هل تم فصل طالبين جامعيين بالأردن على خلفية تنظيم أنشطة داعمة لغزة؟
تاريخ النشر: 18th, December 2023 GMT
عمان- "لم أتخيل للحظة أن يكون دعمنا لصمود الأهل في قطاع غزة سببا في فصلنا من جامعتنا"، بهذه الكلمات تحدث أحمد حيدر الطالب المفصول من جامعة العلوم التطبيقية الخاصة الأردنية للجزيرة نت، مؤكدا أن قرار فصله نهائيا كان مفاجئا.
وأضاف الطالب أن قرار فصله يأتي بعد وقت قصير من تشكيل فريق إعلامي طلابي توعوي بعنوان "طوفان الكليات"، عبر منصات الفريق الطلابي "أي إس+" على مواقع التواصل الاجتماعي، "بهدف التوعية بما يجري في قطاع غزة، ودعم صمود المقاومة الفلسطينية في القطاع، والتفاخر بإنجازات المقاومة وصمودها الأسطوري في ظل العدوان الذي يمارسه العدو الصهيوني، وحرب الإبادة الجماعية التي يتعرض لها أهلنا في غزة".
وقال أحمد إن "إدارة الجامعة طلبت مني الحضور لمبنى عمادة شؤون الطلبة، لتسلم كتاب يتعلق بي بعد تحقيقات أُجريت معي حول تشكيل الفريق الإعلامي الخاص بدعم غزة، وعندما تسلمته اتضح أنه يتعلق بفصلي كليا من الجامعة، بتهم غير واضحة، وغير صحيحة، ولا علاقة لها بالأنشطة التي نقوم بها".
ووضح الطالب نفسه أن تحركات الفريق الطلابي لا تتنافى مع أدبيات الجامعة التي تقول إنها نظمت العديد من الأنشطة الداعمة لصمود الشعب الفلسطيني في قطاع غزة، وأضاف مستدركا "نتواصل حاليا مع محامين بهدف الاعتراض على قرار فصلنا من الجامعة من الناحية القانونية، خاصة أننا لم نرتكب أي جريمة، تعاقب عليها قوانين الجامعات الأردنية".
وكان الفريق الطلابي "أي إس+" قد طالب بإلغاء قرار فصل الطالبين أحمد حيدر وعز الدين عرفة، مؤكدا أن "تطبيق المواد الذي استندت إليه لجنة التحقيق بإصدار العقوبات غير صحيح مطلقا، ولا يتوافق مع التهم المنسوبة إلى الطلبة"، وأشار إلى التمسك باتخاذ كل الإجراءات القانونية والسلمية لوقف هذه العقوبات.
وأصدرت مؤخرا جامعتا التطبيقية الخاصة وآل البيت قرارات إما بفصل طلبة لديها، أو إنذارات لطلبة آخرين نتيجة قيامهم بأنشطة وفعاليات مؤيدة للمقاومة الفلسطينية في قطاع غزة، كما انتشرت مقاطع وصور على مواقع التواصل الاجتماعي تُظهر قيام الأمن الجامعي في جامعة العلوم الإسلامية بمنع طلبة من القيام بالصلاة على أرواح شهداء قطاع غزة.
بيان إدارة الجامعةوقالت إدارة جامعة العلوم التطبيقية الخاصة في منشور لها على صحفتها في "فيسبوك" إن الجامعة "اتخذت إجراءاتها المعتادة بالتعامل مع أي خروج عن القانون والآداب والأعراف في مؤسسات التعليم الجامعي، فتمت إحالة طالبين اثنين من طلابنا إلى لجنة التحقيق في الجامعة، بسبب استخدام اسم الجامعة في نشاطات لا تخصها، رغم التنبيه المستمر على ذلك منذ أكثر من عام".
وأضافت الجامعة في بيانها "وعلى الرغم من توجيه الإنذار لأحد الطالبين قبل الأحداث الأخيرة للسبب ذاته، تفاجأ أعضاء لجنة التحقيق من أساتذة الجامعة بتجاوز أحد الطالبين المذكورين لآداب التعامل مع أعضاء اللجنة، مع ثبوت المخالفة موضوع التحقيق، فاستحقا ما عوقبا به"، حسب ما جاء في البيان.
وأضاف البيان أنه "لا يخفى علينا أنه ليس أقبح من إساءة الأدب مع المعلم إلا فعل ذلك باسم قيم الوطنية والدين، ولقد كان الأجدر بالطالبين المذكورين التعلم من شباب في سنهم يقاومون من أجل كرامة الأمة وشرفها، لا يبغون مجدا شخصيا ولا يلوون الحقائق، ولا يتعالون على القانون ويحترمون مرجعيتهم".
