افهم الآخرين.. ماهو علم نفس الشخصية
تاريخ النشر: 18th, December 2023 GMT
علم نفس الشخصية هو فرع من فروع علم النفس يهتم بدراسة السمات الفردية والخصائص النفسية التي تميز كل شخص عن الآخرين. يهدف علم نفس الشخصية إلى فهم الطرق التي يفكر ويشعر بها الأشخاص وكيفية تصرفهم وتفاعلهم مع العالم من حولهم.
أهمها تعديل قانون الأحوال الشخصية.. ملفات قبطية على طاولة رئيس مصر ثورة الطب الشخصي.. كيف يؤثر التفرد في العلاج على نتائج الرعاية الصحية
وتعتمد دراسة علم نفس الشخصية على الاهتمام بالعوامل المختلفة التي تؤثر في تشكيل الشخصية، مثل الوراثة والعوامل البيئية والثقافية. يُعتقد أن الشخصية تتكون من مجموعة من العناصر المختلفة مثل السمات الشخصية والقيم والمعتقدات والاهتمامات والميلات السلوكية والعواطف.
نماذج علم نفس الشخصيةحيث توجد عدة نماذج ونظريات في علم نفس الشخصية، مثل نموذج الخمسة عوامل (Big Five) الذي يقسم الشخصية إلى خمس سمات رئيسية هي الانفتاح، الاجتماعية، الاستقرار العاطفي، الانتباه، والاستجابة، ونموذج مايرز-بريغز للأنماط الشخصية (MBTI) الذي يعتمد على تصنيف الشخصية إلى أربعة أبعاد رئيسية.
علم نفس الشخصيةكما يتم استخدام علم نفس الشخصية في العديد من المجالات مثل التوظيف والتعليم والاستشارات النفسية، حيث يمكن استخدامه لفهم سلوك الأشخاص وتوجيههم وتطويرهم.كما يساعد في فهم التفاعلات الاجتماعية والعلاقات الشخصية وتحسين نوعية الحياة الشخصية والاجتماعية للفرد.
أساليب علم نفس الشخصيةهناك العديد من الأساليب والأدوات المستخدمة في دراسة علم نفس الشخصية. وفيما يلي بعض الأساليب الشائعة:
1. استبيانات الشخصية: تستخدم لقياس سمات الشخصية المختلفة بناءً على تصنيفات محددة. مثال على ذلك هو استخدام نموذج الخمسة عوامل (Big Five) واستبيانات مثل NEO-PI-R ومقياس
16PF.2. المقابلات الشخصية: تتضمن مقابلات مباشرة مع الفرد لمناقشة تجاربه ومعتقداته وتوصيل أفكاره ومشاعره. تساعد المقابلات في فهم الجوانب الأكثر عمقًا للشخصية وتوجيه النقاش نحو المواضيع ذات الصلة.
3. الملاحظة المباشرة: يتم فيها مراقبة سلوك الشخص واستجابته في سياقات محددة، سواء كانت في الحياة اليومية أو في المختبر. يتطلب هذا الأسلوب تسجيل وتحليل السلوك والتفاعلات الشخصية.
4. الاختبارات المشروعة: تشمل استخدام الاختبارات والألعاب المحددة لقياس السمات الشخصية واستجابة الفرد في مواقف محددة. مثال على ذلك هو اختبار رورشاخ (Rorschach) لاختبار الاستجابة للصور وتفسيرها.
5. الدراسات الطويلة المدى: تشمل مراقبة وتحليل سلوك الشخص على مدى فترة طويلة من الزمن، مما يسمح بتتبع التغيرات والتطور في الشخصية على مر الزمن.6. التحليل الإحصائي: يتم استخدام تقنيات الإحصاء لتحليل البيانات المجمعة من الاستبيانات والاختبارات والمقابلات، بهدف تحديد العلاقات والنماذج الإحصائية بين السمات الشخصية المختلفة.
وتجدر الإشارة إلى أن استخدام هذه الأساليب يعتمد على طبيعة الدراسة والأهداف المحددة، وقد يتم استخدام أكثر من أسلوب في الدراسات المختلفة للحصول على رؤية شاملة للشخصية.
هل تؤثر علم نفس الشخصية بالحياة المهنية للفرد؟نعم، علم نفس الشخصية يمكن أن يؤثر على الحياة المهنية بعدة طرق. إليك بعض الأثار التي يمكن أن يكون لعلم نفس الشخصية على الحياة المهنية:
1. اختيار المهنة: فهم الشخصية يمكن أن يساعد الأفراد في اتخاذ قرارات أفضل بشأن اختيار المهنة. عندما يكون لديك فهم واضح لميولك وقدراتك وقيمك الشخصية، يمكنك اختيار وظيفة تتوافق مع ميولك ومهاراتك وتوفر لك الرضا والإشباع المهني.
2. توجيه المهني: علم نفس الشخصية يمكن أن يساعد في توجيه الأفراد في مساراتهم المهنية. يمكن استخدام الاستشارات النفسية واختبارات الشخصية لمساعدة الأفراد في فهم قدراتهم ومهاراتهم ونقاط قوتهم وضعفهم، وبناء خطة مهنية تناسب خصائصهم الشخصية.
