البلاد – الرياض

تحتفي دولة قطر اليوم الاثنين بيومها الوطني، الذي يحمل في طياته معاني التضحية والبذل والعطاء، فضلاً عن إبراز معاني العز والفخر والانتماء الوطني؛ إذ يُعد إحياءً لذكرى تأسيس دولة قطر على يد المؤسس الشيخ جاسم بن محمد بن ثاني في 18 ديسمبر من العام 1878م، الذي أرسى قواعد الدولة الحديثة، حتى أصبحت قطر في ظل زعامته كياناً واحداً متماسكًا وبلداً موحداً مستقلاً.

يعد هذا اليوم عزيزاً على قلوب القطريين، لما يمثله من معاني الوحدة والوئام بين كل من يعيش على أرض قطر، حيث تحل هذه الذكرى، وقد تحققت في عهدها الزاهر بقيادة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، نهضة في مختلف المجالات السياسية والاقتصادية والاجتماعية والرياضية، وتحرص دولة قطر على الاستثمار في الإنسان ووضعته على سلم أولوياتها، وعلى الرغم من المراحل المتقدمة التي قطعتها الدولة في تحقيق نهوض تنموي واقتصادي شامل، فإن طموحات القيادة تسعى بشكل دائم نحو الأفضل والأسمى.

أواصر متينة
ويشاطر السعوديون حكومةً وشعباً إخوانهم في دولة قطر مشاعر الاعتزاز، بما تحقق من إنجازات، وتجمع المملكة العربية السعودية ودولة قطر الشقيقة علاقات تاريخية تستند إلى ثوابت مشتركة تحكمها أواصر الأخوة والقربى والمصير المشترك، وباتت مرتكزاً لتشمل مختلف الجوانب الاجتماعية والثقافية والسياسية والأمنية والاقتصادية والشبابية.
وتحرص قيادتا البلدين على تعزيز العلاقات الثنائية، وتكامل جهودهما في دعم مجلس التعاون الخليجي فيما يتعلق بضمان الأمن والاستقرار في المنطقة، وتحقيق التقدم والازدهار، ومواجهة مختلف التحديات، ورفع مستوى التعاون بين هذه الدول الأعضاء إلى أعلى مستويات الشراكة.

ولم تقتصر العلاقات السعودية القطرية على الجوانب السياسية والأمنية، بل تتعداها لتشمل الجانب الاقتصادي والثقافي والرياضي والسياحي.

ويأتي حضور صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز آل سعود ولي العهد رئيس مجلس الوزراء، حفل افتتاح كأس العالم في الدوحة، خير شاهد على متانة العلاقات بين البلدين.
كما يأتي توجيه سموه- حفظه الله- بتسخير الإمكانات والتسهيلات كافة لدعم دولة قطر الشقيقة لنجاح كأس العالم، دليلاً آخر على متانة تلك العلاقات.
وكانت المملكة قد أعلنت عن إطلاق الخدمة الإلكترونية التي تمكن حاملي بطاقة مشجع (هيّا) الخاصة بفعالية كأس العالم قطر 2022م من الحصول على تأشيرة دخول المملكة مجانًا.


رؤية قطر
وتأتي رؤية قطر الوطنية 2030 التي اعتمدت عام 2008م، لتحقيق التقدم والازدهار للمواطنين؛ حيث تهدف الرؤية إلى تحويل قطر إلى دولة متقدمة قادرة على تحقيق التنمية المستدامة، وعلى تأمين استمرار العيش الكريم لشعبها جيلاً بعد جيل.
وحققت دولة قطر المرتبة (18)، وفقاً لكتاب التنافسية العالمي لعام 2022، الذي يصدره المعهد الدولي للتنمية الإدارية سنوياً في سويسرا، وذلك من بين (64) دولة معظمها من الدول المتقدمة.
وبلغت قيمة الصادرات القطرية خلال عام 2022م (بما في ذلك الصادرات من السلع المحلية وإعادة التصدير) 476.7 مليار ريال، بارتفاع قدره 159.3 مليار ريال.

