لتوفير لقمة عيش حلال..إرين سيدة تتحدى العادات بقيادة دراجة هوائية لتوصيل الطلبات لأهالى قنا|شاهد
تاريخ النشر: 18th, December 2023 GMT
رغبتها فى مساعدة زوجها فى ظل الأعباء المعيشية المتزايدة، دفعها للبحث عن أى فرصة عمل تمكنها من أداء رسالتها مع زوجها، فلم تجد "إرين قديس" إلا " الدراجة الهوائية" لتعمل من خلالها فى توصيل الطلبات من مكان لآخر بنطاق مدينة قنا ، لتصبح أول سيدة تعمل على "دراجة" بنطاق المحافظة التى تتحفظ على الكثير من الأمور المتعلقة بالمرأة.
قيادة فتاة أو سيدة لـ "دراجة هوائية" لم يكن متقبلاً من قبل المجتمع المحيط، ومازال يواجه العديد من التحديات والعقبات، مع مضايقات صبيانية، لكن " لقمة العيش" كما تردد صاحبة المبادرة، لا تعرف مثل هذه التفاهات أو السذاجات، فإيجاد الفرصة المتاحة للعمل، لن يجعل هناك وقت لدى الشخص، للتفكير فى اعتراض أو كلام الناس.
متاعب العمل تهون برسم السعادة على وجه أطفالها
فكرة العمل على دراجة لتوصيل الطلبات للأهالى، استدعت أن تخرج"إرين" بدراجتها من الصباح الباكر، لضمان الحصول على أكبر قدر من الطلبات يوفر لها عائد مناسب فى نهاية اليوم، وقد يستمر معها العمل لساعات متأخرة بالليل، حرصاً على عدم خسران أى عميل، ما يجعلها تعود لمنزلها منهكة، لكن كل ذلك يهون فى سبيل رسم السعادة على وجه أبنائها وزوجها.
تعرف على المواعيد.. اعتماد جداول امتحانات النقل والشهادة الإعدادية بقنا محافظ قنا ورئيس موانئ البحر الأحمر يبحثان خدمة المستثمرين والمناطق الصناعيةتعتمد"إرين قديس" على سمعتها ومهارتها فى تلبية طلبات المتعاملين معها، فى عملية الدعاية لنفسها، حيث يحرص الكثير من المتعاملين معها على الاستعانة بها فى معظم طلباتهم، لما وجدوه فيها من أمانة فى توصيل الطلبات، وحرصها على أداء عملها على أكمل وجه، فضلاً عن كونها سيدة تسعى للحصول على رزقها بالحلال.
بيع الذرة المشوية على كورنيش النيل
توصيل الطلبات عبر دراجة هوائية، لم يكن العمل الوحيد أو الأول لـ "إرين"، لكن سبقها محاولات عمل عديدة بعضها بالتزامن مع توصيل الطلبات، أبرزها بيع الذرة المشوية فى كورنيش النيل بمدينة قنا، برفقة زوجها قبل أن يغلق الكورنيش لتنفيذ أعمال تطوير، وهو ما جعلها تركز بشكل كبير فى الفترة الأخيرة على توصيل الطلبات بالدراجة.
قالت إرين قديس، والتى تشتهر بين الأهالى بـ" أم بولا"، بدأت العمل على دراجة هوائية منذ سنوات لمساعدة زوجى فى توفير أعباء المعيشة ولقمة عيش حلال لنا ولأبنائنا، ورغم الصعوبات والعراقيل التى واجهتها فى بداية عملى بتوصيل الطلبات، إلا أننى تحملت وصبرت حتى صار الأمر عادى بالنسبة لى ولمن يشاهدوننى أقود دراجتى فى الشارع، فقد عرفنى الكثير بأننى أقوم بتأدية عملى بالدراجة التى أجوب بها الشوارع والمناطق المختلفة، وليست للتنزه أو الترفيه.
