٢٦ سبتمبر نت:
2025-02-07@09:22:32 GMT

باب المندب يقابله باب رفح والبادئ أظلم

تاريخ النشر: 18th, December 2023 GMT

باب المندب يقابله باب رفح والبادئ أظلم

وحينما صدر القرار التاريخي والشجاع والصادق بالمشاركة في التضامن مع أهلنا في غزه من قِبل القيادة الثورية والسياسية من العاصمة صنعاء بقيادة قائد الثورة اليمنية المباركة / الحبيب / عبدالملك بن بدرالدين الحوثي حفظه الله ورعاه ، بأن من أبسط موجبات التزام اليمن بالمبادئ الإنسانية والأخلاقية والدينية أن نتضامن تضامناً فعلياً مع أهلنا في فلسطين , والذين يتعرضون الآن لمذبحة بشرية إجرامية لليوم الـ 70 منذ الانطلاقة المباركة لثورة طوفان الأقصى في 7 / أكتوبر / 2023م ، من قِبل قوات الاحتلال الإسرائيلي الصهيوني المحتل ، والمدعوم سياسياً ودبلوماسياً وعسكرياً وأمنياً ولوجستياً واقتصادياً وإعلامياً من رأس الشر العالمي وهي حكومة الولايات المتحدة الأمريكية ، ومدعومة من حلف شمال الأطلسي العسكري الاستعماري القديم الحديث.

لقد شكّل محور المقاومة العربي / الإسلامي للمشروع الصهيوني الغربي الأمريكي مجالاً أوسع وأوثق لمقاومة وصمود أهلنا في فلسطين المحتلة وتحديداً في قطاع غزة من كل هذه الهجمة العدوانية الوحشية التي يتعرض لها الفلسطينيون العُزَّل في قطاع غزة والضفة الغربية ، وأثبتت المقاومة الصادقة في جنوب لبنان وسوريا والعراق وإيران واليمن العظيم بأنها عند عهدها ووعدها وثباتها في وحدة صف المقاومة ضد المشروع الصهيوني بأوجهه اليهودية والأمريكية والأوروبية والعربية ، كل هذه الألوان الصهيونية لا تختلف في جوهرها ومشروعها عن بعضها وإن اختلفت في اللهجة والحرف واللغة والسحنة.

الغريب والعجيب والمحير لنا أيضاً ، هو في ما نسمعه في بعض وسائل الإعلام العربية والأجنبية من استغرابهم واستنكارهم حد تضامنهم مع العدو الإسرائيلي الصهيوني ، ليقولوا لماذا تتورط الجمهورية اليمنية وعاصمتها صنعاء في هذه الحرب التي ليس لليمن لا ناقة فيها  ولا جمل ! ! ! .

وأنا أكرر هنا استغرابي الجاد من طرح السؤال على هذا النحو من السطحية والغباء حد الفجور ، ولذلك سأطرح السؤال بشكل آخر ربما نستطيع أنا والقارئ اللبيب الإجابة عليها .

هل نحن بشراً أسوياء وعرباً أقحاحاً ومسلمين أنقياء بالفطرة ونحن نشاهد عبر وسائل الإعلام كل تلك الجرائم في حق أهلنا الكرام في فلسطين العزيزة؟

كيف نشعر كبشر ونحن نشاهد أشلاء أطفال ونساء وشيوخ غزة تتمزق بين أبنيتها وشوارعها ومدارسها ومساجدها وكنائسها ومستشفياتها ؟

كيف نتلقى أنين وبكاء الأمهات وهن يودعن أحبابهن بالآلاف من الشهداء واللاتي لم يستطعن حتى دفن أجسادهم الطاهرة في المقابر الغزيِّة المنتشرة في ربوعها؟

كيف ، وكيف ، وكيف ؟ ولو استمريت لأكتب وأملي الصفحات لما اتسعت لكل تلك التساؤلات الطبيعة , أما مشهد الجريمة المروعة التي ترتكب نهاراً جهاراً وفي وضح النهار ، دون أن يرف جفن العالم الظالم لما يحدث في فلسطين ، لكن جاء الرد الطبيعي في المشاركة الصادقة من الشعب اليمني العظيم مع أشقائهم في فلسطين من خلال قرار إغلاق بوابة باب المندب اليمني على السفن الإسرائيلية والسفن التي تتعاون مع الكيان الصهيوني ، وللتذكير بأن باب المندب يُعدُّ جزءاً أصيلاً من السيادة  اليمنية وليس غيرها.

