3000 يوم من حصار الحوثي.. تعز تذكّر العالم بمعاناتها
تاريخ النشر: 13th, July 2023 GMT
دشنت محافظة تعز، الخميس، فعاليات "أسبوع التوثيق لذاكرة المدينة"، وذلك بالتزامن مع مرور 3000 يوم من الحصار الذي تفرضه ميليشيا الحوثي على المحافظة الواقعة جنوب غربي اليمن.
وطالب محافظ تعز، نبيل شمسان، المجتمع الدولي بتحمل مسؤولياته تجاه حصار المدينة، داعياً إلى الضغط على الحوثيين لفك الحصار وإعطاء أولوية لتعز في أي محادثات قادمة.
وتطرق شمسان إلى الآثار الكارثية للحصار، والذي تسبب بتدمير البنية التحتية والخدمية وتدمير المنشآت وإغلاق الطرق ونزيف الأرواح بالقصف اليومي والقنص والألغام وصعوبة الحصول على الخدمات المعيشية والسفر وانتقال المرضى.
وأوضح أن الحصار تسبب بأزمة مياه تصل إلى 75% من احتياج السكان وبتدمير 50% من شبكة الطرق وبارتفاع تكلفة السفر وبارتفاع طول المسافة 1000%، لنقل البضائع ما أدى لارتفاع الأسعار 35%، مقارنةً بالمناطق المحررة، وكذلك الحوادث المرورية التي بلغت 481 نتج عنها 374 حالة وفاة وإصابة 966 حالة وخسائر قدرت بـ475 مليون دولار.
كما تسبب الحصار بتضرر 180 مدرسة وإغلاق 31 مدرسة وتضرر 32 ألف طالب وطالبة، بينما بلغ عدد الطلاب المتضررين من عدم القدرة للوصول للجامعات 8000 طالب وطالبة.
وأفاد أن الحصار الحوثي تسبب بتوقف الشركات والمؤسسات التجارية وانعدام المشتقات النفطية في حين بلغت الخسائر المالية في الإيرادات 228 مليون دولار في العام الواحد وتضرر 9000 عامل. هذا وبلغ ضحايا الألغام 1700 قتيل وجريح، كما تضرر 258 منزلاً و40 منشأة تجارية وتم اختطاف 718 من المدنيين.
وشهد التدشين عرض فيلم "تعز على قيد الحصار" الذي استعرض عملية الحصار منذ البداية وحتى اليوم وآثار ذلك على ارتفاع أعداد الضحايا والانتهاكات، وكذلك ارتفاع حدة المعاناة لأبناء مدينة تعز.
وانطلقت حملة واسعة، الخميس، ضد الحصار الذي تفرضه الميليشيا الحوثية على مدينة تعز، وسط تجاهل دولي لمعاناة ملايين السكان المحاصرين.
في سياق متصل، قال وزير الخارجية اليمني، أحمد بن مبارك، إن فك الحصار عن مدينة تعز وفتح المعابر والطرقات هي الاختبار الرئيسي أمام السلام ومجمل العملية السياسية في اليمن.
جاء ذلك في تغريدة له على "تويتر" بمناسبة مرور 3000 يوم على الحصار المطبق الذي تفرضه ميليشيا الحوثي على سكان مدينة تعز.
وأضاف: "تزامناً مع مضي 8 سنوات للحصار المشؤوم الذي تفرضه ميليشيا الحوثي على مدينة تعز ومرور 3000 يوم على واحدة من أطول الجرائم في التاريخ الحديث وأبشعها، والمليئة بالمعاناة الإنسانية التي عاشها ومازال يعانيها ما يزيد عن أربعة ملايين مواطن".
مادة إعلانية تابعوا آخر أخبار العربية عبر Google News تعزالمصدر: العربية
إقرأ أيضاً:
إذا كانت المليشيا تظن أنها يمكن أن تصمد مثل الجيش فهذه حماقة أخرى
إذا كانت المليشيا تظن أنها يمكن أن تصمد مثلما صمد الجيش في مقراته في القيادة العامة والمهندسين وغيرها من المواقع فهذه حماقة أخرى.
قد ينخدع الجنجويدي بسهولة: الجيش صمد قرابة السنتين تحت الحصار، نحن سنصمد على الأقل لأشهر.
ولكن هذه مقارنة مضللة؛ فالمليشيا ليست الجيش والجيش ليس المليشيا.
الجيش متمرس حين يصمد تحت الحصار، حين يدافع، وحين يهاجم وحتى حين ينسحب. المليشيا في المقابل على العكس فشلت في كل هذا، فشلت في الهجوم وفشلت في حصار الجيش وفشلت في الدفاع ولن تصمد أمام الحصار.
من الأشياء المدهشة في الحرب أن الجيش رغم حصار القيادة العامة وبكل أهميتها ولكن لم يكن تحرير القيادة أو فك الحصار عنها هو هدف الجيش الوحيد خلال الحرب ولا حتى هدفه الأول؛ فقد ظل الجيش يعمل على امتداد رقعة الحرب بشكل متزن وتحت قيادة قيادته المحاصرة نفسها؛ قائد الأركان محاصر في الخرطوم ولكنه يدير الجيوش في كل المحاور على امتداد رقعة الحرب من الخرطوم إلى الجزيرة إلى سنار إلى كردفان والفاشر. لقد عمل الجيش بتوازن وبرود أعصاب في كل المحاور حتى لحظة إلتقاء الجيوش وكسر الحصار عن القيادة العامة أهم موقع للجيش.
الآن تخيل العكس، تخيل أن قيادة المليشيا هي المحاصرة في مقرها. لو وجد الجيش الفرصة التي وجدتها المليشيا لأنهى الحرب في 6 أيام إن لم تكن 6 ساعات، بما ذلك قتل أو أسر كل قيادة المليشيا.
فلو فكرت المليشيا أن بوسعها الصمود لبعض الوقت على أمل حدوث معجزة ما فهذا سيكون آخر خطأ في حياتها.
ومع ذلك، يوجد تفسير واحتمال ضعيف لمحاولة المليشيا الصمود في العاصمة وهو محاكاة إستراتيجية الجيش في الانكماش وامتصاص الصدمة. الفكرة هنا أن تقوم المليشيا بتركيز قواتها في منطقة صغيرة لتصبح أكثر قوة وصلابة ومن ثم التصدي لمتحركات الحيش والعمل على كسرها وتدميرها، لو نجحت في تدمير المتحركات حتى لو في محور واحد فهذا سيمنحها المزيد من الوقت وقد تستفيد من ذلك في تطوير دفاعها إلى هجوم للمزيد من التشتيت للجيش. حقيقة هذه إستراتيجية خطيرة لو استطاعت تنفيذها بشكل صحيح، وإن كان احتمال نجاحها ضعيفا من الاستقراء لعمليات تقدم الجيش في محور العاصمة بالذات منذ معركة عبور الكباري في 26 سبتمبر الماضي؛ لقد فشلت المليشيا في إيقاف تقدم الجيش ناهيك عن كسر أحد المتحركات وشن هجوم مضاد، ومع ذلك فالحذر واجب.
حليم عباس