العرب القطرية:
2025-05-01@16:48:16 GMT

كيف يؤثر «طوفان الهجرة العكسية» على إسرائيل؟

تاريخ النشر: 18th, December 2023 GMT

كيف يؤثر «طوفان الهجرة العكسية» على إسرائيل؟

«إن انتصار إسرائيل النهائي سيتحقق عن طريق الهجرة اليهودية الكثيفة، وإن بقاءها يتوقف فقط على توفر عامل واحد؛ هو الهجرة الواسعة إلى إسرائيل»، تصريح خطير لبن غوريون، أول رئيس وزراء لإسرائيل (1948ـ 1954).
وتكمن خطورة هذا التصريح في أن الوضع في عهد رئيس الوزراء الإسرائيلي الحالي بنيامين نتنياهو، يواجه هجرة عكسية واسعة لنحو مليون يهودي، منذ اندلاع الحرب على غزة في 7 أكتوبر الماضي، ما يهدد «وجود إسرائيل»، على حسب تحذير مؤسسها.


فالحرب الإسرائيلية على غزة تخفي بين طياتها «حربا ديمغرافية» حول من يكون له التفوق البشري والعددي خاصة في ظل الحروب التي لا تتوقف إلا لتشتعل بين الطرفين.
ففي ظل النقص العددي ليهود إسرائيل، تضطر تل أبيب للاعتماد على جنود الاحتياط بنسبة 65 بالمئة، إلا أن ذلك يكلفها على الصعيد الاقتصادي أموالا طائلة، ما يجعلها تفضل الحروب القصيرة، حتى تستطيع تسريحهم للعودة إلى مهنهم المدنية، وتحريك عجلة الاقتصاد ثانية.
نحو مليون شخص غادروا إسرائيل إلى الخارج في الأشهر الأخيرة بحسب إعلام عبري، وهو ما يفوق بكثير عدد من تجلبهم الوكالة اليهودية إلى داخل إسرائيل، ناهيك عن النازحين من مستوطنات غلاف غزة، وفي الشمال على حدود لبنان، حيث يخشى سكان هذه المستوطنات من تعرضهم لصواريخ المقاومة الفلسطينية في غزة أو «حزب الله» في جنوب لبنان.
فوق ما نقلته صحيفة «زمان إسرائيل»، عن سلطة السكان والهجرة الإسرائيلية (حكومية) فإنه منذ بداية الحرب وإلى غاية نهاية نوفمبر، غادر حوالي 370 ألف إسرائيلي البلاد، يضاف إليهم 600 ألف سافروا إلى الخارج خلال العطلات وبقوا هناك حتى 7 أكتوبر، ليصبح المجموع نحو 970 ألفا. من بين الفئات التي سافرت للخارج ورفضت العودة؛ شباب تم استدعاؤهم للتجنيد والمشاركة في حرب غزة لكنهم تخلفوا وتواجههم عقوبات، خاصة في ظل ارتفاع معدل التخلف عن التجنيد. 
ويؤكد هذا الرقم الباحث المصري في الشؤون الإسرائيلية الدكتور أحمد فؤاد أنور، في حديث مع الكاتب الصحفي سيد جبيل، على قناته على اليوتيوب (نعرف).
ويعتبر الدكتور أنور، أستاذ العبري الحديث بجامعة الإسكندرية، أن الهجرة العكسية من إسرائيل تفوق مليون شخص، غادروا البلاد «بلا رجعة»، منذ بداية الحرب، استنادا إلى تقديرات باحثين مصريين حللوا سجلات الطائرات المغادرة لمطار بن غوريون في تل أبيب.
ووفقا لموقع «فلايت رادار 24»، فإن معدل الرحلات المغادرة لمطار بن غوريون بلغ 120 رحلة يوميا، وهو المعدل الأكبر المسجل في المطار على مدى الأشهر والسنوات الأخير، بمعدل 24 ألف مسافر يوميا، وفق المصدر الذي استند إليه أنور.
وإذا أضيف للرحلات المغادرة من مطار بن غوريون، رحلات مطاري إيلات (جنوب) وحيفا (شمال)، والمغادرين عن طريق البحر من ميناءي حيفا ويافا (وسط)، فإن المجموع يصبح نحو 40 ألف مسافر مغادر يوميا.
وبناء على هذه التقديرات، يعتبر المصدر أن «رقم مليون من الهجرة العكسية في هذه الفترة (11 نوفمبر ـ 11 ديسمبر) منطقي جدا».
وهذه الأرقام أكبر قليلا من الأرقام الرسمية الإسرائيلية التي عادة ما تخضع للرقابة العسكرية زمن الحرب، لكن في جميع الحالات سواء كان الرقم 370 ألفا أو 970 ألفا أو 1.2 مليون (خلال شهر) أو 2.8 مليون (في 70 يوما) من الهجرة العكسية، فإنها كلها أرقام ضخمة في بلد لا يتجاوز عدد سكانه اليهود 7.145 ملايين نسمة، وفق دائرة الإحصاء المركزية الإسرائيلية. لكن الحرب على غزة أدت إلى نتائج عكسية، فبدل تهجير وإبادة سكان القطاع، فإن إسرائيل تعاني من نزيف الهجرة العكسية، وكلما طالت الحرب، كانت آثارها طويلة الأمد كارثية عليها، وهذا أحد أوجه «الهزيمة الاستراتيجية» التي حذر وزير الدفاع الأمريكي لويد أوستن، قادة تل أبيب منها.
تؤثر الهجرة العكسية على قطاعين رئيسيين في إسرائيل، أولهما نقص العمالة في القطاع الاقتصادي، والثاني متعلق بالقطاع العسكري الذي يعاني من رفض الالتحاق بالجيش، لأسباب مختلفة.
كما ان الهجرة العكسية ستدفع إسرائيل للاعتماد على العمالة الأجنبية أيضا وبالتالي استمرار نزيف العملة الصعبة إلى الخارج بوتيرة أعلى.
وبالنسبة للقطاع العسكري، فالهجرة العكسية مرتبطة في جزء منها برفض التجنيد، أو ببساطة الفرار من الخدمة العسكرية.

