تقرير: ارتفاع الفائدة سيظل بالدول المتقدمة حتى النصف الثاني من 2024
تاريخ النشر: 18th, December 2023 GMT
منذ بداية جائحة كوفيد-19، أدت سلسلة غير عادية من الصدمات العالمية إلى رفع معدلات التضخم في الاقتصادات المتقدمة إلى مستويات لم نشهدها منذ عقود، فقد أدت الجائحة إلى عمليات إغلاق نتجت عنها قيود على العرض، في حين تعزز الطلب بفعل السياسات النقدية والمالية الميسرة.
وازدادت ضغوط الأسعار مع إعادة فتح الاقتصادات وارتفاع الطلب على الخدمات، في حين تسببت الحرب الروسية الأوكرانية في صدمة في أسعار السلع.
وبحلول منتصف عام 2022، وصل التضخم إلى 9.1% في الولايات المتحدة، وسجل معدلاً قياسياً مزدوج الرقم بلغ 10.7% في منطقة اليورو.
وكانت هذه المستويات بعيدة عن النسب المستهدفة في السياسات النقدية والتي تبلغ 2%، مما دق ناقوس الخطر في البنوك المركزية.
وعلى الرغم من بعض التردد الأولي، كان رد فعل البنوك المركزية قوياً لخفض معدلات التضخم إلى النسب المستهدفة
فقد شرع البنك المركزي الأوروبي في دورة قياسية لتشديد أسعار الفائدة، حيث زاد سعر إعادة التمويل الرئيسي بمقدار 450 نقطة أساس إلى 4.5%.
وفي الولايات المتحدة، قام مجلس بنك الاحتياطي الفيدرالي برفع أسعار الفائدة بمقدار 525 نقطة أساس إلى 5.5%.
وكان لدورات التشديد هذه تأثير كبير على الأسواق المالية.
ويوفر مؤشر الأوضاع المالية معلومات هامة عن تكلفة الائتمان، من خلال الجمع بين المعلومات المتعلقة بأسعار الفائدة قصيرة وطويلة الأجل، وهوامش الائتمان.
وبدأ المؤشر يتصاعد بوتيرة ثابتة منذ بداية عام 2022، وظل على ارتفاع منذ نهاية العام الماضي.
وبالإضافة إلى ارتفاع التكاليف، فإن حجم الائتمان آخذ في الانكماش.
أكد التقرير الأسبوعي لبنك قطر الوطني QNB أن الأوضاع المالية المشددة ستستمر في الولايات المتحدة ومنطقة اليورو حتى النصف الأول من عام 2024. وارجع ذلك إلي عاملين
أنه على الرغم من توقعاتنا بأن البنوك المركزية الرئيسية ستبدأً في تخفيض أسعار الفائدة في الربع الثاني من عام 2024، من المتوقع أن تظل أسعار الفائدة مرتفعة في الأشهر المقبلة.
وانخفضت معدلات التضخم بشكل كبير من ذروتها، حيث اقتربت المقاييس الرئيسية من 3% في كلا الاقتصادين.
ومع ذلك، فإن هذا يرجع إلى حد كبير إلى انخفاض أسعار الطاقة التي تحركها الأحداث الدولية.
ولا يزال التضخم الأساسي، الذي يستثني أسعار السلع الأكثر تقلباً مثل الغذاء والطاقة ويُعتبر أكثر ثباتاً في العادة، يفوق 4%، وهو أعلى بكثير من المستوى الذي يسعى إليه صناع السياسات، مما يدعم نهج الانتظار والترقب.
وتولي البنوك المركزية اهتماماً خاصاً بالمقياس الأساسي للأسعار نظراً لأهميته المستمرة. بالإضافة إلى ذلك، يسلط هذا المقياس الضوء على الأسعار التي تحددها العوامل المحلية ويعكس بشكل أفضل الاتجاهات الأساسية.
ولم نشهد مستويات التضخم الحالية في تاريخ منطقة اليورو، ومنذ أوائل التسعينيات في الولايات المتحدة، في ظل بيئة اقتصادية مختلفة تماماً.
ونظراً للافتقار إلى الخبرة الحديثة في إدارة ارتفاع الأسعار بهذا الحجم، فسوف يتوخى صناع السياسات الحذر بشأن توقيت عملية البدء في خفض أسعار الفائدة.
ويشير التقرير الأسبوعي إلي أن العامل الثاني هو استمرار البنك المركزي الأوروبي وبنك الاحتياطي الفيدرالي في سحب السيولة من الأنظمة المصرفية من خلال التراجع عن عمليات توسيع الميزانية العمومية التي تم تنفيذها خلال جائحة كوفيد.
