إدانة صحيفة بريطانيا في قضية تجسس على الأمير هاري
تاريخ النشر: 18th, December 2023 GMT
أصدرت محكمة بريطانية حُكما لصالح الأمير هاري على خلفية اتهام صحيفة ديلي ميرور بالتجسس على اتصالاته لسنوات بين عامي 1996 و2009.
وأمرت المحكمة الدار الناشرة لصحيفة "ديلي ميرور" البريطانية، بدفع 140600 جنيه إسترليني (نحو 178 ألف دولار) للأمير هاري كعطل وضرر عن مقالات تضمّنت معلومات جُمعت من خلال اختراق رسائله الصوتية الهاتفية.
ورحّب الأمير هاري عبر محاميه، بإدانة الدار الناشرة لـ"ذي ميرور"، واصفا الحكم بأنه "يوم عظيم للحقيقة" و"تحذير" موجّه لصحف الشعبية، ووعد بمواصلة الدفاع عن نفسه في القضاء.
وباسم دوق ساسكس، قرأ المحامي ديفيد شيربورن بيانا من أمام المحكمة العليا في لندن الجمعة، قال فيه إنّ "الحكم الصادر اليوم يمنحني الحق والثقة"، مضيفا أن "المهمة مستمرة".
وقال الابن الأصغر للملك تشارلز الثالث والبالغ 39 عاما: "إنه يوم عظيم للحقيقة". وأضاف: "القضية لا تتعلق بالقرصنة فقط بل أيضا بممارسة منهجية لسلوك غير قانوني وبغيض، يليه تستّر عن أدلة وإتلافها".
وتابع: "آمل في أن تكون قرارات المحكمة بمثابة تحذير لكل المؤسسات الكبيرة التي لجأت إلى هذه الممارسات ثم كذبت في شأنها"، مشيرا إلى أنه وعائلته كانوا خلال السنوات الأخيرة ضحايا "تشهير" و"أساليب ترهيب" و"انتقام صحافي".
وذكر القاضي أنّ 15 من أصل 33 مقالة خلافية شملتها المحاكمة تضمّنت معلومات جُمعت نتيجة اختراق هواتف الابن الأصغر للملك تشارلز وعدد من المقربين منه، ولفت إلى أنّ رسائل هاتف الأمير هاري اختُرقت "بطريقة بدائية".
وأشار القاضي إلى "ميل" لدى الأمير هاري بالاعتقاد بأن "كل ما نُشر كان نتيجة لاختراق البريد الصوتي" لأن هذه الممارسة "كانت مُعتمدة بشكل كبير آنذاك لدى ميرور غروب"، إلا أنّ هذا الأسلوب لم يكن "الأداة الصحافية الوحيدة المُعتمدة في تلك المرحلة". وتحدث القاضي أيضا عن "محنة" مرّ بها هاري "بسبب النشاط غير القانوني ضدّه والمقربين منه".
وخلال المحاكمة، أدلى الابن الأصغر للملك تشارلز بشهادته لثماني ساعات ضمن يومين من الجلسات في حزيران/ يونيو الفائت. وشكّل مثول الأمير هاري أول ظهور لأحد أفراد العائلة الملكية في محكمة منذ إدلاء إدوارد السابع بشهادته عام 1890 ضمن قضية تشهير.
ويخوض الأمير هاري حربا على الصحف الشعبية، إذ يحمّلها مسؤولية مقتل والدته الأميرة ديانا في حادث سير عام 1997 في باريس عندما كان صيادو صور يلاحقونها، ويستنكر طريقة تعاطي الصحف البريطانية مع زوجته ميغان ماركل التي رفع وإياها عددا من الدعاوى على وسائل الإعلام.
ويتّهم هاري الدار الناشرة لصحيفة ديلي ميرور بالقرصنة وجمع معلومات بشكل غير قانوني، من خلال الاستعانة تحديدا بمخبرين.