ولفتت الجامعة في بيانها إلى أنها نفذت منذ بداية العدوان على غزة العديد من النشاطات الداعمة للأهالي في غزة كحملات التبرع والمعارض المساندة، لكن هذين الطالبين خالفا التعليمات والأعراف المتعلقة باحترام الهيئة التدريسية.
انتهاكات حقوقيةوقال المرصد الطلابي إنه يتابع ما جرى من انتهاكات حقوقية في عدد من الجامعات الأردنية بإصدار عقوبات بحق مجموعة من الطلبة، بسبب تفاعلهم مع قضية غزة العادلة ولتضامنهم مع أهلها وحقها في المقاومة، وكان آخرها قرار الفصل بحق الطالبين من جامعة العلوم التطبيقية.
وأضاف المرصد في بيان صادر عنه، توصلت الجزيرة نت إلى نسخة منه "إننا نستنكر ونستهجن هذه العقوبات الصادمة بحق الطلبة الأردنيين التي تتنافى مع الموقف الرسمي للدولة الأردنية تجاه حرب الإبادة الجماعية في غزة، ونعدها تعديا صارخا على منظومة الحقوق والحريات العامة وتشويها للصورة العامة لموقف مؤسسات الدولة الأردنية تجاه قضية فلسطين والذي لا يمكن قبوله".
وتطرق المرصد إلى استدعاء جامعة آل البيت عددا من الطلاب من قِبل عمادة شؤون الطلبة وتوجيه عقوبات الإنذار لـ 3 طلبة بتهمة المُشاركة بالوقفات المتضامنة مع غزة وأهلها، الذين يتعرضون لحرب إبادة جماعية.
مخاوف مستقبليةوعلق منسق الحملة الوطنية للدفاع عن حقوق الطلبة "ذبحتونا" الدكتور فاخر دعاس، على قرار فصل الطالبين بقوله "على الرغم من سماح إدارات الجامعات الأردنية للطلبة بتنظيم الأنشطة والفعاليات دعما لغزة، إلا أنه لوحظ في الآونة الأخيرة قيام بعض الجامعات بالتضييق على حرية العمل الطلابي داخل الحرم الجامعي من خلال إما منع إقامة الفعاليات إلا بترخيص مسبق أو منعها بالكامل".
وأضاف في حديثه للجزيرة نت "مع مرور الوقت وجدت إدارات الجامعات فيما يبدو تصاعدا في عدد من الأنشطة والفعاليات، وتجاوبا منقطع النظير من قبل الطلبة، وبالتالي تم مؤخرا استدعاء طلبة بسبب منشورات على مواقع التواصل"، معربا عن اعتقاده أن الهدف في الأساس هو منع إيجاد حراك طلابي فاعل في ظل ما يجري في قطاع غزة من عدوان، والذي دفع الطلبة لتشكيل أطر عمل تهدف لتنظيم الأنشطة، مما يشكل مستقبلا قوة طلابية مطلبية مؤثرة، وهو ما تخشى إدارات الجامعات حدوثه.
وكانت القوى الطلابية الوطنية والشعبية في الجامعات الأردنية أعلنت تأسيس الملتقى الطلابي لدعم المقاومة ليكون حاضنة للعمل الوطني والشعبي المؤازر للمقاومة في فلسطین وأكنافها، في حين شهدت الجامعات الأردنية عشرات الوقفات التضامنية دعما للمقاومة ونصرة لأهل قطاع غزة الذي يتعرض لعدوان إسرائيلي غير مسبوق منذ ما يزيد على 70 يوما.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: الجامعات الأردنیة جامعة العلوم فی قطاع غزة
إقرأ أيضاً:
مقربون من ترامب يكشفون كواليس إعداد خطته لغزة
#سواليف
نقلت صحيفة “وول ستريت جورنال” الأميركية عن مصادر مقربة من الرئيس الأميركي دونالد #ترامب تفاصيل عن ظروف إعداد خطته الجديدة بشأن قطاع #غزة، ووصف أحدهم المقترح بأنه “مجنون”، في حين قال المبعوث الأميركي للشرق الأوسط ستيفن ويتكوف إن ترامب يعمل على تغيير الطريقة التي اُتبعت خلال الـ50 عاما الماضية ولم تنجح.
وتحدث ترامب قبل ساعات -في مؤتمر صحفي مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين #نتنياهو– عن خطة الولايات المتحدة للسيطرة على قطاع غزة الذي دمرته حرب الإبادة الإسرائيلية، وقال إن #الخطة تتيح للولايات المتحدة السيطرة على القطاع وإعادة #توطين #الفلسطينيين في دول أخرى، سواء أرادوا المغادرة أم لا، وتحويل المنطقة إلى “ريفييرا الشرق الأوسط”، وتوقع “ملكية طويلة الأمد” في القطاع.
