الاحتلال يرتكب مجازر في غزة والمقاومة تكبده خسائر
تاريخ النشر: 18th, December 2023 GMT
ارتكب جيش الاحتلال الإسرائيلي -أمس الأحد- سلسلة من المجازر في قطاع قطاع غزة أسفرت عن أكثر من 170 شهيدا، في حين أعلنت المقاومة الفلسطينية أنها قتلت وأصابت جنودا إسرائيليين ودمرت آليات خلال معارك بمحاور عدة.
ومساء أمس، أفاد مراسل الجزيرة باستشهاد 15 فلسطينيا على الأقل وإصابة العشرات في قصف إسرائيلي استهدف منزلا بمخيم النصيرات وسط القطاع المحاصر، هو ما يرفع حصيلة الشهداء في المخيم خلال الساعات الماضية إلى 25 على الأقل.
ومن بين الشهداء في مخيم النصيرات الصحفية حنين القشطان وعدد من أفراد عائلتها.
ووسط القطاع أيضا، استشهد ما لا يقل عن 12 في قصف على دير البلح.
وكان المتحدث باسم وزارة الصحة في غزة أشرف القدرة أكد استشهاد 90 فلسطينيا أمس بغارات إسرائيلية على جباليا شمالي القطاع.
وأفاد مراسل الجزيرة بوصول جثث 54 شهيدا إلى مستشفى الشفاء بعد قصف على مناطق الصبرة وحي الشيخ رضوان والرمال بمدينة غزة.
وقد أظهر تسجيل مصور -في وقت سابق- آثار الدمار في حي الصبرة السكني بمدينة غزة بعد استهدافه من قبل قوات الاحتلال الإسرائيلي.
وجنوبي القطاع، استشهدت فتاة إثر استهداف الاحتلال مستشفى ناصر في خان يونس. وأفاد مصدر طبي للجزيرة بوصول جثث 17 شهيدا إلى هذا المستشفى أمس.
وحتى الآن، بلغت حصيلة الشهداء الفلسطينيين نحو 19 ألفا، والمصابين 51 ألفا، معظمهم نساء وأطفال، وذلك جراء الحرب الإسرائيلية المستمرة على القطاع منذ أكثر من شهرين.
اقتحام مستشفى العودة
في غضون ذلك، قالت وزارة الصحة في غزة إن قوات الاحتلال اقتحمت مساء أمس مستشفى العودة في جباليا، واحتجزت أفراد الطواقم الإدارية والطبية بعد تعريتهم.
وأضافت الوزارة أن الاحتلال اعتقل مدير المستشفى أحمد مهنا، ونقله إلى جهة مجهولة.
ويأتي اقتحام مستشفى العودة بعد اعتداءات واسعة لقوات الاحتلال على مستشفى كمال عدوان في بيت لاهيا شمالي القطاع.
وقالت وزارة الصحة في غزة أمس إن الجيش الإسرائيلي يرتكب مجازر شمالي القطاع، مشيرة إلى أنه لم تعد هناك مستشفيات بالمنطقة لاستقبال الشهداء والجرحى بعد أن تسبب الاحتلال في خروجها عن الخدمة.
وفي الإطار نفسه، أفاد مسؤول طبي بمركز جباليا الطبي (شمالي القطاع) بخروج المركز وجميع المستشفيات شمال القطاع عن الخدمة الطبية.
عمليات المقاومة
في تطورات المعارك بين المقاومة الفلسطينية والاحتلال، أعلنت كتائب عز الدين القسام -الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية (حماس)- أنها فجرت أمس عبوة مضادة للأفراد في قوة إسرائيلية راجلة مكونة من 10 جنود -شمال خان يونس جنوبي القطاع- وأوقعت قتلى وجرحى في صفوف هذه القوة.
كما أعلنت كتائب القسام أنها دمرت ناقلتي جند إسرائيليتين شمال خان يونس بقذائف "الياسين 105"، وقالت إن مروحية إسرائيلية قامت بإجلاء القتلى والجرحى.
