نجمة أميركية أصيبت بسرطان الرئة رغم عدم تدخينها مطلقًا... كيف يمكن أن يحدث ذلك؟
تاريخ النشر: 18th, December 2023 GMT
أصيبت النجمة الأميركية، كيت ميكوتشي، التي اشتهرت بدورها في مسلسل "نظرية الانفجار العظيم" (The Big Bang Theory)، بمرض سرطان الرئة، وفقا لما ذكرت مؤخرا على حسابها في تطبيق "تيك توك"، مؤكدة أنها "لم تدخن مطلقا في حياتها".
وبحسب موقع "هليث" المتخصص بأخبار الطب والصحة، فقد أوضحت ميكوتشي، البالغة من العمر 43 عاما، أن مرضها الخبيث لا يزال في مراحله الأولى، مضيفة: "ما حدث لي غريب جدًا، لأنني لم أضع سيجارة واحدة في فمي مطلقا، لذلك كان أمرا مفاجئا".
ورغم أن حوالي 80 في المئة من حالات سرطان الرئة ناجمة عن التدخين، فإن عددًا متزايدًا من الحالات يتم تشخيصها لدى أشخاص غير مدخنين.
وتقدر مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها في الولايات المتحدة، أن ما يصل إلى 20 في المئة من حالات سرطان الرئة التي يتم تشخيصها في البلاد كل عام، تكون لدى أشخاص لم يدخنوا أبدًا، أو الذين دخنوا أقل من 100 سيجارة في حياتهم.
وأوضح أخصائي أمراض الرئة وجراحة الصدر في مركز موفيت للسرطان، لاري روبنسون، أن ارتفاع الأعداد "يشكل مشكلة مزعجة للغاية".
وتابع: "قبل 20 عامًا، كانت حالة الإصابة بسرطان الرئة لدى شخص لا يدخن مطلقًا نادرة جدا، بيد أنني في الوقت الحالي أرى حالة واحدة على الأقل في الأسبوع".
وأظهرت الأبحاث التي نُشرت في وقت سابق من هذا العام، أن معدلات الإصابة بسرطان الرئة أعلى لدى النساء الأصغر سنًا ومتوسطات العمر، مقارنة بالرجال في نفس العمر، ولا يعرف الخبراء السبب حتى الآن.
لماذا قد يصاب غير المدخنين بسرطان الرئة؟يعد التدخين بمختلف أنواعه من عوامل الخطر الرئيسية لسرطان الرئة، لكنه ليست الوحيد، فهناك عوامل خطر أخرى مثل التدخين السلبي، وتلوث الهواء، والأسبستوس، ووجود تاريخ عائلي لسرطان الرئة.
ومن بين عوامل الخطر الإضافية هذه، يقدر الباحثون أن التدخين السلبي يساهم في حوالي 7300 حالة تشخيص لسرطان الرئة كل عام، في حين يساهم "الرادون" في حوالي 2900 حالة.
والرادون هو غاز مشعّ طبيعي عديم الرائحة أو اللون أو الطعم، ينتج عن الاضمحلال الإشعاعي الطبيعي لليورانيوم المتواجد في الصخور وأنواع الترب كافّة، ويمكن العثور عليه في الماء أيضاً.
لكن أسباب زيادة حالات سرطان الرئة بين غير المدخنين لم يتم تحديدها بشكل مؤكد، فالرادون، على سبيل المثال، كان عامل خطر معروفا لسنوات، وهنا يوضح روبنسون: "لم يعد الناس يتعرضون لمزيد من ذلك الغاز عما كانوا عليه قبل 50 عامًا.. لذلك أعتقد أن الأمر قد يتعلق بعوامل بيئية".
وبحسب خبراء، فإنه لا يزال هناك الكثير من الأبحاث التي يتعين القيام بها، خاصة فيما يتعلق بمعدلات الإصابة بسرطان الرئة لدى النساء اللاتي لم يدخن أبدا.
وفي هذا السياق، قال طبيب الأورام الأميركي، جاك جاكوب: "نحن نبحث حاليًا في الأسباب الناجمة عن مستقلبات هرمون الأستروجين، والالتهابات المزمنة، والأطعمة المصنعة، والمواد الكيماوية".
وتابع الطبيب الذي يشغل منصب المدير الطبي لمعهد ميموريال كير للسرطان في كاليفورنيا: "لكننا لسنا متأكدين من كل هذه الأمور، وكيف تجتمع معًا لزيادة خطر الإصابة بسرطان الرئة".
اختلافات بين المدخنين وغيرهميختلف سرطان الرئة لدى غير المدخنين عادة عن سرطان الرئة لدى الأشخاص الذين يدخنون، فبالنسبة لغير المدخنين، يميل سرطان الرئة إلى التطور عندما يكون الشخص أصغر سنا، وقد يكون للسرطان نفسه تغيرات جينية معينة تختلف عن أورام المدخنين.
وعادة ما يتم تشخيص إصابة غير المدخنين بسرطان الرئة ذي الخلايا غير الصغيرة، أي السرطان الغدي، والذي يمثل 50 إلى 60 المئة من سرطانات الرئة.
ويبدأ هذا النوع من السرطان في الخلايا المنتجة للمخاط في الرئتين. غالبًا ما يوجد السرطان الغدي في الأجزاء الخارجية من الرئة، مما يسهل تشخيصه قبل انتشاره.
وهناك 10 إلى 20 المئة من سرطانات الرئة لدى الأشخاص الذين لم يدخنوا أبدًا، تعرف بسرطانات الخلايا الحرشفية، وهي سرطانات تتشكل في الخلايا التي تبطن الجزء الداخلي من المسالك الهوائية في الرئتين.