هذا الرد اليمني المباشر على جرائم العدو الصهيوني الإسرائيلي هو الرد المنطقي والطبيعي من قِبل جميع العرب الملزمين بالدفاع عن فلسطين وشعبها المظلوم ، وهذا الرد قد تأخر كثيراً جداً ، أي تأخر 75 عاماً على النجدة ، والفزعة لأهلنا بفلسطين.

أما العرب الصهاينة الذين يودُّون ويرغبون في تغييب القضية الفلسطينية عن الخارطة العربية الإسلامية ، ولصالح المشروع الصهيوني الأمريكي الأوروبي الأطلسي ، هؤلاء سيلحقهم العار الأسود ، والخزي والفضيحة الكبرى إلي يوم الدين ، وستلاحقهم لعنات الأحرار العرب والمسلمين والعالم أجمع على مدى التاريخ المقروء والمكتوب والمنقوش على جدار الزمن الذي لن تمحيه الأيام ولا السنوات ولا القرون ولا كل الأزمنة ، لأنهم يخونون أشقاءهم العرب الفلسطينيون ، ويخونون الأراضي المقدسة ، ويخونون أولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين ، ويخونون مسرى رسول الله .

إن ثمن الخيانة التي يقترفها بعض القادة العرب هي في نداء أطفال ونساء وشيوخ فلسطين العظيمة الذين يخرجون من تحت ركام الأنقاض من تحت أبنيتهم المهدمة على رؤوسهم وهم يرددون الدعاء الخالد ، حسبنا الله ونعم الوكيل ، فهم وكل ما يملكون فداءً لفلسطين والمقاومة الفلسطينية الباسلة ، واللعنة والعار الأسود على المتخاذلين الأنجاس التافهين من العرب المتواطئين مع العدو الصهيوني وحلفائه.

بعد سبعين يوماً من الصمود والثبات والغضب العاصف للشعب الفلسطيني و مقاومته البطلة ، وبعد هذا العمل الوحشي الذي قدمت فيه دولة الكيان الصهيوني النموذج النازي الفاشي في السلوك والممارسة بقتل (18787) شهيد وشهيدة ونحو (50,900 ) جريح، في حصيلة غير نهائية ، 70% منهم من الأطفال والنساء ، إضافةً إلى  عدد الجرحى الذي بلغ ( 50900 ) جريح ، وبقاء أزيد من ( 7000 ) مفقود تحت ركام الأبنية المُهدمة جرّاء طيران وصواريخ دولة الاحتلال الصهيوني ، وبعد كل ذلك الدمار الوحشي في جميع مجالات الحيات في غزة ، نستشفُّ الآتي :ـ

 

اولاً :

بعد تفعيل المادة 99 من ميثاق الأمم المتحدة ، طلب السيد / أنتونيو غوتيريش بعقد جلسة مجلس الأمن الدولي ، لأن ما يحدث من حرب في غزة ضد المدنيين الفلسطينيين هي جريمة ضدّ الإنسانية ، وطالب بإيقاف الحرب لأسباب إنسانية ، صوت مع قرار الإيقاف 13 عضواً بما فيهم ثلاثة من الأعضاء الدائمين لمجلس الأمن الدولي وهم الاتحاد الروسي ، والصين الشعبية ، وجمهورية فرنسا ( الديمقراطية ) ، واستخدمت حكومة الولايات المتحدة الأمريكية حق النقض للقرار ( الفيتو ) ، وتحفظت بريطانيا ( العُظمى ) على القرار.

