السعودية تحت الضغوط.. صحيفة: مسوّدة اتفاق إنهاء الحرب في اليمن جاهزة للتوقيع
تاريخ النشر: 18th, December 2023 GMT
كشفت صحيفة "الأخبار" اللبنانية المقربة من "حزب الله" وإيران، أن اتفاق السلام بين السعودية وجماعة أنصار الله (الحوثيين) في اليمن، جاهز للتوقيع، بعدما وضع الطرفان ملاحظاتهما الأخيرة عليه.
جاء ذلك، رغم أن السعودية تمر في مرحلة اختبار صعب بين خيارين كلاهما مرّ، فإما أن تخرج من المستنقع اليمني وفق خارطة طريق متفق عليها مع صنعاء، وإما أن تخضع للإملاءات الأمريكية وتنخرط في التحالف البحري الدولي، وهذا يعني بقاءها عرضة للابتزاز، وفق الصحيفة.
قبل أن تنقل أن المؤشرات تفيد بأن المملكة، رغم تعرّضها لضغوط أمريكية، ماضية في مسار السلام بالاستفادة من التجارب السابقة، وهي تعمل على صدّ دعاة الحرب ووكلاء المشاريع الخارجية التي تسعى لإبقاء المنطقة مشتعلة، وتسعى حتى هذه اللحظة للإسراع في إنجاز ملفات الاتفاق للتوقيع عليه، تجنباً للمزيد من عرقلة الإماراتيين أو الوكلاء المحليين.
وتنقل الصحيفة عن مصدرين مطّلعين في صنعاء والرياض، القول إن اتفاق السلام جاهز للتوقيع، وإن الطرفين وضعا ملاحظاتهما الأخيرة عليه.
ويضيف المصدران: "سُلِّمت النسخة المنقّحة إلى مبعوث الأمم المتحدة هانس غروندبرغ، لأن التوقيع سيكون برعاية الأمم المتحدة".
اقرأ أيضاً
بما فيها العرب.. مستشار عسكري للحوثيين يهدد الدول الداعمة لإسرائيل
وتابعت المصادر، أن غروندبرغ شرع بالفعل في إجراءات التنسيق للترتيبات والمراسم البرتوكولية الخاصة بتوقيع اتفاق خارطة السلام، بما فيها تحديد مكان وزمان التوقيع، في أقرب وقت ممكن، وإن كان الاتفاق في سباق مع تصاعد التوتر في البحر الأحمر وباب المندب.
وكان وفد من جماعة الحوثي، زار السعودية في سبتمبر/أيلول الماضي، في زيارة رسمية هي الأولى من نوعها للمملكة منذ اندلاع الحرب في اليمن عام 2014، وناقش مع مسؤولين سعوديين الاتفاق الذي يمهد الطريق لإنهاء الصراع الدائر في اليمن منذ نحو 8 سنوات.
ويخوض الحوثيون حربا ضد التحالف العسكري الذي تقوده السعودية، منذ 2015، في صراع أودى بحياة 377 ألف شخص، كما ألحقت بالاقتصاد اليمني خسائر تراكمية تقدر بـ 126 مليار دولار، وترك 80% من سكان اليمن يعتمدون على المساعدات الإنسانية، حسب الأمم المتحدة.
كما تنقل الصحيفة عن مصادر صنعاء، القول إن خيارات عدة مطروحة لمكان التوقيع، والكرة في ملعب الرياض التي تتعرّض لضغوط أمريكية لتأخير التوقيع والدخول في تحالف حربي ضد اليمن في البحر الأحمر.
وأضافت المصادر: "المملكة لا تزال تتحايل على تلك الضغوط حتى اللحظة، ومن المفترض، في حال صمدت أمامها، أن يُوقّع الاتفاق قبل نهاية السنة".
اقرأ أيضاً
الغارديان: أمريكا حذرت الحوثيين من فشل اتفاق السلام مع السعودية بسبب هجماتهم على السفن
لكنّ مصادر دبلوماسية أخرى، قالت إن "ترتيبات التوقيع على اتفاق السلام في اليمن تأجّلت بشكل مفاجئ بعد أن تم تحديدها الأسبوع الجاري، بضغوط أمريكية على المبعوث الأممي".
وأشارت إلى أن "هناك تأييداً روسياً وسعودياً وعمانياً لتوقيع الاتفاق بعد أن سلّمت الأمم المتحدة أطراف الصراع اليمنية نسخة من صيغة الاتفاق الذي سيجري التوقيع عليه في مسقط، إلا أن واشنطن تعمل على مقايضة تعديل موقفها بوقف صنعاء هجماتها على إسرائيل".
