مقتل الأسرى الإسرائيليين الثلاثة.. هكذا يضيِّق الخناق على نتنياهو
تاريخ النشر: 18th, December 2023 GMT
يزيد قتل الجيش الإسرائيلي ثلاثة أسرى إسرائيليين في غزة بالخطأ من الضغوط الداخلية على رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو لإبرام صفقة جديدة لإطلاق سراح بقية الأسرى لدى حركة "حماس"، بينما يقوم الدعوات الدولية لوقف إطلاق النار، على أمل الاحتفاظ بالسلطة بعد الحرب، بحسب ستيفن إيرلانجر في تقرير بصحيفة "ذا واشنطن بوست" الأمريكية (The Washington Post).
وفي 15 ديسمبر/ كانون الأول الجاري، أطلق جنود إسرائيليون النار بطريق الخطأ على الأسرى الثلاثة بينما كانوا يرفعون راية بيضاء ويطلبون المساعدة باللغة العبرية؛ مما أثار غضبا واسعا داخل إسرائيل، وأكد أسلوب تعامل جيش الاحتلال مع الفلسطينيين.
وقال إيرلانجر، في التقرير الذي ترجمه "الخليج الجديد"، إن "نتنياهو يأمل في الاحتفاظ بالسلطة بعد الحرب، على الرغم من الغضب الشعبي من أن حماس حولت نفسها إلى قوة عسكرية وغزت إسرائيل في عهده".
وردا على جرائم الاحتلال اليومية بحق الشعب الفلسطيني ومقدساته، ولاسيما المسجد الأقصى بمدينة القدس الشرقية المحتلة، شنت "حماس" في 7 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي هجوم "طوفان الأقصى" ضد مستوطنات وقواعد عسكرية إسرائيلية بمحيط غزة.
وقتلت "حماس" في هجومها نحو 1140 إسرائيليا وأسرت حوالي 240 بادلت قرابة 110 منهم، خلال هدنة إنسانية استمرت 7 أيام حتى 1 ديسمبر الجاري، مع الاحتلال الذي يحتجز في سجونه أكثر من 7800 فلسطيني.
وشدد إيرلانجر على أنه "مع استمرار الحرب دون حل، وتزايد عدد القتلى، ووجود نحو 130 أسيرا في غزة، وزيادة حلفاء إسرائيل الغربيون الرئيسيون من انتقاداتهم له، تبدو قبضة نتنياهو على السلطة أكثر اهتزازا من أي وقت مضى".
ومنذ 7 أكتوبر الماضي، يشن الجيش الإسرائيلي حربا مدمرة على غزة خلّفت حتى منتصف ديسمبر الجاري 18 ألفا و800 شهيدا، و51 ألف جريح، معظمهم أطفال ونساء، ودمارا هائلا في البنية التحتية و"كارثة إنسانية غير مسبوقة"، بحسب مصادر رسمية فلسطينية.
اقرأ أيضاً
الحية: ملف تبادل الأسرى مغلق لحين وقف إسرائيل عدوانها المجنون على غزة
جريمة حرب
و"الآن فإن تصرفات الجنود الإسرائيليين الذين قتلوا الرهائن بدلا من إنقاذهم، قد تعطي زخما أكبر لأولئك الذين يرون أن الحملة العسكرية المكثفة، بما تنطوي عليه من قصف ومعارك في الشوارع، تعرض للخطر حياة بقية الأسرى"، كما زاد إيرلانجر.
ومشيرا على إصرار "حماس" على عدم التفاوض بشأن الأسرى إلا بعد إيقاف العدوان على غزة، تابع أن "نتنياهو حاول التصدي للدعوات المتزايدة من عائلات الرهائن لوقف إطلاق النار".
وأضاف أن "نتنياهو أصر، في مؤتمر صحفي السبت الماضي، على أن الضغط العسكري ضروري لإعادة الأسرى ولتحقيق النصر، وأنه لولا الضغط العسكري، لم تم إطلاق سراح 110 أسرى".
إيرلانجر استدك: "لكن على الرغم من خطابه، إلا أن نتنياهو يتعرض لانتقادات واسعة النطاق في إسرائيل لعدم تعبيره عن الأسف لمقتل الأسرى الإسرائيليين".