هذه الحادثة في حكاية التصويت زادت من تلطيخ وجه أمريكا وبريطانيا الكالحتان بالعار والفضيحة أمام الرأي العام العالمي بأنهما نصيرين صادقين مع الكيان الصهيوني الإسرائيلي القاتل لأطفال ونساء فلسطين.

وحينما اجتمع مجلس الجمعية العامة للأمم المتحدة ، وعدد أعضائها 193 عضواً ، واتخذ قرار بأغلبية ( 153) عضواً لصالح قرار وقف إطلاق النار لأسباب إنسانية في قطاع غزة ، وتمت معارضة القرار من 10 أعضاء من بينهم الولايات المتحدة الأميركية ( USA )  والكيان الإسرائيلي الصهيوني العنصري ، وامتناع (  23 ) دولة عن التصويت.

هكذا هي أمريكا صاحبة السجل الإجرامي في قتل أحرار العالم في فلسطين والعراق واليمن وأفغانستان وفيتنام وكوريا وكوبا وفنزويلا وغيرها من بلدان العالم ، والآن تقف إلى جانب القتلة المجرمين في كيان العدو الصهيوني.

 

ثانيا :

أثبت العالم الغربي الأوروبي الأطلسي بأنه كاذب في كل الشعارات التي يروج لها ليل نهار ، بدءاً بالحركة التنويرية للمفكرين من عصر التنوير في أوروبا الغربية كما يسمونها ، وبحقوق الإنسان ، وحقوق الأطفال ، وحقوق المرأة ، وحقوق الحيوانات ، والديمقراطية والمساواة والعدل ، وحرية الفكر الثقافي والإعلامي والأكاديمي وخلافه ، كل هذه العبارات المكتوبة والمُعلّقة على اليافطات والواجهات وفي الدساتير والقوانين التي ينادون بها ، كلها أصبحت في مزبلة التاريخ ..

 لماذا ؟ لأن الفاعل للجريمة هم الصهاينة اليهود و المحميين من الصهاينة الأوربيين والأمريكان .

 ولهذا:-  ما يمارسوه من جُرمٍ وحشي بحق الفلسطينيين العُزَّل من أي سلاح سوى الإيمان والتمسك بحق الأرض والهوية ، ولهذا عمل الصهاينة اليهود هو أمر مباح ومسموح به لأن الفاعل منزهٌ في نظرهم والمجني عليه - حيا الله من العرب المسلمين - ، هكذا هي المعادلة العنصرية المقيتة التي تحكم قانون وناموس الحضارة الغربية الاستعمارية القذرة .

ثالثاً :

ما ساهمت به الجمهورية اليمنية وعاصمتها صنعاء وجيشها البطل في حربها لإغلاق باب المندب اليمنية ، يقع ضمن نطاق التزامها الأدبي والقانوني والأخلاقي والديني و العروبي و الإسلامي ، باعتبارها جزءاً من محور المقاومة ، وجزءاً من الأمة العربية ، وجزءاً من الأمة الإسلامية ولهذا فنُصرة أهلنا في فلسطين وتحديداً في قطاع غزة هو واجب مقدس ستظل تتابع فصوله وتُنفذ خططه حتى يُرفع الحصار عن أهلنا في غزة .

 

رابعاً :

سيلعن الله من سابع سماه , وفصول التاريخ المحكي والمكتوب كل الصهاينة العرب الذين وقفوا يتفرجون على ما يحدث من قِبل العدو الصهيوني على أهلنا في فلسطين ، وكأنه شأنٌ لا يعنيهم وانشغلوا بالمؤتمرات والحفلات والرقصات  و التفاهات وغيرها ، وأهلنا في غزة يموتون بحمم أسلحة العدو الصهيوني اليهودي ، ويتضورون جوعاً ، ويموتون دون أن يلقوا العلاج في المستشفيات والمصحات التي دمرها العدو اليهودي الصهيوني.

