إعداد: فرانس24 تابِع إعلان اقرأ المزيد

فُتحت الإثنين مراكز الاقتراع لاختيار مجالس المحافظات في انتخابات هي الأولى منذ عشر سنوات. ومن شأن هذا الاقتراع أن  يوطد القاعدة الشعبية ويعزز سلطة الأحزاب والتيارات الشيعية المتحالفة مع إيران.

التيار الصدري يقاطع الانتخابات

   وتجري الانتخابات من دون التيار الصدري، أحد أبرز التيارات السياسية في العراق بزعامة رجل الدين الشيعي مقتدى الصدر بعدما أعلن مقاطعة الانتخابات التي تعقد في 15 محافظة.

   في الوقت نفسه، تخيّم حالة من الإحباط على الرأي العام إزاء الانتخابات في بلد يقطنه 43 مليون نسمة وغني بالنفط لكن مؤسساته تعاني من فساد مزمن.

   وتعدّ الانتخابات المحلية استحقاقا سياسيا هاما لحكومة محمد شياع السوداني، الذي يعد بإصلاحات خدمية وتطوير للبنى التحتية المدمرة جراء عقود من النزاعات، مذ تسلّم الحكم بدعم من غالبية برلمانية لأحزاب وتيارات موالية لإيران قبل نحو عام.

انتخابات مجالس المحافظات في العراق

رئيس مجلس الوزراء يدلي بصوته في انتخابات مجالس المحافظات ويطلع على سير العملية الانتخابية. #الحكومة_العراقية pic.twitter.com/OtxssyIFUL

— Government of Iraq - الحكومة العراقية (@IraqiGovt) December 18, 2023

   ويشرح ريناد منصور الباحث في مركز أبحاث "شاتام هاوس" لوكالة الأنباء الفرنسية أن "نسبة المشاركة هي المقياس النهائي حول مدى الرضى وإذا ما كانت سياسة السوداني الشعبوية الاقتصادية وسياسته في منح فرص العمل ناجحة وقادرة على جذب الجيل الجديد أو لا".

   وفتحت صناديق الاقتراع الساعة 07:00 صباحا الإثنين (04:00 بتوقيت غرينتش) كما أفادت القناة العراقية الإخبارية. وتغلق مكاتب الاقتراع البالغ عددها 7166  والتي وضعت تحت إجراءات امنية مشددة عند الساعة 18:00 (15:00 بتوقيت غرينتش). 

   ودعي نحو 17 مليون ناخبا للاختيار من بين 6000 مرشح يتنافسون على 285 مقعدا في جميع المحافظات.

   وتتمتع مجالس المحافظات التي أنشئت بعد الغزو الأمريكي وإسقاط نظام صدام حسين في العام 2003 بصلاحيات واسعة على رأسها انتخاب المحافظ ووضع ميزانيات في الصحة والنقل والتعليم من خلال تمويلات مخصصة لها في الموازنة العامة التي تعتمد بنسبة 90% من إيراداتها على النفط.

   لكن يرى معارضو مجالس المحافظات بأنها أوكار للفساد وبأنها تعزز الزبائنية.              

"منافسة كبيرة داخل ‘البيت الشعيي’"

   ومن شأن هذه الانتخابات كما يرى خبراء أن تعزز موقع الأحزاب والتيارات الحليفة لإيران والتي تملك الأغلبية البرلمانية وتمثل الأحزاب الشيعية التقليدية وبعض فصائل الحشد الشعبي.

   ويرى ريناد منصور أن الانتخابات المحلية "فرصة" لتلك الأحزاب "لتعود وتثبت أن لديها قاعدة اجتماعية وشعبية". ويتحدّث عن "منافسة كبيرة داخل ‘البيت الشيعي’"، حيث تسعى مكوّناته المختلفة إلى وضع اليد على مناصب المحافظين.

