كاتبة اماراتية: تاريخ من نوع مختلف..!
تاريخ النشر: 18th, December 2023 GMT
في تراثنا العربي الكثير من الأمثال، التي قيلت في سياق أحداث أو قصص محددة، فباتت مضرب مثل يتم ترديدها، وهذه الأمثال توجز في الحقيقة الكثير من الكلمات، وتوصل الفكرة والمطلوب في أقل حيز زماني ممكن، وتكون لها قدرة على الإقناع، أو على الأقل لها قدرة أن تجعلك تعيد التفكير والتمهل، من هذه الأمثال والتي جاءت في سياق قصة تروى أن رجلاً يملك الكثير من الأموال توفي وهو في سفر بعيد عن مدينته، وعندما وصل خبر وفاته إلى أسرته، قرروا إقامة مراسم العزاء، لكن البعض منهم طالبوا بأن يتم تقسيم الميراث أولاً، لكنّ أخاهم الأكبر طلبهم أن يتريثوا حتى تنتهي مراسم العزاء، فرفضوا وقاموا بشكواه لدى قاضي المدينة، قام الأخ بسرد ما حدث له من أخوته على أحد الحكماء وكان يجلس معهم رجل عرف بأنه مجنون، فطلب الرجل الحكيم من المجنون أن يعطي رأيه في هذا الموضوع، فقال المجنون: اذهب للقاضي وأبلغه بأنه لا يوجد دليل أو شهود على وفاة والدك، وبالفعل ذهب الأخ الأكبر للقاضي وطلب إثباتاً بأن والده قد توفي، فحكم بتأجيل توزيع تركة الأب الغني حتى يتم التأكد من الوفاة، فقال الابن، كلمة غدت مثلاً وهي: «خذوا الحكمة من أفواه المجانين».
وتتنوع الحكم والأمثال وسببها ما بين الجدية والطرافة لعلّ من الطريف مثل: «عادت حليمة لعادتها القديمة»، والتي يقال بأن حليمة كانت امرأة بخيلة وزوجها رجل ثري لكنه كريم، ووصل درجة بخلها أنها لا تضع السمن خلال الطبخ، فأراد الزوج أن يعودها على الكرم والعطاء، فقال لها إن هناك قولاً قديماً يتم ترديده بأن المرأة كلما وضعت ملعقة من السمن في الطعام زاد عمرها يوماً.
فأخذت الزوجة تزيد ملاعق السمن في كل مرة تقوم فيها بإعداد الطعام للزوج أو لضيوفه أو حتى للمساكين والعابرين، وتعدل حالها وبات طهيها لذيذاً، لكنها فجعت بوفاة ابنها، فحزنت وأرادت الموت، لذا لم تعد تضع أي ملعقة من السمن في الطبخ، فقيل، عادت حليمة لعادتها القديمة، وذهبت مثلاً.
التاريخ العربي والذاكرة العربية يحملان الكثير من مثل هذه القصص التي تتنوع بين الجدية والفكاهة وبين الحقيقة والخرافة، إلا أنها تعتبر مؤشراً على ثقافة تلك المجتمعات في تلك الحقب، الأكثر أهمية هو ما يمكن اعتباره تاريخاً حفظته العقول ونقل من جيل لآخر على امتداد سنوات طويلة، تاريخ حمل التجارب الإنسانية والخبرات والحكم، ذلك أن المخزون العربي يحتوي على قيم في كافة المجالات الحياتية من التجارة إلى الحروب والسلم والحب والضيافة ومساعدة المحتاج وغيرها كثير.
لذلك جاءت فكرة نقل هذا التاريخ – التاريخ الشفاهي – وحفظه سواء بالتدوين أو الحفظ الصوتي، وبلادنا ولله الحمد كانت رائدة وسباقة في هذا المجال. وتبقى الحكم والأمثال والقصص والمناسبات التي قيلت فيها، لها قيمة وتحظى باهتمام بالغ لدى الكثيرين حتى يومنا هذا.
فاطمة المزروعي – صحيفة البيان
المصدر: موقع النيلين
كلمات دلالية: الکثیر من
إقرأ أيضاً:
خطوة مفاجئة من الفيفا تغير مجرى تاريخ كأس العالم.. ماذا حدث؟
استعدادًا للاحتفال بمرور 100 عام على انطلاق بطولة كأس العالم، يدرس الاتحاد الدولي لكرة القدم "فيفا" اتخاذ خطوة مهمة قد تغير مجرى تاريخ البطولة.. فماذا سيحدث؟
جدير بالذكر أن كأس العالم 2026 سيكون بمشاركة 48 فريقًا يلعبون 104 مبارايات عبر ثلاث دول، وهي المرة الأولى التي يتم فيها تقسيم البطولة بين الدول.
ستقام 78 مباراة من أصل 104 مباراة في الولايات المتحدة، مع 13 مباراة في كل من المكسيك وكندا، وما يصل إلى ست مباريات يوميًا، على أن تقام المباراة النهائية في 19 يوليو في ملعب ميتلايف في نيوجيرسي.
تعديل نظام كأس العالميتمثل الاقتراح الذي يغير تاريخ البطولة في توسيع عدد المنتخبات المشاركة في مونديال 2030 ليصل إلى 64 منتخبًا، بدلاً من 48.
يعد هذا الاقتراح بمثابة مناسبة خاصة، حيث يهدف فيفا إلى إعطاء مساحة أكبر للاحتفال بمئة عام من مسيرة كرة القدم العالمية.
لاقى هذا الاقتراح ترحيبًا كبيرًا من رئيس "فيفا"، جياني إنفانتينو، الذي عبر عن دعمه لهذه المبادرة الهادفة، ما يعكس تفاعل الاتحاد مع الدول المشاركة في تنظيم البطولة، حيث جاء بناءً على طلب أحد هذه الدول.
وتشير التوقعات إلى أن هذه الخطوة ستكون لمرة واحدة فقط، ما يضفي طابعًا خاصًا ومميزًا على نسخة 2030.
تفاصيل كأس العالم 2026قبل مونديال 2030، ستقام كأس العالم 2026 بمشاركة 48 منتخبًا، ولأول مرة سيتجاوز عدد المباريات 100، حيث تستضيف البطولة كل من أمريكا وكندا والمكسيك.
ستضع البطولة الجديدة قاعدة جديدة لعدد المباريات، بحيث يصل العدد إلى 104 بدلاً من 64 مباراة كما كان في النسخ السابقة، ليشمل ذلك إضافة جولة جديدة لدور الـ16.
تفاصيل كأس العالم 2030ستقام نسخة كأس العالم 2030 تحت إدارة ثلاث دول هي المغرب وإسبانيا والبرتغال، بالإضافة إلى استضافة ثلاث دول في أمريكا الجنوبية لمباراة واحدة في كل منها.
هذه الاستضافة متعددة الجنسيات تعكس التوجه الجديد الذي تتبناه فيفا، والذي يسعى إلى تعزيز الشراكة والتعاون بين البلدان في تنظيم الأحداث الرياضية الكبرى.
جدير بالذكر أن قطر، التي استضافت بطولة كأس العالم في عام 2022، قد نجحت في تنظيم البطولة خلال الفترة من 20 نوفمبر إلى 18 ديسمبر، في ثمانية ملاعب متقدمة.
كانت هذه النسخة من البطولة نقطة تحول في تاريخ المونديال، حيث كانت الأولى التي تقام في منطقة الشرق الأوسط، لتثبت قدرتها على استضافة حدث بهذا الحجم والاهتمام الدولي.