المصدر: العرب القطرية

كلمات دلالية: قطاع غزة فلسطين الهجرة اليهودية بنيامين نتنياهو هجرة عكسية الحرب الإسرائيلية على غزة

إقرأ أيضاً:

الأونروا: "إسرائيل" اعتقلت أكثر من 50 موظفًا من الوكالة منذ بداية الحرب

غزة - صفا

قال المفوض العام لوكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا)، إن "إسرائيل" اعتقلت أكثر من 50 موظفاً من الوكالة، منذ بداية الحرب على قطاع غزة، بينهم معلمون وأطباء.

وأضاف لازاريني، في تصريحات صحفية اليوم الثلاثاء، أن المعتقلين عوملوا بطريقة صادمة وغير إنسانية، منها الضرب واستخدامهم دروع بشرية.

وأشار إلى أن العديد من المعتقلين أجبروا على الإدلاء باعترافات قسرية، وما حدث أمر مروع وصادم.

وطالب لازاريني، بضرورة محاسبة "إسرائيل" على هذه الجرائم، وانتهاكات القانون الدولي التي ارتكبت في قطاع غزة.

وبدعم أمريكي، يرتكب جيش الاحتلال الإسرائيلي منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023 إبادة جماعية بغزة خلفت أكثر من 169 ألف شهيد وجريح، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 14 ألف مفقود.

مقالات مشابهة

  • رئيس الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية الأسبق: الحرب كلفتنا ثمنا باهظا
  • نصف مليون جندي و8 ملايين طن من القنابل.. لماذا هُزمت أمريكا في فيتنام؟
  • قائد منطقة القدس في الشرطة الإسرائيلية: حرائق اليوم هي الأكبر في تاريخ إسرائيل
  • تكاثر الاضطرابات النفسية في إسرائيل بفعل الحرب
  • بوريل: إسرائيل تُعد لأكبرِ عملية تطهير منذ الحرب العالمية
  • نصف مليون جندي و8 ملايين طن من القنابل.. لماذا هُزمت أميركا في فيتنام
  • نصف مليون جندي و8 ملايين طن من القنابل.. لماذا هُزمت أميركا في فيتنام؟
  • أوروبا ومخاطر الحرب المستعرة ضد المهاجرين
  • الأونروا: "إسرائيل" اعتقلت أكثر من 50 موظفًا من الوكالة منذ بداية الحرب
  • مبتورو الأطراف بغزة.. معاناة تتفاقم مع الحصار والإبادة الإسرائيلية