الجزائر: مبادئ القانون الدولي تمَّ دفنها في “مقبرة غزة” الحرس الثوري: الوجه الحقيقي لحقوق الإنسان لدى أمريكا ظَهَر في غزة

الثورة / إسكندر المريسي

عمد العدو الصهيوني منذ الوهلة الأولى لعدوانه على قطاع غزة في تنفيذ سياسة التدمير الممنهج لكل مقومات الحياة الإنسانية والاجتماعية بهدف تحقيق جملة أهداف ابرزها التهجير القسري لسكان غزة .


بدليل حجم القنابل التي القاها ذلك العدو على القطاع والتي تجاوزت أضرارها حجم القنبلة الأمريكية التي القتها الولايات المتحدة على مدينة هيروشيما اليابانية إبان الحرب العالمية الثانية
حيث أدانت وزارة الخارجية والمغتربين التصعيد الحاصل في استهداف المدنيين الفلسطينيين، وارتكاب المزيد من المجازر بحقهم في قطاع غزة لليوم الـ72 على التوالي، بما في ذلك استمرار قصف المنازل فوق رؤوس ساكنيها واستهداف المستشفيات والمدارس والمراكز التي تؤوي النازحين، ومجازر إبادة جماعية يندى لها جبين الإنسانية.
وأكدت الخارجية في بيان صدر عنها، أمس الأحد، أن العنوان الحقيقي لحرب الاحتلال على قطاع غزة هو قتل المزيد من المدنيين، وتعميق حالة النزوح في صفوفهم، وتحويل قطاع غزة إلى بقعة من الأرض غير صالحة للحياة البشرية، في تجسيد لأبشع أشكال العنصرية والعقلية الانتقامية التي لا تليق بالدول.
وأدانت اقتحام جيش الاحتلال لكنيسة ومدرسة دير اللاتين في حي الزيتون بغزة القديمة أثناء وجود عشرات العائلات المسيحية التي لجأت إليها وإطلاق قناصة العدو الرصاص نحوهم، ما أدى إلى استشهاد سيدة وابنتها وإصابة آخرين من بينهم اثنان في حالة الخطر، وكذلك الجرائم المروعة التي ارتكبتها قوات الاحتلال في مستشفى كمال عدوان بالأمس.
في السياق ذاته، أدانت الوزارة بشدة التصعيد الحاصل في اقتحامات قوات الاحتلال واستباحتها لعموم المناطق الفلسطينية وبشكل دموي كما حصل مؤخرا في مخيم نور شمس، ما أدى إلى استشهاد 5 مواطنين، وسط تخريب متعمد للبنى التحتية في عموم المناطق التي تقتحمها، وكذلك التصعيد الحاصل في اعتداءات مليشيات المستعمرين المسلحة كما حصل هذا اليوم في هجماتهم على مساكن المواطنين في تجمع عرب المليحات غرب أريحا.
ورأت الخارجية، أن الحكومة الإسرائيلية تشن حربا مفتوحة على المدنيين الفلسطينيين عامة وتستهدف ضرب البعد الإنساني في حياة المواطنين في قطاع غزة أكثر من أي شيء آخر، وتستظل بحجة الدفاع عن النفس والضوء الأخضر الذي تعطيه عدد من الدول لتعميق الكارثة الإنسانية في قطاع غزة وضرب علاقة المواطن الفلسطيني بأرضه بما فيها القدس الشرقية لتكريس وفرض رؤيتها للقضية الفلسطينية كمشكلة سكانية وليست قضية شعب يرزح تحت الاحتلال ويناضل من أجل حقه في تقرير مصيره.
وقالت إن الدول التي تقف مع إسرائيل مطالبة ولاعتبارات إنسانية قبل كل شيء بسحب غطائها الذي توفره لحرب الإبادة الجماعية وللمجازر بحق المدنيين، وفرض آليات عملية تجبر دولة الاحتلال على وقف حربها وحماية المدنيين الفلسطينيين وتأمين احتياجاتهم الإنسانية وعودتهم لمنازلهم التي هجروا منها بالقوة، ووقف جميع الإجراءات الإسرائيلية احادية الجانب غير القانونية التي تجحف بقضايا الحل النهائي التفاوضية، ذلك في إطار واجب الوجود وأكثر من أي وقت مضى لعقد مؤتمر دولي للسلام يفضي لحل الصراع بالطرق السياسية وإنهاء الاحتلال الإسرائيلي لأرض دولة فلسطين.
