لماذا تتباين مواقف السياسيين الأميركيين في تعاطيهم مع الملف التونسي؟
تاريخ النشر: 13th, July 2023 GMT
رغم أن تونس تحظى باهتمام كبير في الولايات المتحدة الأميركية، فإن المواقف تتباين حول طبيعة السياسة الأميركية في التعامل معها. فبينما تدافع أصوات في الكونغرس عن مسألة العودة للشرعية في تونس، تتبنى إدارة جو بايدن موقفا مختلفا.
وفي تقييمه لموقف الإدارة الأميركية من الأحداث في تونس، أوضح السفير الأميركي السابق لدى تونس جوردون غراي أن هذه الإدارة كانت في البداية حذرة في موقفها من تصرفات الرئيس سعيّد، واتسمت بالصبر أكثر مما ينبغي في تعاملها معه، لكنه أشار إلى تصريحات مسؤولين أميركيين لاحقا انتقدوا خطوات وإجراءات الرئيس التونسي وطالبوا باستعادة الديمقراطية في تونس.
وقال في حديثه لحلقة (2023/7/13) من برنامج "من واشنطن" إن مسؤولي الإدارة الأميركية ربما يتحدثون بدبلوماسية خلال كلامهم عن تصرفات سعيّد، لكنهم يعتبرون أن ما قام به أضر باستقرار تونس.
أما رئيس مركز دراسة الإسلام والديمقراطية بواشنطن رضوان المصمودي، فتحدث عن وجود مخاوف حقيقية لدى الإدارة الأميركية والكونغرس بشأن مستقبل تونس وديمقراطيتها، مؤكدا أن الاثنين يتفقان على ضرورة عودة الديمقراطية إلى تونس والحفاظ على استقرار هذا البلد ومنع انهياره وفشله.
ووفق الكاتب والمحلل السياسي بلحسن اليحياوي، فقد تغيّر الموقف الأميركي من الأوضاع في تونس بعد أن ثبت أن الرئيس سعيّد يقف على أرض صلبة -بحسب المتحدث- وهو وفي لخارطة الطريق التي وضعها في 25 يوليو/تموز 2021، مشيرا إلى أن الموقف الأميركي أصبح يشوبه تقدير للطرف الآخر.
وقال إن الولايات المتحدة الأميركية تسعى للحفاظ على مصالحها ومكتسباتها في تونس التي تحظى بموقع إستراتيجي من خلال إشرافها على البحر الأبيض المتوسط.
التعريف بالقضية التونسيةومن جهة أخرى، حاور برنامج "من واشنطن" رئيس كتلة قلب تونس أسامة الخليفي، ووزير الشباب والرياضة التونسي الأسبق أحمد قعلول بشأن زيارة قاما بها إلى واشنطن.
وقال الخليفي إن الزيارة -وهي ليست الأولى- تأتي في إطار ندوات مع المجتمع المدني أو مع الجالية التونسية للتعريف بالقضية التونسية، والحديث عن ما أسماها إخفاقات الديمقراطية وما يحدث الآن في تونس، مؤكدا أن الشعب التونسي هو رهينة نظام انقلب على الدستور وعلى الشرعية وعلى المؤسسات الديمقراطية، وهناك خطاب رسمي فيه تخوين للمعارضين السياسيين واستئصال للحياة السياسية والديمقراطية.
وعن مدى تجاوب المجتمع المدني الأميركي مع ما يطرح عليهم مقارنة بما تتبناه إدارة الرئيس جو بايدن إزاء تونس، أوضح الخليفي أنهم يدعون في حديثهم إلى اعتبار الشعب التونسي رهينة ويجب مواصلة دعمه سواء اقتصاديا أو من ناحية الاستثمار، داعيا أصدقاء تونس إلى مواصلة دعم شعبها.
من جهته، أكد وزير الشباب والرياضة التونسي الأسبق أن عودة الديمقراطية إلى تونس هي جزء من اهتمامات كل الأحرار في العالم، مبرزا أن تونس وشعبها بحاجة إلى دعم مالي واقتصادي، وأن الصورة التي تقدم اليوم عن الدولة التونسية لا تخدم مصالح الشعب الذي يعاني من مشاكل اقتصادية واجتماعية حادة.
وأشار إلى أن صوت الشعب التونسي يجب أن يسمع في الخارج، متهما الرئيس سعيّد بالانفراد بكل أجهزة الدولة والسلطة والحكم.
