رغبتها فى مساعدة زوجها فى ظل الأعباء المعيشية المتزايدة، دفعها للبحث عن أى فرصة عمل تمكنها من أداء رسالتها مع زوجها، فلم تجد "إرين قديس" إلا " الدراجة الهوائية" لتعمل من خلالها فى توصيل الطلبات من مكان لآخر بنطاق مدينة قنا ، لتصبح أول سيدة تعمل على "دراجة" بنطاق المحافظة التى تتحفظ على الكثير من الأمور المتعلقة بالمرأة.

قيادة فتاة أو سيدة لـ "دراجة هوائية" لم يكن متقبلاً من قبل المجتمع المحيط، ومازال يواجه العديد من التحديات والعقبات، مع مضايقات صبيانية، لكن " لقمة العيش" كما تردد صاحبة المبادرة، لا تعرف مثل هذه التفاهات أو السذاجات، فإيجاد الفرصة المتاحة للعمل، لن يجعل هناك وقت لدى الشخص، للتفكير فى اعتراض أو كلام الناس.

متاعب العمل تهون برسم السعادة على وجه أطفالها

فكرة العمل على دراجة لتوصيل الطلبات للأهالى، استدعت أن تخرج"إرين" بدراجتها من الصباح الباكر، لضمان الحصول على أكبر قدر من الطلبات يوفر لها عائد مناسب فى نهاية اليوم، وقد يستمر معها العمل لساعات متأخرة بالليل، حرصاً على عدم خسران أى عميل، ما يجعلها تعود لمنزلها منهكة، لكن كل ذلك يهون فى سبيل رسم السعادة على وجه أبنائها وزوجها.

تعرف على المواعيد.. اعتماد جداول امتحانات النقل والشهادة الإعدادية بقنا محافظ قنا ورئيس موانئ البحر الأحمر يبحثان خدمة المستثمرين والمناطق الصناعية

تعتمد"إرين قديس" على سمعتها ومهارتها فى تلبية طلبات المتعاملين معها، فى عملية الدعاية لنفسها، حيث يحرص الكثير من المتعاملين معها على الاستعانة بها فى معظم طلباتهم، لما وجدوه فيها من أمانة فى توصيل الطلبات، وحرصها على أداء عملها على أكمل وجه، فضلاً عن كونها سيدة تسعى للحصول على رزقها بالحلال.

بيع الذرة المشوية على كورنيش النيل

توصيل الطلبات عبر دراجة هوائية، لم يكن العمل الوحيد أو الأول لـ "إرين"، لكن سبقها محاولات عمل عديدة بعضها بالتزامن مع توصيل الطلبات، أبرزها بيع الذرة المشوية فى كورنيش النيل بمدينة قنا، برفقة زوجها قبل أن يغلق الكورنيش لتنفيذ أعمال تطوير، وهو ما جعلها تركز بشكل كبير فى الفترة الأخيرة على توصيل الطلبات بالدراجة.

قالت إرين قديس، والتى تشتهر بين الأهالى بـ" أم بولا"، بدأت العمل على دراجة هوائية منذ سنوات لمساعدة زوجى فى توفير أعباء المعيشة ولقمة عيش حلال لنا ولأبنائنا، ورغم الصعوبات والعراقيل التى واجهتها فى بداية عملى بتوصيل الطلبات، إلا أننى تحملت وصبرت حتى صار الأمر عادى بالنسبة لى ولمن يشاهدوننى أقود دراجتى فى الشارع، فقد عرفنى الكثير بأننى أقوم بتأدية عملى بالدراجة التى أجوب بها الشوارع والمناطق المختلفة، وليست للتنزه أو الترفيه.

أركز فى أسرتى ولا ألتفت للمضايقات

وتابعت قديس، ركوب الدراجة بالنسبة للبنات فى قنا مازال أمر غير مستحب لدى الكثير من الأهالى، فأى فتاة تغامر وتقود السيارة وسط الشوارع، تنهال عليها الاتهامات من ناحية بأنها لا تراعى ظروف وطبيعة المجتمع، أو يتعامل معها البعض بنوع من السخرية والتهكم، لكن كل هذه المضايقات، لم تكن تمثل لى أى عبء مع الوقت، خاصة أننى لا ألتفت لمثل هذه الأمور، وأركز فى عملى، من أجل أسرتي التى تنتظرني بعائد مالى يغنينا عن سؤال الناس.