وفي خطة تفتقر إلى التفاصيل حول كيفية نقل أكثر من مليوني فلسطيني أو السيطرة على غزة، ألمح ترامب إلى أن ذلك قد يتطلب وجود قوات أميركية على الأرض في أحد أكثر الأماكن اضطرابا في العالم “إذا لزم الأمر”.
مقالات ذات صلة لوموند .. مشروع ترامب بشأن غزة هو مشروع تطهير عرقي 2025/02/05وذكر عدد من المسؤولين بإدارة ترامب لوول ستريت جورنال أن فكرة السيطرة على غزة “متماسكة” وتشكلت مؤخرا وعرضها الرئيس على مساعديه وحلفائه.
وأوضح المسؤولون أن الاقتراح كان محتفظا به بشكل سري ولم يعلم به المسؤولون من خارج الدائرة المقربة لترامب خلال التخطيط للاجتماع بنتنياهو.
وأكدت الصحيفة أن اقتراح ترامب شكل صدمة حتى لبعض من أشد مؤيديه وأكثرهم تأثيرا في المجتمع اليهودي. ونقلت عن جامع تبرعات مؤيد لإسرائيل وداعم لترامب منذ سنوات وصفه للمقترح بأنه “فكرة جنونية” وشكك في كيفية تنفيذها، مشيرا إلى أن هذه النوعية من السياسات يمكن أن تستغرق أكثر من عام لتنفيذها مع وجود كثير من المتغيرات المجهولة لتحقيقها بسلاسة.
خطة محيرة
وأشارت وول ستريت جورنال إلى أن بعض #الدبلوماسيين المخضرمين وصفوا خطة ترامب بشأن غزة بأنها محيرة، وقال دان شابيرو، سفير الولايات المتحدة السابق في إسرائيل خلال إدارة باراك أوباما “إنه ليس اقتراحا جديا. إذا تم السعي إلى تحقيقه، فسيتطلب تكلفة ضخمة من المال والقوات الأميركية، دون دعم من الشركاء الرئيسيين في المنطقة”.
وقالت الصحيفة إن اقتراح ترامب بشأن غزة يظهر أن الرئيس يعتمد على تاريخه الطويل كرجل أعمال ومطور عقارات، يرى العالم كرقعة لتوسيع نفوذ أميركا وتثبيت إرثه.
وأشارت إلى أن ويتكوف -المطور العقاري الذي عينه ترامب مبعوثا له في الشرق الأوسط- أخبر الرئيس بعد جولته في غزة أنها غير صالحة للسكن بعد الحرب الإسرائيلية على القطاع، مشككا فيما إذا كان من الإنساني السماح للناس بالعيش هناك قبل إعادة بنائها.
وأكدت أن ترامب أخبر نتنياهو في مكالمة هاتفية أواخر الصيف الماضي أن قطاع غزة هو جزء رئيسي من العقارات وطلب منه التفكير في نوعية الفنادق التي يمكن بناؤها هناك، لكنه لم يذكر حينها استيلاء الولايات المتحدة على القطاع.
أمل للفلسطينيين
من جانب آخر، قال ستيفن ويتكوف إن ترامب يريد منح الفلسطينيين “الأمل في مستقبل أفضل ربما بعيدا عن غزة التي مزقتها الحرب”.
وأضاف ويتكوف -لقناة فوكس نيوز- أنه يعتقد أن “الجميع يريدون رؤية السلام في المنطقة”، موضحا أن السلام يعني حياة أفضل للفلسطينيين “وهذا لا يرتبط بالمكان الذي يعيشون فيه اليوم”، في إشارة إلى غزة التي يعيش فيها أكثر من مليوني فلسطيني.
وقال إن ترامب يخبر الشرق الأوسط أنه سيغير الطريقة التي اُتبعت خلال الـ50 عاما الماضية ولم تنجح، واعتبر أن قطاع غزة سيظل غير صالح للسكن لمدة تتراوح بين 10 و15 عاما على الأقل.
وأوضح أن “الحياة الأفضل تتعلق بفرص وظروف مالية وتطلعات أحسن، وليس عبر نصب خيمة في قطاع غزة”، مشددا على أن غزة مكان خطير للعيش فيه حاليا.
وخلال المؤتمر الصحفي، قال نتنياهو إن أحد أهدافه الرئيسية كانت ضمان أن غزة لن تستضيف “الإرهابيين” مرة أخرى، واعتبر أن ترامب أخذ هذا المفهوم “إلى مستوى أعلى بكثير”، وأضاف أنها “شيء يمكن أن يغير التاريخ، ومن الجدير حقا متابعة هذا الطريق”.