لم تعد جرائم دولة الإحتلال الإسرائيلية تجاة المدنيين في قطاع غزة قاصرة على قتل المئات يوميًا أو تدمير منازلهم والبنية التحتية للمخيمات التي لا يتوفر بها أدنى مقومات الحياة، بل امتد الأمر إلى اضطهاد كل من يظهر الحد الأدنى من التعاطف مع أهالي غزة حتى لو كان إسرائيليًا، وهو ما حدث مع مائير باروشين مدرس التاريخ والتربية المدنية في أحد المدارس الثانوية الإسرائيلية في مدينة القدس، والذي سُجن لمدة 4 أيام وتم اعتباره محتجز عالي خطورة، وتم وضعه في الحبس الانفرادي، وخسر وظيفته ولا تزال قضيته مفتوحة، فما القصة؟.

يقول مائير في حديثه لموقع «democracynow»: الفلسطينيون مجرد صورة غامضة بلا أسماء أو وجوه أو عائلات أو وجود لا أمل ولا خطط وأنا أحاول أن أعطيهم أسماء ووجوه وتقديمها إلى الإسرائيليين حتى يتمكنوا من رؤية الفلسطينيين كبشر.

هذا ما أفعله على فيس بوك، لكن الشرطة لم يعجبها هذا الأمر، فتم اعتقالي.

ملابسات اعتقال مائير باروشن

وأوضح باروشن أنه في التاسع من نوفمبر تلقيت اتصالا من الشرطة الإسرائيلية للتحقيق في تهمة التحريض، واتصلت بالمحامي، الذي قال أنه لاستجواب مواطن إسرائيلي بتهمة التحريض لابد من موافقة النائب العام والتي طلبتها الشرطة، لكن طلبهم قوبل بالرفض.

لذلك قرروا استجوابي بتهمة «نية ارتكاب الخيانة» والإخلال بالنظام العام، منذ لحظة دخولي مركز الشرطة، قاموا بتكبيل يدي ورجلى بالأصفاد، وأروني أمر تفتيش منزلي، وأخذني 5 من المحققين إلى منزلي، وعبثوا بمحتوياته، ثم تم إعادتي إلى مركز الشرطة مرة أخرى.

وتم التحقيق معي للمرة الأولي لمدة 4 ساعات ثم تم نقلي إلى السجن الانفرادي "العزل" وكنت مصنفًا كمحتجز عالي الخطورة، معزولا عن الجميع، لم يسمح لي باحضار أي شيء حتى لو كان كتاب ، أمضيت هناك 4 أيام وحتى لا أشعر بالجنون سمحوا لي بممارسة الرياضة كل ساعتين.

في مساء الأحد الثاني عشر من نوفمبر تم استجواب للمرة الثانية، وكانت تقنيات طرح الأسئلة غريب، فهو لم يكن أسئلة بالمعني المتعارف عليه لكن أقرب للخطابة، عندما تضع الإجابة داخل السؤال فأنك لا تترك للشخص الأخر إمكانية الرد أو اختيار إجابته.

وأيضا في استجوابي الثاني، في نقطة معينة قالوا إن منشوراتي على الفيس بوك تشبه بروتوكلات حكمياء صهيون، أنا مدرس تاريخ لذا سألتهم هل قرأتم بروتوكولات حكماء صهيون من قبل؟ لم يكن هناك تعليق.

ثم تم إعادتي إلى السجن، وفي الثالث عشر من نوفمبر أطلق سراحي بقرار من القاضي، ومع ذلك تم احتجازي لمدة 3 ساعات ونصف الساعة إضافية.

 كيف تناول الإعلام الإسرائيلي قضية مائير؟ وماذا فعل زملاؤه المعلمون؟

ويتحدث مائير بخيبة أمل أن وسائل الإعلام الإسرائيلي تبنت بيان المتحدث باسم الشرطة، الذي اتهمني بتبرير وشرعنة الاغتصابات التي ارتكبتها حماس في السابع من أكتوبر.

أما بالنسبة لزملائي المعلمين، فأن المئات منهم يتواصلون معي يوميًا ويخبرونني أنهم يدعمونني وأنهم متفقون معي في الرأي لكن لديهم قروض عقارية، أو أن ابنته ستتزوج، أنهم خائفون من أن يتحدثوا حتى لا يفقدوا وظائفهم، يرون بوضوح أنه في هذه الأيام الموطنون الإسرائيلييون الذي يظهرون أدني تعاطف مع أهالي غزة ويعارضون قتل المدنيين يضطهدون سياسيا ويتعرضون للتشهير العلني ويفقدون وظائفهم ويوضعون في السجن.

