يجري وزير الدفاع الأمريكي لويد أسوتن، زيارة إلى دولة الاحتلال الإسرائيلي، الإثنين، في زيارة تستهدف الضغط على مسؤوليها لتحديد معالم مسار الحرب.

وفقا لشبكة "سي إن إن" الأمريكية، فإن هذه الخطوة تأتي في ظل تفاقم الخسائر البشرية الناتجة عن القصف الإسرائيلي للقطاع الفلسطيني، ما أثار تساؤلات حول خيارات واشنطن في حال رفض الحكومة الإسرائيلية الاستجابة لدعوات وقف إطلاق النار أو تحديد موعد زمني لذلك.

ونقلت عن مسؤول عسكري أمريكي كبير، القول، إنه خلال الزيارة، التي تأتي عقب رحلة مماثلة لمستشار الأمن القومي جيك سوليفان، "سيضغط أوستن على المسؤولين الإسرائيليين بشأن المعايير التي يبحثون عنها من أجل الانتقال إلى المرحلة التالية من حملتهم في غزة".

وتابع المسؤول الأمريكي في البنتاغون، أن أوستن "سيتلقى تحديثات محددة حول كيفية تقييم وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت، والجيش الإسرائيلي للتقدم الذي أحرزوه في المرحلة الحالية من الحملة في غزة لتفكيك البنية التحتية لحماس".

وتعتبر زيارة أوستن الرحلة الثانية له إلى إسرائيل، منذ بداية الحرب، في 7 أكتوبر/تشرين الأول، وأجرى مشاورات متعددة مع نظيره الإسرائيلي غالانت.

وتحدث الاثنان 27 مرة منذ هجوم "حماس".

اقرأ أيضاً

دعوات بريطانية متصاعدة لوقف الحرب في غزة

وأشار المسؤول إلى أن أوستن سيعمل على "التعمق" في الجهود المبذولة لزيادة المساعدات الإنسانية في غزة وتخفيف الضرر، الذي يلحق بالمدنيين.

ومنذ بداية الحرب على غزة، قدمت الولايات المتحدة دعمًا ثابتًا لإسرائيل، لكن ثمة علامات على تباين في المواقف مع تصاعد الخسائر في صفوف المدنيين في غزة، وهو ما ظهر إلى العلن، الثلاثاء، عندما حذر الرئيس الأمريكي جو بايدن، من أن إسرائيل تفقد الدعم الدولي لحملتها ضد "حماس"، ورفض رئيس الوزراء، بنيامين نتنياهو، علنًا الخطط الأمريكية لغزة ما بعد الحرب.

ومتحدثا قبل تصريحات بايدن، خلال حفل جمع التبرعات، اعترف نتنياهو الثلاثاء بأنه والرئيس الأمريكي يختلفان حول ما يجب أن يحدث لغزة بعد الحرب.

وقال الزعيم الإسرائيلي في بيان: "نعم، هناك خلاف حول ’اليوم التالي لحماس’ وآمل أن نتوصل إلى اتفاق هنا أيضًا".

وتعتبر هذه التصريحات من أكثر التصريحات صراحة حتى الآن عندما يتعلق الأمر بالخلافات المستمرة بين إسرائيل والولايات المتحدة، أكبر حليف دولي لها.

قبل اندلاع الحرب عقب هجمات حماس في 7 أكتوبر/ تشرين الأول، كان بايدن صريحًا في انتقاداته لائتلاف نتنياهو الحاكم، الذي يضم أحزاب اليمين المتطرف، لكنه وقف في الغالب جنبًا إلى جنب مع نتنياهو علنًا منذ بدء الصراع، على الرغم من الانتقادات المتزايدة للحملة الإسرائيلية.

اقرأ أيضاً

سوليفان: مرحلة جديدة من حرب غزة وإسرائيل ستواصل مطاردة السنوار والضيف

وتأتي رحلة أوستن بعد بضعة أيام من تصريح مستشار الأمن القومي الأمريكي جيك سوليفان، للصحفيين في تل أبيب، بأن إسرائيل تعتزم الانتقال إلى مرحلة جديدة من الحرب تركز فيها على "طرق أكثر دقة" لاستهداف قيادة "حماس".