وتعاني تونس منذ 25 يوليو/تموز الماضي أزمة سياسية، إذ فرض سعيّد إجراءات "استثنائية" منها تجميد اختصاصات البرلمان، وإصدار تشريعات بمراسيم رئاسية، وإقالة الحكومة، وتعيين أخرى جديدة.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: فی تونس
إقرأ أيضاً:
وزارة الإدارة والتنمية المحلية والريفية تُحيي ذكرى سنوية الشهيد الرئيس الصماد
الثورة نت|
أحيت وزارة الإدارة والتنمية المحلية والريفية اليوم، الذكرى السنوية لاستشهاد الرئيس صالح الصماد، بحضور النائب الأول لرئيس الوزراء العلامة محمد مفتاح، ونائب رئيس الوزراء وزير الإدارة والتنمية المحلية والريفية محمد المداني.
وخلال الفعالية أوضح العلامة مفتاح أن هذه الذكرى فرصة لاستذكار صاحب الهمة والعزيمة والتوجه الإيماني العملي، الشهيد الرئيس صالح الصماد لاستلهام الدروس من هذه الشخصية العظيمة.
وأكد أن الرئيس صالح الصماد كان مثالا للمسؤول النزيه الصادق، والملتزم بأداء مهامه وواجباته، والمتفاني في خدمة شعبه.
وحث النائب الأول لرئيس الوزراء مدراء المديريات المشاركين في الدورة التدريبية بالوزارة، على الاضطلاع بالمسؤولية تجاه المجتمع الذي ينتظر منهم أن يكونوا قادة فاعلين ومتحركين وقدوة بكل ما للكلمة من معنى.
وأشار إلى أن مدير المديرية هو المسؤول الأول في وحدته الإدارية وعليه مسؤولية كبيرة من خلال حضوره في أوساط المجتمع والقيام بمهامه في الجانبين الإداري والتنموي.
وقال “البعض ينظر إلى الصعوبات المالية فقط، ولا يدرك أنه يمكن تغطيتها من خلال التفاعل والتكامل مع المجتمع، خصوصا إذا رأى أبناء المجتمع في هذا المسؤول أنه قدوة ويتحرك ولديه الإخلاص والجدية في خدمة الصالح العام، وهذا ما نأمل تحقيقه من قبل جميع مدراء المديريات”.
وأكد العلامة مفتاح على ضرورة الاهتمام بتعزيز جهود النظافة وإصلاح وصيانة الطرق في مختلف المديريات بالتنسيق والتعاون مع الجانب المجتمعي، ومختلف الجهات الرسمية.
ولفت إلى أن المبادرات ذات أهمية كبيرة وكل مديرية لها خصوصيتها وأولوياتها والتي تتطلب من مدير المديرية العمل مع المجتمع من أجل تلبيتها.
وشدد العلامة مفتاح على الاهتمام بالجمعيات التعاونية وتفعيل فرسان التنمية بالمديريات ليضطلع الجميع بدورهم في الجانبين التنموي والخدمي.. منوها بأهمية الدور الاشرافي والرقابي لوزارة الإدارة والتنمية المحلية والريفية في هذا السياق.
وفي الفعالية التي حضرها نائب وزير الإدارة والتنمية المحلية والريفية ناصر المحضار، ونائب وزير الكهرباء والطاقة والمياه عادل بادر، ومحافظ سقطرى هاشم السقطري، والقائم بأعمال محافظ الضالع عبداللطيف الشغدري، أشار وكيل وزارة الإدارة والتنمية المحلية عمار الهارب إلى أهمية هذه الفعالية لاستذكار رجل المسؤولية الذي قدم النموذج الراقي للمسيرة القرآنية وسار على نهج المشروع القرآني للشهيد القائد السيد حسين بدر الدين الحوثي وواصل نضاله وجهاده في الدفاع عن الوطن وسيادته.
وذكر أن الشهيد الرئيس الصماد استطاع أن يقدم النموذج الراقي لرجل الدولة ويترك مآثر خالدة ستظل باقية في ذاكرة الأمة وأجيالها المتعاقبة.
ولفت الوكيل الهارب إلى أهمية الشعار الذي أطلقه الرئيس الصماد “يد تبني .. ويد تحمي” والذي تعمل وزارة الإدارة والتنمية المحلية على ترجمته فيما يتعلق بتحقيق التنمية.
وأكد أن الوفاء للشهيد الرئيس صالح الصماد يتمثل في السير على نهجه والعمل على تحقيق مشروعه النهضوي.
تخللت الفعالية التي حضرها وكلاء الوزارة والوكلاء المساعدون والموظفون قصيدتان للشاعر أمين الجوفي، ومدير مديرية حريب القراميش صادق هيسان تطرقتا إلى مآثر وتضحيات الرئيس الصماد في مواجهة تحالف العدوان والتأسيس لبناء الدولة الحديثة.