3. تطوير المهارات القيادية: علم نفس الشخصية يمكن أن يساعد القادة والمدراء في فهم أنفسهم وفهم الآخرين بشكل أفضل. يمكن استخدام الاستعراض الذاتي وتقييم الشخصية لتحسين القيادة وتطوير مهارات الاتصال والتفاوض وإدارة الفريق.
4. الإدارة الذاتية: فهم الشخصية يمكن أن يساعد الأفراد في إدارة أنفسهم بشكل فعال. عندما يكون لديك وعي عميق بنفسك وقدراتك وتحدياتك الشخصية، يمكنك تحديد أهداف واقعية وإدارة الوقت والطاقة بفعالية وتطوير استراتيجيات التحفيز الذاتي.5. التواصل والتعاون: فهم الشخصية يمكن أن يساعد في تحسين التواصل والتعاون في بيئة العمل. عندما يدرك الأفراد اختلافات الشخصية بينهم ويفهمون أساليب التفكير والتصرف المختلفة، يصبحون أكثر قدرة على التفاهم والتواصل الفعال وبناء علاقات مهنية جيدة.
هذه بعض الأثار الرئيسية التي يمكن أن تكون لعلم نفس الشخصية على الحياة المهنية. يمكن لفهم الشخصية أن يعزز الرضا المهني والتحفيز والتطور المهني ويساعد في بناء مسار مهني ناجح وملائم للفرد.
المصدر: بوابة الفجر
كلمات دلالية: علم نفس الشخصية علم النفس الحياة المهنية علم النفس والاجتماع أخصائي علم النفس علم الأمراض ثورة الطب الشخصي الحیاة المهنیة الشخصیة على الأفراد فی یساعد فی فی فهم
إقرأ أيضاً:
كيف يمكن للمثالية المفرطة أن تفسد إجازتك؟
بالنسبة للكثيرين، تُعد العطلة المنتظرة فرصةً لكسر الروتين والتطلع إلى مغامرات جديدة. قد تكون رحلةً لاستكشاف أماكن بعيدة، أو لحظات دافئة تجمع العائلة، أو حتى استراحةً ضرورية من ضغوط العمل. لكن بالنسبة للمثاليين والساعين للكمال، قد تتحول الإجازة إلى ساحة توتر بدلًا من مساحة استرخاء. فهم يضعون معايير عالية لأنفسهم، ويشعرون بالذنب حيال أي خلل بسيط، مما يجعلهم غير قادرين على الاستمتاع بالحاضر. وبينما تمتلئ العطلات بالمفاجآت، يجد المثاليون والكماليون صعوبة في تقبلها، فتتحول الإجازة من وقت ممتع إلى تحدٍّ نفسي مرهق.
لماذا نسعى إلى العطلة المثالية؟في مقال لها على موقع "سيكولوجي توداي" تتناول إيمي مورن، الأخصائية الاجتماعية والمعالجة النفسية، أسباب سعي البعض وراء الإجازة المثالية، وتقول:
"السعي للكمال خلال العطلات يعني محاولة خلق نسخة مثالية منها، سواء كان ذلك عبر اختيار ديكورات متقنة، أو تنظيم تجمعات مثالية، أو الالتزام الصارم بالتقاليد. وغالبًا ما يعكس هذا النهج قضايا أعمق، مثل الحاجة للسيطرة، والخوف من الأحكام، أو محاولة إخفاء الشعور بالنقص. كما أن وسائل التواصل الاجتماعي لا تسهّل الأمر، إذ تُغرقنا بصور لعطلات مثالية، مما يعزز توقعات غير واقعية".
إعلاننتخيل عطلتنا مثالية: طقس رائع، إقامة مريحة، وبرنامج يسير بسلاسة. لكن الواقع غالبا ما يحمل مفاجآت مثل التأخير أو الإرباك أو تغيّر المزاج. وعندما لا تتطابق التوقعات مع الواقع، قد نشعر بخيبة أمل، بدلًا من الاستمتاع بما هو متاح فعلًا.
كيف يوثر السعي للمثالية على الحالة النفسية؟يمكن أن يكون للسعي وراء الكمال خلال العطلات آثار نفسية وعاطفية سلبية. فبينما يسهم التخطيط المعتدل في تعزيز الشعور بالسعادة، فإن المبالغة فيه قد تؤدي إلى توتر مفرط وقلق مستمر، بل وقد تتسبب في نشوب خلافات. إليك كيف يمكن لهذا النهج أن يؤثر على صحتك النفسية وعلاقاتك:
يرتبط السعي للكمال خلال العطلات بارتفاع مستويات التوتر والقلق، حيث يحاول الأفراد التوفيق بين أدوار متعددة مثل التخطيط والاستضافة والديكور، مما يجعل أي انحراف بسيط يبدو وكأنه فشل. كما أن التخطيط المفرط وتحميل الإجازة بجداول صارمة قد يحولها إلى عبء إضافي بدلًا من فرصة للاسترخاء، مما يجعل الشخص منشغلًا بالالتزامات بدلًا من الاستمتاع باللحظة.