أركز فى أسرتى ولا ألتفت للمضايقات
وتابعت قديس، ركوب الدراجة بالنسبة للبنات فى قنا مازال أمر غير مستحب لدى الكثير من الأهالى، فأى فتاة تغامر وتقود السيارة وسط الشوارع، تنهال عليها الاتهامات من ناحية بأنها لا تراعى ظروف وطبيعة المجتمع، أو يتعامل معها البعض بنوع من السخرية والتهكم، لكن كل هذه المضايقات، لم تكن تمثل لى أى عبء مع الوقت، خاصة أننى لا ألتفت لمثل هذه الأمور، وأركز فى عملى، من أجل أسرتي التى تنتظرني بعائد مالى يغنينا عن سؤال الناس.
وأشارت أم بولا، إلى أنها اختارت بمحض إرادتها مساعدة زوجها فى تحمل أعباء المعيشة وتكاليف الحياة، مضيفةً فقد كنت أساعده فى نقل الاثاثات والمتعلقات الثقيلة التى يعمل بها، كما عملنا سوياً لسنوات طويلة فى بيع الذرة المشوية على كورنيش النيل، ومازلنا نتقاسم لحظات العمل والتعب مع لحظات الحب والود، التى بدأت بزواجنا منذ 12 عاماً، وأثمرت عن طفلين، نصطحبهما معنا أحياناً، خاصة خلال بيع الذرة المشوية.
وأضافت أم بولا، اشتهرت بين أهالى المنطقة بالعمل فى توصيل الطلبات المنزلية، ما جعل الأهالى أنفسهم مصدر دعاية غير مباشرة، إضافة إلى أننى أقوم بأداء بعض الأعمال المنزلية، حال عدم وجود طلبات للتوصيل، أو أعمل مع زوجى فى نقل البضائع، لتوفير مقابل مادى يساعدنا فى توفير احتياجاتنا المنزلية، كما أننى أسعى مع زوجى خلال الفترة القادمة لشراء تروسيكل أو عمل مشروع ثابت يخفف علينا أعباء التنقل طوال اليوم.
إرين قديس IMG-20231126-WA0112 IMG-20231126-WA0113 IMG-20231126-WA0114 IMG-20231126-WA0116 IMG-20231126-WA0115
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: قنا الاعباء المعيشية الدراجة الهوائية دراجة هوائية لقمة العيش الذرة المشوية كورنيش النيل توصيل الطلبات توصیل الطلبات دراجة هوائیة IMG 20231126
إقرأ أيضاً:
«درة»: «وين صرنا» فيلم يحكي قصة حقيقية لأسرة فلسطينية عاشت ظروف الحرب ونقلتها بصدق
تشارك الفنانة التونسية درة فى مهرجان القاهرة السينمائى فى دورته الـ45، بفيلم «وين صرنا»، الذى ينافس ضمن مسابقة آفاق السينما العربية، واختارت «درة» هذه المرة أن تكون خلف الكاميرا، وتقدم العمل كمخرجة للمرة الأولى فى مشوارها الفنى.
فيلم «وين صرنا؟» يحكى عن «نادين»، شابة من غزة، وصلت إلى مصر بعد ثلاثة أشهر من الحرب، رفقة ابنتيها الرضيعتين، اللتين أنجبتهما قبل الحرب ببضعة أشهر بعد معاناة خمس سنوات، وتنتظر زوجها الذى لم يتمكن من الانضمام إليها إلا بعد شهرين.
وقالت «درة» فى حوار لـ«الوطن»، إنها تسعى إلى تقديم وجهة نظرها من خلال عمل إنسانى يحمل قيماً سامية وهادفة، وكان هدفها فى المقام الأول أن يقدم الفيلم رسالة داعمة للشعب الفلسطينى.
تمنيت أن يشاهد الأجانب هذا العمل ليتعرفوا على حقيقة ما يجرى فى «غزة»لماذا بكيتِ فى العرض الخاص لـ«وين صرنا»؟
- هذا أصدق وأفضل شعور بالنسبة لى، فبعد انتهاء العرض الخاص بالفيلم شعرت بفرحة عارمة، خاصة أن الجمهور قام بتصفيق حاد بعد انتهاء العرض، فكانت دموع فرحة، لأننى منذ البداية كنت أشعر أننى أريد تقديم رسالة محددة للجمهور، لعل وعسى يشاهده الأجانب ويأخذون عبرة من أحداث الفيلم، وأيضاً كان يهمنى بشدة آراء الفلسطينيين، فحاولت إبراز زاوية واحدة من زوايا كثيرة مروا بها.