وأكد سوليفان، أن "تحقيق أهداف إسرائيل في الحرب سيستغرق شهورا، لكن القتال سيستمر على مراحل، مع التحول من الحملة الحالية التي تعتمد على القصف المكثف والعمليات البرية".

ورفض سوليفان الإجابة عندما سُئل عما إذا كانت الولايات المتحدة، قد تجمد المساعدات العسكرية إذا لم تدخل الحرب مرحلة أقل حدة تقل فيها أعداد الضحايا المدنيين، قائلا إن أفضل طريقة للتوصل إلى اتفاق هي المناقشة خلف الأبواب المغلقة.

وأكد سوليفان أنه ليس من "الصواب" أن تحتل إسرائيل غزة على المدى الطويل، مع تزايد التكهنات حول مستقبل الأراضي الفلسطينية.

ولم يقدم سوليفان تفاصيل بشأن موعد التحول في وتيرة الحرب.

ومنذ 7 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، يشن الجيش الإسرائيلي حربا مدمرة على غزة خلّفت حتى مساء الجمعة 18 ألفا و800 قتيل و51 ألف مصاب، معظمهم أطفال ونساء، ودمارا هائلا في البنية التحتية و"كارثة إنسانية غير مسبوقة"، بحسب مصادر فلسطينية وأممية.

اقرأ أيضاً

يديعوت أحرونوت: زيارة أوستن كشفت 4 خلافات متعمقة بين الولايات المتحدة وإسرائيل 

المصدر | الخليج الجديد

المصدر: الخليج الجديد

كلمات دلالية: أوستن نتنياهو إسرائيل حرب غزة غزة سوليفان أمريكا دعم إسرائيل وقف الحرب فی غزة

إقرأ أيضاً:

نهاية أم مخرج سياسي.. ماذا حول صفقة "إقرار بالذنب" التي اقترحها الرئيس الإسرائيلي بشان نتنياهو؟ "تفاصيل"

في تطور سياسي وقانوني لافت داخل إسرائيل، دعا الرئيس الإسرائيلي إسحق هرتسوغ إلى دراسة إمكانية إبرام صفقة "إقرار بالذنب" مع رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، الذي يواجه تهمًا بالفساد قد تضع مستقبله السياسي والشخصي في مهب الريح. هذه المبادرة تعيد إلى الواجهة تساؤلات كبيرة حول مصير نتنياهو وحجم التحديات السياسية والقانونية التي تواجهها إسرائيل في ظل أوضاع داخلية وإقليمية متأزمة.

خلفية القضية: نتنياهو في قفص الاتهام


يُحاكم نتنياهو منذ سنوات بتهم تتعلق بالرشوة وخيانة الأمانة والاحتيال في عدة ملفات فساد معروفة في الأوساط الإسرائيلية. رغم محاولات مستمرة للطعن في الاتهامات واللجوء إلى الاستراتيجيات السياسية للبقاء في الحكم، إلا أن الضغوط القضائية تزايدت مع الوقت.

وظهرت فكرة صفقة الإقرار بالذنب عدة مرات في السنوات الأخيرة، لكنها كانت تصطدم برفض نتنياهو التام لأي تسوية تعني انسحابه من المشهد السياسي، الذي يعتبره خط دفاعه الأساسي. القبول بهذه الصفقة يعني الإقرار بوصمة عار قانونية تمنعه من تولي أي منصب رسمي مستقبلًا، وهي خطوة لم يكن مستعدًا لها حتى الآن.

تفاصيل صفقة الإقرار بالذنب

وفقًا لما نشرته صحيفتا "يديعوت أحرونوت" و"هآرتس"، تتضمن الصفقة خروج نتنياهو من الحياة السياسية مقابل عدم دخوله السجن. الصفقة تعتمد على إقرار نتنياهو جزئيًا أو كليًا ببعض المخالفات، بعد تعديل لائحة الاتهام لتقليل خطورة الجرائم المزعومة.