المصدر: الوطن

كلمات دلالية: غزة فلسطين إسرائيل مدرس تاريخ

إقرأ أيضاً:

خبير عسكري إسرائيلي: الجيش فقد الاحترافية ويتحول إلى مليشيا قتل بلا أخلاق

تتوافق القناعات الاسرائيلية المتزايدة أنه كلما طال مكوث جنود الاحتلال في غزة، زادت خسائرهم، مما ‏يستدعي من قيادتهم العسكرية استخلاص الدروس المهمة والصعبة، في ضوء الصورة القاسية من افتقار الجنود إلى ‏الانضباط والاستنزاف الشديد، وهو ما يجب أن يتغير في أقرب وقت ممكن.‏

آفي أشكنازي المراسل العسكري لصحيفة معاريف، ذكر أن الجريمة التي نفذها جيش الاحتلال في حي تل ‏السلطان بمدينة رفح الشهر الماضي، واستشهد فيها 15 فلسطينياً من سكان غزة، معظمهم من المدنيين ‏الأبرياء والعاملين في المجال الطبي والإنقاذ من الهلال الأحمر والأمم المتحدة، يشكل "ضربة قاسية على الخاصرة" ‏للجيش، لأن تحقيقات هيئة الأركان العامة كشفت عن صورة صعبة، وهذه الجريمة تسلّط الضوء على مشاكل تحتاج ‏لمعالجة جذرية عميقة.‏

وأضاف في مقال ترجمته "عربي21" أن "أهم المشاكل التي تكشفها هذه الجريمة هي تخلّي جنود الاحتلال ‏عن القيم الإنسانية، بجانب غياب الاحترافية المهنية التي أثّرت على عدد من وحدات الجيش في السنوات الأخيرة، وقد ‏تكررت حوادث عدم الاحتراف مرارا وتكرارا في نفس الوحدات، وكان ثمن ذلك باهظا بالنسبة للجميع، سواء في صفوف ‏المدنيين الفلسطينيين، أو الجنود أنفسهم، أو حتى المختطفين في غزة".‏

وأشار إلى أننا "لا زلنا نذكر المختطفين الاسرائيليين الثلاثة الذين تمكنوا من تحرير أنفسهم من مكان أسرهم في ‏غزة بعد سبعين يوماً من اندلاع الحرب، وعندما حاولوا الانضمام لقوات الجيش، وتصرفوا بدقة حسب الإجراءات، ‏ورفعوا الراية البيضاء، أطلق عليهم الجيش النار، وأرداهم قتلى، وهناك حادث انهيار الرافعة في رفح التي قتلت جنديين ‏من الكتيبة 51، والقائمة تطول". ‏



وأوضح أن "الحروب تشهد بالتأكيد وقوع الكثير من الأخطاء، وإن وقت اتخاذ القرار قصير وسريع، ‏والظروف معقدة، والإرهاق مرتفع، وحجم العمل هائل، لأن ما حدث في جريمة رفح يجب أن يثير قلق قيادة الجيش، ‏لأن نتيجتها مأساوية تمثلت بمقتل 15 مدنياً من الأبرياء بنيران قوة النخبة في جيش الاحتلال من لواء "غولاني"، ‏ويفترض أن يكون جنود الأكثر احترافاً، ويتصرفون ببرودة للغاية، لكنهم ضغطوا على الزناد، فأتت العواقب وخيمة".‏

وختم بالقول أن جيش الاحتلال يخوض قتالا على سبع جبهات منذ عام ونصف، ومن غير الواضح حتى ‏الآن إلى متى ستستمر المعارك، و"لكن من دون الانضباط العسكري في الجبهة الداخلية، لن يكون هناك قتال على ‏الجبهة الخارجية أيضا، وفي ظل غياب الاحترافية، وانعدام قيم الحفاظ على نقاء السلاح، من خلال إطلاق النار على ‏مدني يحمل راية بيضاء لأنه ربما يكون مختطفاً وهرب، واستهداف سيارات الإسعاف وفرق الإنقاذ، يعني أن الجيش ‏فقد الاحترافية، وحينها سيتحول إلى مليشيا بلا قيم أخلاقية".‏

مقالات مشابهة

  • بالفيديو.. إسرائيلي يتجوّل في بيروت
  • قتلى وجرحى في قصف إسرائيلي على قطاع غزة
  • أمير عبد المجيد لـ«بالخط العريض»: رفدوني من المدرسة لأني ضربت مدرسًا
  • الشرطة تصدر توضيحا بشأن الحدث الذي وقع في رام الله
  • النائب العام يزور مستشفى الشرطة عطبرة للوقوف علي أحوال ضحايا الهجوم الغادر الذي نفذته المليشيا
  • أنباء عن مقتل جندي إسرائيلي وإصابة آخرين بمعارك مع المقاومة في غزة
  • مصرع جندي إسرائيلي وإصابة آخرين في كمين شمال غزة
  • خبير عسكري إسرائيلي: الجيش فقد الاحترافية ويتحول إلى مليشيا قتل بلا أخلاق
  • بالفيديو: 8 شهداء بقصف إسرائيلي على منزل شمال قطاع غزة
  • بالصور والفيديو.. المصريون فى بريطانيا خط الدفاع الأول عن الوطن في الخارج