   وجرى حل مجالس المحافظات في العام 2019 تحت ضغط شعبي في أعقاب مظاهرات غير مسبوقة شهدتها البلاد. لكن تعهدت حكومة السوداني بإعادتها لتكون هذه الانتخابات الأولى منذ العام 2013. تستثنى منها ثلاثة محافظات منضوية في إقليم كردستان المتمتع بحكم ذاتي والواقع في شمال البلاد.

   ويتساءل أبو علي وهو سائق سيارة أجرة جاء من محافظة المثنى في جنوب العراق إلى بغداد "لماذا أنتخب؟ بماذا تفيدنا الانتخابات؟". ويضيف الرجل البالغ من العمر 45 عاما لوكالة الأنباء الفرنسية "حالنا هو نفسه، مرت سنوات، وتكررت الانتخابات جاء مرشحون وتبدلوا بغيرهم، وحالنا نفس الحال". ويكمل "لا يبنون ولا يعمرون، يبحثون عن منافع لأحزابهم فقط...لا أنتخب ولا أذهب إلى الانتخابات".

   ويضمّ مجلس محافظة بغداد 49 مقعدا، فيما يضمّ مجلس محافظة البصرة على سبيل المثال 22 مقعدا. ومن بين المرشحين 1600 امرأة، يمثلن نسبة 25% المحددة لهن. وخصصت أيضا 10 مقاعد للأقليات المسيحية والإيزيدية والصابئة في بلد متعدد الاثنيات والطوائف.

   في المحافظات السنية، يُتوقّع أن يتراجع تحالف "تقدّم"، عقب قرار المحكمة الاتحادية العليا في تشرين الثاني/نوفمبر بإقالة زعيمه محمد الحلبوسي من منصبه كرئيس لمجلس النواب.

   أما في محافظة كركوك الغنية بالنفط في شمال العراق، فيتوقع أن تكون المنافسة أكثر احتداما حيث قد تعود إلى الواجهة التوترات بين مختلف المجتمعات المكونة لها من عرب وأكراد وتركمان.

   ومن غير المتوقع أن تؤثر التوترات الإقليمية على خلفية الحرب بين حركة المقاومة الإسلامية (حماس) وإسرائيل، التي تطال أيضا العراق، على هذه الانتخابات.

   وتعرضت القوات الأمريكية المنتشرة في العراق في إطار التحالف الدولي لمكافحة "تنظيم الدولة الإسلامية" لعشرات الهجمات بالصواريخ والطائرات المسيرة، تبنت معظمها فصائل مسلحة حليفة لإيران.

   وعقد السبت تصويت "خاص" لنحو 50 ألف نازحا ولنحو مليون شخص من القوات الأمنية.

   وفي كلمة له قبل الانتخابات مساء الجمعة، حثّ السوداني العراقيين على التصويت، و"بالخصوص الذين بدؤوا يتلمسون ويستشعرون عمل الحكومة واتجاهها نحو مشاريع الإعمار والتنمية"، من أجل "اختيار وانتخاب مجالس محافظات قوية ومساندة للعمل التنفيذي".

فرانس24/أ ف ب

المصدر: فرانس24

كلمات دلالية: الحرب بين حماس وإسرائيل قمة المناخ 28 الحرب في أوكرانيا ريبورتاج انتخابات العراق التيار الصدري محمد شياع السوداني صباح الأحمد الصباح وفاة أمير الكويت دول الخليج العربية الجزائر مصر المغرب السعودية تونس العراق الأردن لبنان تركيا مجالس المحافظات

إقرأ أيضاً:

خلافات حادة حول تعديل قانون الانتخابات في العراق قبل الاستحقاق المقبل

فبراير 16, 2025آخر تحديث: فبراير 16, 2025

المستقلة/- مع اقتراب الانتخابات البرلمانية في العراق في تشرين الأول المقبل، تشهد الأروقة السياسية صراعًا بين القوى السياسية حول تعديل قانون الانتخابات، مما يثير جدلاً واسعًا في الساحة السياسية والشعبية.

