هل حقاً تغيّر الموقف الأمريكي؟!
تاريخ النشر: 18th, December 2023 GMT
-على استحياء صرّح عجوز البيت الأبيض أن سقوط الأعداد الكبيرة من المدنيين الفلسطينيين بصواريخ وقنابل الكيان الصهيوني في غزة صار مقلقا ومن شأنه أن يفقد “إسرائيل” دعم المجتمع الدولي في حربها “العادلة” ضد ما يسميه إرهاب حماس.
-تصريحات بايدن المخادعة انطلت على الكثيرين حول العالم من سياسيين وإعلاميين وحتى أناس عاديين وراحوا يتحدثون عن تغيّر كبير في الموقف الأمريكي إزاء دعم العدوان الصهيوني الوحشي وجرائم الإبادة الجماعية التي يرتكبها جيش الاحتلال بحق فلسطينيي قطاع غزة، وأن ذلك التطوّر الإيجابي من واشنطن سيكبح الجنون الإسرائيلي وسيجعله يرضخ لدعوات وقف إطلاق النار.
-أخذت الإدارة الأمريكية تتكلم مؤخرا عن الممارسات الإسرائيلية ضد المدنيين في غزة وكأنها بريئة من دماء عشرات الآلاف من أطفال ونساء فلسطين، أو كأنها ليست القاتل الأول والشريك الأكبر في مذابح ومجازر نتنياهو المتواصلة منذ قرابة الثلاثة أشهر، وهي التي أصمّت آذان الدنيا بشعاراتها عن الحرية والمساواة والعدالة الاجتماعية وغيرها من القيم والمبادئ التي اتخذتها الولايات المتحدة أدوات رخيصة لتحقيق مصالحها ومآربها الاستعمارية في زمن ما بعد الاستعمار العسكري المباشر.
-الممارسات الإجرامية لأمريكا حول العالم – وآخرها ما يجري في غزّة من جرائم وحشية يندى لها جبين الإنسانية – تعرّي أمريكا وتظهرها على حقيقتها البشعة، ولن تستطيع تخرصات مسؤولي البيت الأبيض الأخيرة وما يذرفونه من دموع التماسيح على الأبرياء في غزة أن تخفي هذه الحقائق الساطعة.
– يعلم القاصي والداني -إلّا من أراد خداع نفسه- أن الرواية الأمريكية المستحدثة بخصوص حماية المدنيين في غزة ليست سوى مناورة مفضوحة هدفها التخفيف من حدة السخط والغضب الشعبي المتنامي للرأي العام العالمي والأمريكي تحديدا حيال جرائم إسرائيل والدعم اللا محدود الذي تقدمه إدارة بايدن للقتلة في تل أبيب ومواصلة تزويدهم بالصواريخ والقنابل الفتاكة التي تهطل ليل نهار على رؤوس الأبرياء في قطاع غزة منذ نحو ثمانين يوما وتختطف المزيد من أرواح النساء والأطفال والمسنين في كل دقيقة تمر.
-واشنطن هي من تدير العدوان على غزة منذ لحظاته الأولى ودعمها اللامتناهي لكيان الاحتلال لم يتوقف للحظة واحدة ولن يتوقف أبدا ولن تستطيع كلمات جوفاء لا صلة لها بالحقيقة والموقف أن تمنحها حكم البراءة وأن يعفيها من تحمل مسؤولياتها الإنسانية والأخلاقية والقانونية لجرائم الحرب الهمجية وغير المسبوقة بوحشيتها ودمويتها في التاريخ الإنساني.
فتح الطرقات ضرورة
الأسبوع الماضي تلقيت اتصالا مفاجئا من الأهل، أخبروني فيه بنقل والدتي إلى المستشفى وإدخالها إلى العناية المركزة في إحدى المناطق المجاورة لمدينة الخوخة إثر عارض صحي ، أردت السفر وأعددت له عدّة وحين باشرت اتصالاتي لمعرفة الجديد الذي طرأ على طريق الجراحي -حيس المغلق منذ سنوات، جاءتني الأخبار الصادمة، أن المسافة التي كنا نقطعها في نصف ساعة تحتاج اليوم إلى سفر يومين وأن الرحلة من الجراحي إلى الخوخة تتطلب المغامرة بعبور سلسلة جبال محافظتي إب وتعز وصولا إلى الخط الساحلي في منطقة رأس العارة بلحج، قبل أن تسلك الطريق إلى الخوخة في درب كثير المخاطر، أما إذا أردت الاعتماد على التهريب لمسافة الثلاثين كيلو مترا عبر الدراجات النارية فعلينا المغامرة بعبور حقول ألغام شائكة وقد نتعرض لنيران القناصة المتمركزين في كل مكان من جنبات تلك الأنحاء، كما أن التكلفة المالية لهذين الطريقين التي كانت لا تكلف أكثر من ألف ريال تزيد اليوم عن نصف مليون ريال بعملة المرتزقة ونصف هذا المبلغ من العملة المتداولة في مناطق المجلس السياسي الأعلى.