 

خامساً :

أعادت المقاومة الفلسطينية البطلة القضية الفلسطينية بتاريخ 7 أكتوبر 2023م ، إلى وضعها الطبيعي كقضية مركزية للشعب العربي والاسلامي ، وأنها قضية حيّة أراد المستعمرون البرجوازيون الأوربيون حل ومعالجة قضية اليهود في أوربا والعالم إلى أرض فلسطين من خلال -  وعد بلفور البريطاني المشئوم ، لكن المقاومة ذكرت الطغم والأولغارشيا الأوروبية والأمريكية ، بأن فلسطين عربية مسلمة من البحر إلى النهر وإلى يوم القيامة.

 

سادساً :

أثبت الواقع اليوم والمُعاش بأن النظام العربي الرسمي ، هو نظام موال للغرب وللمشروع الصهيوني الغربي وبالتالي هو نظام موافق على بيع فلسطين من النهر إلى البحر ، وأن موقف ما يُسمى ( بالسُلطة الوطنية الفلسطينية ) في هذه الأحداث وفي علاقتها بدولة الكيان الصهيوني اليهودي الإسرائيلي هي علاقة النظام وأجهزته الموالية والتابعة للكيان ، ولم يعُد صالحاً أو ممثلاً أو شريكاً للشعب الفلسطيني في إدارة أموره بعد هذا العدوان الصهيوني اليهودي الوقح .

 

سابعاً :

أثبت محور المقاومة أنه محور قوي متماسك ولديه رؤية إستراتيجية واضحة من جميع الجوانب ، فالالتفاف حولها والتحالف معها والانضمام إليها هي ضمانة للنصر القادم بإذن الله على جميع المشاريع الصهيونية الغربية الاستعمارية المهزومة بإذن الله وبقدرة أبطال المقاومة .

 

الخُلاصة :

ـــــــــــــــ

إن دماء آلاف الشهداء العرب والمسلمون الذين سقطوا على مذابح الحرية في أرض فلسطين وفي اليمن السعيد ، وفي لبنان وفي مصر وفي العراق وسوريا وفي أرض إيران الإسلامية ، جميعهم سقطوا فداءً وتضحية من أجل تحرير فلسطين كل فلسطين من النهر إلى البحر ، وسيندحر المشروع الصهيوني من أرض فلسطين الحُرَّة ، إمّا اليوم أو في الغد القريب بمشيئة الله العلي القدير ، ثم بضربات سواعد أبطال المقاومة الأبطال.

 

 

وفوق كل ذي علم عليم

 

  أ.د. / عبدالعزيز صالح بن حبتور                      

رئيس مجلس وزراء حكومة تصريف الأعمال في الجمهورية اليمنية / صنعاء

المصدر: ٢٦ سبتمبر نت

كلمات دلالية: الکیان الصهیونی أهلنا فی فلسطین العدو الصهیونی فی قطاع غزة باب المندب فلسطین من من ق بل فی غزة

إقرأ أيضاً:

‏إيران قد تعود لسوريا إذا لم يستعجل العرب!..

عبدالله غانم القحطاني*

‏الموقف السعودي التاريخي الحاسم ضد التهديدات الإيرانية والبعثية والإخوانية كان هو الأساس الذي منع على التوالي: هزيمة العراق أمام جيش الخميني خلال حرب الثمانية أعوام، وهو من أحبط تواجد ألوية الحرس الثوري في عدن وصنعاء وعموم الشمال والجنوب، وهو حائط الصد الذي منع تدبير الإنقلابات الثورية الإيرانية في بعض دول الخليج العربيGCC، وهو الموقف الذي أفشل احتلال عبدالكريم قاسم ثم صدام حسين للكويت، وهو الذي وقف مع استقلال لبنان بالحد الممكن ومنع حافظ الأسد من تغييب الهوية الوطنية اللبنانية – مات حافظ وهو لم يفتتح سفارة له في بيروت – وهو الموقف السعودي التاريخي الذي وقف مع الجيش والشعب المصري وقيادته ضد انقلاب الإخوان وضد المواقف المشينة لأوروبا تجاه مصر، وهناك مواقف أكثر في مواقع أخرى، وهو اليوم الموقف العربي الأول الذي يسعى لمساعدة سوريا الجديدة وشعبها ورفع العقوبات عنهم.