ما هي الأعراض؟وعلى الرغم من أن أنواع السرطان التي يصاب بها المدخنون وغير المدخنين قد تكون مختلفة، فإن الأعراض هي نفسها بشكل عام، وأهمها:
• الشعور بالإرهاق بشكل عام
• علامات على التعب رغم عدم بذل جهد عضلي واضح
• فقدان الوزن غير المبرر
• السعال المتكرر
• بحة في الصوت
• سعال دموي
• ألم صدر
• ضيق في التنفس
ويعتمد علاج إصابة شخص غير مدخن بسرطان الرئة، مثل معظم أنواع السرطان، على ما إذا كان قد تم اكتشافه مبكرًا أو في مراحل لاحقة.
وإذا تم اكتشاف سرطان الرئة مبكرًا لدى شخص غير مدخن، فستكون لديه فرصة أفضل للبقاء على قيد الحياة، بحسب الطبيب جاكوب، الذي قال إن ذلك الداء الخبيث لدى غير المدخنين يميل إلى الحدوث لدى الأشخاص الأصغر سنًا والأكثر صحة، وليس لديهم الكثير من الأمراض المزمنة المرتبطة بالتدخين مثل أمراض القلب وأمراض الرئة".
وقد يستفيد غير المدخنين المصابين بسرطان الرئة أيضًا من الطفرات التي ربما أدت إلى إصابتهم بالمرض، إذ يقول روبنسون: "إن الأمر الجيد بالنسبة للعديد من مرضى سرطان الرئة الذين لا يدخنون مطلقًا، هو أنهم قد يحدث لديهم طفرات لدينا أدوية لها".
المصدر: الحرة
كلمات دلالية: الإصابة بسرطان الرئة سرطان الرئة لدى المئة من
إقرأ أيضاً:
ما علاقة استهلاك الحليب بالسرطان؟
كشفت دراسة علمية حديثة عن نتائج مثيرة للاهتمام، تشير إلى أن نقص استهلاك الحليب قد يكون له تداعيات صحية خطيرة.
وقام فريق بحثي دولي بتحليل بيانات من 204 دولة ومنطقة، تغطي الفترة من 1990 إلى 2021، لتقييم العلاقة بين استهلاك الحليب وانتشار بعض الأمراض المزمنة.
واعتمدت الدراسة على معلومات من مشروع “العبء العالمي للأمراض” لعام 2021، وهو أحد أكثر الدراسات شمولا في مجال الصحة العامة.
وركزت الدراسة على سرطان القولون والمستقيم وسرطان البروستات وارتباطها بانخفاض استهلاك الحليب. وعرّف الباحثون الاستهلاك المنخفض للحليب بأقل من 280-340 غ/يوم للرجال و500-610 غ/يوم للنساء.
وشملت هذه الدراسة فقط الحليب القليل الدسم، المنزوع الدسم، والكامل الدسم، مع استبعاد البدائل النباتية، والجبن، ومنتجات الحليب المخمرة.
وأظهرت البيانات انخفاضا بنسبة 16% في معدلات الوفاة بسرطان القولون والمستقيم عالميا منذ 1990، مع تحسن أكبر في الدول المتقدمة حيث تنتشر برامج الكشف المبكر.
ورغم انخفاض معدلات الوفيات النسبية لسرطان القولون والمستقيم (من 2.22 إلى 1.87 لكل 100 ألف شخص)، إلا أن الأعداد الإجمالية للوفيات ارتفعت بشكل ملحوظ (من 81405 إلى 157563 حالة)، ويعزى هذا إلى الزيادة السكانية العالمية وارتفاع متوسط العمر المتوقع وتغير الأنماط الغذائية.
وكانت الإناث أكثر تأثرا وازداد عبء سرطان القولون والمستقيم لديهن مع التقدم في السن، لكن معدلات التحسن لديهن كانت أسرع وأعلى بنسبة 25% مقارنة بالرجال. وتعزى هذه المعدلات إلى التزام النساء بشكل أكبر ببرامج الفحص الدوري والاستجابة الأفضل للعلاجات، وعوامل هرمونية قد تلعب دورا وقائيا.
وظلت الفئة العمرية 70-74 سنة الأكثر تأثرا، حيث شكلت 35% من إجمالي الوفيات.
وبالنسبة لسرطان البروستات، فقد أظهرت الدراسة مؤشرات أولية على وجود تأثير وقائي محتمل، لكنها لم تكن كافية لإثبات علاقة سببية واضحة، وذلك نظرا لصعوبة عزل تأثير الحليب عن عوامل أخرى مثل الوراثة والبيئة، واختلاف استجابة الأجسام حسب العرق والمنطقة الجغرافية.
وقد تم تسجيل أعلى معدلات الوفيات لسرطان القولون والمستقيم في أمريكا اللاتينية الجنوبية والكاريبي، بينما مثلت آسيا الوسطى وأستراليا مناطق الخطر الأقل.
وبالنسبة لسرطان البروستات، فقد سجلت إفريقيا جنوب الصحراء الغربية والوسطى أعلى معدلات.
وتشير نتائج الدراسة إلى أن الحليب يظل خيارا غذائيا مهما للوقاية من سرطان القولون عند تناوله بالكميات المناسبة، بينما تحتاج علاقته بسرطان البروستات لمزيد من البحث.
نشرت الدراسة بمجلة Journal of Dairy Science.
المصدر: نيوز ميديكال