فقدان العفوية والسحر الحقيقي للإجازاتأجمل اللحظات خلال الإجازات هي تلك غير المخطط لها، مثل العثور على مقهى مميز أثناء المشي في أحد الأزقة، أو الاستمتاع بمنظر غروب الشمس غير المتوقع. عندما يتم التخطيط لكل لحظة مسبقًا، فإن هذه اللحظات العفوية تصبح نادرة، ويفقد السفر عنصره العفوي والسحري الذي يجعله تجربة مميزة.
التأثير السلبي على العلاقاتالسعي لعطلة مثالية قد يخلق توترًا داخل العائلة، حيث يشعر الشريك بالإهمال، ويتأثر الأطفال بالتوقعات العالية، وتتوتر الأجواء مع العائلة الممتدة. تنظيم كل تفصيل بدقة يرهق الجميع، ويؤدي إلى خلافات بسبب تضارب الرغبات والتوقعات.
الشعور بالذنب وعدم الرضاحين لا تسير الأمور كما خُطّط لها، غالبًا ما يشعر المثاليون بالذنب أو الفشل، وكأنهم أخفقوا في تحقيق "العطلة المثالية". هذا الشعور يُفقدهم القدرة على تقدير اللحظات الجميلة المتاحة، ويدفعهم للتركيز على ما لم يحدث، مما يقلل من رضاهم عن التجربة بأكملها.
توضح جينيفر لاتشايكين، وهي معالجة مرخصة في قضايا الزواج والأسرة، أن الأشخاص الساعين للكمال يميلون إلى تحميل أنفسهم أو الآخرين مسؤولية أي خلل، بدلا من تقبّل أن بعض الأمور ببساطة خارجة عن السيطرة. وغالبًا ما يتسبب ذلك في خلق توقعات غير واقعية تؤدي إلى صراعات داخلية. قد يلومون أنفسهم لعدم الحجز المسبق عند نفاد تذاكر المتحف، أو يوجّهون الانتقاد لشركائهم لاختيارهم مطعمًا مزدحمًا، مما يرفع مستوى التوتر ويفسد متعة اللحظة.
إذا كانت المثالية تُثقل عطلتك، فأنت لست وحدك. الخبر الجيد أن التحرر منها ممكن عبر الوعي والممارسة. إليك طرقًا تساعدك على الاستمتاع بالعطلة بعيدًا عن ضغوط الكمال.
إعلان خطط بمرونة دون مبالغةالتخطيط الجيد للعطلة ضروري، لكنه لا يجب أن يكون صارمًا. اترك مساحة للعفوية، فبعض أجمل اللحظات تأتي دون ترتيب مسبق. عندما تتغير الخطط بسبب ظروف خارجية كالتأخيرات أو الطقس، لا تدع الإحباط يسيطر، بل تكيف مع الوضع وابحث عن بدائل ممتعة ليومك.
وزع المهام وشارك الآخرين المسؤوليةيميل الكماليون إلى الرغبة في التحكم بكل التفاصيل، لكن من المفيد تحدي هذا الميل بتفويض المهام للآخرين، كطلب المساعدة في الطهي أو تزيين المنزل. مشاركة المسؤوليات تخفف العبء وتعزز الروابط. تذكّر أن الآخرين قد لا ينفذون الأمور بطريقتك، وهذا طبيعي. عند السفر، شارك التخطيط لخلق تجربة جماعية مريحة ومتوازنة.
ركز على التجربة وليس على التفاصيلبدلًا من الانشغال بالسعي للكمال، ركّز على الاستمتاع بالحاضر. لا بأس إن لم تلتقط الصورة المثالية أو فاتتك بعض المعالم السياحية، فالمتعة تكمن في اللحظة نفسها. تذكّر أن الكمال وهم، والنقص ليس فشلًا بل سمة بشرية. فحتى وجبة بسيطة أو زينة غير متقنة قد تصنع ذكريات جميلة تُضحكك لاحقًا. امنح نفسك مرونة، واسمح للخطط بالتكيّف مع الواقع.
تجنب مقارنة عطلتك بصور مثالية على مواقع التواصل أو بما تُظهره الأفلام، فغالبًا ما تكون بعيدة عن الواقع. هذه المقارنات تُضعف تقديرك للحظة. بدلاً من ذلك، ركز على ما تملكه فعليًا واشعر بالامتنان له، فالسعادة الحقيقية تكمن في تقدير الواقع لا في ملاحقة الكمال الوهمي.
السعي للكمال قد يحوّل الإجازة إلى تجربة مرهقة بدلًا من فرصة للراحة، لكن تقبّل العفوية والمرونة يفتح الباب للاستمتاع الحقيقي. اجعل هدفك عيش اللحظة وتقديرها، فالجمال يكمن في التفاصيل البسيطة، لا في التخطيط الدقيق. اللحظات العفوية غالبًا ما تترك أعمق الأثر وأجمل الذكريات.