‏حسناً.. اليوم سوريا تحررت بإرادة شعبها، وكعادته جاء الموقف السعودي على الموعد، والمسألة برأيي البسيط ليست هيئة تحرير الشام ولا البعث ولا الإخوان، فالأمر جلي وواضح وأصبح من الماضي، بل الأمر هو إنقاذ ⁧‫سوريا‬⁩ الأرض والشعب والدولة، والسير بها ومعها نحو أفق جديد يقرره السوريون.

أخبار قد تهمك أول مزاد عالمي لـ«سوذبيز» في السعودية: تسليط الضوء على أعمال الفنانين السعوديين 6 فبراير 2025 - 3:26 صباحًا موجة غبار واسعة تضرب شمال السعودية غدًا الخميس وتمتد لمناطق أخرى 5 فبراير 2025 - 11:33 صباحًا

‏والغريب أن الكثير من العرب عادتهم التباطؤ لإتخاذ المواقف التاريخية اللازمة في الأوقات المناسبة قبل فوات الأوان ووقوع الكوارث وضياع الفُرص.

في الماضي دروس وعِبر، فقد حارب جمال عبدالناصر السعودية وقصفها بالطيران وحرض العرب ضدها سعياً لإسقاط الملك والدولة، وعندما انكسر عبدالناصر لعدة مرات كانت السعودية ومليكها أول من يصل للقاهرة للوقوف مع نفس الرئيس والدولة، تاركين الماضي وأحداثه للتاريخ ليكتب ما يشاء!.

وبعد هزيمة 67 وموقف السعودية، قال ناصر “رحمه الله” لعبد الحكيم عامر عن السعوديين (الله!.. إزاي ياحكيم!.. واضح إحنا مش فاهمين الناس دول.. معقول ياحكيم)؛ ولم ولن تتغير مواقف ⁧‫السعودية‬⁩ من مصر العظيمة.. ووصية جلالة المؤسس الملك عبدالعزيز “يرحمه الله” لأبناءه تجاه ⁧‫مصر‬⁩ بمثابة قانون سعودي ثابت.

‏ومثال آخر، نظام الأسد، بعثاً وفكراً وسياسة ومؤسسات، كاره ومعاد في حقيقته للسعودية ومبغض لأدوارها وتأثيرها وهذا معروف، لكن الصبر السعودي وبعد النظر طيلة 62 عام، كان لأجل مصالح الشعب السوري فقط ولا أكثر.

‏صحيح أن الجميع اليوم يعيش فرحة تحرُر ⁧‫سوريا‬⁩ وشعبها من المجرمين والإرهابيين الغزاة، وفرحة طرد نظام الرئيس الغبي بشار الأسد، لكن العمل أهم من الفرح، ومخطىء من يظن أن ⁧‫إيران‬⁩ الصديقة سلَّمت بالأمر الواقع وطوت الصفحة، أو أنها اقتنعت من داخلها بأن سوريا خرجت من هيمنتها وأصبحت سورية وعربية ومستقلة ضمن الفلك العربي والإقليمي والدولي.

أبداً هذا يستحيل في الذهنية والعقلية الإيرانية المعقدة التي قليل من يفهمها من العرب، ولو فُهِمَت هذه العقلية عربياً كما يجب وعُلِمَت أبعادها ومخاطر سياساتها، لما تجاهلت دول إفريقية لثلاثة عقود من الزمن التهديدات الإيرانية الواضحة ضد أمن ومضائق البحر الأحمر.

‏كيف يرى البعض من العرب السلطة السورية الوطنية الانتقالية في ⁧‫دمشق‬⁩ بقائدها ⁧‫”أحمد الشرع‬⁩” وكأنها سلطة أجنبية أخطر من النظام الدموي السابق، أو أسوأ من الوجود السابق للحرس الثوري وميليشياته ⁧، حزب الله‬⁩ وبقية الطوائف الإرهابية المتصالحة مع داعش داخل سوريا.!. عجيب هذا العقل العربي.!.

