ألقى السيد أحمد أبو الغيط 
الأمين العام لجامعة الدول العربية، كلمة في 
الدورة الوزارية الحادية والثلاثين للجنة الأمم المتحدة الاقتصادية والاجتماعية لغربي آسيا – الإسكوا.

وقال الأمين العام لجامعة الدول العربية، إنه لمن دواعي السرور أن أُرحب بكم في بيتكم.. بيت العرب.. هنا في هذه القاعة التاريخية التي كانت شاهدة على اجتماعات عُقدت على مدار العقود الماضية بهدف صون الأمن القومي العربي وتحقيق التكامل والتنمية بكافة ركائزها.

. واسمحوا لي أن أتقدم بخالص الشكر للدكتورة رولا دشتي الأمينة التنفيذية للإسكوا لما تبذله من جهود مقدرة لتحقيق التنمية في المنطقة.. وأُثني على ما لمسته في شخصها الكريم من صدق واجتهاد ورغبة قوية في تعزيز التعاون القائم بين منظمتينا وذلك منذ توليها قيادة الاسكوا.. مما سمح بتحقيق إنجازات وإعداد وتنفيذ مبادرات مشتركة، منها المبادرة التي سنسعد بإطلاقها اليوم تحت شعار "الرؤية العربية 2045".

وأضاف: “إنني أدرك أن اجتماعاتكم السنوية الوزارية تعالج موضوعات كثيرة تتعلق بنشاط الاسكوا ووضع السياسات والتوجيهات التي من شأنها تحقيق أهدافها.. ولكن هناك موضوعًا تتفقون معي جميعًا أنه يتصل اتصالًا وثيقًا بتحقيق تلك الأهداف.. وهو السلام.. إذ لا تنمية دون سلام واستقرار.. وللأسف فقد شهدت المنطقة العربية نزاعات خطيرة أدت إلى تعثر مسيرة التنمية في بعض أقطارها.. وأشير هنا على نحو خاص إلى النزاع العربي الإسرائيلي الذي لطالما كان عائقًا أساسيًا يحول دون الاستقرار في المنطقة”. 
إن الحرب الوحشية التي يشنها الاحتلال الإسرائيلي على المدنيين في غزة.. والتي يُتابع العالم جميعًا وقائعها المؤلمة.. صارت تعكس خطة واضحة.. خطة شيطانية في مراميها وأهدافها.. إن الاحتلال الإسرائيلي لا يستهدف القضاء على حركة كما يزعم.. وإنما القضاء على مجتمع بأكمله، وتمزيق نسيجه، وتدمير إمكانية الحياة في قطاع غزة لوقتٍ طويل قادم.. تلك هي أهداف العملية الإسرائيلية التي لم تعد خافية على أحد.