وأشارت أم بولا، إلى أنها اختارت بمحض إرادتها مساعدة زوجها فى تحمل أعباء المعيشة وتكاليف الحياة، مضيفةً فقد كنت أساعده فى نقل الاثاثات والمتعلقات الثقيلة التى يعمل بها، كما عملنا سوياً لسنوات طويلة فى بيع الذرة المشوية على كورنيش النيل، ومازلنا نتقاسم لحظات العمل والتعب مع لحظات الحب والود، التى بدأت بزواجنا منذ 12 عاماً، وأثمرت عن طفلين، نصطحبهما معنا أحياناً، خاصة خلال بيع الذرة المشوية.

وأضافت أم بولا، اشتهرت بين أهالى المنطقة بالعمل فى توصيل الطلبات المنزلية، ما جعل الأهالى أنفسهم مصدر دعاية غير مباشرة، إضافة إلى أننى أقوم بأداء بعض الأعمال المنزلية، حال عدم وجود طلبات للتوصيل، أو أعمل مع زوجى فى نقل البضائع، لتوفير مقابل مادى يساعدنا فى توفير احتياجاتنا المنزلية، كما أننى أسعى مع زوجى خلال الفترة القادمة لشراء تروسيكل أو عمل مشروع ثابت يخفف علينا أعباء التنقل طوال اليوم.

إرين قديس IMG-20231126-WA0112 IMG-20231126-WA0113 IMG-20231126-WA0114 IMG-20231126-WA0116 IMG-20231126-WA0115

 

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: قنا الاعباء المعيشية الدراجة الهوائية دراجة هوائية لقمة العيش الذرة المشوية كورنيش النيل توصيل الطلبات توصیل الطلبات دراجة هوائیة IMG 20231126

إقرأ أيضاً:

المضاعفات الطبية ومخاطر العمل الطبى

من المضاعفات ما يحدث عند بعض الناس الطيبين وأذكر منهم ممرضة بمستشفى حكومى قد تم لها تغيير الصمام الأورطى منذ ما يقرب من ثلاثين عام وهى ما زالت طالبة ولم تكن قد بلغت العشرين من العمر ثم حدثت تغييرات عادية فى الصمام الآخر بعد عشرين عاماً والذى قد يُطلق عليه عند الخبثاء «مضاعفات» فقامت بتغيير الصمام المترالى جراحيًا واصلاح الصمام الثلاثى وبعد عشر سنوات أخرى حدثت لها مشاكل فى نبض القلب يستوجب تركيب منظم دائم لضربات القلب وبطبيعة الحال لأنّها من الناس الطيبين فهى تفهم ما يحدث وقد لا يحدث عند غيرها ولا دخل للطب فى ذلك وطوال الثلاثين عام لابد أنها تعرّضت للنزيف أكثر من مرة بخلاف خطورة الحمل فى وجود صمام معدنى وبخلاف أيضًا أنها حكيمة فى مستشفى تعمل ليل نهار من أجل لقمة العيش وهى مثال للمرأة المصرية الكادحة الصابرة فضلًا عن أنها أم ومسئولة عن أولادها وهى أولى بالتكريم من الوزارة عن آخرين ان كان هناك من يفكر أن يكرّم الذين أفنوا عمرهم فى مهنة الطب وهم أيضًا يعانون من المرض.
وقد حضرنا أطباء كبار نعرف مرضهم ولكنّهم لا يشتكون بل يقومون بعملهم دون أن يتحدثوا عن المرض الذى يشتكون منه بخلاف المخاطر فى العمل الطبى ومنها «الحبس نظير العمل» يُوجد أيضًا بعض المخاطر الحقيقية لابد أن تُوضّح للشباب قبل أن يلتحقوا بكلية الطب اذا كانوا يريدون دراسة الطب أو الالتحاق بالعمل الطبى الذى يختلف من بلد إلى آخر.
ثانيًا لابد أن توضح هذه الخطورة لكل طبيب ممن يقبلون على العمل الطبى كمورد للرزق لأنه قد لا يكون هناك مال أو متاع وتظل تعمل بالمجان أو مال بسيط لا يكفى «حياة كريمة» وثالث هذه الأمور وبالتأكيد هناك غيرها هى النصيحة لكل طبيب ممن حدثت له أخطار من العمل الطبى وعانى من تبعاتها لكى يوضحها للزملاء كى يتجنبوها فخطورة العمل الطبى ليس لها علاقة بالمجموع الكبير الذى تحصل عليه فى الثانوية العامة ثم تلتحق بكليات القمة وليس فيما نقوله علاقة بأى قمة بل ان الطبيب المتعلم الذى يعتبر من أرقى الفئات قد يجد نفسه أمام فئة من العامة يحبون أن يعتدوا عليك بالضرب فقط لأنك لم تسعف ذويهم أو هكذا يظنون أو قصّرت فى علاج والغالب أن الفئة التى تريد أذيتك يعرفون مسبقًا أنك ليس لك ظهر من حكومة أو وزارة أو نقابة فضلًا عن أن الطبيب دائمًا يُؤثر السلامة ليس خوفًا على سمعته فقط ولكن لأنّ هناك مريض فى هذه القصة ودائمًا يستنجد بك المريض أن تسامح أهله لأنهم «خائفون عليه» وفى النهاية يتم لطم الطبيب أو ضربه دون جزاء رادع.
وبطبيعة الحال فى بلدان العالم الثالث القانون يحمى كل موظف أثناء عمله الا الطبيب فقد يتعرض لأذى وغير ذلك فى أثناء عمله فان تم تحقيق جاد (وهذا لا يحدث فى الأغلب) يتم جزاء الطبيب أو توجيه اللوم له فى نهاية الأمر باختلاق أى مبرر لأنه ليس عندنا ضمير فى أى تحقيق.
على الجانب الآخر أيضًا قد يكون خطورة العمل الطبى ليس موتًا أو مصيبة بل قد يكمن الخطر فى أن يحال بين الطبيب وبين أن يتعلم وأن يُنتج وأن يصبح قادرًا على أن ينفع الآخرين وهذا هو الجانب المظلم فى حياتنا الطبية وهو المشقة فى حياة الطبيب التى هى قائمة من اليوم الأول الذى دخل فيه إلى الحياة العملية وأصبح خطابه إلى المريض واستماعه اليه هو مصدر الرزق الذى يكاد يكون وحيدًا للطبيب بل ان جلوس المريض إلى الطبيب قد يمتد لساعات دون تقدير ولذلك فالطبيب فى خطر دائم من ألا يتقدم فى العلم أو العمل فلا يستطيع أن يجابه الحياة العلمية بما فيها من صعوبات وبما تحمله من عناء ولا الحياة المادية التى تزيد يوما بعد يوم لذلك فحرمان الطبيب من التعليم بقصد أو بغير قصد والحيلولة بينه وبين التعليم هو أشد أنواع الخطورة التى يتعرض لها الطبيب وعندما يقف الطبيب فى وجه كل أنواع المخاطر هذه فلا بد للدولة ومؤسساتها أن تقف بجواره وخلفه وأن تدعمه فالأطباء هم واجهة الأمة الصحية والدوائية.
والأسرة لابد أن تحمى الطبيب فكم من مخاطر قد يتعرض لها الطبيب من أهله أو قد تحيق بأهله أو أولاده فلا تجد أحدًا يسأل عنهم من نقابات أو مؤسسات فالطبيب أن ينجح فقد يكون ذلك معلوم بالضرورة وان فشل فلا أحد يسال عنه أو يساعده أن يقوم مرة أخرى.
ويقول العارفون بالأخطار انها الأختبار من الجبار فيه كل الأسرار لمن أراد الاعتبار أو تدبر الأخبار فى الليل أو فى النهار حتى ينتهى به المسار إلى نهاية المشوار.

استشارى القلب–معهد القلب
[email protected]

مقالات مشابهة

  • الأسواق الواعدة تتحدى ترامب.. مستثمرون يراهنون على مستقبل جديد
  • دياب يكشف موعد طرح أحدث أغانيه "رقصة الوداع"
  • نائب محافظ القاهرة يوجه رؤساء الأحياء بإنهاء ملفات التصالح المتأخرة
  • مشهد أيقوني.. سيدة لبنانية تواجه دبابة إسرائيلية في الجنوب (شاهد)
  • شاهد بالفيديو.. قادة الشرق بقيادة شيبة ضرار يقيمون حفل تكريم للفنانة ندى القلعة والمحتفى بها تظهر بأزياء وتراث “البجا”
  • محافظ الفيوم يتابع معدلات الأداء في ملف التصالح على مخالفات البناء
  • محافظ الفيوم يتابع معدلات الأداء بملفي التصالح وتقنين أراضي أملاك الدولة
  • المضاعفات الطبية ومخاطر العمل الطبى
  • جامعة بنها توقع بروتوكولا لتوفير فرص عمل للطلبة الخريجين
  • سيدة فلسطينية تنثر الورود على مقاتلي القسام خلال عملية تسليم الأسرى (شاهد)