‏ضابط برتبة رائد، لو طُلب منه إعداد تقدير موقف عن التهديد القائم ضد ⁧‫سوريا الجديدة‬⁩، لرسم على الخارطة، أسماء ومواقع القوات الطائفية الإيرانية والعراقية شرق حدود سوريا، وضمنها الآف المرتزقة المقاتلين من الباكستان والأفغان الذين طُردوا من سوريا، وسيفترض أنهم يُهَيَّؤُوْنَ بشكل مختلف لتخريب الساحة السورية من الخارج ومن الداخل بالتعاون مع بقايا فلول نظام الأسد ومع داعش.

ولشرح هذا الضابط الشاب على نفس الخارطة خيار جد خطير يفكر به عدو السوريين الذي فقد الهيمنة على بلادهم، وهو السعي لإحراق دمشق بمن فيها من خلال عمليات إرهابية كبيرة متزامنة، وتفجيرات دموية مرعبة للشعب السوري لإحباطه وزعزعة ثقته بأنه أستقل وتحرر من الظلم، وكل ذلك سعياً لخلط أوراق الوضع الداخلي وتغيير مواقف الدول الغربية من حكومة الرئيس الشرع، وعرقلة الانتقال لبناء الدولة، ولحدد الرائد على خارطته حجم ومواقع وتأثير القوات الروسية والأمريكية في سوريا ومواقفها المتغيرة.

‏ولكتب هذا الضابط بأسفل الخريطة ” إن مصدر هذا التهديد المحتمل شديد الخطورة، هو الحرس بالتعاون مع: “داعش وخلاياه”، ومع “القاعدة”، ومع تاجر المخدرات ⁧‫”ماهر الأسد‬⁩”، ومع بقايا حزب الله لبنان، ومع الذيول الولائية بالعراق واليمن، ومع بعض العملاء المسلحين من الكُرد والعرب في سوريا والعراق”.

وسيقول أيضاً كملاحظة مهمة: وقد يرافق ذلك عمليات إرهابية مدبرة ضد بعض دول مجلس التعاون الخليجي يتبناها ⁧‫داعش‬⁩، وقد لا يكون هو الفاعل وليس له علاقة!.

‏التاريخ العربي يقول، أغلب مصائب العرب كانت بسبب غفوتهم وتفكيرهم وأحقادهم ضد بعضهم.

*كاتب ومحلل استراتيجي سعودي.
gen_abdullah1@

مقالات مشابهة

  • الحرب الناعمة وإلهاء العرب عن المطالبة بتحرير فلسطين
  • التهجير في زمن التهريج
  • ‏إيران قد تعود لسوريا إذا لم يستعجل العرب!..
  • الخارجية الإيرانية: مقترح ترامب يتوافق مع خطة النظام الصهيوني لإبادة فلسطين
  • مندوب فلسطين بالأمم المتحدة يدعو واشنطن للسماح بعودة أهل غزة للأرض التي خرجوا منها 
  • المقاومة تحطِّمُ أوهامَ التهجير
  • قيادي بحماس: العدوان الصهيوني على الضفة لن يوقف ضربات المقاومة الفلسطينية
  • «تمسكت بحقوق شعبنا».. فلسطين ترحب بمواقف الدول التي رفضت التهجير والضم
  • مدير مديرية الأمن العام في محافظة دير الزور لـ سانا: كما سنعمل على إعادة تشكيل وتموضع نقاط التفتيش التي كانت مصدراً لنشر الخوف والتوتر، والاعتقالات التعسفية، والتعذيب، والإجراءات القمعية الأخرى التي كانت تمارسها حواجز النظام البائد داخل المدن والقرى وخارج
  • عضو بـ«النواب»: قرارات اجتماع وزراء الخارجية العرب تؤكد دور مصر في دعم فلسطين