د.حماد عبدالله يكتب: رفع القضايا الوهمية !!
تاريخ النشر: 18th, December 2023 GMT
قضايا وهمية تمتلىء بها أجندة المحاكم على جميع مستوياتها –القضاء المصرى مكتظ بملايين القضايا –ومنها الأغلبية العظمى قضايا وهمية !
وذلك يرجع لسهولة رفع القضايا ولسهولة اتخاذ الموقف –ويسر التقدم سواء كان اليسر عن قيمة (الدعوى) كرسوم أو فى قيمة أو سرعة أخذ الحق حينما تأتى الدعوى على (فاشوش) أو على لا شيىء !!
قضاء مصر أصبح محمل ومكدس بالمتخلفين عقليًا من رافعى القضايا –مرة لإثبات الذات ومرة للشهرة ومرة للكبر والتعنت –ومرات كثيرة لأتفه الأسباب !!
ولعل هذه الحالة العبثية فى القضاء المصرى قد كلفت الدولة فوق ما تحتمله أية نظم قضائية فى العالم.
فلو كانت القضية المرفوعة ذات أهمية وذات حق يبحث صاحبه عن إسترداده وكانت الأسانيد والأدلة – تطيل المتقاضين على طرفى القضية –فلا شك بأن نسبة عالية جدًا سوف تختفى من المحاكم وتستحق من القضاء أخذ الوقت الأقل فى الدراسة –وفى تدعيم الحق والعدل حيث أن (الترافيك) فى المحاكم المصرية يسبب الفوضى ويسبب فى أحيان كثيرة الخروج عن القانون !!
إن القضاء المصرى هو الأخر يحتاج من المسئولين السياسيين والتنفيذيين فى هذا الوطن إسلوب أخر للمعالجة –ولوضع هذه المشكلة فى أولويات الإصلاح الوطنى فى شتى مناحى الحياة.
فلا يمكن بأى حال من الأحوال أن تبقى قضايا وهمية تحتل زمن وفكر وعقل قضاة مصر وقتًا طويلًا –حينما تحتل أولويات القضايا الإجتماعية والإقتصادية أزمنة أكثر –تكون فيها العدالة قد (تأذت) وتألمت –وأجهضت فى بعض الأحيان –لضيق الوقت وضيق (الخلق).
نحن فى أشد الإحتياج من علمائنا وفقهائنا فى القانون سواء كان مدنى أو إجتماعى أو تجارى أن يلعبوا دورًا أكثر إيجابية –مطلوب عودة لزمن السنهورى باشا –وأخرين من عمالقة القانون المصرى.
-مطلوب إلتزام –وعودة لهيبة القضاء المصرى –وهيئة القضاء من هيبة الدولة –فلا يمكن بحال من الأحوال أن تقرأ مهازل –على صفحات الحوادث من قضاء أصبح عاجزًا –وعجوزًا –ومحمل بأكثر من طاقة البشر –حيث أن الوهم والقضايا الوهمية تحتل المرتبة الأولى –دون وازع ودون محاسبة !!
بين المتقاضين المتخلفين عقليًا –والمسببين لترافيك فى أهم مرفق فى الحياة.
-مطلوب روشته واضحة للمرض حتى يمكننا تقديم توصيات بالعلاج ولا شك أننا نمتلك ذلك –لكن المهم أن تكون هناك إرادة سياسية للخروج من هذا المأزق فى أهم نشاط وطنى –وهو نشاط سلطة القضاء المستقل المحترم فى بلاد المحروسة.