وتفيد مصادر الطرفين، بأن الاتفاق مقسّم إلى ثلاث مراحل ويستجيب في مرحلته الأولى لمطلب صنعاء القديم بخصوص الملف الإنساني، وينهي الحصار المفروض على البلد، ويلحظ أيضاً آلية توافقية ترضي الطرفين بشأن تسليم رواتب موظفي الدولة في عموم المحافظات اليمنية، وكذلك تصدير النفط المتوقف حالياً بقرار من حكومة صنعاء.
وترى المملكة، وفق المصادر، أن الوقت الحالي مثالي لها للانتهاء من عبء الحرب لأن أنظار العالم بأكمله منصرفة إلى الحرب على غزة، وفق المصادر، التي تكشف أن الضغوط لتأجيل الاتفاق ليست مقتصرة على واشنطن، إذ ثمة أطراف يمنية قريبة من الإمارات تسعى لعرقلته.
وتنقل الصحيفة عن مساعد رئيس تحرير صحيفة "عكاظ" السعودية عبدالله آل هتيلة، القريب من دوائر القرار، عبر حسابه في منصة "إكس" (تويتر سابقا)، حينما كتب أن "الطرف اليمني الذي سيتعاطى بسلبية مع جهود إحلال السلام هو من سيدفع الثمن غالياً وسيكون خارج المعادلة".
اقرأ أيضاً
امتداد حرب غزة يقلق السعودية على مستقبل محادثات السلام في اليمن (تحليل)
كما تخشى المملكة، وفق المصادر ذاتها من أن دخولها إلى جانب الأمريكيين في التحالف الحربي، سيؤدي بالضرورة إلى العودة إلى مربع الحرب، مع ما يعنيه ذلك من استهداف لمنشآتها الحيوية والنفطية.
وتضيف المصادر: "السعودية تعلم علم اليقين أن ليس لدخولها التحالف البحري أي قيمة مضافة يمكن أن تغيّر موازين القوى أو تؤثّر في رسم جديد للخارطة السياسية في المنطقة، يكون لها فيه حظ أوفر، فضلاً عن أن حلف واشنطن سيزيد من تعقيد الموقف في البحر الأحمر، ويمكن أن يعرّض موانئها، ولا سيما ميناء جدة، للاستهداف".
ووتتابع المصادر: "يبدو أن الثقة السعودية متزعزعة بالأمريكيين الذين يحشدون حالياً دول العالم لدعم إسرائيل في البحر الأحمر، وفي أنها ستُترك وحيدة في نهاية الحرب على غزة، من دون النظر إلى مصالحها".
وخلافاً للتغطية الإعلامية السعودية المنحازة بالمطلق إلى السردية الأميركية حول البحر الأحمر وباب المندب، يظهر أن الموقف السعودي من الأحداث الجارية من استهداف للسفن الإسرائيلية، لا يجاري الموقف الأمريكي، وفق الصحيفة اللبنانية.
ففي الوقت الذي كان مستشار الأمن القومي الأمريكي جيك سوليفان، يزور الرياض، علّق وزير خارجية السعودي فيصل بن فرحان، خلال مؤتمر صحفي للجنة الوزارية العربية المشتركة، ووزير الخارجية النرويجي في أوسلو، على هجمات "أنصار الله" في البحر الأحمر بالقول إن المنطقة لا تحتاج إلى مزيد من التصعيد.
وفي موقف آخر، ذكر الوزير السعودي أن بلاده تمضي مع اليمن في مسار السلام.
اقرأ أيضاً
اجتماع ثلاثي.. أمريكا تضغط لحل الخلافات بين السعودية والإمارات منعا لتخريب سلام اليمن
ونقلت وكالة "رويترز"، عن مصدرين مطّلعين أن السعودية طلبت من الولايات المتحدة ضبط النفس في الرد على هجمات "أنصار الله".
جاء ذلك، بعد أن ترددت أنباء أن إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن، تدرس توجيه ضربة للحوثيين، وسط اعتقاد بين الكثيرين داخل وزارة الدفاع (البنتاجون)، أن الصراع في المنطقة قد تصاعد بالفعل، وأن الولايات المتحدة على الأرض والبحر في الشرق الأوسط، معرضة للخطر بشكل متزايد.
ووفق الصحيفة، من الواضح أن الخلاف الأمريكي السعودي حول استهداف اليمن، هو ليس على أصل العدوان، فكلا الطرفين متفقان على إعادة اليمن إلى عهود الوصاية وإلغاء دوره ومنعه من توظيف موقعه، وفق الصحيفة، لكنّ الخلاف يدور حول توقيت الخروج من الهدنة والعودة إلى الحرب.