وليس لهذه الخطة الشيطانية سوى غاية واحدة هي تصفية القضية الفلسطينية بفصل الشعب عن أرضه، إما بالقضاء على إمكانية الحياة على هذه الأرض.. أو بتهجيره قسريًا وترحيله بقوة السلاح.. وهو ما لن يكون أبدًا. 
ولا يتورع قادة الاحتلال الإسرائيلي عن الإفصاح عن هذه الأهداف.. فهم يقولون بلا مواربة أنه لن تكون هناك دولة فلسطينية في المستقبل.. وهم يعلنون تنصلهم، المرة بعد المرة، من اتفاق أوسلو وما تمخض عنه من إنشاء السلطة الفلسطينية.. ويصرحون –بلا خجل- أنه لن يكون للفلسطينيين سيادة على أرضهم.
هذا احتلال لا يخفي وجهه أو يجمل أهدافه.. وإنما يُعلن عنها في صفاقة وتبجح غير مسبوقين.. وهو أيضًا استهانة بالشعوب والأمم التي عبرت عن موقفها بصورة لا لبس فيها في تصويت أخير بالجمعية العامة للأمم المتحدة.. انحازت فيه الدول بأغلبية ساحقة للجانب الصحيح من التاريخ مُطالبة بوقف فوري لإطلاق النار.. بوقف فوري للمذبحة الدموية والعقاب الجماعي الذي لم يعد له مكانٌ في عالمنا. 
إن كل يوم جديد من هذه الحرب تبعدنا عن حل الدولتين الذي قبل به الفلسطينيون والعرب والعالم أجمع باستثناء إسرائيل التي تعتقد -مخطئة- أن بإمكانها إنزال نكبة ثانية بالفلسطينيين.. لكنها – وإن قتلت آلاف من المدنيين الأبرياء بلا ذنب أو جريمة – فلن تقتل حلمهم ولن تدفعهم إلى التنازل عن حقهم في الأرض والحياة.
من هنا فإننا نكرر نداءنا العاجل لوقف إطلاق النار حفاظًا على أمن واستقرار المنطقة.. خاصة وأننا نتابع بقلق الأفعال غير المسئولة التي صارت تُشكل مصدرًا للتهديدات في البحر الأحمر بما لها من تأثير سلبي متوقع على الأوضاع الاقتصادية لدول المنطقة العربية.
السيدات والسادة، 
ولأننا نؤمن جميعًا بأهمية الاستقرار والأمن.. فإن المبادرة التي عمل على إعدادها فريق مشترك من الاسكوا والجامعة العربية تضمنت ركنًا أساسيًا يتعلق بالأمن والأمان.. وهي المبادرة التي نسعد بإطلاقها اليوم لتعزيز التكامل والتعاون الإقليميين، ومساعدة الدول العربية في تحقيق الأهداف التنموية.
إن اختيار عام 2045 لتحقيق الرؤية لم يأت صدفةً، بل هو العام الذي يصادف الذكرى المئوية لتأسيس كل من جامعة الدول العربية والأمم المتحدة. 
إن هذه المبادرة تستهدف تحقيق التنمية وفق منظور شامل ومتكامل، وهي في الحقيقة تعبير عن أملنا في مستقبل مشرق تتحقق فيه آمال شعوب المنطقة العربية أفرادًا ومجموعات، ونتمناها رؤية تنهض بالهمم، وتفعّل الطاقات، وتحفّز على التعاون. 
وتتألف "الرؤية العربية 2045" من ستّة أركان مترابطة، هي الأمن والأمان، العدل والعدالة، الابتكار والإبداع، الازدهار والتنمية المستدامة، التنوّع والحيوية، التجدّد الثقافي والحضاري. وقد تم اختيار هذه الأركان مراعاةً لأولويات المنطقة، وتجاوبًا مع التغيرات الكبرى التي يشهدها عالمُنا.
وتنطلق الرؤية من القناعة بمزايا التضامن العربي، وتسترشد بالمواثيق والقرارات الدولية والعربية ذات الصلة، وتُتمِّم خطة الأمم المتحدة للتنمية المستدامة لعام 2030.. كما تعطي الأولوية لاحتياجات الدول والشعوب العربية وتوجّهاتها، وتتّسق مع الخطط والرّؤى الوطنية وتتكامل معها من منظور ملكية الشباب للمستقبل.. وتشدّد على منظومة القيَم الإنسانيّة الراسخة في المنطقة بوصفها اللّبنة الأساس في التنمية البشرية. 
ختامًا، سنقوم معًا ببلورة عدد من المبادرات العملية التي ستسهم في تنفيذ محاور هذه الرؤية، والتي تتقاطع وتتكامل مع أهداف التنمية المستدامة للأمم المتحدة السبعة عشر، ومع الخطط السابقة للإسكوا وجامعة الدول العربية، وكذا مع الجهود الوطنية والرؤى التنموية للدول العربية.. وأتمنى أن نعمل جميعًا على تهيئة المناخ لإنجاحها.. وأجدد من هذا المقام استعداد جامعة الدول العربية ومنظماتها المتخصصة لبذل كافة الجهود

المصدر: بوابة الفجر

كلمات دلالية: الدول العربیة جمیع ا

إقرأ أيضاً:

الأكاديمية العربية تشارك في اجتماع الأمانة الفنية لمجلس وزراء النقل العرب

شاركت الأكاديمية العربية للعلوم والتكنولوجيا والنقل البحري ، في اجتماع الأمانة الفنية لمجلس وزراء النقل العرب ( الدورة 22 للاجتماع المشترك للجان الفنية للنقل البرى والبحرى ومتعدد الوسائط ) ، وذلك فى اطار توجيهات الدكتور  اسماعيل عبد الغفار اسماعيل فرج رئيس الاكاديمية العربية للعلوم والتكنولوجيا والنقل البحرى فى دعم وتوثيق علاقات التعاون مع المجالس الوزارية العربية المتخصصة والإدارات المختلفة بالأمانة العامة لجامعة الدول العربية.

وقد ترأس وفد جمهورية مصر العربية الاجتماع برئاسة اللواء بحرى أ.ح طارق عبد الله رئيس قطاع النقل البحرى وبمشاركة الوزير المفوض الدكتور  بهجت ابو النصر مدير ادارة النقل والسياحة بجامعة الدول العربية  وبحضور كبار ممثلى وزارات النقل من 16 دولة عربية وكبار ممثلى 4 منظمات واتحادات عربية متخصصة في مجالات النقل البحري والبرى ، وشارك من الأكاديمية الدكتور علي فهمى عميد كلية الذكاء الاصطناعي،والدكتور  مصطفى رشيد مساعد رئيس الأكاديمية للشئون العربية ونقطة اتصال الاكاديمية بالامانة الفنية لمجلس وزراء النقل العرب والدكتور محيى الدين السايح عميد كلية النقل البحرى والتكنولوجيا والدكتورة سارة الجزار عميد كلية النقل الدولى واللوجستيات بالاسكندرية والدكتورة هالة الشريدى العضو المنتدب لشركة الحلول المتكاملة.

