رغم أن تونس تحظى باهتمام كبير في الولايات المتحدة الأميركية، فإن المواقف تتباين حول طبيعة السياسة الأميركية في التعامل معها. فبينما تدافع أصوات في الكونغرس عن مسألة العودة للشرعية في تونس، تتبنى إدارة جو بايدن موقفا مختلفا.

وفي تقييمه لموقف الإدارة الأميركية من الأحداث في تونس، أوضح السفير الأميركي السابق لدى تونس جوردون غراي أن هذه الإدارة كانت في البداية حذرة في موقفها من تصرفات الرئيس سعيّد، واتسمت بالصبر أكثر مما ينبغي في تعاملها معه، لكنه أشار إلى تصريحات مسؤولين أميركيين لاحقا انتقدوا خطوات وإجراءات الرئيس التونسي وطالبوا باستعادة الديمقراطية في تونس.

وقال في حديثه لحلقة (2023/7/13) من برنامج "من واشنطن" إن مسؤولي الإدارة الأميركية ربما يتحدثون بدبلوماسية خلال كلامهم عن تصرفات سعيّد، لكنهم يعتبرون أن ما قام به أضر باستقرار تونس.

أما رئيس مركز دراسة الإسلام والديمقراطية بواشنطن رضوان المصمودي، فتحدث عن وجود مخاوف حقيقية لدى الإدارة الأميركية والكونغرس بشأن مستقبل تونس وديمقراطيتها، مؤكدا أن الاثنين يتفقان على ضرورة عودة الديمقراطية إلى تونس والحفاظ على استقرار هذا البلد ومنع انهياره وفشله.

ووفق الكاتب والمحلل السياسي بلحسن اليحياوي، فقد تغيّر الموقف الأميركي من الأوضاع في تونس بعد أن ثبت أن الرئيس سعيّد يقف على أرض صلبة -بحسب المتحدث- وهو وفي لخارطة الطريق التي وضعها في 25 يوليو/تموز 2021، مشيرا إلى أن الموقف الأميركي أصبح يشوبه تقدير للطرف الآخر.

وقال إن الولايات المتحدة الأميركية تسعى للحفاظ على مصالحها ومكتسباتها في تونس التي تحظى بموقع إستراتيجي من خلال إشرافها على البحر الأبيض المتوسط.

التعريف بالقضية التونسية

ومن جهة أخرى، حاور برنامج "من واشنطن" رئيس كتلة قلب تونس أسامة الخليفي، ووزير الشباب والرياضة التونسي الأسبق أحمد قعلول بشأن زيارة قاما بها إلى واشنطن.

وقال الخليفي إن الزيارة -وهي ليست الأولى- تأتي في إطار ندوات مع المجتمع المدني أو مع الجالية التونسية للتعريف بالقضية التونسية، والحديث عن ما أسماها إخفاقات الديمقراطية وما يحدث الآن في تونس، مؤكدا أن الشعب التونسي هو رهينة نظام انقلب على الدستور وعلى الشرعية وعلى المؤسسات الديمقراطية، وهناك خطاب رسمي فيه تخوين للمعارضين السياسيين واستئصال للحياة السياسية والديمقراطية.

وعن مدى تجاوب المجتمع المدني الأميركي مع ما يطرح عليهم مقارنة بما تتبناه إدارة الرئيس جو بايدن إزاء تونس، أوضح الخليفي أنهم يدعون في حديثهم إلى اعتبار الشعب التونسي رهينة ويجب مواصلة دعمه سواء اقتصاديا أو من ناحية الاستثمار، داعيا أصدقاء تونس إلى مواصلة دعم شعبها.

من جهته، أكد وزير الشباب والرياضة التونسي الأسبق أن عودة الديمقراطية إلى تونس هي جزء من اهتمامات كل الأحرار في العالم، مبرزا أن تونس وشعبها بحاجة إلى دعم مالي واقتصادي، وأن الصورة التي تقدم اليوم عن الدولة التونسية لا تخدم مصالح الشعب الذي يعاني من مشاكل اقتصادية واجتماعية حادة.

وأشار إلى أن صوت الشعب التونسي يجب أن يسمع في الخارج، متهما الرئيس سعيّد بالانفراد بكل أجهزة الدولة والسلطة والحكم.

وتعاني تونس منذ 25 يوليو/تموز الماضي أزمة سياسية، إذ فرض سعيّد إجراءات "استثنائية" منها تجميد اختصاصات البرلمان، وإصدار تشريعات بمراسيم رئاسية، وإقالة الحكومة، وتعيين أخرى جديدة.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: فی تونس

إقرأ أيضاً:

إعلام إسرائيلي: استئناف الحرب لن يغير مواقف حماس

أبرزت وسائل إعلام إسرائيلية تأكيد عدد من الخبراء والمحللين العسكريين الإسرائيليين أن استئناف الحرب على قطاع غزة لن يغير من مواقف حركة المقاومة الإسلامية (حماس) فيما يتعلق بالمفاوضات بشأن ملف الأسرى.