وحول أسباب التردّد السعودي في الدخول في حلف عسكري، فيعود حسب "الأخبار" إلى أن الرياض لطالما طالبت أمريكا بالتدخل المباشر في الحرب وكانت واشنطن ترفض، بل كانت أيضاً في كثير من الأحيان تستخدم الحاجة السعودية للابتزاز السياسي والمالي، إضافة إلى أن السعودية لا تريد أن تظهر أمام الرأي العام بأنها تنضم إلى حلف هدفه دعم إسرائيل.
وخلال الأسابيع الماضية، نفذت الجماعة اليمنية عدة هجمات ضد سفن تبحر في البحر الأحمر، بذريعة أنها إسرائيلية أو متوجهة لإسرائيل، ردا على عدوان الأخيرة المتواصل على قطاع غزة منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول.
ودفعت هجمات الحوثيين بعض شركات الشحن لوقف عملياتها عبر البحر الأحمر، وهو ممر مائي حيوي للتجارة العالمية وشحنات الطاقة بين أوروبا وآسيا، ما أدى إلى ارتفاع تكلفة شحن البضائع عبر البحر الأحمر الذي تدرجه سوق التأمين في لندن الآن ضمن المناطق عالية المخاطر.
وأمام ذلك، كشف المبعوث الأمريكي إلى اليمن تيم ليندركينغ، أن الولايات المتحدة تريد تشكيل "أوسع تحالف بحري ممكن" لحماية السفن في البحر الأحمر، وإرسال "إشارة مهمة" إلى الحوثيين بأنه لن يتم التسامح مع المزيد من الهجمات.
اقرأ أيضاً
اختتام محادثات السلام بين السعودية والحوثيين.. وجولات أخرى قادمة
المصدر | الخليج الجديدالمصدر: الخليج الجديد
كلمات دلالية: السعودية اليمن الحوثيون ضغوط أمريكا الحرب في اليمن السلام إسرائيل البحر الأحمر تحالف بحري فی البحر الأحمر الأمم المتحدة اتفاق السلام وفق الصحیفة اقرأ أیضا فی الیمن
إقرأ أيضاً:
مجموعة السبع تبحث ضمانات اتفاق سلام بين روسيا وأوكرانيا
ميونيخ"وكالات":
اتفق وزراء خارجية دول مجموعة السبع اليوم على مواصلة العمل المشترك للتوصل إلى اتفاق قوي للسلام في أوكرانيا مع ضمانات أمنية متينة، وربطوا فرض عقوبات في المستقبل على روسيا بانخراطها في مفاوضات بنية حسنة.
وجاء في بيان شارك فيه وزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو بعد اجتماع على هامش مؤتمر ميونيخ للأمن "أي عقوبات إضافية جديدة بعد فبراير ينبغي أن تكون مرتبطة بما إذا كانت روسيا الاتحادية ستنخرط في جهود حقيقية وحسنة النية لإنهاء الحرب على أوكرانيا بشكل دائم يوفر لأوكرانيا الأمن والاستقرار على المدى الطويل كدولة مستقلة ذات سيادة".
وأكدت مجموعة السبع، التي تضم أيضا فرنسا وألمانيا وإيطاليا وكندا واليابان وبريطانيا والاتحاد الأوروبي، التزامها بالعمل المشترك للمساعدة في تحقيق سلام دائم، و"ضرورة التوصل لضمانات أمنية قوية تضمن عدم اندلاع الحرب مجددا".
وقال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي اليوم إن كييف لن تقبل أبدا أي اتفاقيات سلام يجري التوصل إليها دون علمها أو مشاركتها، في رسالة ضمنية إلى الرئيس الأمريكي دونالد ترامب فيما يسعى لإنهاء الحرب مع روسيا.
وفي كلمة أمام مؤتمر ميونيخ للأمن، دعا زيلينسكي أوروبا أيضا إلى إنشاء قوات مسلحة خاصة بها، وحث زعماء القارة على تقرير مستقبلهم بأنفسهم وقال إن القوات المسلحة الأوكرانية لا تكفي وحدها لتحقيق أمنهم.
وقالت أوكرانيا مرارا إنها تريد التعاون مع الولايات المتحدة وأوروبا لوضع استراتيجية مشتركة قبل أي اجتماع بين ترامب وبوتين.
وقال زيلينسكي في المؤتمر إنه يعتقد أنه سيكون أمرا "خطيرا" إذا التقى ترامب ببوتين قبل أن يلتقي هو وترامب.
ووجه زيلينسكي تحذيرات إلى زعماء أوروبا، متسائلا عما إذا كانت جيوشهم ستكون مستعدة إذا شنت موسكو هجوما مفتوحا أو "مفتعلا"، في إشارة إلى هجمات يبدو وكأنها من تنفيذ جهة أخرى غير الجهة الحقيقية المسؤولة عنها.