ونفت المجموعة غالبية الاتهامات وتحديدا تلك المتعلقة باختراق البريد الصوتي، لكنّها اعترفت بمسؤوليتها عن بعض الأفعال غير القانونية -المتعلقة بخمسة مقالات من 33 مقالة منشورة بين عامي 1996 و2009 والتي شملتها المحاكمة- وتحديدا الاستعانة بمخبر وفّر معلومات عن خروج الأمير هاري من حانة ليلية سنة 2004. وأعربت دار النشر عن اعتذارها.
من جهته، نفى الإعلامي بيرس مورغان، الذي شغل منصب رئيس تحرير الصحيفة بين عامي 1995 و2004 معرفته بالتجسس على هاري.
وهاجم مورغان في تصريح قرأه خارج منزله بعد صدور الحكم الأمير هاري واتهمه بالكذب، كما اتهمه بتدمير العائلة الملكية.
ورغم تأكيد القاضي مسؤولية مورغان عن عمليات التجسس خلال رئاسته تحرير الصحيفة، قال مورغان إنه لا يوجد دليل على تورطه في الأمر أو معرفته به.
ومن بين دعاوى كثيرة رفعها الأمير هاري على صحف بريطانية، تتعلق إحداها بمقال نشرته صحيفة "ميل أون صنداي" ويتناول الحماية الأمنية التي يتلقاها عند زيارته المملكة المتحدة.
ويتّهم المقال المثير للجدل والمنشور في شباط/ فبراير 2022، الأمير هاري بـ"الكذب" و"محاولة الحفاظ على سرية" استئنافه ضد الحكومة لمحاولة الحصول على حماية أمنية في المملكة المتحدة. وأكد فريق الدفاع عنه أنّ هذه الاتهامات غير صحيحة.
لكن قاضيا بريطاني رفض، في حكم صدر في 8 كانون الأول/ ديسمبر، طلب دوق ساسكس إحباط مسعى دفاع صحيفة "ميل أون صنداي"، وصدر حكم آخر في 12 كانون الأول/ ديسمبر بدفع 48447 جنيهاً إسترلينيا كتعويض للشركة الناشرة للصحيفة بحلول 29 كانون الأول/ ديسمبر.
وأدى انسحاب هاري وزوجته ميغان ماركل من العائلة الملكية ومغادرتهما المملكة المتحدة، إلى توقّف تلقائي للحماية الأمنية التي كان يحظى بها والممولة من أموال دافعي الضرائب البريطانيين.
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة مقابلات سياسة دولية سياسة دولية هاري الإعلام التجسس بريطانيا تجسس الإعلام خصوصية هاري سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة الأمیر هاری
إقرأ أيضاً:
وحدة تجسس جديدة تقود حرب روسيا الخفية ضد الغرب
كشفت مصادر استخباراتية غربية أن أجهزة الاستخبارات الروسية أنشأت وحدة سرية جديدة تُعرف باسم "إدارة المهام الخاصة"، والتي تستهدف الغرب بسلسلة من الهجمات السرية عبر أوروبا وأماكن أخرى، وفق صحيفة "وول ستريت جورنال".
تتمركز هذه الوحدة في مقر الاستخبارات العسكرية الروسية، وهو مجمع ضخم من الزجاج والصلب في ضواحي موسكو يُعرف باسم "حوض السمك".وتشمل عمليات هذه الوحدة، التي لم يتم الإبلاغ عنها سابقاً، محاولات اغتيال، وأعمال تخريب، ومؤامرات لوضع عبوات حارقة على الطائرات. خلفية إنشاء الوحدة وفقاً لمسؤولين استخباراتيين أوروبيين وأمريكيين وروس، تم إنشاء هذه الوحدة في عام 2023 رداً على دعم الغرب لأوكرانيا. وتضم الوحدة قدامى المحاربين من بعض أكثر العمليات السرية الروسية جرأة في السنوات الأخيرة.
ترى موسكو أن الغرب متواطئ في الهجمات الأوكرانية على روسيا، مثل التخريب الذي طال خطوط أنابيب نورد ستريم واغتيال مسؤولين رفيعي المستوى في موسكو، إضافة إلى الهجمات الأوكرانية باستخدام صواريخ غربية بعيدة المدى.