وفي سياق متصل قال وزير الخارجية الجزائري، أحمد عطاف، إن أفريقيا تمثل صوت الحكمة والالتزام، الذي تحتاج إليه منظمة الأمم المتحدة في الوقت الحالي.
جاء ذلك خلال مشاركته في ندوة حول السلم والأمن في أفريقيا، حسبما ذكرت صحيفة “النهار” الجزائرية، امس الأحد.
وتحدث عطاف عما يحدث في غزة، مشيرًا إلى أن مبادئ القوانين الأساسية التي يقوم عليها النظام الدولي تم دفنها في مقبرة غزة.
وتابع: “مجلس الأمن الدولي التابع للأمم المتحدة أصيب بالشلل التام نتيجة انهيار منظومة الأمن الجماعي”، مشيرًا إلى أن العالم يعاني من تجدد سياسة الاستقطاب بين القوى العالمية وتداعياتها”.
وقال وزير الخارجية الجزائري: “أصبح العالم يواجه تجليات كارثية تتمثل في تصاعد خيار اللجوء لاستعمال القوة لحل الخلافات، بينما يتم الاستهزاء بالشرعية الدولية والاستخفاف بما تفرضه من مسؤوليات الانتماء إلى منظماتها”.
كما انتقد أحمد عطاف أسلوب الانتقائية، الذي يتم استخدامه في تحديد الأولويات العالمية، مشيرًا إلى أنه من المفترض أن تظل القوانين هي المرجع الذي يتم الاحتكام إليه دون تمييز أو تفضيل أو إقصاء.
وتابع: “كيف يتم حرمان المدنيين الفلسطينيين من حق الحماية الذي يكفله لهم القانون الدولي للشعوب التي تخضع للاحتلال”، مضيفًا: “كيف يتم تجاهل نداءات واستغاثات الأمين العام للأمم المتحدة في هذا الشأن”.
كما عبّر الوزير الجزائري عن استغرابه من تجاهل العالم لطلبات الاستغاثة الصادرة عن مختلف الوكالات الإغاثية الأممية، بينما يستفيد “الاحتلال الإسرائيلي الاستيطاني من جميع التسهيلات ليقوم بإبادة شعب بأكمله دون أن يتم عقابه أو التلويح بالعقاب.
وفي ذات السياق ذلك قال القائد العام للحرس الثوري الإيراني، اللواء حسين سلامي، امس الأحد، إن انتهاك حقوق الإنسان ‏والديمقراطية، التي تزعم أمريكا أنها حاملة رايتها، واضح في قطاع غزة.‏
جاء ذلك خلال حديث سلامي في حفل أقيم في طهران، لتوديع الشهداء الذين تم اكتشافهم حديثا خلال الحرب التي فرضها العراق على إيران، في الفترة من عام 1980 إلى 1988، وفقا لوكالة أنباء “مهر” الإيرانية.
وفي إشارة إلى الدعاية الأمريكية المزعومة حول حقوق الإنسان والديمقراطية، قال قائد الحرس الثوري الإيراني إن “المسؤولين الأمريكيين يعتقدون أنهم يستطيعون العيش في عالم آمن، إذا قاموا باحتلال ودفن دول أخرى، لكن التجارب الحالية في أفغانستان والعراق وسوريا تثبت أن الأمريكيين أجبروا على الانسحاب من بلدان مختلفة”.
ووفقا للجنرال الإيراني، فإن “الشعب الفلسطيني سيواصل المقاومة، في حين أن أمريكا والنظام الإسرائيلي محكوم عليهما بالفشل في حرب غزة”.
وأضاف اللواء حسين سلامي: “الدول الإسلامية غاضبة من جرائم الحرب في قطاع غزة، ولا يجرؤ المسؤولون الأمريكيون على زيارة أي دولة إسلامية”، مضيفا أن “الشعب الإيراني سيدعم فلسطين حتى النهاية.

المصدر: الثورة نت

إقرأ أيضاً:

حولتها إلى سجن كبير..الخارجية الفلسطينية: إسرائيل تنكل بالمواطنين في الضفة لتهجيرهم إلى الخارج

قالت وزارة الخارجية والمغتربين الفلسطينية اليوم الثلاثاء، إن إسرائيل تقيد حركة الفلسطينيين في الضفة الغربية عبر قرابة 900 حاجز وبوابة حديدية.