-لم أجد من خيار متاح أمامي سوى المكوث في مكاني والتضرّع والابتهال إلى الله أن يَمُّن على الوالدة بالشفاء العاجل وان يعجّل بالفرج لسكان تلك المناطق الذين يعانون الأمرين والويلات ومعاناة متواصلة جراء الإغلاق غير المبرر لهذا الطريق الحيوي.
-اتفاق السلام المرتقب يجب أن يشمل فتح الطرقات المغلقة كأولوية إنسانية لا تقل أهمية عن ملف المرتبات والموانئ والمطارات وغيرها من القضايا الإنسانية، ولا تحتمل أي تأجيل وترحيل جديد، فملايين المواطنين يدفعون أثمانا باهظة لهذه المعضلة التي يجب أن تعالج بأسرع وقت ممكن .. والله المستعان على ما تصفون.
المصدر: الثورة نت
إقرأ أيضاً:
الأمم المتحدة تدعو إلى حماية المدنيين في سوريا
دمشق (الاتحاد، وكالات)
أخبار ذات صلة 2024 عام «النزوح» في العالم تفاقم معاناة النازحين في مخيمات شمال غربي سوريادعت الأمم المتحدة إلى حماية المدنيين في سوريا وتقديم المساعدات المنقذة للحياة، مشيرة إلى أن العنف المستمر في البلاد أدى إلى نزوح المزيد من الناس، جاء ذلك فيما قتل 11 شخصاً بانفجار مستودع أسلحة قرب دمشق يعتقد أنه جراء غارة إسرائيلية. وقال المكتب الأممي لتنسيق الشؤون الإنسانية في سوريا، أمس، إن العنف المستمر في البلاد أدى إلى نزوح المزيد من الناس.
وأضاف: «هناك حاجة لاتخاذ إجراءات فورية لحماية المدنيين في سوريا وتقديم المساعدات المنقذة للحياة».
كان المكتب الأممي قال في وقت سابق، إن 9 شاحنات مساعدات تابعة للأمم المتحدة عبرت إلى إدلب في شمال غرب سوريا، الجمعة، وكانت تحمل 200 طن متري من المساعدات من برنامج الأغذية العالمي، وهو ما يكفي نحو 80 ألف شخص.
إلى ذلك، قتل 11 شخصاً، أمس، إثر انفجار مستودع أسلحة قرب مدينة «عدرا الصناعية» في ريف دمشق.
وقال مصدر محلي إنه «يرجح بأن الانفجار ناجم عن استهداف إسرائيلي جديد للأراضي السورية».
وأشار إلى أن عمليات انتشال الجثث من موقع الانفجار، ورفع الأنقاض مستمرة.
في سياق آخر، أصدرت مجموعة البنك الدولي مؤخراً نتائج تقييمها للأضرار التي خلفتها الحرب في سوريا، مشيرة إلى أنها تسببت في تدمير أكثر من 210 آلاف وحدة سكنية في 14 مدينة سورية شملها التقييم حتى نهاية 2022.
كما تشير التقديرات إلى أن نحو 30 ألف وحدة سكنية دمرت بشكل كامل، بينما تضررت 180 ألف وحدة بشكل جزئي، وخسرت مدينة حلب وحدها نحو 135 ألف وحدة سكنية، تعادل 21% من مجموع المنازل فيها، و70% من إجمالي الوحدات المتضررة في المدن التي شملها هذا التقييم.
وقد تسببت الأضرار المهولة في البنية التحتية وتدهور الخدمات العامة في موجة نزوح على نطاق واسع، لينخفض عدد السكان بنسبة 18% إلى 17.5 مليون نسمة وفق تقديرات الأمم المتحدة لعام 2019.
وفي داخل سوريا نزح أكثر من 6.7 مليون شخص حتى عام 2021، وبحلول سبتمبر من ذلك العام، كانت الحرب قد أسفرت عن سقوط نحو 350 ألف شخص، بينما كان نحو 13.4 مليون شخص بحاجة لمساعدات إنسانية، منهم 5.9 مليون شخص في حاجة ماسة للمساعدة.