة للتدخل فور تسهيل إسرائيل إدخال المساعدات إلى القطاع.

ولضمان استمرار وقف إطلاق النار، تواصل تركيا اتصالاتها مع الإدارة الأميركية الجديدة بقيادة دونالد ترامب. إذ يبدو أن الرئيس الأميركي مهتم بلعب دور لإنهاء الحرب ومنع انتشارها، مما يجعل تركيا في موقع محوري.

وتعلن تركيا، كما هو الحال في القضية السورية، استعدادها لأداء دور فعال في حل القضية الفلسطينية، وتحقيق الاستقرار في المنطقة.

تحالف إقليمي ضد التوسع الإسرائيلي

منذ بداية الحرب في غزة، أكدت تركيا مرارًا أن إسرائيل لن تتوقف عند احتلال القطاع، وهو ما ثبت لاحقًا من خلال التوسع الإسرائيلي في الضفة الغربية، وسوريا، ولبنان.

إعلان

تسعى تركيا جاهدةً لتوضيح أن استمرار التوسع الإسرائيلي يهدد بقية دول المنطقة أيضًا. وتعتقد أن التصدي لهذا الخطر يتطلب تحالفات إقليمية وتعاونًا مشتركًا.

وقد أظهرت التجربة في سوريا مدى نجاح التعاون الإقليمي، حيث نجحت تركيا في إحباط خطة إسرائيل والولايات المتحدة لإنشاء كيان انفصالي شمال سوريا بقيادة مليشيات "قسد/ PKK"، وهو ما أدى إلى حماية وحدة الأراضي السورية، ووقف المخططات الإسرائيلية.

ومع استمرار مساعي إسرائيل لتقسيم غزة، والتوسع في الضفة الغربية، وتهديد الدول المجاورة مثل: الأردن، ومصر، ولبنان، وسوريا، تزداد أهمية الجهود الدبلوماسية التركية لمنع تنفيذ هذه المخططات.

ومع إدارة ترامب التي تضم شخصيات معروفة بميولها المتطرفة لدعم إسرائيل، تدرك تركيا أن التحركات الدبلوماسية أصبحت مسألة حيوية للحفاظ على استقرار المنطقة.
ولا شك أن وقف إطلاق النار الحالي سيؤدي إلى تغيرات كبيرة في التوازنات الإقليمية.

الآراء الواردة في المقال لا تعكس بالضرورة الموقف التحريري لشبكة الجزيرة.

aj-logo

aj-logo

aj-logo إعلان من نحناعرض المزيدمن نحنالأحكام والشروطسياسة الخصوصيةسياسة ملفات تعريف الارتباطتفضيلات ملفات تعريف الارتباطخريطة الموقعتواصل معنااعرض المزيدتواصل معنااحصل على المساعدةأعلن معناابق على اتصالالنشرات البريديةرابط بديلترددات البثبيانات صحفيةشبكتنااعرض المزيدمركز الجزيرة للدراساتمعهد الجزيرة للإعلامتعلم العربيةمركز الجزيرة للحريات العامة وحقوق الإنسانقنواتنااعرض المزيدالجزيرة الإخباريةالجزيرة الإنجليزيالجزيرة مباشرالجزيرة الوثائقيةالجزيرة البلقانعربي AJ+

تابع الجزيرة نت على:

facebooktwitteryoutubeinstagram-colored-outlinersswhatsapptelegramtiktok-colored-outlineجميع الحقوق محفوظة © 2025 شبكة الجزيرة الاعلامية

مقالات مشابهة

  • من محبسه.. زعيم العُمّاليين يواصل مفاوضات إنهاء الصراع مع تركيا
  • زيادة المرتبات 2025.. 5 فئات مستحقة وهذا موعد إقرار العلاوة السنوية رسميًا
  • تركيا ودورها المستتر في وقف العدوان على غزة
  • مكتوم بن محمد يدشّن المرحلة الثانية لمركز البيانات الأخضر الأكبر عالميًا
  • الرقابة المالية: شركات التأمين تسدد تعويضات 35.6 مليار جنيه لعملائها خلال 10 أشهر
  • النساء تتصدر سوق العقارات في تركيا.. وهذه هي المدن المفضلة لهن
  • دوبينسكي: سيتم إبعاد زيلينسكي عن السلطة بسبب رغبته في إشراك الاتحاد الأوروبي في المفاوضات
  • تحديد موعد الدفعة الثانية من تبادل الأسرى ورئيس أركان جيش الاحتلال يقدم استقالته
  • 40 ألف ليرة لليلة واحدة، ولكن لا أمان: تفاصيل مرعبة حول الكارثة التي أودت بحياة 66 شخصًا في تركيا
  • آبادي: نجري مشاورات حول جولة جديدة من مفاوضات رفع العقوبات