وقال ناحوم بارنيا، معلق إسرائيلي، إن مقتل الأسرى لم يكن مجرد مأساة، بل "جريمة حرب"؛ فـ"القانون الدولي واضح للغاية بشأن هذه القضية"، في إشارة إلى أنه لم يكونوا مسلحين وكانوا يرفعون راية بيضاء.
اقرأ أيضاً
طالبوا نتنياهو بالاستقالة.. ذوو الأسرى الإسرائيليين يتظاهرون في تل أبيب
قيادة سيئة
وبحسب ناتان ساكس، مدير مركز سياسة الشرق الأوسط في معهد بروكينجز والذي زار إسرئايل مؤخرا، فإن "نتنياهو يواجه أيضا انتقادات بسبب ممارسة السياسة بشكل علني في خضم الحرب".
وأردف أن "نتنياهو يمارس سياسة في خضم قتال مكثف، وهذا أمر وقح، إذ يقوم بحملة ضد منافسه الرئيسي، بيني غانتس، الذي أحضره إلى حكومة الحرب الطارئة كإظهار للوحدة الوطنية، والذي يُنظر إليه على أنه أكثر انفتاحا على المحادثات مع الفلسطينيين حول غزة ما بعد الحرب".
وأضاف أن "مقتل الأسرى يزيد الضغط على الحكومة لإجراء مفاوضات جديدة لإطلاق سراح الآخرين. وتتزايد مظاهرات عائلات الأسرى، ويوجد شعور عام بأن الوقت ينفد بالنسبة للأسرى".
وقال يوناتان هداري، الذي حضر مظاهرة في تل أبيب، إنه لم يفقد الثقة في الجيش، بل في نتنياهو، معتبرا أن الجيش "يقوم بعمل جيد، لكن القيادة سيئة للغاية، ولها تأثير سلبي كبير.. رئيس وزراء لا يتحمل المسؤولية ولا يزور عائلات الأسرى أو العائلات الثكلى".
وشدد ياجيل ليفي، خبير عسكري في جامعة إسرائيل المفتوحة، على أن العمليات العسكرية الإسرائيلية في غزة جعلت المخاطر التي يتعرض لها بقية الأسرى "ملموسة للغاية، وهذا أعطى دفعة لحركة تبادل الأسرى، ويمكن أن يدفع نتنياهو ووزراء آخرين إلى التفكير في دفع ثمن أعلى مقابل تبادل الأسرى".
اقرأ أيضاً
التحقيق في قتل الأسرى الثلاثة بالخطأ: لوحوا براية بيضاء وصرخوا بالعبرية
المصدر | ستيفن إيرلانجر/ ذا واشنطن بوست- ترجمة وتحرير الخليج الجديدالمصدر: الخليج الجديد
كلمات دلالية: على أن
إقرأ أيضاً:
ميديا بارت: آلاف الإسرائيليين يطالبون بفرض عقوبات على إسرائيل
قال موقع ميديا بارت إن الإسرائيلية الفرنسية يائيل ليرر جمعت 3600 توقيع لوقف الحرب في غزة "على الفور"، وأطلقت نداء يدعو المجتمع الدولي لاعتماد وتنفيذ إجراءات انتقامية في جميع المجالات من أجل هذا الهدف.
وأوضحت صاحبة المبادرة -في تقرير بقلم غوينايل لينوار- أن النداء الذي وقعه حتى الآن آلاف الإسرائيليين، والذي نشرته صحيفتا غارديان وليبراسيون، يدعو من خلاله الإسرائيليون إلى "ممارسة ضغوط دولية حقيقية على إسرائيل من أجل وقف فوري ودائم لإطلاق النار"، ويقولون للعالم "نحن نناشدك: أنقذنا من أنفسنا".
اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2نيويورك تايمز: ثمة شخص واحد يحتاجه ترامب في إدارتهlist 2 of 2مسيرات تركية وطائرات روسية.. الحرب الجوية تجتاح الساحلend of listونبهت الكاتبة إلى أن هذا الطلب غير المسبوق لمشاركة المجتمع الدولي، كالأمم المتحدة ومؤسساتها والولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي وجامعة الدول العربية، فضلا عن كل دول العالم، يوضح مدى الإلحاح الذي يشعر به الموقعون، ويشير إلى أن العقوبات ضرورية، وهي الطريقة الوحيدة لوقف الاندفاع المجنون لإسرائيل نحو العنف.