وقال "إذا انتهت هذه الحرب بطريقة خاطئة، فسيكون لدى (بوتين) فائض من الجنود الذين تم اختبارهم خلال المعارك والذين لا يعرفون شيئا سوى القتل والنهب"، وأشار إلى تقارير استخباراتية تفيد بأن روسيا سترسل قوات إلى روسيا البيضاء هذا الصيف.
وقال وزير الخارجية الصيني وانغ يي إن بلاده تعتقد أن جميع الأطراف المعنية بالصراع بين روسيا وأوكرانيا يجب أن تشارك في محادثات السلام، مشددا على دور أوروبا في المحادثات بعد موجة من الرسائل الأمريكية حول كيفية إنهاء الحرب.
وفي حديثه في مؤتمر ميونيخ للأمن قال وانغ "نأمل أن تشارك جميع أطراف (الصراع) والمعنيون به بشكل مباشر في محادثات السلام في الوقت المناسب".
ونقلت وزارة الخارجية الصينية عن وانغ قوله "تنظر الصين إلى جميع الجهود المكرسة للسلام بشكل إيجابي، ومنها أي إجماع توصلت إليه الولايات المتحدة وروسيا بشأن محادثات السلام".
وأضاف "نظرا لأن الحرب دائرة على أراض أوروبية، فمن الضروري أن تلعب أوروبا دورها من أجل السلام ومعالجة الأسباب الجذرية للأزمة بشكل مشترك وإيجاد إطار أمني متوازن وفعال ومستدام وتحقيق السلام والاستقرار على المدى الطويل في أوروبا".
وقال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي اليوم إن فرص أوكرانيا في النجاة من الهجوم الروسي دون دعم الولايات المتحدة ضئيلة، وذلك بعد مكالمات هاتفية في الأسبوع الماضي أجراها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب مع زيلينسكي والرئيس الروسي فلاديمير بوتين.
وقال زيلينسكي في مقابلة مع برنامج "ميت ذا برس" على قناة (إن بي سي نيوز) "ربما يكون الأمر صعبا جدا جدا جدا. بالطبع، في كل المواقف الصعبة، لديك فرصة. لكن فرصتنا ستكون ضئيلة، فرصة ضئيلة للبقاء على قيد الحياة بدون دعم الولايات المتحدة".
وقال زيلينسكي في المقابلة إن بوتين أراد الجلوس إلى طاولة المفاوضات ليس لإنهاء الحرب ولكن للتوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار لرفع بعض العقوبات العالمية على روسيا والسماح للجيش الروسي بإعادة تنظيم صفوفه.
وقال زيلينسكي "هذا ما يريده حقا. يريد التوقف والاستعداد والتدريب ورفع بعض العقوبات من أجل وقف إطلاق النار".
في غضون ذلك قالت وزارة الدفاع الروسية اليوم السبت إن القوات الروسية سيطرت على بلدة بيريزيفكا في منطقة دونيتسك بشرق أوكرانيا.
وقالت وزارة الدفاع الروسية في بيان إن قواتها استولت على قرية بيريزيفكا الواقعة قرب طريق يربط مركز التعدين المهم في بوكروفسك ببلدة رئيسية أخرى هي كوستيانتينيفكا.
ورغم تكبده خسائر فادحة في ساحة المعركة يتقدم الجيش الروسي في شرق أوكرانيا منذ أكثر من عام ساعيا إلى قطع الوصول إلى بوكوفسك.وبحسب موقع ديب ستايت المقرب من الجيش الأوكراني، وصلت القوات الروسية إلى تقاطع على الطريق تي 0504 بين بوكروفسك وكوسيانتينيفكا.
وتسبب تقدم موسكو على طول الطريق الرئيسي بتحديات لوجستية للجيش الأوكراني في المنطقة حيث يتطلع إلى إمداد تلك المحاور الرئيسية، مع استهداف مسيرات روسية القوافل بشكل متكرر .
وتقترب قوات موسكو أيضا من كوستيانتينيفكا، وهي مركز لوجستي رئيسي آخر كان يسكنه 67 ألف نسمة قبل بدء الحرب في فبراير 2022.
فيما قالت القوات الجوية الأوكرانية اليوم إن الدفاعات الجوية دمرت 33 من أصل 70 طائرة مسيرة أطلقتها روسيا خلال أحدث غارة ليلية.وأضافت أن 37 طائرة مسيرة أخرى "فُقدت" دون أن تصيب أهدافها، في إشارة عادة إلى التشويش عليها إلكترونيا.