وقد تم تنفيذ هذه السياسات في البداية بسبب الظروف الاستثنائية للتخفيف من عواقب الجائحة.
ومن أجل تطبيع ميزانيته العمومية، بدأ بنك الاحتياطي الفيدرالي التخفيض التدريجي في يونيو 2022، وقد خفض حجم ميزانيته العمومية بمقدار 1.1 تريليون دولار أمريكي حتى الآن من ذروة بلغت 8.9 تريليون دولار أمريكي.
وبالمثل، انخفضت أصول النظام الأوروبي (البنك المركزي الأوروبي بالإضافة إلى البنوك المركزية الوطنية في منطقة اليورو) بمقدار 1.8 تريليون يورو من ذروتها البالغة 8.8 تريليون يورو.
وسوف تستمر عملية التشديد الكمي هذه حتى عام 2024، مما يقلل من السيولة الزائدة في النظام المالي ومدى توفر الائتمان للشركات والأسر.
وتُظهِر أحدث استبيانات الإقراض المصرفي التي أجراها البنك المركزي الأوروبي وبنك الاحتياطي الفيدرالي أنه تم تشديد معايير الائتمان باستمرار في الأرباع الأخيرة بوتيرة مماثلة لأحداث مثل أزمة الديون السيادية الأوروبية أو الأزمة المالية العالمية.
وقد أدى انخفاض السيولة وتشديد معايير الإقراض، جنباً إلى جنب مع ارتفاع تكاليف القروض، إلى انخفاض أحجام الائتمان، التي بدأت الآن في الانكماش بالقيمة الحقيقية.
وهذا سيؤدي إلى بقاء الأوضاع المالية العامة مشددة.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: البنک المرکزی الأوروبی الاحتیاطی الفیدرالی فی الولایات المتحدة البنوک المرکزیة أسعار الفائدة
إقرأ أيضاً:
أسعار الذهب تشهد ارتفاعًا محدودًا وسط ترقب لبيانات التضخم الأمريكية
شهدت أسعار الذهب ارتفاعًا طفيفًا خلال تداولات اليوم الأربعاء، حيث سجلت أونصة الذهب 2613 دولار بزيادة 0.2%، وذلك بعد تراجع الأسعار إلى أدنى مستوياتها خلال شهرين أمس عند 2589 دولار.
جاء هذا الانتعاش المحدود نتيجة اتجاه المستثمرين إلى الشراء، مستغلين انخفاض الأسعار الأخيرة بعد تراجع الذهب المتأثر بقوة الدولار الأمريكي ونتائج انتخابات الرئاسة الأمريكية.
تأثير بيانات التضخم الأمريكية على أسعار الذهبمن المتوقع أن تساهم بيانات التضخم الأمريكية، المتوقع صدورها لاحقًا اليوم، في تحريك أسعار الذهب.
ينتظر المستثمرون ما إذا كانت القراءة ستؤكد على استمرار التضخم أو ثباته، وهو ما قد يحد من توجه البنك الفيدرالي نحو مزيد من خفض أسعار الفائدة، حيث تتوقع الأسواق أن يخفض البنك الفيدرالي سعر الفائدة بمقدار 25 نقطة أساس خلال اجتماعه في ديسمبر، وسط احتمال بنسبة 65% لذلك.
نظرة على أسباب تراجع الذهب مؤخرًاشهد الذهب ثلاث جلسات متتالية من الهبوط بسبب قوة الدولار وتوقعات بسياسات تضخمية من الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب، التي تؤثر على قرارات التيسير النقدي للبنك الفيدرالي.
وقد عزز هذا السيناريو القلق من تراجع الطلب على الذهب كملاذ آمن، خاصة مع زيادة الاستثمار في الأصول الأكثر خطورة بعد الانتخابات الأمريكية.
توقعات السوق وتحذيرات الاحتياطي الفيدراليجاءت تصريحات نيل كاشكاري، رئيس البنك الاحتياطي الفيدرالي في مينيابوليس، لتؤكد على مخاوف المستثمرين، حيث حذر من أن أي زيادة في التضخم قد تدفع البنك الفيدرالي إلى وقف خفض أسعار الفائدة.
كما أن تصريحات رئيس البنك الفيدرالي جيروم باول المرتقبة قد تحمل إشارات إضافية للأسواق بشأن توجهات السياسة النقدية.
مع استمرار ترقب المستثمرين لبيانات التضخم، ومؤشر أسعار المنتجين وطلبات البطالة الأسبوعية، يبقى الذهب في وضع حساس للتقلبات المحتملة المرتبطة بهذه البيانات الاقتصادية.