أظهرت مشاعر الأمل والأمان خلال الأحداث.. من أكثر الرسائل التى أسعدتنى طلب فئة كبيرة من الفلسطينيين مشاهدة العمللماذا اخترتِ القضية الفلسطينية أن تكون هى عنوان تجربتك الإخراجية الأولى؟
- القضية الفلسطينية ممتدة عبر عقود، واختيارى لها لم يكن وليد اللحظة، فالأمر يشغلنى منذ فترة طويلة، وكنت أتمنى تقديم فيلم ملىء بالمشاعر الصادقة والحقيقية، فالفيلم لم يلم بكل تفاصيل القضية الفلسطينية، وليس عملاً توثيقياً لما يحدث فى فلسطين وغزة، ولكنه عمل يبرز مشاعر وأحاسيس شخصيات عاشت الألم وتأثرت به وبتفاصيله، وسعيدة بمشاركة تلك التجربة ضمن فعاليات مهرجان القاهرة السينمائى ضمن مسابقة آفاق السينما العربية، فهذا شرف كبير لى.
ما الرسالة الأساسية من الفيلم التى أردتِ تقديمها للجمهور؟
- منح الأمل لأى شخص يشاهد الفيلم، هذا هو الهدف الأساسى من تقديم هذا العمل، وذلك لأن الفيلم الوثائقى والتسجيلى له خصوصية لا يمكن الخروج عنها، وقد وصلتنى رسائل كثيرة من الجمهور من الدول العربية، ومن أكثر الرسائل التى أسعدتنى أن هناك فئة كبيرة من الفلسطينيين يريدون مشاهدة الفيلم، وطلبوا منى ذلك.
هل هدف الفيلم تحقيق أى مكاسب مادية بعد عرضه سينمائياً؟
- لم أفكر فى ذلك الأمر مطلقاً، فلم يكن هدفى تحقيق أى مكاسب تجارية، لأننى تحمست لتقديم تجربة فنية مُفعمة بالمشاعر والأحاسيس، خاصة أننى تأثرت بشدة بما يحدث حالياً مع أهل غزة، والفيلم يعكس واقع القضية الفلسطينية من خلال قصة حقيقية لأسرة عاشت ظروف الحرب، وهو ما أثر فى نفسى، وأردت أن أنقله بصدق إلى الشاشة.
هل كنت تفكرين فى تصوير مشاهد من الحرب بالفعل؟
- جالت بخاطرى أفكار صعبة للغاية وكنت أريد تصويرها خلال أحداث الفيلم، ولكن من الصعب تنفيذها، لأن لها علاقة بغزة والمعبر، وكان من المستحيل أن تحدث فى ظل الظروف الراهنة التى تمر بها البلاد، فكان هذا تقييداً بالتأكيد للإبداع، ولكن حاولت تقديم الفيلم فى أكثر صورة ملائمة، وأيضاً من الصعوبات التى واجهتنى أننى قدمت الفيلم مع أسرة عادية تأثرت بظروف الحرب، ولم أتعامل مع فنانين محترفين.
حرصتِ من خلال الفيلم على تقديم أعمار مختلفة عاشت ظروف الحرب، ما السبب وراء ذلك؟
- هدفى من تصدير الأعمار المختلفة فى العمل هو نقل مشاعر الحرب والخوف بشكل مختلف، فالطفلة الصغيرة كانت حزينة على كتبها المدرسية التى استخدمتها الأسرة لإشعال النيران بديلاً للحطب، وذلك غير المشاعر التى عاشتها الفتاة الجامعية التى تفكر بشكل مختلف عن الأم التى تفكر فى أولادها لدرجة أنها تنسى نفسها، فكل شخص كان لديه مشاعر منفصلة، وهذا يعد صورة مصغرة لما عاشه الشعب الفلسطينى بشكل عام على مدار سنوات طويلة، واكتشفته عندما اقتربت منهم.