وقد وثقت مقاطع للجزيرة صور مروحية إسرائيلية تحوم في بلدة القرارة شمال خان يونس ثم تهبط، يعتقد أن هدفها إجلاء جنود إسرائيليين جرحى. وبالتزامن، سمعت أصوات اشتباكات وقصف مدفعي بالمنطقة.
كما استهدفت قوات كتائب القسام تجمعا لجنود الاحتلال شرق خان يونس بقذائف هاون من العيار الثقيل.
وفي عملية أخرى، نشرت الكتائب صورا تظهر استهداف دبابة ميركافا إسرائيلية جنوب شرق مدينة دير البلح وسط القطاع بقذيفة الياسين 105.
وقد بث الإعلام العسكري لكتائب القسام صورا لرشقات صاروخية استهدفت أمس مناطق إسرائيلية، كما أنها قصفت مستوطنة نيريم في غلاف غزة بمنظومة صواريخ رجوم قصيرة المدى.
وفي الوقت نفسه، أظهرت مقاطع فيديو أصوات الاشتباكات العنيفة بالأسلحة في مدينة غزة على امتداد شارع اليرموك.
من جهتها، قالت سرايا القدس -الجناح العسكري لـحركة الجهاد الإسلامي– إن مقاتليها قصفوا حشود الاحتلال الإسرائيلي شرق حي الزيتون في مدينة غزة بقذائف هاون من العيار الثقيل، وحققوا إصابات مباشرة.
كما أكدت سرايا القدس أنها قصفت الحشود العسكرية لقوات الاحتلال في محور بيت لاهيا بوابل من قذائف الهاون، وكذلك في منطقة جحر الديك.
في الأثناء، أعلن الجيش الإسرائيلي أمس مقتل ضابط وجنديين وإصابة 9 منهم ضابطان و3 جنود في معارك جنوبي القطاع خلال 24 ساعة، مما يرفع عدد قتلاه منذ بدء العملية البرية بغزة أواخر أكتوبر/تشرين الأول الماضي إلى 128.
وعلى صعيد متصل، قالت إذاعة الجيش الإسرائيلي إن تقديرات في الجيش تشير إلى أن حسم المعركة ضد كتائب القسام في خان يونس سيستغرق عدة أشهر.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: شمالی القطاع کتائب القسام خان یونس فی غزة
إقرأ أيضاً:
موت بطيء.. مرضى السرطان بغزة بلا علاج جراء الحصار الإسرائيلي
داخل مستشفى غزة الأوروبي بمدينة خان يونس جنوب قطاع غزة، يرقد مرضى السرطان في أجنحة تعاني نقصا حادا في الأدوية والمستلزمات الطبية، بفعل حصار إسرائيلي خانق، ومنع المرضى من السفر للعلاج، مع عملية الإبادة والتطهير العرقي التي ترتكبها تل أبيب بدعم أميركي.
على أحد أسرة المستشفى، تجلس الفلسطينية أم سامر إلى جوار طفلها الصغير سامر عصفور، المصاب بسرطان الدم بجسد نحيل ووجه شاحب، بلا علاج أو رعاية صحية.
قالت وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا)، الأحد، في منشور على إكس، إن مخزون الإمدادات الإنسانية ينفد بقطاع غزة، والوضع يزداد سوءا، ويجب إنهاء الحصار الإسرائيلي والسماح بإدخال المساعدات.
وقالت الأم للأناضول، وهي تحاول حبس دموعها وإلى جانبها طلفها: طفلي يعاني سرطان الدم، ووضعه الصحي سيئ للغاية، لديه نقص حاد في المناعة وليس له علاج.
وترفع الفلسطينية صوتها بنداء عاجل إلى المجتمع الدولي ومنظمة الصحة العالمية لإنقاذ طفلها الوحيد قبل فقدان حياته.