المصدر: بوابة الفجر
إقرأ أيضاً:
عبدالله بوصوف يكتب…خطاب المسيرة و الإجابات الوطنية الكبرى
تأتي احتفالات المغاربة بالذكرى 49 لعيد المسيرة الخضراء في نسخة استثنائية عنوانها انتصارات الديبلوماسية الملكية والانتصار للمقاربة الواقعية و الشرعية لمغربية الصحراء…كالاعتراف الوازن للدولة الفرنسية بمغربية الصحراء و بمبادرة الحكم الذاتي كسقف وحيد لحل هذا النزاع المفتعل…توج هذا الاعتراف بزيارة دولة تاريخية للرئيس الفرنسي ماكرون للمغرب و بتوقيعه الى جانب جلالة الملك محمد السادس على كتاب جديد عنوانه التنمية و الاستقرار و محاربة الإرهاب…أضف مضمون القرار الجديد لمجلس الأمن الدولي رقم 2756 ليوم 31 أكتوبر…و لتكتمل الحلقة بإعلان فوز المرشح دونالد ترامب برئاسيات 5 نوفمبر 2024 و هو الرئيس الأمريكي الذي وقع على المرسوم الرئاسي لمغربية الصحراء في دجنبر من سنة 2020…
وهي كلها عوامل تجعلنا أمام مرحلة العد العكسي لنهاية نزاع وليد مرحلة تاريخية بائدة حيث مازال البعض يعيش في عالم منفصل بعيدا عن الحقيقة و يتشبت بأوهام تجاوزها الواقع و التاريخ…و حتى المنطق…إذ يرفعون الشعار و نقيضه كتنظيم الاستفتاء و رفض الاحصاء…هذا في الوقت الذي حدد المغرب احداثيات كل الشراكات بعيدا عن تقديم قراءات قانونية مغلوطة لخدمة حسابات سياسية ضيقة..أو توظيف ذات الملف للاستهلاك الداخلي لجهات غارقة في مشاكل لا حصر لها…و لوقف كل هذا الصخب القانوني و الاعلامي و السياسي.. فقد أعاد الخطاب التأكيد على حصرية الأمم المتحدة و خاصة مجلس الأمن الدولي للنظر في هذا النزاع الإقليمي المفتعل دون سواه….
و من جديد سبخصص خطاب المسيرة لهذه السنة حيزا مهما للإشادة بدور مغاربة العالم في الدفاع عن المقدسات الوطنية و المساهمة في التنمية…و هي إشادة ملكية سامية تعبر عن المكانة الخاصة لتلك الفئة من أبناء الوطن ،كما حملت معها تلك الإشادة بشرى تحول جديد في تدبير شؤونها…
وهذا ليس بجديد…إذ ارتبطت العديد من خطابات ذكرى المسيرة الخضراء بمحطات تاريخية مهمة في معالجة ملفات مغاربة العالم…وهنا لابد من التذكير بأن إعلان خطاب نوفمبر 2024 عن هيكلة الاطار المؤسساتي هو إجابة مهمة عن مضمون خطاب ثورة الملك والشعب في 20 فشت من سنة 2022 و ما حمله ذات الخطاب من تساؤلات قوية و تشريح واقعي لكل الأسئلة العالقة…تهم تحديث وتأهيل الاطار المؤسساتي و إعادة النظر في نموذج الحكامة الخاص بالمؤسسات الموجودة قصد الرفع من نجاعتها و تكاملها…
فالتحول الجديد و المهم في مقاربة تدبير اشكاليات الجالية سيتم من خلال مؤسستين اولهما مجلس الجالية المغربية المقيمة بالخارج وضرورة الإسراع بإخراج القانون التنطيمي حسب المادة 163 من الدستور…
و ثانيهما خلق “المؤسسة المحمدية للمغاربة المقيمين بالخارج ” باختصاصات مهمة اذ ستشكل الذراع التنفيذي للسياسة العمومية في مجال الهجرة و تدبير الالية الوطنية لتعبئة الكفاءات و مواكبة أصحاب المبادرات و المشاريع من مغاربة العالم…و ستعطي ذات المؤسسة دفعة قوية في مجال التاطير اللغوي و الثقافي و الديني…و تبسيط و رقمنة المساطر الإدارية و القضائية التي تهم المغاربة المقيمين بالخارج…
ان خطاب المسيرة لسنة 2024 لا يتضمن إعلان نوايا بل هو خارطة طريق جديدة … أولا في ملف الصحراء المغربية بين مقاربة واقعية فحواها الحقيقة و الشرعية التي يمثلها المغرب في صحراءه و بين عالم متجمد و منفصل عن تطورات الواقع…
و ثانيا في ملف قضايا مغاربة العالم…بإعلانه إجابات واضحة و قوية عن كل تساؤلات خطاب الثورة لسنة 2022..وهو بالمناسبة الخطاب الذي يمثل وسام شرف يعلق على صدور مغاربة العالم و إشادة سامية عنوانها الافتخار و الاعتزاز بالانتماء لهذا الوطن…