وتمتلك قطر جميع مقومات الجذب السياحي، التي تناسب مختلف الثقافات، من محميات طبيعية وقلاع أثرية وسلسلة منتجعات وفنادق عالمية وحدائق عامة ومتنزهات ومطاعم شهيرة وأسواق تقليدية ومجمعات تجارية كبرى، وتوجت جهودها في القطاع السياحي بالإعلان رسميًا أن “الدوحة عاصمة السياحة العربية 2023” من المنظمة العربية للسياحة.
وحققت دولة قطر قفزات كبيرة في القطاع الصحي، ما جعلها تتبوأ مراكز متقدمة عالميًا في التصنيفات، ومن الإنجازات التي حققها القطاع الصحي خلال العام 2022م، ارتفاع عدد المستشفيات في القطاع العام إلى 16 مستشفى، مقارنة بـ 6 مستشفيات في عام 2011م عند إطلاق الإستراتيجية الوطنية الأولى للصحة.
وقد ‎حصلت وزارة الصحة العامة ومؤسسات القطاع الصحي على عدد من الاعتمادات الدولية المهمة خلال العام. كما تبنت دولة قطر سياسات داعمة لوصول المرأة للمناصب القيادية، وتنمية قدراتها وتمكينها من المشاركة الاقتصادية والسياسية.

المصدر: صحيفة البلاد

كلمات دلالية: دولة قطر

إقرأ أيضاً:

بيتر غورشين: الابتكار والقيادة ركيزتان لتحقيق رؤية السعودية 2030

الرياض : البلاد

في لقاء خاص مع بيتر غورشين، المدير التنفيذي لمجموعة Innovation360، خلال مؤتمر القادة السنوي الذي عُقد في مركز الملك عبدالله المالي (كافد) بالرياض، عبّر غورشين عن حماسه الكبير لزيارته الأولى إلى العاصمة السعودية. وأشاد بتجربته الشخصية في المدينة وشكر إدارة المركز على دعوتهم له للمشاركة في الفعالية، التي وصفها بالمتميزة والمحفزة. وقال: “أنا سعيد جدًا بوجودي هنا وأتطلع للعودة قريبًا للتعاون مع الجهات المحلية وتطوير القيادات في مجال الابتكار.”

أشار غورشين إلى أن التجربة المباشرة تمنح فهمًا أعمق لأي مكان، مستشهدًا بنصيحة مديره السابق: “اذهب ولمس الأرض بيديك”، كناية عن أهمية المعايشة الحية. وأضاف: “السعودية تمتلك واحدة من أكثر الرؤى طموحًا على مستوى العالم. رؤية 2030 ليست فقط للتنويع الاقتصادي، بل تسعى أيضًا للإصلاح الاجتماعي، وهو ما يجعلها تجربة فريدة من نوعها.”

في حديثه عن الابتكار في السعودية، ركز غورشين على التحديات والفرص في تطبيق الأفكار داخل المنظمات. وقال: “الابتكار لا يعني مجرد التفكير في أفكار جديدة، بل يتعلق بتنفيذها بشكل فعلي. لتحقيق ذلك، تحتاج المنظمات إلى موارد كافية مثل الوقت، الأفراد، والتمويل.” وأوضح أن الابتكار في السعودية ينقسم إلى نوعين رئيسيين:

الابتكار التدريجي: تغييرات صغيرة مستمرة تساعد في تحسين الأداء. الابتكار الجذري: تغييرات شاملة تحدث قفزات نوعية في تحقيق الأهداف.

وأشار إلى أن كلا النوعين يلعبان دورًا أساسيًا في تحقيق رؤية 2030.

في ورشة العمل التي قدمها خلال المؤتمر، ركز غورشين على أنماط القيادة التي تناسب مراحل الابتكار المختلفة. وقال: “هناك خمسة أنماط للقيادة، ويجب على كل منظمة اختيار النمط الأنسب بناءً على طبيعتها وأهدافها. المؤسسات المتقدمة تحتاج إلى نهج مختلف عن الشركات الناشئة.” كما تطرق إلى أهمية التركيز على استكشاف الفرص الجديدة دون إهمال تعزيز الأعمال الحالية.