إسرائيليون يدعون إلى "ممارسة ضغوط دولية حقيقية على إسرائيل من أجل وقف فوري ودائم لإطلاق النار"، ويقولون للعالم "نحن نناشدك: أنقذنا من أنفسنا".
لا وساطات تجدي ولا قراراتلم تنفع الوساطات -كما يقول الموقع- فجمدت قطر وساطتها، ولم تجدِ القرارات الدولية، فبقي القرار الذي صوت عليه مجلس الأمن في يونيو/حزيران 2024، نائما إلى جانب القرارات التي لم يتم تنفيذها قط، ولم تحرك قرارات محكمة العدل الدولية في يناير/كانون الثاني ومايو/أيار الحكومة الإسرائيلية ولا الدول التي تدعمها.
وقالت يائيل ليرر التي أطلقت هذا النداء -في مقابلة مع الموقع- إنها ذهبت في يوليو/تموز إلى إسرائيل، "بلدها الذي لم تقطع علاقاتها به قط"، فوجدت أن المجتمع الإسرائيلي يعيش انجرافا خطيرا للغاية، وأن الغالبية العظمى ليس لديها وعي واضح بما "نفعله، نحن الإسرائيليين، في غزة. إنهم لا يفهمون جانب الإبادة الجماعية لما نقوم به".
وأشارت المحررة والمترجمة إلى أن وسائل الإعلام الإسرائيلية لا تعرض سوى بعض الآثار في بعض الأحيان، مثل أن الجيش يقتل مسؤولين من حركة المقاومة الإسلامية (حماس)، مؤكدة أن انجراف المجتمع الإسرائيلي قوي للغاية، لدرجة أنه لا يمكن لأي تغيير أن يأتي من الداخل.
مظاهرات إسرائيلية تطالب بإبرام صفقة وإطلاق سراح الأسرى (رويترز)هناك حاجة إلى عمل خارجي -كما تقول ليرر- فمنذ أكثر من عام، "تنشر وسائل التواصل الاجتماعي كل يوم مقتل عشرات الأشخاص في قطاع غزة وفي لبنان، وبين الجنود الإسرائيليين أيضا. والأمر الملح هو وقف هذا الآن، لكن الإسرائيليين المعارضين للحرب، مثل الموقعين على هذا النداء، يشكلون أقلية ضئيلة. ونحن يائسون. نحن بحاجة إلى من ينقذنا من أنفسنا".
وأكدت صاحبة النداء أن هذه هي المرة الأولى التي تتجاوز فيها الدعوة لفرض العقوبات أقصى اليسار، حيث وقع على المذكرة أساتذة فخريون وسفير سابق ومدع عام سابق، وبعض أقارب المحتجزين وأقارب الأشخاص الذين قتلوا في السابع من أكتوبر/تشرين الأول.
وما زال عدد الموقعين -حسب ليرر- في تزايد، علما أن ثلثهم يقيم في الخارج، خاصة في أوروبا، في حين أن الثلثين الباقيين يعيشون في إسرائيل نفسها، ولكن الفلسطينيين في إسرائيل يصعب عليهم التوقيع رغم ما نتلقاه منهم من دعم، لأن عديدا منهم قبض عليهم وسجنوا بسبب منشورات بسيطة على وسائل التواصل الاجتماعي.
وذكّرت صاحبة النداء بأن إسرائيل ليست مثل روسيا، ولا تستطيع شن حرب بمفردها، فهي تحتاج إلى دول أخرى مثل الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي، فواشنطن تزودها بالسلاح لأنها لا تنتج طائرات مقاتلة ولا صواريخ، وأوروبا تجعلها أكبر شريك تجاري لتستفيد من المزايا نفسها التي تستفيد منها أي دولة أوروبية تقريبا، وبالتالي "فنحن بحاجة إلى حظر الأسلحة".