فبينما تستعد الأحزاب والقوى السياسية لخوض المعركة الانتخابية المقبلة، يترقب الجميع إجراء تعديل في القانون الذي يعتبر أحد العوامل الحاسمة في سير العملية الانتخابية.

مواقف متباينة:

الخلافات بين القوى السياسية بشأن التعديلات المقترحة على قانون الانتخابات تزداد تعقيدًا. البعض يرى ضرورة إجراء تعديلات جذرية لضمان نزاهة وشفافية الانتخابات، مع تفعيل نظام انتخابي يضمن تمثيلًا عادلًا لجميع شرائح المجتمع العراقي. بينما يعارض آخرون هذه التعديلات، مشيرين إلى أن أي تعديل قد يكون محاولة للسيطرة على نتائج الانتخابات لصالح أطراف بعينها، مما يهدد نزاهة العملية الانتخابية برمتها.

غياب المناقشات الرسمية:

رغم الأحاديث الدائرة في الكواليس السياسية، لم يُطرح تعديل قانون الانتخابات بشكل رسمي في مجلس النواب، ولم يُفتح باب النقاش الجاد بين اللجان المعنية. هذا الغموض يثير تساؤلات حول ما إذا كان سيتم التوصل إلى صيغة توافقية بين القوى السياسية في وقت مناسب، أم ستظل الأوضاع على حالها حتى مع اقتراب موعد الانتخابات.

الانتخابات المقبلة: موازين القوى السياسية:

الانتخابات المقبلة ستكون اختبارًا حقيقيًا لمصداقية النظام السياسي في العراق. إذ يرى البعض أن التعديلات على القانون ستؤثر بشكل مباشر على توزيع المقاعد بين القوى السياسية الكبرى، بينما يرى آخرون أن التعديل قد يؤدي إلى إقصاء بعض القوى الصغيرة أو تمثيلها بشكل غير عادل.

التحديات أمام إجراء التعديلات:

إجراء التعديلات على قانون الانتخابات في هذه المرحلة قد يواجه صعوبة كبيرة، بالنظر إلى أن العراق يعيش فترة صعبة من التحولات السياسية والتحديات الاقتصادية. كما أن عملية التعديل قد تكون أداة في يد بعض القوى لتعزيز مكانتها، مما يزيد من تعقيد الأمور.

خاتمة:

يبقى السؤال الأهم: هل ستتفق القوى السياسية على تعديل قانون الانتخابات في الوقت المناسب، أم أن تأجيل هذه المناقشات سيتسبب في تلاشي فرصة تحقيق انتخابات نزيهة وشفافة؟ العراق يقف على أعتاب مرحلة حاسمة في تاريخه السياسي، والقرار بشأن تعديل قانون الانتخابات سيكون له تأثير كبير على مستقبل البلاد السياسي والاجتماعي.

مقالات مشابهة

  • لدعم الأسر في 27 محافظة.. وزيرة التضامن تشهد إطلاق صندوق تحيا مصر قوافل أبواب الخير
  • "المشتبه الرابع".. تجربة فنية جديدة تجمع سيرين عبد النور بهيفاء وهبي للمرة الأولى
  • تحيا مصر يطلق فعاليات "أبواب الخير" لدعم 27 محافظة في رمضان
  • الشرع يزور اللاذقية بعد إدلب وحلب للمرة الأولى
  • عبيدات ..انتخابات مجالس فروع نقابة المهندسين ،، مخالفات وعيوب مشينة
  • خلافات حادة حول تعديل قانون الانتخابات في العراق قبل الاستحقاق المقبل
  • غدا.. مناقشة إنشاء وتشغيل مراكز لعلاج السموم في المحافظات
  • بمناسبة اليوم العالمي لسرطان الأطفال.. السيدة الأولى جالت على ثلاثة مراكز للعلاج
  • تحالف تصميم: سنتحالف مع السوداني في الانتخابات القادمة
  • عاجل.. الكشف عن تصميم استاد الأهلي بالشيخ زايد للمرة الأولى «صور»