وقالت الوزارة في بيان إن نشر السلطات الإسرائيلية ما يقارب 900 حاجز وبوابة حديدية تقيد حياة الفلسطينيين وتتحكم في حركتهم داخل البلدات والقرى والمخيمات، ما يؤدي إلى تمزيق أوصال الضفة الغربية، وتحويلها إلى سجن كبير يضم مئات السجون الفرعية المغلقة. واعتبرت الوزارة أن الحواجز العسكرية الإسرائيلية تعد "أبشع أشكال العقوبات الجماعية المفروضة على المواطنين، والأسر الفلسطينية خاصة في شهر رمضان، حيث تجبرهم قوات الاحتلال على تناول إفطارهم عند هذه الحواجز في مشهد يذكر بأسوأ أنظمة الفصل العنصري في التاريخ". قلق أوروبي من تداعيات العمليات الإسرائيلية في الضفة الغربية

وأوضحت الوزارة أنها تنظر "ببالغ الخطورة إلى سياسة الاحتلال وإجراءاته" في الضفة الغربية، مؤكدة أن هذه الحواجز "لا تخدم أي أهداف أمنية بل تهدف إلى التنكيل بالمواطنين الفلسطينيين، وتقويض صمودهم، لدفعهم قسراً إلى البحث عن حياة أفضل خارج وطنهم".

وقالت الوزارة إن الحواجز "ليست سوى أداة ممنهجة لتأجيج العنف وإشعال الصراع، في تناقض صارخ مع الجهود الإقليمية والدولية الرامية إلى تحقيق التهدئة ووقف إطلاق النار".

وطالبت المجتمع الدولي بالتحرك العاجل "لإلزام الاحتلال برفع جميع حواجزه وتسهيل حركة الفلسطينيين، وضمان وصولهم بحرية إلى بيوتهم ودور العبادة خلال الشهر الفضيل".

ولم يصدر أي تعليق إسرائيلي رسمي على نشر الحواجز والبوابات، إلا أن صحيفة "هآرتس" قالت منذ أيام إن التغيير الكبير جاء الشهر الماضي بعد أن أمر المستوى السياسي في إسرائيل الجيش بإضافة عشرات الحواجز التي يوجد فيها جنود على الشوارع المؤدية إلى المدن الفلسطينية في الضفة الغربية، إضافة إلى الحواجز التي وضعت عند اندلاع الحرب مع قطاع غزة في أكتوبر (تشرين الأول) 2023.

وقالت الصحيفة إن الأمر أعطي عقب طلب من المجلس الأمني السياسي المصغر الإسرائيلي، بذريعة أن الأمر وسيلة لمنع الاشتعال بسبب إطلاق سراح السجناء الفلسطينيين، في إطار صفقة التبادل مع حماس.

مقالات مشابهة

  • وزير الخارجية: الخطة المصرية لإعادة إعمار قطاع غزة تمت بالتنسيق الكامل مع الحكومة الفلسطينية
  • حولتها إلى سجن كبير..الخارجية الفلسطينية: إسرائيل تنكل بالمواطنين في الضفة لتهجيرهم إلى الخارج
  • الخارجية الفلسطينية تدين التحريض الصهيوني على استئناف العدوان والتهجير القسري
  • حمدان: الاحتلال سعى لإفشال اتفاق غزة والعودة للعدوان
  • الأورومتوسطي: الاحتلال يواصل سياسة الإبادة والتجويع في غزة
  • الخارجية الفلسطينية تدين التحريض الصهيوني لاستئناف حرب الإبادة والتهجير
  • لوموند: كيف أثر السيسي على الدور الذي كانت تلعبه مصر في القضية الفلسطينية؟
  • حماس: استمرار الاحتلال في إغلاق معابر غزة جريمة عقاب جماعي بحق المدنيين
  • متظاهرون يغلقون الطريق المؤدي لحفل “الأوسكار” احتجاجاً على الإبادة الجماعية بغزة
  • الخارجية الفلسطينية: نرفض تسييس المساعدات الإنسانية من قبل الاحتلال الإسرائيلي