وأضاف: “بناء الأعمال الحالية بالشكل الصحيح يحقق الربحية ويفتح آفاقًا لمشاريع أكثر ابتكارًا. رؤية السعودية 2030 تطمح لتحقيق الريادة في قطاعات متعددة، والتحدي الأكبر يكمن في اتخاذ قرارات استراتيجية تركز على المجالات التي يجب أن تتفوق فيها المملكة.”

أكد غورشين أن السعودية تسير في مسار طموح لتحقيق أهدافها، لكنه شدد على أهمية المرونة في مواجهة التغيرات. وقال: “الابتكار يتطلب القدرة على التكيف مع المتغيرات والابتكارات الجديدة التي قد تغير قواعد اللعبة. ومع توفر البيانات الكافية، يمكن تقليل حالة عدم اليقين وتطوير نماذج أعمال مبتكرة، لكن الاستعداد للتغيير يبقى العامل الحاسم.”

تحدث غورشين عن القطاعات التي تركز عليها السعودية لتحقيق رؤية 2030، مثل التقنية، التمويل، والسياحة. وأشار إلى أن المملكة تعمل على تحسين بنيتها التحتية لتصبح مركزًا ماليًا عالميًا ووجهة سياحية رائدة. وقال: “تطوير مجالات مثل الإلكترونيات والمصانع الذكية يعكس طموح المملكة للريادة في التقنية. أما في السياحة، فإن تحسين شبكات النقل والبنية التحتية سيسهم في جذب المزيد من الزوار.”

أكد غورشين أن الإصلاح الاجتماعي في السعودية يمثل جزءًا أساسيًا من رحلة التغيير. وأضاف: “التحدي يكمن في تحقيق التوازن بين التحديث والانفتاح والحفاظ على القيم الثقافية. هذه المهمة ليست سهلة، لكنها ممكنة، وتحتاج إلى استراتيجيات عميقة لتجاوز التحديات.”

اختتم غورشين حديثه بالتأكيد على أن رؤية السعودية 2030 هي خطة استراتيجية فريدة تحظى بدعم شعبي واسع، مما يمنحها قوة استثنائية لتحقيق أهدافها. وأضاف: “المملكة تسير على الطريق الصحيح، ومع الاستمرار في الابتكار والتكيف مع المتغيرات، ستصبح نموذجًا عالميًا يحتذى به.”

كان اللقاء مليئًا بالأفكار الملهمة حول القيادة والابتكار، وقدم غورشين رؤى عميقة حول كيفية الاستفادة من الموارد لتحقيق رؤية طموحة مثل رؤية السعودية 2030.

مقالات مشابهة

  • أمين حماة الوطن بكفر الشيخ: تمكين الشباب وتعزيز المشاركة المجتمعية رؤية متكاملة يتبناها الحزب
  • بيتر غورشين: الابتكار والقيادة ركيزتان لتحقيق رؤية السعودية 2030
  • رحلة الابتكار: كيف تدعم البيانات تحقيق رؤية السعودية 2030
  • تحليل عبري: هل تحارب إسرائيل الحوثيين أم دولة اليمن.. وما الصعوبات التي تواجه السعودية والإمارات؟ (ترجمة خاصة)
  • وزير الخارجية يشيد بالعلاقات التي تربط بين مصر وتونس
  • أندية الفتاة والمرأة بأسيوط تشارك في معرض تراثنا
  • الإمارات تشارك في اجتماع الفريق الخليجي الأردني بمجال الشباب
  • نائب بالشيوخ: قرار العفو الرئاسي يجسد رؤية دولة حديثة تحتضن أبناءها
  • المشير حفتر في ذكرى الاستقلال: يجب إنقاذ ليبيا من أزماتها المتفاقمة ببناء دولة دستورية حديثة
  • التعاون المصري الماليزي في مجال الشباب والرياضة.. رؤية مشتركة لتحقيق التنمية المستدامة