وعقب مقتل اثنين من الجنود الإسرائيليين في اشتباكات بحي الشجاعية، قال رئيس الموساد السابق داني ياتوم إن حكومة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو تواصل دفع البلاد نحو مزيد من التدهور.

وأضاف أن الحكومة استأنفت الحرب بذريعة أن ذلك سيضغط على حماس ويؤدي إلى تليين موقفها فيما يتعلق بإطلاق سراح الأسرى، وهذا لم يحدث أبداً، وحماس تواصل التصلب في مواقفها، وتساءل: "كم مرة دخلنا الشجاعية، وكم من الدماء سُفكت هناك؟".

من جانبه، قال اللواء احتياط جدعون شيفر العضو في حركة "قادة من أجل أمن إسرائيل": تحولت إسرائيل من صياد إلى طريدة، مؤكداً أن عناصر حماس موجودون بانتشار واسع، ولذلك فإنهم يتمكنون من توجيه ضربات للجيش، وهذه الحرب لا تخدم أي هدف.

وعزز خبير عسكري إسرائيلي آخر هذا الرأي قائلاً: كلما أدخل الجيش المزيد من القوات واحتل المزيد من المساحات، فإن ذلك لن يغير من مقاومة حماس، وستواصل العمل بالطريقة ذاتها، لكن الجيش سيوفر لها المزيد من الأهداف.

إعلان

وأضاف أن تصريحات الجيش أو الحكومة بتصعيد القتال وزيادة القوات هي نوع من الأفخاخ تزيد الجيش غوصا أكثر في الطين الذي يسعى إلى تجنبه.

كما تساءل محلل الشؤون العسكرية في القناة 13 ألون بن دافيد عن جدوى العمليات العسكرية، مشيراً إلى أن الجيش نشر معطيات عن قصف 1800 هدف خلال شهر وأسبوع منذ بداية العملية، لكنه شكك في ما إذا كان كل هذا يخدم هدف إسرائيل في تحرير الأسرى وهزيمة حماس، مضيفاً: "لست متأكداً من ذلك، فأنا لا أرى صلة هنا".

معركة الشجاعية

وتأتي هذه التعليقات بعد حادثة استهدفت وحدة المستعربين التابعة لحرس الحدود في حي الشجاعية بغزة، حيث سمحت الرقابة العسكرية الإسرائيلية بنشر خبر مقتل جنديين إسرائيليين أمس.

وأوضحت القناة 13 الإسرائيلية أن الجنديين قتلا في معركة طويلة بحي الشجاعية، وهي المرة الثالثة هذا الأسبوع التي يسمح فيها بنشر أخبار عن قتلى إسرائيليين.

وحسب مراسل الشؤون العسكرية في قناة كان 11 إيتاي بلومنتال، فإن "حدثاً صعباً" وقع في حي الشجاعية عندما وصل "مخربون" إلى مبنى يتمركز فيه مقاتلون من وحدة المستعربين في حرس الحدود.

وأوضح أن مقاتلاً من المستعربين قُتل في هذا الاشتباك، وبعد نحو ساعة تمكن "المخربون" من إطلاق قذيفة آر بي جي على دبابة إسرائيلية، مما أدى إلى مقتل ضابط من سلاح المدرعات.

وكشف مراسل القناة 12 نيتسان شابيرا عن تفاصيل إضافية بشأن الحادثة، مشيراً إلى أن قوة من وحدة المستعربين دخلت إلى مبنى في حي الشجاعية لنصب كمين، لكن "المخربين" دخلوا عليهم البيت ووقع اشتباك.

وأضاف أنه بعد هذا الحدث وقعت سلسلة من الاشتباكات الأخرى في منطقة الشجاعية، شملت خمسة اشتباكات أخرى مع إطلاق صواريخ مضادة للدروع ونيران من أسلحة خفيفة باتجاه الجنود، مما أدى إلى مقتل جندي من الكتيبة 46 وإصابة 8 آخرين.

إعلان

مقالات مشابهة

  • الرئيس التونسي يندد بـ"تدخل سافر في الشأن الداخلي" بعد انتقادات خارجية  
  • الرئيس التونسي يندد بـتدخل سافر بالشأن الداخلي
  • تدخل سافر في الشأن الداخلي.. أول رد من الرئيس التونسي علي انتقاد محاكمة سياسيين
  • إعلام عبري .. استئناف الحرب لن يغير مواقف حماس
  • إعلام إسرائيلي: استئناف الحرب لن يغير مواقف حماس
  • زعيم الشيوعيين الأميركيين.. ترامب يروّج لأفكار استعمارية وخطيرة
  • تضامن متصاعد مع القاضي التونسي أحمد صواب
  • العدوان الأميركي على اليمن: فشلٌ مُبكّر.. مستقبلٌ غامض
  • الرئيس الشرع يتسلم دعوةً رسميةً للمشاركة في القمة العربية
  • الرئيس الشرع يبحث مع وزير الإدارة المحلية والبيئة تطوير الخدمات المقدمة للمواطنين