وقد نفت أوكرانيا تورطها في تخريب خطوط الأنابيب. دور إدارة المهام الخاصة
ووفقاً لمسؤولين استخباراتيين غربيين، تتولى هذه الوحدة، المعروفة بالاختصار الروسي "SSD"، تنفيذ عدد من العمليات، من بينها:
الاغتيالات والتخريب في الخارج.
التسلل إلى الشركات والجامعات الغربية.
تجنيد وتدريب عملاء أجانب.
وتسعى الوحدة إلى تجنيد عملاء من أوكرانيا والدول النامية والدول الصديقة لروسيا مثل صربيا.
كما تدير مركزاً خاصاً للعمليات الخاصة يُعرف باسم "سينيج"، حيث يتم تدريب بعض القوات الخاصة الروسية.
Intelligence officials have identified a new Russian unit, the SSD, responsible for sabotage, assassinations and espionage across Europe and beyond.
SSD was created in 2023 in response to Western support for Ukraine. It is based in Moscow's GRU headquarters. It absorbed Unit… pic.twitter.com/iPNUZXo6Xr
وقد منحه الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أعلى وسام في روسيا، "بطل روسيا"، لدوره في احتلال وضم شبه جزيرة القرم.
أما كاسيانينكو، الذي يُعتقد أنه نسق عملية تسميم سيرجي سكريبال وابنته يوليا في المملكة المتحدة عام 2018، فيشرف على العمليات السرية في أوروبا والسيطرة على عمليات مجموعة "فاغنر" في أفريقيا بعد مقتل مؤسسها، يفغيني بريغوجين، في عام 2023.
كما كان له دور في نقل المهارات والتكنولوجيا من روسيا إلى إيران، التي تزود موسكو بالطائرات المسيرة والصواريخ للحرب في أوكرانيا.
في ديسمبر (كانون الأول)، فرض الاتحاد الأوروبي عقوبات على وحدة تابعة لـ"SSD" بتهمة تنظيم "انقلابات واغتيالات وتفجيرات وهجمات إلكترونية" في أوروبا وأماكن أخرى.
كما وجهت الولايات المتحدة اتهامات ضد أعضاء في الوحدة، وعرضت وزارة الخارجية الأمريكية مكافأة تصل إلى 10 ملايين دولار مقابل معلومات عن خمسة أعضاء متورطين في هجمات إلكترونية على أوكرانيا. التصعيد والتراجع في العمليات بلغت الأنشطة العدائية لـ"SSD" ذروتها في الصيف الماضي، لكنها تراجعت مؤخراً، وفقاً لمسؤولين أمريكيين وأوروبيين. ويرجح أن يكون هذا التراجع محاولة لتهيئة الأجواء الدبلوماسية لموسكو للتفاوض مع الإدارة الأمريكية الجديدة.
‘A New Spy Unit Is Leading Russia’s Shadow War Against the West:
The operations of Moscow’s Department of Special Tasks have included attempted killings, sabotage and a plot to put incendiary devices on plan’https://t.co/XHyGrSfnXO
حث بعض المسؤولين الأمنيين والمشرعين الغربيين على تكثيف الجهود السرية لمواجهة العمليات الروسية.
دعا نيك طومسون، الضابط السابق في وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية، إلى توسيع الأنشطة السرية في وحول روسيا لردع مزيد من العدوان من الكرملين.
A standoff in the Baltic Sea shows how the region is a new flashpoint in Russia’s shadow war with the West https://t.co/wAyJHPlRet
— The Wall Street Journal (@WSJ) December 15, 2024 كما طالب السيناتور توم كوتون وكالة الاستخبارات الأمريكية بأن تكون "أكثر جرأة وابتكاراً" في عملياتها السرية.وحذر جيمس أباتوراي، نائب الأمين العام لحلف شمال الأطلسي لشؤون الحرب الهجينة، من أن على الولايات المتحدة وحلفائها تبني "عقلية الحرب" في المجتمع بأسره لمواجهة العدوان الروسي المتزايد، معتبراً أن التقاعس عن ذلك سيكون خطيراً للغاية.