وناقش الإجتماع مجموعة من القضايا الهامة المتعلقة بتطوير قطاع النقل واللوجستيات في الدول العربية، بما في ذلك التحديات التي تواجه النقل البحري واللوجستيات ، وجاءت مشاركة الأكاديمية لتعكس دورها الريادي في تقديم الدعم الفني واعداد الدراسات واوراق العمل في مجالات النقل  واللوجستيات، وبما يساهم في تحقيق التكامل العربي في هذا القطاع الحيوي

وقد ناقش الإجتماع عدد من الموضوعات والدراسات الفنية واوراق  الهامة ذات الصلة بمهام مجلس وزراء النقل العرب والتى قامت بها الاكاديمية او الجارى اعدادها حاليا  ، ومن اهمها : دراسة حول تصور لآلية النهوض بالذكاء الاصطناعي فى قطاع النقل واللوجستيات فى المنطقة العربية ،و دراستى إنشاء آلية عربية وقاعدة بيانات بإستخدام الذكاء الاصطناعي فى المنطقة العربية لدعم مجال صناعة اصلاح وبناء السفن فى الدول العربية ،واعداد دراسة متكاملة وورشة عمل عربية اوروبية حول مشروع التأسيس لسلسلة الامداد للهيدروجين الاخضر ،بالإضافة الي ورقة عمل حول توحيد فترات القيادة والراحة لسائقى الشاحنات والحافلات .

وتعليقاً على مشاركة الأكاديمية، اكد الاستاذ الدكتور إسماعيل عبد الغفار، رئيس الأكاديمية ، بأن الأكاديمية تلتزم بدعم الجهود العربية المشتركة لتطوير منظومة النقل واللوجستيات وتعزيز الابتكار واستخدام تكنولوجيا الذكاء الاصطناعى  في هذا المجال، بما يخدم رؤية التكامل الاقتصادى والتنمية المستدامة المتكاملة  في المنطقة العربية.

وشهد الإجتماع تبادل الآراء والمقترحات حول آليات تحسين الخدمات اللوجستية وتطوير النقل واللوجستيات فى المنطقة العربية  ، وبالإضافة إلى مناقشة الخطط المستقبلية لتسهيل حركة التجارة والنقل بين الدول العربية.

ويأتي عقد  هذا الاجتماع في إطار تعزيز التعاون العربي المشترك وتنفيذا لقرارات مجلس وزراء النقل العرب وايضا للتحضير للبنود المتعلقة باجتماع الدورة ( 37 ) لمجلس وزراء النقل العرب ومكتبه التنفيذى والمقرر عقدها بمقر الاكاديمية الرئيسى خلال الفترة 12 - 14 نوفمبر 2024  وذلك بمشاركة فاعلة من الأكاديمية والتي تسعى دائماً لتقديم أحدث الحلول العلمية والعملية في مجالات النقل واللوجستيات فى المنطقة العربية .

مقالات مشابهة

  • غطرسة الاحتلال الإسرائيلي تهدد المنطقة.. ونداءات عاجلة من الجامعة العربية لإنقاذ لبنان
  • فيديو | محمد بن زايد يؤكد أهمية تعزيز قيم التكافل التي تميز مجتمع الإمارات
  • محمد بن زايد يؤكد أهمية تعزيز قيم التكافل التي تميز مجتمع الإمارات
  • الأكاديمية العربية تشارك في اجتماع الأمانة الفنية لمجلس وزراء النقل العرب
  • أبو الغيط في مؤتمر الدبلوماسية العلمية: الجامعة العربية تؤمن بأهمية توطيد العلاقات مع الدول الأورومتوسطية
  • القضاء يشدد أحكامه على 50 مشاركا في الهجرة الجماعية إلى سبتة
  • الجامعة العربية تنظم ورشة عمل حول نزع السلاح والتسريح وإعادة الإدماج
  • أبو الغيط: صندوق النقد العربي شريكا مهما للحكومات العربية في تعزيز الاستقرار
  • بالفيديو.. أبو الغيط: المصارف العربية قادرة على التكيف مع الصدمات الطارئة
  • أبو الغيط في إجتماع المصارف المركزية العربية: لا يمكن الفصل بين التحديات الإقتصادية العالمية والمخاطر الأمنية الراهنة