مقابل ذلك، ستسقط النيابة العامة بعض التهم أو تقبل بعقوبة مخففة، ما يجنبه المحاكمة الطويلة واحتمال السجن الفعلي. هذه الاستراتيجية القانونية، المعروفة عالميًا باسم "صفقة الإقرار بالذنب"، تتيح إنهاء القضايا الجنائية بسرعة لكنها غالبًا ما تكون محفوفة بالجدل السياسي والأخلاقي.

السياق الدولي: مذكرات اعتقال إضافية تلاحق نتنياهو

لا تقتصر التحديات القانونية لنتنياهو على المحاكم الإسرائيلية فقط. ففي نوفمبر 2024، أصدرت المحكمة الجنائية الدولية مذكرات اعتقال بحق نتنياهو ووزير دفاعه السابق يوآف غالانت، بتهم تتعلق بارتكاب جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية خلال العمليات العسكرية الإسرائيلية في قطاع غزة.

وجاء في بيان المحكمة أن هناك أسبابًا منطقية للاعتقاد بأن نتنياهو وغالانت أشرفا على هجمات استهدفت السكان المدنيين واستخدما التجويع كسلاح حرب. كما أشارت المحكمة إلى أن الجرائم شملت القتل والاضطهاد وأفعالًا غير إنسانية أخرى.

الكشف هذه الأوامر ضاعف من الضغوط على نتنياهو داخليًا وخارجيًا، وساهم في تعقيد حساباته السياسية والقانونية.

احتمالات المستقبل: إلى أين يتجه المشهد الإسرائيلي؟

دخول الرئيس هرتسوغ على خط الأزمة يعكس قلق المؤسسة السياسية من تداعيات استمرار محاكمة نتنياهو على استقرار الدولة. فالخيار بين محاكمة رئيس وزراء حالي أو سابق وسجنه، أو التوصل إلى تسوية سياسية قانونية تخرجه بهدوء من المشهد، يحمل في طياته آثارًا سياسية واجتماعية عميقة.

ورغم أن إبرام صفقة الإقرار بالذنب قد يبدو مخرجًا مناسبًا للعديد من الأطراف، إلا أن قبول نتنياهو بها لا يزال بعيد المنال. فنتنياهو، الذي يَعتبر نفسه ضحية ملاحقات سياسية، قد يفضِّل المضي قدمًا في المعركة القضائية حتى النهاية، آملًا في البراءة أو في انقلاب سياسي لصالحه.

أما إسرائيل، فهي تجد نفسها أمام مفترق طرق: هل تواصل السير في طريق المواجهة القانونية بكل تبعاته، أم تلجأ إلى تسوية مكلفة سياسيًا لكنها تتيح طي صفحة من أكثر الفصول إثارة للانقسام في تاريخها الحديث؟

تطرح مبادرة الرئيس هرتسوغ سؤالًا وجوديًا على إسرائيل: ما هو ثمن العدالة وما هو ثمن الاستقرار السياسي؟ بغض النظر عن النتيجة، فإن مصير بنيامين نتنياهو سيكون علامة فارقة في مسار السياسة الإسرائيلية للسنوات المقبلة.

 

مقالات مشابهة

  • غوتيريس: إسرائيل تستغل المساعدات كأداة للضغط على الفلسطينيين
  • هكذا فاجأ نتنياهو الجيش الإسرائيليّ بالكشف عن تفاصيل عمليّة تفجير البيجر
  • الرئيس الإسرائيلي ينقلب على نتنياهو: العزل أفضل من السجن
  • الرئيس الإسرائيلي يقترح عزل نتنياهو بدلا من سجنه
  • نهاية أم مخرج سياسي.. ماذا حول صفقة "إقرار بالذنب" التي اقترحها الرئيس الإسرائيلي بشان نتنياهو؟ "تفاصيل"
  • سوليفان يكشف تجاهل نتنياهو مسألة الأسرى الإسرائيليين لأشهر خلال مفاوضات عهد بايدن
  • الرئيس الإسرائيلي: ليس من الصواب الدعوة لإعلان نتنياهو غير قادر على أداء مهامه
  • نتنياهو يتهم رئيس الشاباك الإسرائيلي بالكذب
  • آيزنكوت: الحرب في غزة لم تحقق أيًا من أهدافها
  • جنرالان إسرائيليان: الجيش غير قادر على تنفيذ أهداف الحكومة في غزة