غير بعيد عن سرير سامر، يرقد خالد صالح، أحد مرضى السرطان الذين توقفت رحلتهم العلاجية بسبب الإبادة وتدمير المنشآت الصحية، وعلى رأسها المستشفى التركي الفلسطيني في غزة، الذي كان يعد المركز الوحيد المختص في تقديم العلاج الكيميائي.
وقال خالد للأناضول بصوت ضعيف: كنا نتلقى علاجنا في المستشفى التركي بغزة، وهو أهم مستشفى، وكانت إمكاناته ضخمة، لكن كل شيء انتهى بعد تهجير المرضى واعتقال الأطباء، ولم يعد العلاج متوافرا.
وأوضح أنه انتقل إلى مستشفى غزة الأوروبي، وهو الآن الملاذ الأخير لمرضى السرطان.
نقص في الأدوية
ولفت إلى أن المستشفى يعاني نقصا في الأدوية وأجهزة الفحص، ولا سبيل لنا سوى السفر للعلاج في الخارج، لكن المعابر مغلقة بسبب الإبادة الإسرائيلية.
وفي 2 مارس/آذار الماضي، أغلقت إسرائيل معابر غزة أمام دخول المساعدات الإنسانية والإغاثية والطبية للقطاع، ما أدى إلى تدهور غير مسبوق في الأوضاع الإنسانية.
من جانبه، يؤكد الدكتور، موسى الصباح، رئيس قسم الأورام السرطانية في مستشفى غزة الأوروبي، أن المستشفى هو الوحيد حاليا في القطاع الذي يقدم خدمات طبية لمرضى السرطان.
وأوضح للأناضول، أن المستشفى يفتقر إلى العلاجات الكيماوية الأساسية، والأدوية التلطيفية، وحتى بعض الأجهزة الحيوية لم تعد تعمل، وهناك مرضى حالتهم تتدهور.
ولفت الصباح إلى أن إغلاق إسرائيل المعابر، يمنع إدخال الأدوية والمستلزمات الطبية، ويحول دون خروج المرضى للعلاج في الخارج، في ظل تصاعد الإبادة.
والأحد، أعلن وكيل وزارة الصحة في غزة يوسف أبو الريش، نفاد 59 بالمئة من الأدوية الأساسية، و37 بالمئة من المستلزمات الطبية.
وحذر عند لقائه بغزة منسقة الشؤون الإنسانية في الأمم المتحدة بالإنابة سوزانا تكاليتش، من أن القطاع الصحي وصل إلى مستويات خطِرة وكارثية، وسط الإبادة التي ترتكبها إسرائيل بدعم أميركي.
إبادة جماعية
ومنذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، دمرت إسرائيل 34 مستشفى من أصل 38، منها حكومية وأهلية، تاركة 4 مستشفيات فقط، تعمل بقدرة محدودة رغم تضررها، مع نقص حاد في الأدوية والمعدات الطبية، بحسب آخر إحصائية للمكتب الإعلامي الحكومي بغزة.
كما أخرجت الغارات الإسرائيلية 80 مركزا صحيا عن الخدمة كاملا، إلى جانب تدمير 162 مؤسسة طبية أخرى.
وبدعم أميركي مطلق ترتكب إسرائيل منذ 7 أكتوبر 2023 إبادة جماعية بغزة خلفت أكثر من 165 ألف شهيد وجريح من الفلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 11 ألف مفقود.
إعلانومطلع مارس الماضي، انتهت المرحلة الأولى من اتفاق لوقف إطلاق النار وتبادل أسرى بين حركة حماس وإسرائيل، بدأ سريانه في 19 يناير/كانون الثاني الماضي، وتنصل رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، من بدء مرحلته الثانية.
وسعى نتنياهو، المطلوب للعدالة الدولية، إلى إطلاق سراح مزيد من الأسرى الإسرائيليين بغزة دون تنفيذ التزامات المرحلة الثانية، ولا سيما إنهاء حرب الإبادة والانسحاب من القطاع بشكل كامل.