الفيلم يحمل العديد من المشاهد الصعبة، ما كواليس مشهد شعور أحد أبطال الفيلم بالذعر بعد سماع صوت طائرة فوق منزله بمصر؟
- المشهد كان معناه عميقاً ومهماً، وهو الإحساس بالأمان، فهذه التفاصيل الصغيرة أهم من عرض مشاهد الانفجارات والحروب، لأن أجواء الحرب خلقت لديهم حالة من القلق جعلتهم يشعرون دائماً بوجود طائرة سوف تقصفهم فى أى وقت، وسوف ترمى قنبلة لتنهى حياتهم فى أى لحظة، وهو مشهد صعب، وفكرة شعورهم بأن هذه طائرة عادية تحمل ركاباً له معان كثيرة، ومعناه الأول هو شعور الإنسان بالأمان، بعد شعوره الدائم بالخوف من الموت فى أى لحظة.
شاهدت أفلاما وثائقية وأعمالا لكبار المخرجين قبل بدء العملتقديم فيلم وثائقى يحتاج إلى مقاييس خاصة، هل وجدتِ صعوبة فى ذلك؟
- كنت على دراية كاملة أننى عندما أقدم فيلماً وثائقياً، أننى سوف أسلك طريقاً صعباً، خاصة أن هذا النوع من الأفلام لديه فئة معينة من الجمهور، ولا يهم كل الفئات الأخرى، لذلك قبل بداية التجربة حرصت على مشاهدة كم كبير من الأفلام الوثائقية، وقرأت كتباً كثيرة لمخرجين فى هذا المجال، حتى يخرج العمل بهذه الصورة، لأننى كما ذكرت اعتمدت على المشاعر والأحاسيس بشكل أساسى.
هل اعتمدتِ على ترك مساحة للارتجال؟
- بكل تأكيد، فهناك جمل خرجت من الممثلين بمشاعرهم وأحاسيسهم، لم أجبرهم أن يقولوا جملاً بعينها، ولكنى كنت أترك الجمل تخرج منهم، كنت دائماً أسعى إلى أن يشعروا بحب وثقة وراحة خلال التصوير، لدرجة أنهم يروون تفاصيل حقيقية عاشوها، فكنت أترك مساحة كبيرة للارتجال، ثم أختار ما هو صالح أن يكون موجوداً فى الفيلم، أنا صورت 10 ساعات واكتفيت بساعة و20 دقيقة منها فقط، وكان مهماً بالنسبة لى أن أشاهد كيف تفاعلت الأعمار المختلفة مع أحداث الفيلم.
هل من الممكن أن تُعيد «درة» تقديم تجربة الإخراج مرة أخرى؟
- لم أحسم القرار بشأن هذا الأمر، ولكن من الممكن أن أكرر تلك التجربة مرة أخرى، لأننى أحببت تلك المهنة، لأنها تحمل نوعاً مختلفاً من التحدى، ووجدت تفاصيل ممتعة لم يعشها الفنان، فقد تأثرت بالعديد من المخرجين العالميين خلال عملى على هذا الفيلم، ومن الممكن أن أفكر فى دراسة الإخراج مستقبلاً لتطوير الموهبة.
ما خططك لعرض الفيلم بعد نجاحه جماهيرياً فى مهرجان القاهرة السينمائى؟
- سوف يتم عرض فيلم «وين صرنا» ضمن فعاليات مهرجان أيام قرطاج السينمائى، وسوف تكون هناك خطة لعرضه فى أكثر من دولة عربية دون الاقتصار على المهرجانات فقط، لأن جمهور المهرجانات له خصوصية محددة، وهم فئة بعينهم، وأنا أريد أن يشاهد الفيلم فئة كبيرة من الجمهور، لذلك أتمنى عرضه على منصة حتى يكون متاحاً للجميع.
بكاء كندة علوشاستقبلت ردود فعل إيجابية ولم أكن أتوقع كل هذا الحب، ولا أريد أن أنسى شخصاً، ولكن الجميع كان يقف على قدم وساق من أجل متابعة الفيلم، ووصلتنى رسائل إيجابية حول الفيلم، ولا يمكن أن أنسى رد فعل كندة علوش، التى حضنتنى بشدة بعد مشاهدة الفيلم، ودخلنا فى نوبة بكاء شديدة تأثراً بأحداثه، وأيضاً وجدت دعماً كبيراً من الفنانة هالة صدقى وسوسن بدر، وإشادة كبيرة من المنتج جابى خورى، وهذا بالنسبة لى تقدير غالٍ، وذلك لقيمته الكبيرة فى صناعة السينما.